قصة مصورة عن بطل عربي، تتسم حياته بالمغامرات والدعابة، حيث يقع في العديد من المكائد ليحاول لاحقًا النجاة منها فتظهر براعة شخصيته، ومفارقات الحياة في العصور الوسطى.
" القاهرة نعمةُ دودةٌ آدميَّةٌ، حزينةٌ، بارعة الجمال، تزحفُ على الأرض من دون تعليمٍ أو مستقبلٍ أو هدفٍ، إلَّا أن تجد طعامًا لها ولأُمِّها وطفلِها الذي لا تستطيعُ تحديدَ أبيه؛ أهو الخال المغتصِب الذي سلب منها براءتَها في بداية مراهقتها، أم الزَّوج الجبان الهارب.
في ليلةٍ تعيسةٍ/ مسحورةٍ، ترضخ لإغراءاتِ دينا صديقتِها الوحيدة، وتنضمُّ إلى جيشِ الفتيات الزَّاحفات معها في فنادق المدينةِ ذات الخمس نجومٍ؛ ليأكلن ولتأكل. الأسكندرية "
"شارع كنيسة ساسون".. هو اسم الشارع الذي دارت فيه معظم أحداث هذا الكتاب...
كل الأحداث الجِسام كان هذا الشارع شاهدًا عليها...
في منتصف العام 64، عِشتُ في أحضان أعمامي غير العضويين -بعد أن أمضوا خمس سنوات في معتقل الواحات- هؤلاء الذين نهلتُ من تجربتهم "المُجهَضة"؛ تلك التجربة التي فتَحَت أمامي الطريق الذي سلَكتُه، منذ ذلك اليوم، وإلى يومنا هذا...
وفي هذا الشارع انقلبتُ بعد هزيمة 67 مثل" فردة شراب" -ظهرًا لِبَطن- شأن الكثير من الشباب الذين عايشوا هذه الفترة...
وفيه أيضًا عِشتُ أحداث الحركة الطلابية في سبعينيات القرن الماضي، واعتُقِلتُ خمس مرَّاتٍ فترةَ حُكم السادات؛ فانفتح أمامي عالمٌ رحبٌ، وتجارب صقلت وعيي وصلَّبَت عودي...
إن ما عشته وعايَشتُه من تجارب وحياةٍ مَررتُ بها قد لا تكون توفَّر للكثيرين من أبناء جيلي، والأجيال التالية... فرأيت أن ما عشته ليس ملكي وحدي، وعليَّ أن أضعه بين يدي الجميع.
يقول التقرير أن اسمه آدم السلمي، طبيب هجين ملامحه أوروبية من أم ألمانية ذات أصول آرية نقية وأب حامي، هذا الطبيب سجنه الإنجليز في مصر بسبب إنخراطه في أعمال المقاومة أثناء ثورة 1919، وفى ألمانيا تم إلغاء رخصة ممارسته للطب، وقد اعتقله الجيستابو من قبل، وكانت وزارة البروباجندا قد جندته كي يشي على اليهودي هوجو إسرائيل مدير المركز الإسلامي الأحمدي، كما أنه كان خطيبا لإبنة عميد كلية الدراسات الشرقية المعارض للفوهرر. طرق القائد النازي بقبضة يده على المكتب بعنف وقال: أريد ملف هذا المصري على الفور. حالا سيدي.. هايل هتلر.
"تصور القصة ظروف العمل القاسية والاستغلال الذي يواجهه العمال على متن سفينة يابانية لتعليب السرطان، تحمل ساعات العمل الطويلة وحصص الطعام الضئيلة والإساءة الجسدية والعقلية المستمرة من ضباط السفينة.
تتبع القصة تفاصيل حياة مجموعة العمال الذين ثاروا في النهاية ضد أرباب عملهم الظالمين. وتعكس التفاوت الاجتماعي والاقتصادي في اليابان في مطلع القرن العشرين، واستغلال النظام الرأسمالي للطبقة العاملة. كما توضح القصة قيمة المشاعر الإنسانية في مواجهة الشدائد، على الرغم من الظروف القاسية، يبدأ العمال في تنظيم أنفسهم ومقاومة قمعهم، وينظمون في النهاية تمردًا ضد النظام الاستبدادي للسفينة.
