الدولة والثورة
فلاديمير لينين فكرتَكتَسِبُ مسألَةُ الدولة في الوقت الحاضر أهميَّةً خاصَّة، سواء من الناحية النظرية أو من ناحية السياسة العملية. فقد شدَّت الحرب الإمبريالية وعجَّلت بدرجةٍ هائلة عَمليَّة تحوُّل الرأسمالية الاحتكارية إلى رأسماليَّةِ الدولة الاحتكارية. وتزداد فظاعة الظُّلم الذي تعانيه الجماهير العامِلَةُ من قِبَل الدولة، تلك الدولة التي تلتحم أكثرَ فأكثر باتحادات الرأسماليين ذات الحَوْل والطَّوْل، وتتحوَّل المناطق الداخلية في البلدان المُتقدِّمة بالنسبة إلى العُمَّال إلى سجونٍ عسكرية للأشغال الشاقَّة.
حديث التاريخ للمستقبل (47 حوارًا مع رموز الفكر والثقافة)
محمد حسين أبو العلا فكربين دفَّتَيْ هذا الكتاب 47 حوارًا مع شخصيَّاتٍ عربيَّة وعالَميَّة أثرَت الحياةَ الفِكريَّةَ على الصَّعيدَيْن: العربي والعالَمي، وهي حواراتٌ أدارها المؤلِّفُ بمستوًى من العُمقِ والمهارَةِ، جَعَلها -بحَقٍّ- بمثابة مَلفٍّ موجَزٍ ومُكثَّف عن هؤلاء المفكِّرين؛ الأمر الَّذي يجعل هذا الكِتابَ لا غِنى عنه لقارِئٍ يَتَطلَّع لمعرفَةِ الأفكار الرئيسيَّة والتَّوجُّهات الأساسيَّة لهؤلاء الأعلام، وبالذَّات عندما لا يكون قد تَمكَّن من قراءة هذه الأفكار والتَّوجُّهات من قَبل، وهو أيضًا كتابٌ لا غِنى عنه لِمَن قرأ لهؤلاء المُفكِّرين أو عنهم؛ لأن الحوارات المنشورَةَ هنا كشَفَت عن جوانِبَ من تَوَجُّهات هذه الشَّخصيَّات البارزة، لم يَكُن التَّعرُّف عليها مُمكِنًا أو سَهلًا، إلَّا من خلال مُحاوِرٍ أفنى عُمرَه في الاطِّلاعِ العَميق على فِكر ومواقِفِ هذه الرُّموز؛ ومن ثَمَّ فقد نَجَحَ في كَشْفِ جوانِبَ من رسالَتِهم الفِكريَّة، وألقى عليها الضَّوءَ؛ فأنار بذلك لِلقارِئِ واسِعِ الاطِّلاع مَنظورًا جديدًا في معرفة هؤلاء المفكِّرين.
نِضال النساء ( 150 عامًا من النضال من أجل الحرية والمساواة والإخاء )
مارته براين مصورمنذ مئة وخمسين عاما لم تكن حياة الرجال كحياة النساء . فالنساء لم تكن يتمتعن بحق التصويت فى الانتخابات ولاحق العمل ، بل حتى لم تكن المرأة هي المتحكمة فى جسدها ! وعندما بدأت النساء فى تنظيم أنفسهن ، حدث التغيير نحو الحرية والمساواة والأخوية . (( نضال النساء )) كتاب لمن يريد أن يعرف تاريخ النسوية ، بأكبر قدر ممكن فى أقصر وقت ممكن . فهو يحتفى ، فى هيئة رواية مصورة ، بالكفاح من أجل حقوق المرأة فى جميع أنحاء العالم على مدار مئة وخمسين عاما ً من التاريخ الحديث . (( نحن نمضى قدماً ببطء ولكن بثبات .. علينا فقط التحلي بالجرأة كي يسمعونا)) .
أفيون وبنادق (سيرة سياسية واجتماعية لخط الصعيد الذى دوخ ثلاث حكومات)
صلاح عيسى دراساتنجد في كتابة صلاح عيسى الجريمة مدخلًا لدراسةٍ واسِعَةٍ وشامِلة للمُجتَمع، والحُكَّام، والمحكومين، والقوى السياسية المختلفة، والصِّراعات الاجتماعية الدائرة، وهذا منهجه في كتابه "أفيون وبنادق"، حيث يسرد الكتابُ سِلسلةً طويلةً من القتل والسرقة، والهجوم على رجال الشرطة، وترويع الأهالي، وتَسميم المواشي، وحرق المحاصيل، وفرض الإتاوات- التي ارتكبها محمد منصور، الشهير بـ "خُطّ الصعيد". "الخط" شخصيَّةٌ مُلتَبِسة في التاريخ الإجرامي المصري؛ فهو شخصيَّةٌ تُحتَسب على المقاومة، ومحبوبٌ لشريحةٍ عريضة من الجمهور المصري؛ لكونه مُتمرِّدًا على السُّلطة المصرية المتمثِّلة في الحكومة، ولكنه شخصية إجرامية، رَوَّعَت أمن المواطنين. أعاد عيسى قراءة كل ما كُتِب في الصُّحُف والمجلات والمذكِّرات، وعلى الأخصِّ التحقيقات التي نشرها صحفيُّ الحوادث الشاب آنذاك: محمد حسنين هيكل في مجلة "آخر ساعة"، ولفَتَت إليه الأنظار بقوَّة، إلى جانب المذكِّرات التي كتبها ضابط البوليس الذي تولَّى القضية: محمد أفندي هلال، الذي طارَدَ الخُطَّ لأكثر من سنة، واقتنصه في نهاية الأمر، غير أنه هجر البوليس واشتغل بالصحافة، من هذا وذاك خرج عيسى برواية جديدة، هي الأدَقُّ والأشمَلُ للخُطّ.
البرجوازية المصرية وأسلوب المفاوضة
صلاح عيسى فكرصلاح عيسى ليس مجرد أديب أو مؤرخ فحسب، بل المفكر الفذ الذي نجح خلال أعماله التي تنبض بالحياة حتى الآن، في بناء جسر تقدُّمي حداثي بين جيلي الأربعينات والسبعينات" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حين نقول إن اعتماد البرجوازية المصرية على المفاوَضَة كأسلوبٍ وحيدٍ لحَلِّ تناقُضِها مع الإمبريالية، كان قضاءً أكثرَ ممَّا كان اختيارًا انتقائيًّا؛ فنحن لا نفعل أكثرَ من أنْ نَصِفَ ظاهرةً لا يَعْمَى عنها إلا هؤلاء الذين يُصرُّون على استمرار المراهنة على وطنيَّة البرجوازية، كأنهم يواجهون إحساسًا داخليًّا عميقًا بالعار؛ لأنَّهم مَنحوا يومًا بركاتِ الوطنيَّة -بشكلٍ مُطلَقٍ ودون تَحفُّظاتٍ- للبرجوازيَّة العربية عمومًا -والمصريَّة بوجهٍ أخصَّ- برغم أن واقع الحال كان أمامهم ناطقًا بأن البرجوازية العربية قد عَجَزَت دائمًا عن أن تفلت من قضاء المفاوضة الذي يطاردها، أو أن تتمرَّد على قدر التبعية الذي قَعَدَ بها على حِجْرِ الإمبريالية، ترضع لَبَنَها حتى شاب شَعْرُها، وملأَت التجاعيدُ صفحةَ وجهِها!
تاريخ العصامية والجربعة ( تأملات نقدية فى الأجتماع السياسي الحديث )
محمد نعيم فكرخلَّفَت ثورة يناير وراءها عالمًا أمسى قديمًا في وعي كل المعاصرين، يُشار إليه بالماضي أو "زمان"، حتى لو كان المقصود عَقدًا واحدًا مضى، وعلى الرغم من كونه قديمًا لم نكتشف بعد كل عناصره ولا تركيباته كي نفهم لحظتنا المعاصرة التي هي نتاج تفاعُلاته هو، أصبح المصريون بعد يناير يطلق عليهم أنهم شعب بلا كتالوج لأنهم أصبحوا شعبًا موجودًا من الأصل، يتحرَّك بشكل مَرئيٍّ بعدما عبَّر عن وجوده، لم يعد صُوَرًا مُخلَّقة في دراما مُوجَّهة، انهارت كل الصورة النَّمطيَّة القديمة رغمًا عن الجميع، وأصبح لزامًا على الجميع بذل الجهد اللازم لفهم الطبيعة المادية للمجتمع الذي يعيشون فيه، وجوهر صراعاته ودوافعها. لم تَعُد من الممكن صياغة مصر كعالم مُتخيَّل من عناصر بسيطة؛ فالبلد في تغيُّر مستمر، وكنس التراب ومُراكَمَتُه تحت سجاجيد الواقع لن يُفضي إلى رؤية أي أفقٍ منبسط، بل سيجعل المسير أكثر بُطئًا وقلقًا داخل منعرجات أكثر خطورة وصراعية؛ فالمجتمعات لا تسكن أبدًا، يمكن أن تخفض صوتها، لكنها لن تتوقَّف عن الهمس والكلام، وفي الأثناء ستتشكَّل لغاتٌ جديدة، تتطوَّر وتتمايز وتصبح معها العوالم المتنوِّعة أكثر عُزلَة وتناثرًا، ولن تستطيع خطابات الصور النمطية التافهة احتواءها بحيث يسير كل شيء بالتوازي حتى تأتي لحظة تتقاطع فيها المتوازيات، فتصطدم العوالم بعضها ببعض؛ وحينها لن يمكن إخفاء صوت الانفجار.
في تطور النظرة الواحدية إلى التاريخ
بليخانوف فكر"يقوم بليخانوف في هذا الكتاب بالرَّدِّ على ما أَطلق عليهم المثاليِّين، والاشتراكيِّين الانتهازيِّين، الذين قاموا بتفسير التاريخ بمناهِجَ مادِّيَّة، مُنكِرين التفسير المادِّيَّ الجدلي الماركسي الذي يتبنَّاه ويدافع عنه؛ فهو يقدِّم في هذا الكتاب ردًّا قاطِعًا على آراء المِثاليِّين الألمان، والمادِّيِّين الفرنسيِّين، ويعتبر أن أحدًا منهم لم يقترب مِمَّا يعتبره الماركسيُّون التفسيرَ المادِّيَّ للتاريخ، وإنما ترك الأمر في خانات الرأي والطبيعة. يضع بليخانوف منهجيَّةً للرَّدِّ على ناقِدي المادية التاريخية، بدءًا من مفهوم التطوُّر وعالم الأفكار المثالية، صعودًا إلى الثورة الصناعية وتصحيح المفاهيم الهيجليَّة، ويَختَتِم كتابَه بوضعِه شرحًا مُفسِّرًا للماركسية ودورها في تفسير التاريخ بشكل عِلميٍّ. يُعَدُّ الكتاب بالنسبة إلى "لينين" أحد الركائز في الفكر الشيوعي والماركسية."