تم حظر الرواية في البداية من قبل الحكومة اليابانية بسبب موضوعاتها الشيوعية وانتقادها للنظام الاجتماعي القائم. وعلى الرغم من الحظر، اكتسبت الرواية اعترافًا واسع النطاق وأصبحت حجر الزاوية في الأدب البروليتاري، وتمت ترجمتها إلى لغات متعددة. ولا تزال الرواية تلقى صدى لدى القراء اليوم باعتبارها نقدًا قويًا للظلم الاجتماعي وشهادة على مرونة الروح البشرية وأهمية النضال من أجل مجتمع أكثر إنصافًا وعدالة."
تقدم الكاتبة بورا تشانج هذه المجموعة القصصية بمزيج فريد من الرعب والفانتازيا، والغرائبية والفكاهة السوداء، والحديث عن الخسارة والاكتشاف، والواقع المرير والمثالية، والموت والخلود، وتخيُّل المصائر المحتملة للبشرية، بدءًا من الزوال التام عبر مرضٍ أعراضُه الوحيدة هي أكل لحوم البشر العرضي، إلى عالَمٍ يمكن فيه مراقبة الأحلام واستخدامها لإدانة الناس بارتكاب جرائم. وتثبت تشانج قدرة أدب الرعب والفانتازيا والخيال العلمي على مناقشة قضايا جادَّة وآنية، والتَّأمُّل في موضوعات مُهمَّة ستشغل -أو أصبحت بالفعل تشغل- تفكير الفرد والمجتمع البشري العالمي ككل، وتنجح بلا شك في مساءلة قُرَّائها وتحفيز تفكيرهم في معنى أن تكون إنسانًا في مجتمع سريع التطور والتوحش والانعزال.
تحت السَّحابة الفُطريَّة هي مجموعة قصص من مصابي القنبلة الذرية الأولى من نوعها والتي ألقتها طائرة أمريكية على مدينة هيروشيما اليابانية في الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة صباح يوم السادس من شهر أغسطس لعام 1945 ميلادية. أصبح سكان مدينة هيروشيما من ألقيت عليهم القنبلةأول حقل تجارب للإنسانية؛ ولذلك يجب أن ننظر إليهم جيدا، ونأخذ منهم العبر لما قد يحدث مستقبلا. لا يحتوي هذا الكتاب على قصص خيالية، أو قصص تجارية، ولكن قصص شهادات جرحى وناجين من القنبلة، ويحكي كل منهم ما حدث له ودار حوله، بصدق وحزن وسعادة،يتفقون في بعض الأشياء ويختلفون في البعض الآخر، أما الإختلاف فناتج عن إختلاف زاوية الرؤية والمسافة بين مكان سقوط القنبلة، ومكان سقوط الجريح، وما ترتب على ذلك من نوع الإصابة ومدى خطورتها وأحوال المحيطين به، ويعد هذا الكتاب أول كتاب في المكتبة العربية يحمل مذكرات جرحى قنبلة هيروشيما، تُرجم عن اللغة اليابانية مباشرة.
The book recounts Zahran's experiences as a political prisoner in Egypt. It delves into themes of political oppression, human rights violations, and the resilience of the human spirit in the face of adversity. Zahran's writing is known for its raw honesty and emotional intensity, offering a powerful and moving account of his imprisonment. "THE ORDI" has gained significant recognition in the Arab world and is considered an important work of contemporary Arabic literature. It provides a valuable insight into the realities of political imprisonment and the struggle for freedom and justice. "THE ORDI" has had a significant impact on Arabic literature and continues to resonate with readers today. It has inspired countless writers and activists and remains a crucial document of the struggle for freedom and justice.
عاد التاريخ الاستعماري لألمانيا في الآونة الأخيرة ليصبح موضوع نقاش ساخن. إذ يتعلق الأمر بأسماء الشوارع ذات الصلة بالاستعمار ومجموعات مقتنيات المتاحف ومسألة التراث الثقافي ككل. وينصبّ التركيز في هذا النقاش على المستعمرات السابقة في أفريقيا مثل تنزانيا وناميبيا الحالية. ومع ذلك، يجب توسيع المنظور من حيث الزمان والمكان. فالاستعمار الألماني لم يبدأ في عام 1884 مع مؤتمر برلين للكونغو فحسب، بل بدأ بالفعل في أوائل القرن السادس عشر مع الأنشطة التجارية في أمريكا اللاتينية. كما كان لمساعي التوسع الألماني نحو الشرق (بولندا) ونحو جنوب شرق أوروبا والإمبراطورية العثمانية بُعد استعماري أو إمبراطوري. كل هذا يطرحه مارك تيركيسيديس، الباحث الشهير في مجال الهجرة والعنصرية، في هذا الكتاب ويقترح إطارًا أوسع لتاريخ الاستعمار الألماني. فهو يرى أن هذه هي الطريقة الوحيدة لفم موقع ألمانيا في العالم وحركات الهجرة واللاجئين الحالية.