غاندي
نانديني نايار نشءهددنـي قائلا: "إنـزال أو ساسـتدعي الشـرطي لطـردك" تحديقه بإصـرار: "إفـعـل ذلـك، فأنـا لـن أتـرك القطار" اشتهر غانـدي بـأنـه أبـو الأمية، والرجـل دمـث الخلـق الـذي تظهـر صورتـه علـى أوراق العملـة الهندية، لكـن مـن هـو مهنـداس كرمشـالد غانـدي؟ ومـا الـذي حولـه إلـى هـذه ظاهـرة؟ يأتـي عالــدي مـن عائلـة جـوزاراتـي وهـي مـن الطبقة المتوسطة، وملـذ نعومة أظافـره أبـدى اهتماماً وشـعفا بالحقيقـة وكـافـح مـن أجـل الـوصـول إليهـا بـلا كلل أو تعـب، وفـي ذلـك كان دائما ما يقسو على نفسه اكثـر مـن غيـره. كانت شجاعته الأدبيـة واعتقـاده الدفيـن بالحقيقة، وأيضـا إيمانه بالحـب وعـدم استخدام العلـف هـي أسلحته للفـوربـای معركـة، مما جعـل منـه قـائـدا ملهمـا يمتد تأثيـر حياتـه وكلماتـه فـي البشـرية حتـى اليوم.
المثقفون المصريون ودورهم في ثورة 1919
آمال سعد زغلول دراساتتناوَلَت هذه الدراسة دَورَ المثقَّفين المصريِّين ومواقفهم من أحداث ثورة 1919 الديمقراطيَّة التَّحرُّريَّة. ومنذ بداية أحداث الثورة وجدنا المثقَّفين يتصدَّرون النِّضالَ في كل حَدَثٍ من أحداث الثورة، فبدءًا من الأحداث العنيفة التي بدأت بعد اعتقال سعد باشا، لَعِبَ الطَّلبةُ الدَّورَ الأكبر، مُستندين إلى رصيدهم النضالي الضخم الذي وَرِثوه عن الحزب الوطني. أيضًا احتجاجات المحامين وإضرابهم، كذلك إضراب الموظَّفين، الذي سَبَّب الشَّلَل الكامل للإدارة. وعندما أرسَلَت بريطانيا لجنة مِلنَر لتقصِّي الحقائق، وُوجِهَت بالمُعارَضة والمقاطعة من المثقَّفين. كذلك مفاوضات عدلي كيرزون فشلت لنفس الموقف من قِبَل المثقَّفين. وعندما تألَّفَت لجنة الدستور وقانون الانتخاب تصدَّى المثقَّفون لمناقشة كافَّة قضاياه؛ ممَّا جعل اللجنة تُعدِّل وتضيف بعضَ البنود، وأهمها على الإطلاق: بند الحُرِّيَّات. وبالإجمال، فإن المثقَّفين لعبوا دَورًا هامًّا في أحداث الثورة، مُتصدِّرين قيادة الحركة الوطنية بما لا يَدَعُ مجالًا للشَّكِّ. وحقَّقوا مكاسب لا بأس بها؛ فقد حصلوا على 78 مقعدًا من مقاعد البرلمان. أيضًا من أهم النتائج: التَّوسُّع في التعليم؛ فزاد عَددُ الطَّلَبة في المدارس من 324 ألفًا عام 1924 إلى ما يقرب من 900000 عام 1933، كذلك زادت ميزانية التعليم من 4% عام 1919 إلى 13% قبل الحرب العالمية الثانية.
الموت في تشريفة الحليف الوطني (وقائع اغتيال شهدي عطية الشافعي)
صلاح عيسى دراساتأمَّا في ذلك الصباح -15 يونية (حزيران) 1960- ولثمانية أِشهر سابقة، فإن "الأوردي" كان مُخصَّصًا لمَهمَّته "المقدَّسة" التي حفَرَت اسمه بالسياط والشوم، وحتى بالدم على صفحات التاريخ، وهي أن يكون المرحلة الثالثة -والأكثر قسوة ودمويَّة- في عملية تصفية الشيوعيِّين المصريين، وإجبارهم بالقهر والتعذيب على التخلِّي عن أفكارهم، وحلِّ تنظيماتهم، وبذلك تتخلَّص حركة "القومية العربية" من أعدائها الداخليين، بعد أن تخلَّصت من أعدائها الخارجيين، وحسَمَت المعركة مع الاستعمار لصالحها.
ازدواجية الدين (الأسرار المصرية وعصر التنوير الأوربي)
يان أسمان فكر"هل يُدَعِّم الدِّينُ الخَيالاتِ والأَوهامَ الضَّروريَّةَ للحياة؟ أَمْ أَنَّ الاحتياجَ إليها هو الَّذي يُؤدِّي إلى ظاهِرَة "ازدواجيَّة الدِّين"؟ يُقدِّم عالِمُ المِصريَّاتِ البارِزُ "يان أسمان" في هذا الكِتابِ الموسوعيِّ الهامِّ نَظرَةً عامَّةً، ولكِنَّها عَميقَةٌ على مَوضوعِ "ازدواجِيَّة الدِّين"، حيثُ يَبدَأ رحلَتَه بالعَودَةِ إلى لاهوت قُدَماء المصريِّين، الَّذين اتَّسَمَ الدِّينُ عندَهم بالازْدواجِيَّة بين دينِ النُّخبَة وبَينَ دينِ الشَّعب، وهو التَّصوُّر الَّذي أَثَّر على الأَديانِ القَديمَةِ بشَكلٍ عامٍّ، حيثُ كان لها دائِمًا: وَجهٌ خارجيٌّ (وَجهُ الدِّينِ الرَّسميِّ) ووَجهٌ داخِليٌّ (الَّذي يَشمَلُ الطَّبيعةَ الغامِضَةَ للتَّجرِبَة الدِّينيَّة الخاصَّة). ثم يُكمِلُ "أسمان" رِحلَتَه في التَّاريخ ويَنقلُنا إلى العَصرِ الحديث الَّذي شَهِدَ ولادَةَ فِكرَةِ ازْدُواجِيَّة الدِّين بينَ دينِ العَقلِ (دين الفلاسِفَة) من جِهَةٍ، ودينِ الوَحْيِ (دينِ الآباء) من جِهةٍ أُخرى. اكتَسبَ هذا المفهومُ أَهمِّيَّةً جديدةً في عصر التَّنويرِ عِندَما تَمَّ نَقلُ البنيَةِ المزدوَجَةِ للدِّين إلى الفَرد؛ مِمَّا يَجعَلُ الإنسانَ مَدينًا الآنَ بِوَلائِه ليسَ فَقَط لِدِينِه الأَصليِّ، ولَكِنْ أيضًا لـ "دينِ البَشَريَّة" العالَمِيِّ."
انطباعات عن بيروت وفلسطين ونابلس 1918
جناب شهاب الدين دراسات" تُحفَةُ النَّثر التُّركي، الَّذي أبدَعَه "جَناب شهاب الدين" في مَطلَعِ القَرنِ العِشرين، واضِعًا نموذجًا شَديدَ الأصالَةِ في الكتابَةِ النَّثريَّة الحَديثَة. تُعَدُّ مقالات "شهاب الدين" في أدَبِ الرِّحلة (نَخصُّ مِنها: "انطِباعاتٌ عَن بيروتَ وفلسطين") هي عَمَلُه النَّثري الأكثَرُ كَمالًا؛ حَيثُ تَرسَّخَت فيه أُصولُ العَمَل النَّثريِّ والجَماليِّ، في مَعزِلٍ عن المؤَثِّراتِ السِّياسيَّة والسُّلطَويَّة في هذا العصر، ليُخرِجَ لنا نَصًّا جماليًّا خالِصًا يَنطِقُ بِبَديعِ الصُّوَر الحَيَّة النَّابِضَة مُنذُ آلاف السِّنين في بيروت وفلسطين."
إمبراطوريات (منطق السيادة الكونية من روما القديمة إلى الولايات المتحدة)
هرفريد مونكلر دراساتالإمبراطوريَّاتُ أَكبرُ مِن كَونِها دُوَلًا كُبرَى، وهِيَ تَتحرَّكُ داخِلَ عالَمٍ خاصٍّ بِها، أمَّا الدُّوَلُ فَمَشمولَةٌ بِمَنظومَةٍ صاغَتها مع غَيرِها مِن الدُّوَل، ومِن ثَّم فَهِي لا تَملِكُ التَّحكُّمَ فيها بِمُفرَدِها. الإمبراطوريَّاتُ على العَكسِ من ذَلِك، تَفهَمُ نَفسَها بِوَصفِها صانِعَةً وضامِنَةً لِنِظامٍ لَن يَستَقيمَ بِدونها، ويَجِبُ عَلَيها أَنْ تُدافِعَ عَنهُ ضِدَّ اندِلاعِ الفَوضَى الَّتي تُمثِّلُ تَهديدًا مُستَمِرًّا لَهُ. ونَظرَةٌ فاحِصَةٌ لِلتَّاريخ، لَيسَ تاريخَ الولاياتِ المتَّحِدَة الأَمريكيَّة فحَسب، وإنَّما تاريخُ الإِمبراطوريَّاتِ الأُخرى أيضًا، تُرينا أَنَّ استخدامَ تَعبيراتٍ لُغَويَّةٍ مِن قَبيلِ "مِحوَر الشَّرِّ" أَو "المواقِعِ الأَمامِيَّةِ للطُّغيان" لَيَست جَديدَةً أَو مُتَمَيِّزَة، بل إنَّها تَختَرِقُ تاريخَ الإِمبراطوريَّاتِ مِثلَ خَيطٍ أَحمرَ مُتَّصِل. يَـدورُ هَـذا الكِتـابُ إِذًا حَولَ أَنماطِ السِّـيادَةِ الإِمبراطوريَّة، وأَشـكالِ التَّوسُّـِع والاسـتقرارِ، وحَولَ الوَســائِطِ العَالمَيـَّـة الَّتــي تُنجَـُـز فيهــا وبِواسِطَتِها الإمبراطوريَّة. ولَــن يَقتَـصِرَ الاهتِـمامُ المعرِفيُّ هُنـا علـى التَّفرِقَةِ بَـينَ الإمبرباطوريَّـاتِ البَحَريَّـة والبَرِّيَّـة، والإمرباطوريَّات التِّجاريَّةِ والعَسـكَريَّة، بَـينَ الأنظِمَـِة الإمرباطوريَّةِ الَّتـي تَتَطـوَّر عـن التَّحَكُّمِ في المناطِـِق وتِلكَ الَّتـي تَقومُ في الأَسـاسِ علـى التَّحَكـُّم في تَدَفُّقـاتِ (البَشَـِر، السِّلَعِ، رأسِ المـال)، بـل سيَتَجاوَزُ ذَلِـَك كُلُّـه إلى عَقلانِيَّةِ القُوى، وإلى مَنطـِقِ السِّـيادَةِ الكَونِيَّـة.