عازف التشيللو وقصص أخرى، هي مجموعة قصص مؤثرة وخيالية أسرت القراء لأجيال. وهي من روائع أديب العزلة الياباني مِيَازَاوَا كِنْجِي، وتدور أحداث القصص حول موضوعات الحب والخسارة والحالة الإنسانية الخالدة، والفضاء الكوني، والنقاء، والتضحية بالنفس، والإيمان، والصداقة، والسعادة، ومعنى الحياة. ويقدم مزيج الكاتب مِيَازَاوَا كِنْجِي الفريد من الخيال والفلسفة منظورًا جديدًا للأسئلة العميقة في الحياة. يُدخل القراء من جميع الأعمار في حالة تسأل وتأمل حول معنى وجوهر وطبيعة العالم. وتضم المجموعة قصص (شهر أبريل - رَجُل الجبل - أمير الرياح - مطعم الطلبات الكثيرة - ليلة قطار مجرَّة درب التبانة - الكستناء والقط البري - عازف التشيللو).
"لم تنظر إليهم ، بل أشاحت بنظرها إلى الأرض. "إنه طفل امرأة الغابة"، عندما رفعت عينيها ، كانت الدموع تنساب على وجهه والأطفال واقفون فحسب.. غارقون في الهزيمة. وراءهم ، عند سور الحظيرة، كان كيكر واقفا ينظر إليها مباشرة"
"كل ما يمكن لرواية أن تكون: مقنعة، مثيرة للتفكير، مزعجة، لا تنسى، وخالدة"
جريس إنجولدي، نيو ستيتسمان
"طفل فيلا هي عرض يوسع ويضفي طابع إنسان على فهما للصراعات التي أثرت ولا تزال على جنوب أفريقيا اليوم" فرانسيس ليفي، نيويورك تايمز بوك ريفيو
"إبداع قوي للزمان والمكان بخيوط قاتمة من القدر والاضطهاد وجذوره في التربة شبه التوراتية لفن راوي القصص"
کریستوفر وردزورث، ذي جارديان
قصّة مصوّرة توثق حياة فتاةٍ كبرت إلى جانب شاطئٍ لم يعد موجودًا. القصّة مستوحاة من أحداث حقيقية بدأت في الثمانينيات ومازالت مستمرة. تغرق الفتاة في بطن حوتٍ بلع ذكرياتٍ تحاول استرجاعها. القصّة من كتابة ورسم رواند عيسى.
تَكتَسِبُ مسألَةُ الدولة في الوقت الحاضر أهميَّةً خاصَّة، سواء من الناحية النظرية أو من ناحية السياسة العملية. فقد شدَّت الحرب الإمبريالية وعجَّلت بدرجةٍ هائلة عَمليَّة تحوُّل الرأسمالية الاحتكارية إلى رأسماليَّةِ الدولة الاحتكارية. وتزداد فظاعة الظُّلم الذي تعانيه الجماهير العامِلَةُ من قِبَل الدولة، تلك الدولة التي تلتحم أكثرَ فأكثر باتحادات الرأسماليين ذات الحَوْل والطَّوْل، وتتحوَّل المناطق الداخلية في البلدان المُتقدِّمة بالنسبة إلى العُمَّال إلى سجونٍ عسكرية للأشغال الشاقَّة.
ألويس نيبيل.. ناظر محطة القطارات المركزية الذي كان يرى في الضباب ما لا يراه الآخرون، لذا فقد وظيفته. يتوجه الآن إلى مدينة براج بعد الجزء الأول "الغدير الأبيض". لكنه لا يبرح المحطة. يعرف أنه إن غادرها يومًا فلن يعود إليها أبدا..
محطة قطارات مهجورة. وذهبٌ مخبأ تحت الجبال. وسحب مشحونة بالأمطار. وقاتل بولندي هارب، يبحث عن أبيه. الجزء الأخير من ثلاثية الكوميكس الأشد قتامة وقسوة. يعود الحدث إلى الجبال، حيث يتضافر ماضي السوديت مع حاضر بالغ القسوة. تغرق حياة ألويس نيبيل في فيضان كبير، وحب أكبر..