11يوماً مات بعدها جمال عبدالناصر
يسري هاشم دراساتعندما ترى أبناءَ الوطن العَربيِّ هادئين.. ساكنين.. صامتين؛ فهذا لا يعني سوى اتِّفاقهم على أمرٍ واحد: هُدنَة قصيرة، يتابعون بعدها القتال! هذه المقولةُ تَردَّد صداها كثيرًا فوق جبال الأردن، لكنها تلاشَت فجأةً في أحد عشر يومًا فقط. ملحمَةٌ تاريخيَّةٌ، أعادها للحياةِ -وبثَّ فيها الرُّوحَ مرَّةً أخرى- قَلَمُ الطبيب المُناضِل يسري هاشم، فى قصَّةٍ شديدة الواقعية والدِّراميَّة، تتَّكِئُ -بِثقَةٍ- على أحداث حقيقيَّةٍ أغرب من الخيال، مُدعَّمة بوقائِعَ من نسيجها الأصليِّ، بصوت صاحِبِها وشاهِدِها الوحيد الذي بقيَ معنا على قيد الحياة، ليروي لنا -بصراحَةٍ مُطلَقةٍ- شهادَتَه للتَّاريخ عن أصعب أيام العرب، وما سبقها، ومَهَّد لها بتحليلٍ ورؤيةٍ لا تخلو من فِطنَةٍ اجتماعيَّة للأشخاص، ووعيٍ سياسيٍّ لِما دار حوله من أحداث جِسامٍ. تدور الأحداث في جنوب عمَّان، لأطبَّاء مصريين، تغيَّرَت حياتهم مائةً وثمانين درجة بعد وصولهم العاصمة الأردنية بأيامٍ قليلَةٍ، بعد عودتهم من الجحيم في جنوب الأردن؛ للعَمَل بمستشفى الأشرفيَّة، التي تمَّ قَصفُها بعُنفٍ خلال أحداث أيلول الأسود 1970، لتفقد الكثيرَ من مَرافِقِها الحيويَّة، ويواجهوا جميعًا مصيرًا مجهولًا، في تَحدٍّ غير مسبوقٍ، وصراعٍ مع عقارب ساعَةٍ لا تعود للوَراءِ أبدًا، ولا تَتوقَّف -حتَّى بُرهَةً- لالتقاط الأنفاس. كان هناك الحياة والموت، الحُبُّ والكراهية، الأنانية والتَّفاني... كُلُّ مُتناقِضات الإنسان ونَزواتِه في مكانٍ واحد. هنا فقط، وفي تلك البقعة الصغيرة من العالم، سترى الجَرَّاح المِصريَّ يسري هاشم، وزميلَه ورفيقَ كفاحِه المُناضِلَ العظيم رؤوف نظمي (الشهير بــ "محجوب عمر")، والمُمرِّضة العراقيَّة، والمُتطوِّع الفلسطينيَّ، ومُساعِدَ الطَّبيب الأردني- يتعاونون من أجل تخفيف آلام مُصابٍ سوريٍّ، أو دَفْنِ جثمان شهيدٍ لبنانيٍّ... هذه المُذكِّرات ترسم -بِدقَّةٍ- مَلامِحَ شخصيَّاتٍ حقيقية، وتغوص في أعماقها، وتحكي تاريخَ نِضالِها الذي لم يَكُن وليدَ اللَّحظة في أيِّ وقتٍ، بل خَرَجَ تِباعًا، منذ تَشكَّل وَعيُهم القوميُّ بقضيَّة العُروبة، من خلال سَردٍ سَلسٍ، وأسلوبٍ شَيِّقٍ، لتصنع هذه السُّطورُ دائِرةً كبيرةً، ناصِعَةَ البَياضِ، تُجسِّد تَضحيةً غيرَ مَسبوقةٍ لأيقوناتِ نضالٍ حقيقيٍّ، وأبطال أسطوريِّين، نفتقدهم هذه الأيَّام، وسطَ أحداثٍ دامِيَةٍ، كانت -ولا تزال- جُرحًا كبيرًا لم يَندَمِلْ فى جَسدِ الوطن العربي بأكمله.
اليسار الفرويدي
بول روبنسون فكروَغالِبُ ظَنِّي أَنَّ الحُكمَ عَلى فرويد -وكَذَلِكَ على الَّذي ابْتَكَرَهُ حَتَّى الآن- هُو في جانِبِ المُحافَظَة؛ فَغالِبًا ما اعتُبِرَ فرويد، إلى جانِبِ فير ودوركايم وباريتو واشبنجر، كأَحَدِ عِظامِ المُعادينَ لليُوتوبيا في أوائِلِ القَرنِ العِشرين، بَلْ واعتُبِرَ الشَّخصَ الَّذي وَجَّهَ الضَّربَةَ القاضِيَةَ للمَطامِحِ الثَّوريَّةِ للماركِسيَّة. ومَعَ ذَلِكَ تَبقَى شُبهَةٌ في أنَّ فرويد كان يَسعَى إلى شَيءٍ لَهُ خَطَرُه، وأَنَّ التَّحليلَ النَّفسيَّ -رَغمَ تَشاؤُمِه التَّاريخِيِّ الواضِحِ- يَرفُضُ أَنْ يُوائِمَ نَفسَه في سَلامٍ مَعَ النِّظامِ السِّياسيِّ والجِنسيِّ القائِمِ. والشَّيءُ الأَكيدُ أَنَّ كَثيرا مِن المُحافِظين الأُوروبيِّين والأمريكيِّين قد وَجَدوا فرويد مُثيرًا لِقَلَقٍ عَظيمٍ، بَلْ لَقَد وَجَدوه لا يَقِلُّ خُطورَةً عَن ماركس نَفسِه. وتَقتَصِرُ هَذِه الدِّراسَةُ نَفسُها عَلى مَجموعَةٍ مِن المُثقَّفين الأُوروبيِّين الَّذين اكتَشَفوا القُدرَةَ الرَّاديكاليَّةَ لِنَظريَّةِ التَّحليلِ النَّفسيِّ، فَلَم يَكونوا عَلَى استِعدادٍ لِقُبولِ ما تَراهُ الأَغلَبِيَّةُ مِن أَنَّ مَشروعَ فرويد العَظيمَ يَتضَمَّنُ رَجعِيَّةً سِياسيَّةً ورَفضًا لِلغرائِزِ، بَل وَجَدوا -بَدَلًا من ذَلِكَ- مَبادِئَ فَلسفَةٍ سِياسيَّةٍ وجِنسيَّةٍ راديكاليَّة، تَسعى إلى تَقويضِ الثَّقافَةِ القائِمَةِ. وكانت نَتائِجُ جُهودِهم هِيَ تَقديمُ تَصحيحٍ للتَّفسيرِ السَّائِدِ لِفرويد باعتِبارِهِ مُحافِظًا. فَفي كِتاباتِ فيهليم رايش وجيزا روهايم وهربرت ماركوز يَبزُغُ فرويد مُهَندِسًا لِتَنظيمٍ أَكثرَ شَهَويَّةً وأَكثرَ إِنسانِيَّةً لِحَياةِ الإِنسانِ الجَماعِيَّة، كما يَبدو وارِثًا للتَّيَّار النَّقديِّ في الفِكْرِ الأُوروبيِّ الاجتِماعِيِّ، بَل ومُبَشِّرًا على نَمَطِ ماركس.
89شهر فى المنفى
محمود حسنى العرابي أدب عربيلم أَطلُب إلى أولئك الناس الذين طَلَبوا إليَّ أن أَصبِرَ وأُكافِحَ أن يَتَحمَّلوا عَنِّي بعضَ أَعباءِ الحياة، ولَو أَنَّ واجِبَ الصَّداقَةِ وأَوامِرَ الدِّينِ الحَنيفِ تَطلُب ذلك. غير أنِّي رَجَوتُ منهم أن يُساعِدوني بِرَأيِهِم في وَحشَتي، فَيدُلُّوني على نَوعٍ من السِّلاحِ الَّذي يَجِبُ أن أَحمِلَه، ويُعيِّنوا لي العَدُوَّ الَّذي أُقاتِلُه. فإنِّي لَرَجُلٌ لَه مَعِدَةٌ كَمِعِدِهم تَطلُبُ الطَّعامَ في مواعيدَ مُنتَظِمَة، وله جِلدٌ كجُلودِهم لا بُدَّ له من الحِمايَة... لا، لا، سَنَسمَعُ منهم، ولن نُطيعَهم، كُلُّ هذا سُخفٌ، هؤلاء النَّاسُ إنَّما يَهزَؤون منِّي، إنَّ كَنزَ صَبري الغَنيَّ قَد نَضبَ ولم يَبقَ في قَوسِ التَّجَلُّدِ مَنَعٌ، ولا في رُقعَتِه مُرتَقَع. فَلأَتْرُكْ برلين للبرلينيِّين وللأجانِبِ من أَكَلَةِ النَّار والزُّجاجِ. أنا أَطلُبُ من برلين المستحيلَ، ولَكِنْ أَينَ المفَرُّ؟ إلى آكِلي لُحومِ البَشَرِ؟ إلى نِيام نِيام؟ إلى مَملَكَةِ الباب؟ أنا لا أَطلُبُ إلَّا عَمَلًا. أَحصُلُ من وَرائِه على سَقفٍ فوقَ رَأسي وخُبْزٍ وكِتابٍ. أَصاحِبُ مَطامِعَ أنا؟! لا... فَلَم يَبْقَ أمامي إلَّا الرَّحيلُ أَو انتِظارُ وُقوعِ مُعجِزَة.
12عام فى السجون
محمود طاهر العربي أدب عربيعندما قُتِلَ بُطرُس غالي بِيَدِ إبراهيم الورداني عام 1910 أنشَأَت الحُكومَةُ ما أَسمَته "المكتبَ السِّياسيَّ"، وعَيَّنَت ﭼورچ بِك فلبيدس رئيسًا له، وَضَعَت تَحتَ تَصرُّفِه أَموالًا طائِلَةً يَصرِفُها بِلا رَقابَةٍ، ولا مُراجَعَةٍ، لَكِنَّ المكتبَ ظَلَّ يَعمَلُ سَنَتَيْن مُتَوالِيَتَيْن دونَ أَنْ يَكونَ لَهُ أَثَرٌ فِعليٌّ أو نَتيجَةٌ ظاهِرَةٌ؛ فَدَاخَلَ فلبيدس شَيءٌ من الخَوفِ في تَفكيرِ الحُكومَةِ في إِلغائِهِ؛ فَكانَ أَنْ سَوَّلَت لَه نَفسُه أَن يَخلقَ شَيئًا جَسيمًا تَهتَزُّ لَهُ مِصرُ، ولَم يَلْقَ أمامَه بِطَبيعَةِ الحَالِ غَيرَ الحِزبِ الوَطنيِّ ورِجالِه؛ لاعْتِقادِه أَنَّ في مَقدورِه استِغلالَ ما هو مَعروفٌ عن هذا الحِزبِ القَويِّ النُّفوذ -إذ ذاكَ- من كراهَةِ الاحتلالِ البريطانيِّ، ومُناهَضَتِه بِكافَّةِ الطُّرُقِ السِّلميَّة؛ فَقرَّرَ أن يُلقي في رَوْعِ أُولي الأَمرِ أَنَّ الحِزبَ قد دَبَّرَ مُؤامَرَةً لاغتيالِ أَكبَرِ الرِّجالِ في مِصرَ، وهَكذا تَتَوطَّدُ دَعائِمُ سُلطَةِ فلبيدس، ويَتَّسِعُ سُلطانُ نُفوذِه، وكان عَلى إثْرِ تِلكَ المؤامَرَةِ المزعومَةِ أَنْ أُلقِي بالعَديدِ في السُّجونِ لمدَّةِ 12 عامًا، كان أَحَدُهم هو محمود طاهر العربي.
فى أصول السياسة المصرية
سعد زهران دراساتلَقَد بَدَأتُ كِتابَةَ هـذا البَحثِ مُباشَرَةً بَعدَ أَحداثِ سبتمبر/ أكتوبر 1981، تُؤَرِّقُني احتِمالاتُ المستَقبَلِ، أَكَثرَ مِمَّا يَستَغرِقُني التَّأَمُّلُ في أَحداثِ الماضي. غَيرَ أَنِّي كُنتُ على وَعيٍ بِأنَّ اللُغَةَ المُمَوَّهَةَ للسِّياسَةِ العَملَيَّةِ لا تُساعِدُ الكاتِبَ عَلى التَّعبيرِ، كما لا تُساعِدُ القارِئَ عَلى الفَهمِ؛ فَهذِه اللُّغَةُ تَكتَظُّ بالمفهوماتِ القاصِرَةِ، والمدلولاتِ المغلوطَةِ، والمعاني الغامِضَة... والنَّاسُ غارِقون في طوفانٍ مِنها، مِمَّا تُنتِجُه الصُّحُفُ السَّيَّارَةُ، وخُطَبُ المناسَباتِ، والاجتِهاداتِ شِبهِ الفِكريَّةِ المتَداوَلَةِ... وإذا كانَ الأَمْرُ يَتَعلَّقُ بالوضوحِ الفِكريِّ، فإنَّ أَقصَرَ الطُّرُقِ هُوَ أَطوَلُها، وأَشَقُّها؛ لِذَلِكَ وَجَدتُ لِزامًا عَليَّ -حَتَّى وأنا في عَجَلَةٍ، بَلْ رُبَّما لأَنِّي أَصبَحتُ أَكثَرَ احتِرامًا لِعُنصُرِ الوَقتِ- أَنْ أَخوضَ في هذا الحَديثِ عن الأُصولِ، تَمهيدًا لِوصولٍ واثِقٍ إلى الواقِعِ السِّياسِيِّ المُعاشِ، واستشِرافـًا لاحتِمالاتِ المستَقبَل. "انتهى المؤَلِّفُ إلى أَنَّ إشكالِيَّةَ المجتمَعِ المصرِيِّ وأَزمَتَه هي ظُهورُ الطَّبَقَةِ الوُسطَى، الَّتي تُحاوِلُ أَنْ تَدخُلَ إلى قَلبِ مُعادَلَةِ السُّلطَة، وهَكَذا انتَهى «زَهران» إلى ثَورِيَّةِ الطَّبَقَةِ الوُسطَى، باعتِبارِها صاحِبَةَ مَصلَحَةٍ في التَّغيير، وقادِرَةً عليه، مِثلَما اعتَبَرَ «ماركس» -في سِياقٍ تَاريخيٍّ وجُغرافيٍّ مُغايِرٍ- أَنَّ الطَّبَقَةَ العامِلَةَ صاحِبَةُ مَصلَحَةٍ في التَّغييرِ، وقادِرَةٌ عَلَيه".
تطور الحركة الوطنية المصرية
شهدى عطية الشافعى دراساتلا نَقصِدُ بِهَذا الكِتابِ تَأريخًا للحَرَكَةِ الوَطَنيَّةِ المِصريَّةِ؛ فَهذِهِ مَهَمَّةٌ لا يَستَطيعُ الاضطِلاعَ بِها فَردٌ واحِدٌ، وإنَّما يَكتَفي هَذا الكِتابُ بِدِراسَةِ المعالِمِ الرَّئيسيَّةِ للحَرَكَةِ الوَطَنيَّةِ، في تَطَوُّرِها، مُنذُ 1882 إلى يَومِنا هذا (1956). ولَنا مَنهَجٌ واضِحٌ في هَذِه الدِّراسَةِ، مَنهَجٌ عِلميٌّ قَوامُه أَنَّ تاريخَ التَّطَوُّرِ الاجتِماعيِّ هُوَ -أَوَّلًا، وقَبلَ كُلِّ شَيء- تاريخُ الشُّعوبِ، وأنَّ التَّاريخَ لا يُمكِنُ أَنْ يَكونَ عِلمًا حَقًّا إذا قَصَرَ نَفسَهُ عَلَى دِراسَةِ أَعمالِ المُلوكِ وقُوَّادِ الجُيوشِ، وأَخبارِ الغُزاةِ، وتَفاصيلِ المُفاوَضاتِ والمُعاهَدات. نَعَم، إنَّ للزُّعَماءِ والقادَةِ دَورَهُم في التَّاريخِ، ولَكِنَّهم لا يَستَطيعونَ أَنْ يَلعَبوا هَذا الدَّوْرَ إِلَّا بِمِقدارِ ما يُمَثِّلون قُوَّةً مُتقَدِّمَةً قَد تَهَيَّأَت لها ظُروفُ النُّضْجِ، بِحَيثُ تَستَطيعُ فِعلًا أَنْ تَسيرَ بالمُجتَمَعِ خُطوَةً إلى الأَمام. ومَعَ هَذا يَستَمِرُّ المُحَرِّكُ الحَقيقيُّ للتَّاريخِ هُوَ الشُّعوب، وتَحَرُّكاتُها، وثَوراتُها، وتَنظيمُها. ولا نَعني بِها هَذِهِ التَّحَرُّكاتِ العَفويَّةَ الطَّارِئَةَ، الَّتي ما إِنْ تَهُبَّ حَتَّى تَخْمُدَ، إنَّما هَذِهِ التَّحَرُّكاتُ العَميقَةُ المنتَظِمَةُ الَّتي تُعَبِّرُ عَن أَنَّ نِظامًا اقتِصادِيًّا وسِياسِيًّا مُعَيَّنًا أَصبَحَ لا يَصلُحُ للبَقاءِ، أَصبَحَ مُعَرقِلًا لِتَقَدُّمِ القُوى الإنتاجِيَّةٍ، أَصبَحَ مُحَطِّمًا لِمُستَوى المعيشَةِ للشَّعبِ وثَقافَتِه. ومِن ثَمَّ يَتَعيَّنُ وُجودُ نِظامٍ آخَرَ سِياسِيٍّ، ونِظامٍ آخرَ اقتِصاديٍّ، تَهُبُّ الملايينُ -بِقيادَةِ زُعَمائِهِم- مِن أَجلِ تَحقيقِه.
ضمير شخص ليبرالى
بول كروجمان فكرهذا الكِتابُ دِراسَةٌ في التَّاريخِ الأَمريكيِّ، وبِصِفَةٍ خاصَّةٍ: تاريخُ عَدَمِ العَدالَةِ الاقتِصاديَّةِ والاجتِماعِيَّة. وبَينَما يَقتَفي الكِتابُ تاريخَ فَجوَةِ الدَّخلِ والثَّروَةِ بَينَ الفُقَراءِ والأَغنياءِ، فإِنَّه يُرَكِّزُ على الأَسبابِ الَّتي أَدَّت إِلى عَودَةِ اتِّساعِ الفَجوَةِ الاقتِصادِيَّةِ والاجتِماعِيَةِ مُنذُ بِدايِةَ ثَمانينيَّاتِ القَرنِ العِشرين، بَعدَ أَنْ كانَت قَد انخَفَضَت بِشَكلٍ كَبيرٍ مُنذُ مُنتَصَفِ القَرنِ الماضي. ويَرَى مُؤلِّفُ الكِتابِ بول كروجمان -الحائِزُ على جائِزَةِ نوبل في الاقتِصادِ عامَ 2008- أنَّ السِّياساتِ الحُكومِيَّةَ -وخاصَّةً تَأسيسُ شَبكَةِ الحِمايَةِ الاجتماعِيَّةِ، أَو ما يُعرَفُ عُمومًا بسياساتِ "دَولَةِ الرَّفاهِ"- كانَ لَها الفَضلُ الأَكبَرُ في خَفضِ فَجوَةِ الدَّخْلِ والثَّروَةِ، مُنذُ ثَلاثينيَّاتِ القَرنِ العِشرينَ، وحَتَّى السَّبعينيَّات، ثُمَّ أَدَّت السِّياساتُ القائِمَةُ على العَودَةِ للهُجومِ عَلى هَذهِ السِّياساتِ إِلى اتِّساعِ هَذِهِ الفَجوَةِ مِن جَديد. ويُشيرُ الكاتِبُ إلى أَنَّ الانتِصاراتِ الانتِخابِيَّةَ الَّتي حَقَّقَتها الحَرَكَةُ قَد ارتَكَزَت على استِغلالِ مَشاعِرِ الاسْتِياءِ العِرْقِيَّةِ والثَّقافِيَّة، وكَذا استغِلالِ المخاوِفِ المتَعَلِّقَةِ بالأَمنِ القَوميِّ، وذَلِكَ عَلَى الرَّغمِ مِن عَدَمِ شَعبِيَّةِ سياساتِها الَّتي أَدَّت إلى تَركيزِ الثَّروَةِ في يَدِ الأغنِياءِ. ويَدعو الكاتِبُ قُبَيلَ انتِخاباتِ الرِّئاسَةِ عامَ 2008 إلى ضَرورَةِ تَبَنِّي الحِزبِ الدِّيمُقراطيِّ ما أَطلَقَ عَلَيهِ "الصَّفقَة الجَديدَةَ- الجَديدَة".
فكر بنفسك! (عشرون تطبيقًا للفلسفة)
ينس زونتجن فكركانَ أَغلَبُ الفلاسِفَةِ المهمِّين تَقريبًا مِن جامِعي الكُتُبِ. عَلَى سَبيلِ المثالِ: أَفلاطون، وكان رَجُلًا غَنِيًّا، كانَ يَشتَري النُّصوصَ الفَلسَفِيَّةَ النَّادِرَة، حَتَّى أَنَّه كانَ يَدفَعُ أَحيانًا مَبالِغَ طائِلَةً. وكانَ أَرسطوطاليس نَفسُه يَمتَلِكُ مَكتَبَةً كامِلَةً أَهداها بَعدَ وَفاتِهِ لِتِلميذِه ثِيوفراسطوس. ولَكِنْ جَمْعُ الكُتُبِ يُعَدُّ فَقَط المَظهَرَ الخارِجِيَّ للتَّجميعِ الفَلسَفيِّ. الفلاسِفَةُ "جامِعو أَفكارٍ". حَتَّى القِراءَة، هَذا النَّشاطُ القَديمُ للفَلاسِفَةِ، هُو لَونٌ مِن أَلوانِ التَّجمِيعِ. وحَتَّى اليَومِ يُمكِنُ للمَرْءِ في اللُّغَةِ الأَلمانِيَّة أن يتحدث عن ال ( weinlese) قطف العنب وجمعه، وأحد أنواع القطف أو الجمع هذه تتمثل في قراءة أحد الكتب ؛ فالقارئ يتجول عبر السطور والصفحات مثلما يكون الحال في التجول عبر حقل العنب، وهو يجمع إبان تجواله الفواكه العقلية والروحية من هنا وهناك.
نظرية الإستبداد بين الخضوع والثورة
أحمد أنور دراساتكان الوَضعُ الطَّبيعيُّ لِوجودِ سُلطَةٍ مُستَبِدَّةٍ أَن تَظهَرَ في المَوروثِ الثَّقافيِّ الرَّغبَةُ في الانعِزالِ والبُعدِ عَن السُّلطَةِ وعَدَمِ التَّعامُلِ مَعَها، والصَّبرُ، والتَّوَاكُلِيَّةُ، وغَيرُها مِن القِيَمِ السَّلبِيَّةِ، وقَد تَجَلَّت هَذِه القِيَمُ السَّلبيَّةُ في الموروثِ الثَّقافيِّ بأَشكالِهِ المختَلِفَةِ، مِن: أَمثالٍ شَعبيَّةٍ، والأَدَبِ الشَّعبيِّ، والموَّالِ، والشِّعرِ، والبُكائِيَّاتِ، والسُّخرِيَةِ، والتَّهَكُّمِ. وقَد أَدَّى هَذا الموروثُ الثَّقافيُّ إلى تَهيِئَةِ الجَماهيرِ لِقبولِ الاستِبدادِ والتَّعايُشِ مَعَه. وقَد رَسَّخَ هَذا الموروثُ الثَّقافيُّ طابَعَ القَهْرِ والتَّسَلُّطِ في البِنيَةِ الاجتِماعِيَّةِ؛ حَيثُ ساهَمَ في خَلْقِ المجتَمَعِ التَّسَلُّطيِّ الأَبَويِّ، وتَأصَّلَت في الأَفرادِ مَجموعَةُ القِيَمِ الَّتي تَدفَعُهم إلى السَّلبِيَّةِ والخُضوعِ والطَّاعَةِ. وقَد انتَقَلَت هَذِهِ القِيَمُ مِن جيلٍ إلى جيلٍ لِتُشكِّلَ أحدَ المكوِّناتِ الهامَّةِ لأَنساقِ القِيَمِ في المجتَمَعِ المصرِيِّ. وتَأَصَّل هذا الموروثُ الثَّقافيُّ في الوَعيِ الفَردِيِّ والقَوميِّ، بِحَيثُ أَصبَحَ يُوَجِّه الميولَ والرُّؤَى والسُّلوكياتِ. بالإضافَةِ إلى أَنَّ المُستَبِدَّ لَعِبَ على هَذا الموروثِ الثَّقافيِّ، وقَد استَمَدَّ مِن هذا الموروثِ المشروعِيَّةَ لِفَرْضِ سَطوَتِه واستِبْدادِه.