بين دفَّتَيْ هذا الكتاب 47 حوارًا مع شخصيَّاتٍ عربيَّة وعالَميَّة أثرَت الحياةَ الفِكريَّةَ على الصَّعيدَيْن: العربي والعالَمي، وهي حواراتٌ أدارها المؤلِّفُ بمستوًى من العُمقِ والمهارَةِ، جَعَلها -بحَقٍّ- بمثابة مَلفٍّ موجَزٍ ومُكثَّف عن هؤلاء المفكِّرين؛ الأمر الَّذي يجعل هذا الكِتابَ لا غِنى عنه لقارِئٍ يَتَطلَّع لمعرفَةِ الأفكار الرئيسيَّة والتَّوجُّهات الأساسيَّة لهؤلاء الأعلام، وبالذَّات عندما لا يكون قد تَمكَّن من قراءة هذه الأفكار والتَّوجُّهات من قَبل، وهو أيضًا كتابٌ لا غِنى عنه لِمَن قرأ لهؤلاء المُفكِّرين أو عنهم؛ لأن الحوارات المنشورَةَ هنا كشَفَت عن جوانِبَ من تَوَجُّهات هذه الشَّخصيَّات البارزة، لم يَكُن التَّعرُّف عليها مُمكِنًا أو سَهلًا، إلَّا من خلال مُحاوِرٍ أفنى عُمرَه في الاطِّلاعِ العَميق على فِكر ومواقِفِ هذه الرُّموز؛ ومن ثَمَّ فقد نَجَحَ في كَشْفِ جوانِبَ من رسالَتِهم الفِكريَّة، وألقى عليها الضَّوءَ؛ فأنار بذلك لِلقارِئِ واسِعِ الاطِّلاع مَنظورًا جديدًا في معرفة هؤلاء المفكِّرين.
رواية من الأدب الكلاسيكي الياباني، لكاتبها : تانيزاكي چون إتيشيرو، عن انهيار العالَم الياباني التقليدي في هُوَّة الحداثة. تقع أحداثها ما بين الحربَيْن العالميَّتَيْن عن أربَعِ أَخوات، هُنَّ: تسوروقو، وساتشيقو، ويوكيقو، وتائيقو- من عائلة أرستقراطيَّة يابانية في أوساكا. تتغيَّر مسارات تلك العائلة بالظُّروف الحديثة، وتسعى كلٌّ منهنَّ لاختيار مَسار حياتها، مِنهنَّ مَن تختار العمل، والأخرى الحب، وأخرى ترحل بعيدًا، والمتمسِّكة بالأعراف، التي تعاني من تلك التَّطوُّرات العاصفة. الرواية هي تشريحٌ حَيويٌّ للعالَم الياباني، وصراع الفتيات مع التقاليد والأعراف اليابانية، حيث كانت اليابان في هذة الفترة تعاني من التَّحوُّلات الحديثة، التي يتبعها التَّفكُّك الأُسَريُّ، وصراعات الأفراد ما بين الالتقاليد والتجديد، وينعكس ذلك في اختيارات الأخوات.
يُقدِّم هذا الكِتابُ 15 موضوعًا عِلميًّا مُهِمًّا، يُنير للقارِئِ الطَّريقَ أمامَ فَهمٍ أَفضلَ للكَونِ والحياة، ورغم أن بعضًا من هذه الموضوعات يكاد يكون ألغازًا غامِضةً، يَصعُبُ فَهمُها حتَّى على المُتخَصِّصين أنفُسِهم، إلَّا أن أُسلوبَ الكاتِبِ الجذَّاب، وشَرحَه الوافي، والمُختَصَر أيضًا، والذي يجمع بين العُمقِ والبَساطَة- قد أتاح أمامَ القارِئِ غيرِ المُتخَصِّص هذه الموضوعاتِ بصورَةٍ مَفهومَة و واضحة.
يُلقي الكِتابُ الضَّوءَ أيضًا -بعد أن يَستَعرِضَ موضوعاتِه الجذَّابةَ- على سيرةِ حياةِ بَعضٍ من أَهَمِّ العُلَماء عبرَ العُصورِ، حيثُ تُعتَبَرُ سيرَتُهم مَصدرَ إلهامٍ لِكُلِّ الشَّباب المُتطَلِّعين إلى المعرِفَة... وإلى المُستَقبَل.
منذ مئة وخمسين عاما لم تكن حياة الرجال كحياة النساء . فالنساء لم تكن يتمتعن بحق التصويت فى الانتخابات ولاحق العمل ، بل حتى لم تكن المرأة هي المتحكمة فى جسدها ! وعندما بدأت النساء فى تنظيم أنفسهن ، حدث التغيير نحو الحرية والمساواة والأخوية .