أخلاقيات الطبقة الوسطى ودورها السياسى
أحمد أنور دراساتيُشيرُ جلال أمين إلى أنَّ تَميُّزَ الطَّبَقةِ الوُسطَى -بِمُجَرَّدِ النَّظَرِ- أَصبَحَ أَصعَبَ مِمَّا كانَ، حتَّى في الخَمسينيَّاتِ والسِّتينيَّاتِ؛ إذْ انتَشَرَ الزِّيُّ الأُوروبيُّ وأَنواعٌ حَديثَةٌ مِن السِّلَعِ الاستِهلاكيَّةِ، كما ذَهَبَت شَرائِحُ اجتِماعِيَّةٌ جَديدَةٌ إلى المسارِحِ والشَّواطِئِ وأَماكِنِ التَّرفيهِ، مِمَّا لَم يَكُن لَها بِهِ عَهدٌ إِلَّا مُنذُ زادَت القُوَّةُ الشِّرائِيَّةُ في أيديهم مُنذُ وَقتٍ قريبٍ جدًّا، واستَجابَت المسارِحُ ووَسائِلُ التَّرفيهِ لأَذواقِهم. ولا نَجِدُ فَقَط ظاهِرَةَ التَّناقُضِ القِيَميِّ، بل أَيضًا نَجِدُ التَّناقُضَ بَينَ الأَقوالِ والأَفعالِ، أو بَينَ الرُّؤَى الفِكريَّةِ والمواقِفِ العَمَلِيَّةِ. ورُبَّما نَجِدُ تَفسيرًا لِهَذِه التَّناقُضاتِ في الموقِفِ الاجتِماعِيِّ المانِعِ لِهَذِه الطَّبَقَةِ، الَّتي تَتَجاذَبُها التَّطَلُّعَاتُ نَحوَ الصُّعودِ، والخَوفِ مِن الهُبوطِ؛ مِمَّا يَخلَعُ على أَنساقِها القِيَمِيَّةِ طابَعًا مَصلَحِيًّا انتِهازيًّا يَضَعُ دائِمًا المصالِحَ فَوقَ أَيِّ مَبادِئَ، وهِيَ المصالِحُ الَّتي تُهَدِّدُها المخاوِفُ مِن الهُبوطِ مِن ناحِيَةٍ، وتُغَذِّيها التَّطَلُّعاتُ إلى الصُّعودِ مِن ناحِيَةٍ أُخرى.
تعاطى المخدرات بين الإغتراب والأوهام الجنسية
أحمد أنور دراسات"المُخَدِّراتُ رِهانٌ مِعَ عَقلِكَ". چيم موريسون "أنا لا أَتعاطَى المخَدِّراتِ... أَنا المُخَدِّرات!". سلڤادور دالي مِن الأَوهامِ الثَّقافِيَّةِ أنَّ المُخَدِّراتِ تُساعِدُ عَلَى الإبداعِ والتَّفكيرِ والتَّخطيطِ والتَّركيزِ والاستِرخاءِ، وتَحمُّلِ التَّعَبِ والعَمَلِ الشَّاقِّ، والمُتعاطي يَكونُ خَفيفَ الظِّلِّ مُبتَهِجًا سَريعَ البَديهَةِ وجَريئًا ومُغامِرًا. وفي جَلسةِ التَّعاطي تُعطي المُخَدِّراتُ الحَنانَ والحُبَّ لِفاقِديه، ويَتَبادَلُ فيها الأَطرافُ كُلَّ ما يُمكِنُ تَصَوُّرُه مِن سُلوكيَّاتٍ مُعبِّرَةٍ عن الحُبِّ، فَهِيَ جَلسَةٌ فيها تَفاعُلات كَثيرَةٌ. وهُناكَ أَوهامٌ جِنسيَّةٌ حَولَ تَعاطي المُخَدِّراتِ: أنَّ لها أَثَرًا في تَنشيطِ قُوَى الفَردِ الجِنسيَّةِ، وإطالَةِ مُدَّةِ العَمَليَّةِ الجِنسيَّةِ. وقَد اتَّفَقَت كَثيرٌ مِن الدِّراساتِ عَلَى أنَّ المُخدِّراتِ -وخاصَّةً المهَبِّطَة مِنها- لَيسَ لَها عَلاقَةٌ بالجِنسِ، بَل تَعمَلُ بِعَكسِ ما هو شائِعٌ عنها، إلى خَفضِ الدَّافِعِ الجِنسيِّ والرَّغبَةِ الجِنسيَّةِ. وقد تَزدادُ الرَّغبَةُ الجِنسيَّةُ لمدَّةٍ بَسيطَةٍ في بدايةِ تَأثيرِ بَعضِ المخَدِّراتِ على المُخِّ، ولَكِنْ باستمرارِ تَعاطي المخدِّراتِ، فإنَّ الشَّخصَ يَدخُلُ في دائِرَةِ الإِدمانِ، ويَفقِدُ اهتِمامَه بالجِنسِ، ويَتَّجِهُ للبَحثِ عن المخَدِّرِ. كَما أنَّ مُتعاطي المخَدِّرِ يَفقِدُ عُنصُرَ الزَّمنِ؛ ومِن هُنا يَكونُ الوَهمُ بِأنَّه يُطيلُ فَترَةَ الجِماعِ واللَّذَّةِ الجِنسيَّةِ، حَيثُ يُخَيَّلُ لَهم أنَّ الوَقتَ يَمُرُّ بَطيئًا مِن أَثَرِ ذَلِكَ. المخدِّراتُ... للاستِمتاعِ أَمْ لإنْجازِ المَهَمَّة؟
رسائل أنقرة المقدسة
قدرية حسين أدب مترجم كلاسيكيفي ذِمَّةِ الله تِلكَ الأَنفُسُ الأَبِيَّةُ الَّتي اُسْتُشْهِدَت في مُعتَرَكِ الشَّرَفِ، تَحتَ نَقعِ المجدِ والفَخارِ؛ دِفاعًا عَن الحُرِّيَّةِ والاستِقلالِ. وفي جَنَّةِ الخُلدِ تُلاقي جَزاءَها الأَوْفَى مِن نَعيمٍ أَبَديٍّ؛ وذَلِكَ أَجرُ الشُّهَداءِ الأَبرارِ في سَبيلِ اللهِ والوَطَنِ. ورِضوانُ الله وأَبرَكُ تَحيَّاتِه عَلَى الأَرواحِ الطَّاهِرَةِ الذَّكِيَّةِ الَّتي أَوْدَت بِها أَيدي الهَمَجِيَّةِ الحَديثَة، والتَّعَصُّبِ الذَّميمِ، والاستِعمارِ الأَثيمِ.
الجماهير والسلطة
إلياس كانتى فكروهَذا النُّفورُ مِن التَّلامُسِ يُلازِمُنا حَتَّى وَنَحنُ بَينَ النَّاسِ، فَقَد أَمْلَت عَلَينا هَذِهِ الرَّهبَةُ أُسلوبَ حَرَكَتِنا في الطَّريقِ بَينَ كَثيرٍ مِنَ النَّاسِ، وكَذَلِكَ في المطاعِمِ والقِطاراتِ والحافِلاتِ. حَتَّى إذا اقتَرَبنا كَثيرًا مِن آخَرين، وكانَ بِوُسعِنا تَأَمُّلُهم ومُعايَنَتُهم بِدِقَّةٍ فَإنَّنا نَتَفادى أَيَّ احتِكاكٍ بِهِم قَدْرَ الإِمكانِ، فإذا ما فَعَلنا ذَلِكَ يَكونُ هُناكَ شَيءٌ ما قَد أَثارَ إعْجابَنا؛ فَنُبادِرُ بالاقْتِرابِ مِنهُم. أَمَّا الاعْتِذارُ السَّريعُ المُعَبِّرُ عَن احتِكاكٍ غَيرِ مُتعَمَّدٍ، والقَلَقُ انتِظارًا لِذَلِكَ، وَرَدُّ الفِعلِ الحادِّ الَّذي يَكونُ جَسَديًّا أحْيانًا -حَتَّى لَو لَم يَحدُث ذَلِكَ- والنُّفورُ والكَراهِيَةُ تِجاهَ مَن ارتَكَبَ ذَلِكَ، حَتَّى مَعَ الشَّكِّ أَنَّه ارتَكَبَ ذَلِكَ- فَإنَّ هَذهِ السِّلسِلَةَ الكامِلَةَ مِن رُدودِ الفِعلِ النَّفسِيَّةِ تِجاهَ مُلامَسَةِ الغَريبِ في حالاتِها المتَقَلِّبَةِ المتَطَرِّفَةِ المستَفِزَّةِ تُثبِتُ أَنَّ الأَمرَ هُنا يَدورُ حَولَ شَيءٍ عَميقٍ لِلغايَةِ، ومُتيَقِّظٍ، ومُرْبِكٍ دائِمًا: أَنَّه شَيءٌ يُلازِمُ المرءَ أَبَدًا إذا ما أقامَ حُدودًا حَولَ نَفسِه. وهَذا النَّوعُ مِن الرَّهبَةِ يُسَبِّبُ الشُّعورَ بالاضطِرابِ حَتَّى أَثناءَ النَّومِ، حينَما يَكونُ المرءُ غَيرَ قادِرٍ عَلى الدِّفاعِ عَنْ نَفسِه.
لماذا تــأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم ؟
الأمير شكيب أرسلان دراساتولَكِنَّ الأُمَمَ الإسلامِيَّةَ تُريدُ حِفظَ استِقلالِها بِدونِ مُفاداةٍ ولا تَضحِيَةٍ، ولا بَيْعِ أَنفُسٍ، ولا مُسابَقَةٍ إلى الموتِ، ولا مُجاهَدَةٍ بالمالِ، وتُطالِبُ اللهَ بالنَّصرِ عَلَى غَيرِ الشَّرطِ الَّذي اشتَرَطَه هُوَ في النَّصرِ، فَإِنَّ اللهَ -سُبحانَهُ- يَقولُ: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ"، ويَقولُ: "إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ". فَإِنَّ الموتَ مَوتانِ، أَحَدُهما: الموتُ لِأَجلِ الحَياةِ، وهُوَ المَوتُ الَّذي حَثَّ عَلَيهِ القُرآنُ الكَريمُ المؤمِنينَ إِذَا مَدَّ العَدُوُّ يَدَهُ إِلَيْهِم. وأَمَّا الموتُ الثَّاني: فَهُوَ الموتُ لِأَجلِ استِمرارِ الموْتِ، وهُوَ الموْتُ الَّذي يَموتُهُ المسلِمونَ في خِدمَةِ الدُّوَلِ الَّتي استَوْلَت على بِلادِهِم! وذَلِكَ أَنَّهم يَموتون حَتَّى يَنصُروها عَلَى أَعدائِها.
اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
غوستاف لوبون دراساتكانَ قِيامُ الدُّوَلِ ونَشأَةُ القَوميَّاتِ ناقوسَ خَطَرٍ للجَماعاتِ اليَهودِيَّةِ في أوروبا؛ حَيثُ شُيِّدَت الدُّوَلُ الحَديثَةُ على أَساسٍ عِرْقيٍّ، ولَم يَستَوعِبْ اليَهودُ الَّذينَ عاشوا مُنعَزِلين في "الجيتو اليَهودِيِّ" ذَلِكَ. كما سادَ الغَربَ الأُوروبيَّ حالَةٌ مِن الكُرْهِ الشَّديدِ لليهودِ؛ مِمَّا جَعَلَ مُفَكِّرًا كَبيرًا مِثلَ "ماكس فيبر" يَعتَبِرُهُم أَصلَ الشُّرورِ في العالَمِ، أَمَّا "هيجل" فَقَد أكَّدَ أَنَّ الرُّوحَ القَوميَّةَ اليَهودِيَّةَ لَم تُدرِك المُثُلَ العُليا للحُرِّيَّةِ والعَقلِ، وأَنَّ شَعائِرَها بِدائِيَّةٌ ولا عَقلانِيَّة. وقَد سار "جوستاڤ لوبون" على نَهْجِ مُفَكِّري أُوروبَّا في مَوقِفِهِم مِنَ اليَهودِ أَثناءَ تِلكَ الحِقبَةِ، وصاغَ كِتابَهُ "اليَهودُ في تاريخِ الحَضاراتِ الأُولَى" مِن هَذا المُنطَلَقِ، فَكَالَ لَهُم الاتِّهاماتِ، ووَصَفَهُم بأَبشَعِ الصِّفاتِ، نافِيًا أَيَّ دَوْرٍ لَهُم في نَشْأَةِ الحَضاراتِ القَديمَةِ. وهَكَذَا يُمَثِّل هَذا الكِتابُ نَمَطًا فِكرِيًّا سادَ أُوروبَّا مُنذُ العُصورِ الوُسطَى وحَتَّى مُنتَصَفِ القَرنِ العِشرين.
روح الثورات الثورة الفرنسية
غوستاف لوبون دراسات"هَل يَأسَفُ عَلى وُقوعِ الثَّورَةِ الفَرَنسيَّةِ مَن لا يُريدُ أَنْ يَكونَ مُسَخَّرًا لِصَيدِ الضَّفادِعِ في الغُدْرانِ لِكَيْلَا تُقْلِقَ الأَميرَ الإِقطاعِيَّ في نَومِه؟ وهَلْ يَنوحُ عَلى حُدوثِها مَن لا يُريدُ أَنْ يَرى كِلابَ شَابٍّ عاتٍ تُخَرِّبُ حَقلَه؟ وهَلْ يَحزَنُ عَلى نُشوبِها مَنْ لا يُريدُ أَنْ يُسجَنَ في البَسْتيل لِوَلَعِ رَجُلٍ مِن بِطانَةِ المَلِكِ بِزَوْجَتِه، أَوْ لانْتِقادِهِ أَحَدَ الوُجوهِ؟ وهَل يَأسَى عَلَى اشتِعالِها مَن لا يُريدُ أَنْ يَبغِيَ عَلَيهِ وَزيرٌ أَو مُوَظَّفٌ، وأَنْ يَكونَ تَحتَ رَحمَةِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وأَنْ يُؤْخَذَ مِنهُ أَكثَرُ مِمَّا يُفرَضُ عَلَيهِ، وأَنْ يُهينَهُ ويَشْتُمَهُ مَنْ يَدَّعي أَنَّه فاتِحٌ؟ لِذَلِكَ أَشكُرُ -وَأَنا مِنَ الطَّبَقَةِ الوُسطَى- أُولَئِكَ الَّذينَ أَنقَذوني -بَعدَ عَناءٍ شَديدٍ- مِن هَذِهِ القُيودِ الَّتي لَوْلَاهُم لَظَلَّت تُقَيِّدُني، وَأُهَنِّئُهُم عَلَى الرَّغمِ مِن زَلَّاتِهِم". مِسيو إِميل أُوليڤييه "حَقًّا إِنَّ مَصدَرَ المُعتَقَداتِ -سِياسِيَّةً كانَت أَوْ دِينِيَّةً- لَمُشْتَرَكٌ، وَهِيَ خاضِعَةٌ لِسُنَنٍ واحِدَةٍ، أَيْ أَنَّها لا تَتَكوَّنُ بالعَقلِ، وكَثيرًا ما تَتَكَوَّنُ خِلافًا لما يَقتَضيهِ العَقلُ، فَالبَدَهيَّةُ (البُوذِيَّة) والإِسلامُ والإِصلاحُ الدِّينيُّ واليَعقُوبِيَّةُ والاشتِراكِيَّةُ، وإِنْ لاحَت عَلَى شَكلٍ فِكرِيٍّ ظاهِرٍ، هِيَ بالحَقيقَةِ قائِمَةٌ عَلَى عَواطِفَ وَتَدَيُّناتٍ مُتَماثِلَةٍ، وتَخضَعُ لِمَنطِقٍ لا عَلاقَةَ بَينَه وبَينَ المنطِقِ العَقْلِيِّ أَبَدًا. تَنشَأُ الثَّوراتُ السِّياسِيَّةُ عَن مُعتَقَداتٍ تَأصَّلَت في النُّفوسِ، وَلَكِنَّها قَد تَنشَأُ عَن أَسبابٍ أُخرى تَجمَعُها كَلِمَةُ الاستِياءِ، فَمَتَى عَمَّ هَذا الاستِياءُ تَأَلَّفَ حِزبٌ قادِرٌ عَلَى مُكافَحَةِ الحُكومَةِ.
فجر الضمير
جيمس هنري برستيد دراساتمِمَّا هُوَ جَديرٌ بالاهتِمامِ أَنْ نُلاحِظَ ما صارَ إِلَيْهِ الجِنْسُ البَشَرِيُّ في مِصرَ، وأَنْ نَقتَفِيَ آثارَ بُلوغِه تِلكَ الدِّقَّةَ البِنائِيَّةَ العَجيبَةَ، الَّتي تَتَجَلَّى لَنا في بِناءِ الأَهرامِ مَعَ ضَخامَتِها المُدهِشَة، وارْتِقائِه مِنْ سُكْنَى الكُوخِ المصنوعِ مِنْ غُصونِ الشَّجَرِ إلى إِقامَتِه القُصورَ الفاخِرَةَ الزَّاهِيَةَ المُجَمَّلَةَ بِالقيشاني، والمُؤَثَّثَةَ بِالرِّياشِ الفاخِرِ والذَّهَبِ المُرَصَّعِ، ثُمَّ بَعدَ ذَلِكَ نَأخُذُ في تَفصيلِ تِلكَ الخُيوطِ الذَّهَبِيَّةِ الَّتي حِيكَت منها حياته المتَعَدِّدَة النَّواحي، الَّتي صارَت في النِّهايَةِ تُؤَلِّفُ نَسيجًا مَتينًا فَخمًا مِن المدَنِيَّة... والواقع أنه لا توجد قوة أثرت في حياة الإنسان القديم مثل قوة "الدين"؛ لأن تأثيرها يشاهد واضحًا في كل نواحي نشاطه، ولم يكن أثر هذه القوة في أقدم مراحلها الأولى إلا محاولة بسيطة ساذجة يتعرف بها الإنسان ما حوله في العالم، ويخضعه بما فيه الآلهة لسيطرته، فصار وازع الدين هو المسيطر الأول عليه في كل حين، فما يولده الدين من مخاوف هي شغله الشاغل، وما يوحي به من آمال هي ناصحه الدائم، وما أوجده من أعياد هي تقويمه السنوي، وشعائره - برمتها - هي المربية له والدافعة له على تنميته الفنون والآداب والعلوم.
فقه الإماء والجواري، والعبيد والمماليك، وزواج المتعة في الإســلام (الشيعي والسني)
حسنى عايش دراساتولَكِنَّ الإِسلامَ بِمَذهَبَيْهِ الكَبيرَيْن: السُّنَّةِ والشِّيعَةِ،لَم يَتَجاوَزْ، وَلَم يُحَرِّمْ الرِّقَّ. فَعُمَرُ بنُ الخَطَّاب -رَضِيَ الله عَنهُ- لَم يَكُن يَعني العَبيدَ والمماليكَ والإِماءَ والجَوارِيَ عِندَما صاحَ صَيحَتَهُ المَشهورَةَ طالِبًا ضَربَ ابْنَ الأَكرَمين : "مَتَى اسْتَعْبَدْتُم النَّاسَ وقَد وَلَدَتهُم أُمَّهاتُهُم أَحرارًا"، وإِلَّا لَكانَ حَرَّرَهُم فَورًا، وأَوْقَفَ الاسْتِعبادَ.
صورة المرأة ومكانتها فى اليهودية والمسيحية والإسلام
حسنى عايش دراساتعَن المَرأَةِ في الإِسلامِ يَجِدُ المُؤَلِّفُ المَوْضِعَ الصَّحيحَ لِمُقَارَنَةِ وَضعِ المرأَةِ في الدِّينِ الحَديثِ (الإِسلامِ)، بالقَديمِ (اليَهوديَّةِ والمسيحيَّةِ)، وَوَصَلَ إِلَى استِنتاجٍ سَليمٍ، وَهُوَ الأَهَمُّ في الكِتابِ، بِقَولِهِ: "إِنَّ التَّحريمَ الإِسلامِيَّ في هَذِهِ الأُمورِ لَم يَخرُج عَلَى التَّشريعاتِ التَّوراتِيَّةِ فيها، أَو يُنكِرْها".
جذور الفكر الاشتراكى فى مصر (تجديد الفكر السياسي المصري الحديث)
على الدين هلال دراسات"الفِكْرانِ: الاشتِراكِيُّ واللِّيبراليُّ لَم يَتَطَوَّرَا كَطَرفَيْ نَقيضٍ أَو في مُواجَهَةٍ مَعَ بَعضِهما البَعض، بَلْ أَدرَكَ كَثيرٌ مِن المُفَكِّرينَ المصريِّين الصِّلَةَ الوَثيقَةَ بَينَهما، فَحَرَصَ الكَثيرُ مِن رُوَّادِ الفِكرِ الاشتِراكِيِّ في مِصرَ عَلَى تَأكيدِ الصِّلَةِ بَينَ الاشتِراكِيَّةِ والدِّيمُقراطِيَّة، كَما أَكَّدَ عَدَدٌ مِنَ المُفَكِّرين اللِّيبرالِيِّين على ضَرورَةِ تَحقيقِ العَدالَةِ الاجتِماعِيَّةِ كَشَرطٍ للدِّيمُقراطِيَّة." عَلِيُّ الدِّين هلال
الدين والمجتمع والدولة
عبد الله شلبى دراساتعَلَى امتِدادِ التَّاريخِ الإِنسانِيِّ كانَ الدِّينُ -وَلَا يَزالُ- ظاهِرَةً إِنسانِيَّةً تاريخيَّةً مُستَمِرَّةً لَمْ تُبَدِّدْها العَقلانِيَّةُ بِحالٍ، ولَمْ يُبَدِّدْه التَّقَدُّمُ الإِنسانِيُّ العِلمِيُّ الاقتِصادِيُّ، قَد نَأسَفُ لِبَعضِ أَشكالِهِ، وَقَد يَغيظُنا بَعضُ دَعاوَاه، وتَضغَطُ عَلَى نُفوسِنا وقُلوبِنا بَعضُ مُتَطَلَّباتِه وأَوامِرِه ونَواهيه، وقَد يَستَبِدُّ بِنا بَعضُ دُعاتِه، كَما قَد تَرُدُّنا بَعضُ دَعاواهُم إِلَى أَزمِنَةٍ ظَلامِيَّةٍ جاوَزَتها البَشَريَّةُ بِحُكمِ سُنَنِ التَّطَوُّرِ، وقَد تَجعَلُ بَعضُ حَرَكاتِهِ وجَماعاتِهِ حَياتَنا مَريرَةً لا تُطاقُ بالنَّظَرِ إِلَى تَفسيراتِهِم وتَخريجاتِهِم البَشَريَّةِ لِنُصوصِه، كَما قَد تَلُفُّ بَعضَ وُجوهِهِ أَصنافٌ مِنَ السِّحرِ.
التحول الكبير إعادة تكوين الثروات وشبكات التحول الاجتماعى فى عصر محمد على ج2
بسكال غزالة دراساتيَتَناوَلُ الكِتابُ -المُستَمَدُّ مِن أُطروحَةِ الدُّكتوراه الَّتي نالَتها المُؤَلِّفَةُ من "مَدرسَةِ الدِّراساتِ العُليا للعُلومِ الاجتِماعِيَّة" بباريس- كَيفِيَّاتِ تَأسيسِ وتَعزيزِ ونَقْلِ الثَّرواتِ في مِصرَ في الفَترَةِ بَينَ عامَيْ 1780 و1830، بالاسْتِنادِ إلى تَوثيقٍ غَيرِ مَسبوقٍ لِحُجَجِ المَحاكِمِ العُثمانِيَّةِ ووَثائِقِ الدَّولَةِ المِصرِيَّةِ في الفَترَةِ بَينَ عامَيْ 1805 و1848. يَهدُفُ العَمَلُ إلى إِعادَةِ رَسمِ مَسارِ إِحدَى الجَماعاتِ (كِبارِ التُّجَّارِ) وتَحليلِ الشَّبَكاتِ العَلائِقِيَّةِ الَّتي يَحشِدُونَها بالاسْتِنادِ إلى نَهْجٍ يَقتَرِبُ مِنَ التَّشخيصِ، ويَختَبِرُ -في آنٍ- التَّعريفَ الخاصَّ بِهَذِه الجَماعَة. عَمَلَت باسكال غزالة على دِراسَةِ مُحتَوى الفِئاتِ الاجتِماعِيَّةِ، الَّتي أَفادَت في تَقديرِ المُجتَمَعِ الحَضَريِّ في مِصرَ في العَصرِ العُثمانِيِّ، لا سِيَّما الأُسرَةُ والعَسكَرُ والتَّجَّارُ في عُصورٍ وسِياقاتٍ مُختَلِفَةٍ، وذَلِكَ مِنْ خِلالِ البَحثِ في العَلاقاتِ المادِّيَّةِ والقانونِيَّةِ بَينَ الأَفرادِ؛ مِمَّا مَكَّنَها مِن الكَشفِ عَن كَيفيَّاتِ الاستِخداماتِ المادِّيَّةِ لِلمِلْكِيَّةِ في الوَسَطِ الحَضَريِّ.
النزعة السلمية كحالة مرضية (تأملات فى دور الكفاح المسلح فى أمريكا الشمالية)
وارد تشرشل فكريَكشِفُ هَذا الكِتابُ عَن فِكْرِ تَيَّارٍ رَئيسيٍّ مِن مُفَكِّري الغَربِ، مِن غَيرِ ذَوي الأُصولِ الأُوروبيَّةِ، فيما يَتَعَلَّقُ بالعُنصُريَّةِ المُتَأَصِّلَةِ في الثَّقافَةِ الأُوروبيَّةِ، الَّتي تُساهِمُ في مُفاقَمَةِ ما يَصِفُه وارد تِشرشِل بـ "الحالَةِ المرَضِيَّةِ" لِمَا أَصبَحَ يُعرَفُ بالحَرَكَةِ السِّلْمِيَّةِ، والَّتي تَقِفُ وَراءَ المواقِفِ الثَّابِتَةِ المستَمِرَّةِ الَّتي تَتَّخِذُها "المُعارَضَةُ" الأُوروبيَّة / الأَمريكِيَّةُ "البَيضاءُ"، فَيَفضَحُ نِفاقَ ما يُعرَفُ باليَسارِ والقُوَى التَّقَدُّمِيَّةِ في الغَربِ عُمومًا، وفي أَمريكا خُصوصًا. وهُوَ أَمْرٌ يَجِبُ أَنْ تَعِيَهُ بُلدانُ وشُعوبُ العالَمِ الثَّالِث -ومِصرُ والمصريُّون مِن بَينِهِم- في كِفاحِهِم ضِدَّ الاستِعمارِ (الَّذي كان وما زالَ أُوروبيًّا بالتَّحديدِ) في ثَوبِه "الجَديدِ"، وأَشكالِ حُروبِهِ الجَديدَةِ مِنَ النَّوعِ الثَّالِثِ والرَّابِعِ، وماذا يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّعَ (أو لا نَتَوَقَّع) مِمَّا يُطلَقُ عَلَيهِ مُعارَضَةٌ أُوروبِيَّةٌ فيما يَتَعَلَّقُ بِمَواقِفِها المُتَراخِيَةِ المُتَواطِئَةِ مَعَ حُكومَاتِها مِنْ جِهَةٍ، ونَظرَتِها العُنصُرِيَّةِ المُتَعالِيَةِ تِجاهَ شُعوبِنا "في العالَمِ الثَّالِثِ" مِنْ جِهَةٍ أُخرَى.
تاريخ الفكر المصري الحديث
لويس عوض فكرإن موسوعيَّة لويس عوض مُذهِلة ونادرة المِثال بكل المقاييس؛ إذ لم يكن من سبيلٍ للمقاومة سوى هذه الموسوعيَّة التي تضرب في كلِّ اتجاه، وتتنقَّل بين حقول المعرفة، في سعيٍ طويل شاقٍّ لا يَكفُّ عن الحركة والكتابة والمساءلة، لِمَا يزيد على نصف قرنٍ. فهو المتمرِّد، صاحب العقل الجامح، الذي لا يأبه أبدًا لِمَا يطرحه من أسئلة أو يثيره من إشكالات، أو بالأحرى لِمَا يُفجِّره منها، وكثير من الأسئلة التي طرحها كانت تؤرِّق الوعي المحافِظ، وتستفزُّ العقول الجامدة. يتضمَّن المجلد الأوَّل جزأين؛ الأول يتناول الخلفية التاريخية والسياسية، وفيه عالج لويس عوض موضوعات عديدة، مثل: الانفجارات الثورية في مصر قبل الحملة الفرنسية، وبناء الدولة الحديثة، أمَّا الثاني فكان لدراسة الفكر السياسي والاجتماعي، من خلال تأريخ وتحليل فكر الشخصيات التالية: الجبرتي، الطهطاوي، والشِّدياق. ويتضمَّن المجلَّد الثاني جزأين؛ الأوَّل يعالج ملحمة قناة السويس، واغتصاب مصر بسحق الثورة العرابية، والاحتلال البريطاني، ونشأة الأرستقراطية والبرجوازية المصرية؛ أمَّا الثاني فيغطِّي نشأة الديمقراطية، والأحزاب في مصر، وصراع الصحافة والرقابة، وملحمة وادي النيل. بينما يتضمَّن المجلد الثالث تناوُلَه، بالنقد والتحليل، فِكرَ جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد الله النديم، ويعقوب صَنْوَع.
التنظيمات الفلاحيَّة.. كمشيش نموذجًا
بشير صقر فكريتحدَّث عن قضية من أهم قضايا العمل النقابي والسياسي بمصر، وهي قضية التنظيم وما يتعلَّق منها بالنِّضال الفلَّاحي، ويسعى للتعريف بها على ضوء الأدبيات السياسية والخبرة العَمليَّة. ويتناول عددًا من القواعد والمبادئ الواجب مُراعاتها في تشكيل تلك التنظيمات (نقابية وسياسية)، والتي يَلزَم أن تتناسَب مع الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية في بلادنا، ويناقش كيفية تطبيق بعضٍ منها. كذلك يتعرَّض لمثالٍ عَمَليٍّ يتعلَّق بقرية كمشيش بالمنوفية، وكيف تمَّ تطبيق تلك القواعد في خمسينات القرن الماضي، وفي ثمانيناته بعد عودة قادتها إليها في أعقاب عملية نفي (حظر إقامة) بالمنوفية، جَرَت عام 1971، واستمرَّت 4 سنوات في محافظات الصعيد وغيرها. وأسهمت -مع عوامل أخرى- في انفراط عِقد هؤلاء القادة، وعرقَلَت نشاطهم، وأوقَفَت تَصاعُد كفاحهم الذي بدؤوه قبل نفيهم بربع قرن. كذلك يتناول دور هؤلاء القادة في كفاحهم السياسي، مُستَنِدين على ساقٍ واحدة هي النشاط الجماهيري، ومتجاهلين السَّاق الأخرى، وهي التنظيم؛ ممَّا ساهَم في تقليص عائد ذلك الكفاح، وأسهم -من زاويةٍ أخرى- في إضعاف قُدرَتِهم على حماية أبرز قادَتِهم: الشهيد صلاح حسين.
التفكير بشجاعة
ماري لويزا فريك فكرماذا كان التنوير؟ وهل نعيش الآن نهاية عصر التنوير؟ يبدو للبعض وكأن هذا ما يحدث بالفعل، وخصوصًا عند النظر إلى ما يحدث حولنا من ازدياد الشعبوية السياسية، وتَصاعُد العنف الديني، وفُقدان الثقة في العِلم ووسائل الإعلام. تقودنا الفيلسوفة الألمانية الـمُعاصرة ماري- لويزه فريك، عبر أروِقَة التاريخ والتَّصوُّرات الـمُختلفة عن التفكير التنويري، وتوضِّح: إن التنوير ليس إرثًا ثقافيًّا نعرف دائمًا مسبقًا محتواه، بل هو في جَوهَرِه القُدرَةُ على التفكير بشجاعة واستقلالية، وهو ما يجب علينا أن نواصل القيام به، ونعيد اكتشافه واكتشاف أنفسنا معه دائمًا من جديد. أو بتعبير فريك: "يكمُن مستقبل الإنسانية بين اليأس والجرأة".
سيكولوجية الجنس
ميج-چون باركر دراساتماذا يمكن أن يعلِّمنا السيكولوچي عن الجنس؟ كيف تستجيب الأجسام والعقول المختلفة جنسيًّا؟ كيف يمكننا منع وصم الناس بسبب جنسانيتهم؟ يأخذك "سيكولوچيا الجنس" في جولة عبر الطرق المختلفة، التي من خلالها ابتكر وأقرَّ علماء السيكولوچي مفاهيم مُعيَّنة للجنس والجنسانية. مع أخذ الطبيعة الذاتية للجنس في الاعتبار. يستكشف الكتاب الانشغالاتِ الثَّقافيَّةَ المتعلِّقة بالجنسنة والبورنوجرافيا وإدمان الجنس، بالإضافة إلى الاستفادة من أبحاث المجتمعات الجنسية والمجال التطبيقي للعلاج الجنسي. وبما أن الكثير من علاقتنا بالجنس يحدث في العقل، فإن "سيكولوچيا الجنس" يوضِّح لنا مدى أهمية فَهم من أين تأتي أفكارنا حول الجنس
سيكولوجية الدين
ﭬـاسيليس سارُغلو دراساتهل للدِّين أثرٌ إيجابيٌّ في الشُّعورِ بحُسن الحال؟ ماذا يدفعُ البعضَ إلى الأُصوليَّة؟ هل تجعلُنا المعتقَداتُ الدِّينيّةُ أكثرَ أخلاقيَّةً؟ يستكشف "سيكولوچية الدِّين" تلكَ الأفكار المتناقضةَ غالبًا، تلك التي تدورُ برُؤوس الناسِ حول الدِّين والإيمان الدِّينيِّ والرُّوحانيَّةِ والأُصوليَّةِ والإلحاد. يختبِرُ الكتابُ ما إذا كُنَّا نختارُ أن نكونَ متديِّنين أم أنَّ الأمرَ يعودُ إلى عوامِلَ كالمُورِّثاتِ والبيئةِ والشخصيَّةِ والإدراكِ والوِجدان. كما يُحلِّلُ آثارَ الدِّين في الفضيلة والصِّحَّة والسُّلوك الاجتماعيِّ، ويتساءَلُ عَمَّا إذا كان الدِّينُ سيَبقى في مجتمعاتِنا الحديثة.
سيكولوجية الفن
جورج ماذر دراساتلماذا نستمتع بالفن؟ ما الذي يُلهمُنا خَلقَ الأعمال الفنية؟ كيف يمكن لعلوم المُخّ أن تُعينَنا على فهم ذائقتِنا في الفن؟ يقدم لنا كتاب "سيكُلوجية الفن" مَدخلًا توفيقيًّا إلى الطرائق المتنوعة التي يمكن لعلم النفس أن يساعدَنا بها في فهم الأنشطة الإبداعية وتقديرِها. وخلالَ استكشافِ الكتابِ كيفيةَ إدراكِنا كُلَّ شيءٍ من اللون إلى الحركة، يَفحصُ صناعةَ الفنّ بوَصفِها شكلًا من أشكال السلوك الإنساني يمتدّ عبر التاريخ مصدرًا متجددًا للإلهام والصراع والنِّقاش. كما ينظر الكِتاب بعَين الاعتبار إلى تأثيرِ عواملَ كالتزييفِ وتقنية النَّسخ والتحيُّز الجنسيّ على أحكامِنا بشأن الفن. ومن خلال تساؤل الكِتاب عن طبيعة العلاقة بين علم النفس وتقدير الفنّ يقدّم للقارئ طرائقَ جديدةً للتفكير في الكيفية التي نَخلقُ بها الفنّ ونستهلكُه.
سيكولوچية السياسة
باري ريتشاردز دراساتكيف يستحوذ بعض القادة السياسيين على الدعم الشعبي؟ ولماذا ينطوي الانتماء إلى أمة على جاذبية كبيرة؟ هل يمكن للديمقراطية أن تزدهر؟ يستكشف كتاب "سيكولوچية السياسة" مدى أهمية العواطف التي تقوم عليها حياتنا اليومية في فهم ما يحدث على المسرح السياسي. وهو يعتمد على أفكار التحليل النفسي لإظهار كيف يشكل الخوف والعاطفة المجال السياسي في مجتمعاتنا وثقافاتنا المتغيرة، ويفحص قضايا وأحداث اجتماعية ذات صلة بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والطبيعة المتغيرة للديمقراطية، والنشاطية، وظاهرة ترامب في أمريكا، ليمنحنا مفاتيح لفهم السلوك السياسي.
سيكولوچية الذكاء
سونيا فالك فكرما الذي يدهشنا في الذكاء؟ كيف يؤثر الذكاء على حياتنا اليومية؟ ولماذا نخاف أحياناً من الذكاء؟الذكاء البشري مورد حيوي، إلا أن دراسته يشوبها الإهمال والمفاهيم الخاطئة. يساعدنا كتاب "سيكولوچية الذكاء" على فهم المواقف والممارسات الاجتماعية المتناقضة فيما يتعلق بموضوع الذكاء والتي شهدناها على مر العقود، بدءًا من التصورات التي قادت إلى سياسات وإجراءات تحسين النسل في الماضي، وحتى رد فعلنا الحالي ضد "الخبراء" والتفكير النقدي. يوضح الكتاب كيف يؤثر نهجنا في التعامل مع الذكاء على حياتنا اليومية، في البيئات التعليمية والمهنية والطبية والقانونية، ويتساءل عما إذا كان من الممكن رفع المحاذير وتجاوز التحيزات المحيطة بالذكاء.
مصر التي في خاطري
حسام البدراوي فكر"بين أيدينا كتاب جديد للأستاذ الدكتور حسام بدراوي، هو في الواقع كتابه الثاني عشر في السياسة والثقافة والاجتماع، غير كتبه العلمية في تخصصه... ويضم مجموعة من المقالات والكتابات المتنوعة بعضها غير منشور من قبل والمكتوبة عبر سنوات عديدة كان فيها شاهدًا على عصور مختلفة ومشاركًا في أحداثها، وفي كل الأحوال مهمومًا بأثر ما يجري خلالها على البلد وعلى الناس. قراءة الكتاب وما يحتويه من تنوع لافت، تدفع القارئ للبحث عن القواسم المشتركة والثوابت في رحلة الدكتور حسام التي لم تتأثر بمرور الزمن ولا بطوفان الأحداث العاتية التي عاصرها وكان جزءًا منها" د. زياد بهاء الدين
الماركسية في مصر
أنور مغيث دراساتهل هناك بلد في عالمنا المعاصر لم يدخله الفكر الماركسي ويساهم في تشكيل حراكه الاجتماعي والسياسي والثقافي؟ يقدم أنور مغيث في إطار هذا العمل دراسة للفكر الماركسي في شكله الإيجابي، أي دراسة الأفق الفكري للحركة السياسية الماركسية، ودراسة ترجمات النصوص الماركسية والمؤلفات التي تتناول التخصصات العلمية التي كانت مرجعيَّتها الماركسية غالبة وواضحة، وقد جعل مصر الإطار الجغرافي لتلك الدراسة باعتبارها قد حظيت بتاريخ خاص، سواء في الأزمنة القديمة أو في العصور الوسطى أو في عصرنا الحالي، ولها جغرافيتها البشرية الخاصة، انبثق عن هذه الخصوصية المصرية تلقٌ خاص للماركسية تعمل الدراسة على كشف حدود تجربته وأبجدياته لتقف بنا على تصور شامل لذلك اللقاء الذي جمع الحركة الماركسية بالخصوصية المصرية انطلاقًا إلى دوائر أوسع تشمل لقاء الحالة العربية مع الفكر الغربي خلال محاولات التحديث.
امرأة بالصدفة تقريبًا - كريستينا ملكة السويد
داريو فو أدب مترجم حديث"خوفا من ردود الفعل والانتقام، تركت كريستينا السويد على الفور وبصحبة جوقة من الفرسان توجهت نحو الدنمارك. وبعدما عبروا الحدود ووصلوا إلى إحدى اللوكندات، أشارت بالتوقف وصاحت بصوت عالٍ: "أخيرًا حرة!". نزلت عن صهوة جوادها وأمرت فتى من حاشيتها بأن يحجز لها حجرتين. ومنذ تلك اللحظة بدأ التحول في هيئة تلك السيدة العظيمة". تحكي الرواية قصة الملكة كريستينا التي تربعت على عرش السويد لمدة عشرين سنة خلفًا لوالدها في النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي، والتي شهدت حياتها تحولات رهيبة يتم التركيز على كشف خباياها على طول الرواية وأهمها الصراع الديني في تلك المرحلة.
جامعة القاهرة
عواطف محمد عبد الرحمن فكرقد ظلَّت الجامعة وإنشاؤها حلما يراود النخبة الوطنية منذ بداية الوطنية المصرية منذ بداية القرن العشرين، و تبنت هذه النخبة فكرة إنشاء جامعة مصرية تقدم كل أنواع المعرفة لكل طبقات االمجتمع المصري، لكل أغنياءهم وفقراءهم، حتى يمكن تكوين جيل جديد من زوي المدارك الواسعة والفكر المستقل. يروي هذا الكتاب قصة جامعة القاهرة منذ كانت حلمًا يراود زعماء الوطن وبسطاءه، والتحديات التي واجهت الروَّاد الذين تصدُّوا لتحويل الحلم إلى حقيقة. ويلقي الضوء على عدة محطات تستحق أن تروى في تاريخ هذه الجامعة: أولها موقف الإحتلال البريطاني، ومحاربته للمشروع، وإصراره على إستمرار الكتاتيب بحجة أن مشروع الجامعة سابق لأوانه، ويعزي ذلك إلى خشيته من وجود طبقة مثقفة تطالب بالإستقلال. ولكن كان للشعب المصري وثققافته موقف آخر؛ واستمر في مساندة المشروع بالتبرع والإكتتاب حتى اكتمل المشروع، وافتتحت الجامعة رسميا في 21 ديسمبر 1908.
فلسطين المسألة غير المعقدة تسلسل مصور لتاريخ فلسطين تحت الاحتلال
محمد صلاح مصورأحسن الفلسطينيون تدوين تاريخهم، فلم يتركوا اسما أو فعلا أو رمزا إلا ووثقوه، وقراءة تاريخ فلسطين هي قراءة مباشرة لكل ما يدور في هذا الجزء من العالم، وفهم تاريخ الإحتلال هو خطوة ضرورية على طريق المقاومة، وبإتجاه التحرير.
PALESTINE, AN UNCOMPLICATED ISSUE An illustrated chronicle
محمد صلاح مصورbrief illustrated history of the century-long war on palesine from the early biginings of zionist project, up until October 2023. The history of palastine is very well-documented understanding it is crcial to deciphering the preset state of the whole region, on the inevitable path towards resestance and liberation.
التضخم: 14 درسًا طارئاً من ال 2000 عام الأخيرة
ستيفن دي كينغ دراساتمن المستثمرين والسلطات النقدية إلى الحكومات وصانعي السياسات، افترض الجميع تقريبًا أن التضخم قد مات ودُفن. ولكن الناس في مختلف أنحاء العالم يواجهون الآن واقعاً اقتصادياً جديداً ساماً، ومعه احتمال اتساع فجوة التفاوت في الثروات على نطاق واسع ومتزايد. وكيف وصلنا إلى هذا الوضع؟ وماذا، إذا كان هناك أي شيء، يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟ ويحدد رجل الاقتصاد الشهير ستيفن د. كينج ــ وهو أحد القلائل الذين حذروا مسبقا من الاضطرابات التضخمية الأخيرة ــ الدروس الرئيسية المستفادة من تاريخ التضخم والتي اختار صناع السياسات عدم الالتفات إليها. فمنذ روما القديمة مروراً بالحرب الأهلية الأميركية وحتى فقاعات الأصول اليوم، كان التضخم ينبع من الخطأ السياسي، والجشع السيادي، والخسارة الجماعية للثقة في العملات. إن كتاب "نحن بحاجة إلى الحديث عن التضخم" يقطع قرونًا من الحكم السيئ وسوء الفهم، ويقدم وسيلة للتدخل الآن - حتى نتمكن من البدء في معالجة الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي أطلقها التضخم.