(( نضال النساء )) كتاب لمن يريد أن يعرف تاريخ النسوية ، بأكبر قدر ممكن فى أقصر وقت ممكن . فهو يحتفى ، فى هيئة رواية مصورة ، بالكفاح من أجل حقوق المرأة فى جميع أنحاء العالم على مدار مئة وخمسين عاما ً من التاريخ الحديث .
(( نحن نمضى قدماً ببطء ولكن بثبات .. علينا فقط التحلي بالجرأة كي يسمعونا)) .
نوڤيلَّتان للكاتب الإنجليزي ألجرنون بلاكوود، أحد أشهر مُؤسِّسي أدب الرُّعب. نوڤيلَّا "الصفصاف" تُعتَبر من أقوى ما كُتِبَ في أدب الرُّعب النفسي؛ حيث تحتوي على وحشيَّة الطبيعة وتَلاعُبها بالشعور الإنساني، حينما يَضلُّ صديقان الطَّريقَ، ويُصبحان مُحتَجَزيْن على جزيرة نائية تكسوها غابات من الصفصاف، يتحوَّل ذلك المشهد الطبيعي إلى فزَّاعة تُرهِب الصديقين؛ إذ تتحرَّك الأشجار، وتتبدَّل الجزيرة وظواهرها، كأنما تلتهم مخاوفهما ببُطء رهيب.
يعدُّها "لوفكرافت" أفضلَ أعمال الرُّعب في اللغة الإنجليزية على الإطلاق.
"عندما أمسك أحمد عز العرب بأصبع الطباشير الطائرة، أمسك بحجر رشيد، وأمسك بلُغة التعبير الخاصَّة به: الخط والرسم.
تعلَّم أن يُعبِّر عن نفسه بخطوط الطباشير على سبُّورة الفصل، فيفهم الأستاذ مكنونَ نفسه وما يريد أن يقول. كبر الطِّفلُ أحمد، وتحوَّلَت أصبع الطباشير إلى ريشة. بأقل الخطوط وأبسطها يُعبِّر أحمد عز العرب عن أعقد الموضوعات. عرفت أحمد عز العرب في الجامعة، وعرفته على صفحات الكاريكاتير في صُحُفٍ مختَلِفة، وعرفته في «الفن ميدان». هو نفسه الفنان الذي عرفته برفقة العزيز بهجت عثمان «بهاجيجو»، هو نفسه الذي يأخذنا في هذا الكتاب إلى رحلة عُمرٍ طويلة. لكن بنفس أصبع طباشيره الساحرة: أقل الكلمات هنا، أقل الخطوط وأبسطها.
كتاب أحمد عز العرب هو تلخيصُ رَسَّامٍ لعالَمِنا في نصف قرن".
إذا كنت تبحث عن قصة تحكي عن صغار مبتهجين، يقضون وقتًا ممتعًا في مدرسة داخلية، فابحث بعيدًا عن هنا. ﭬيوليت وكلاوس وصني بودلير أطفال أذكياء وماهرون، وقد تتوقع أنهم سيبلون بلاءً حسنًا في المدرسة، لكن الحقيقة غير ذلك. كانت المدرسة الداخلية بالنسبة إلى الإخوة بودلير حلقة بائسة أخرى من حياتهم التعسة. والحقيقة أنه في فصول هذا الكتاب المروِّع سيواجه الإخوة الثلاثة عضات الكابوريا، والعقوبات الصارمة، والطحالب، والامتحانات الشاملة، وحفلات الكمان، والنظام المِتريّ. ومن واجبي أن أظل مستيقظًا طوال الليل لكتابة تاريخ هؤلاء الإخوة الثلاثة وأنتَ تغط في نوم عميق، وفي هذه الحال قد يكون عليك اختيار كتاب آخر!
كل الاحترام
ليموني سنيكت
يقول حُكَماؤُنا: منذ زمنٍ بعيدٍ، بَعيدٍ، في البداية، لم يوجد سوى فَراغٍ لا نهائيٍّ، سَكَنَه الخالِقُ، كيشيلاماكونك. لم يكن هناك أيُّ شَيءٍ آخر آنذاك. كان كلُّ الوجود صامِتًا، يَلفُّه سلامٌ عميق. ثم رأى الخالِقُ رؤيا عظيمةً. في رؤياه، رأى الفراغ اللا نهائي من حوله وقد امتلأ بالنجوم، ورأى الشَّمسَ والقمر، والأرض. على الأرض، رأى جبالًا وأودِيَةً وبُحيراتٍ وأنهارًا وغاباتٍ. رأى الأشجار والأزهار والمحاصيل والعُشبَ، ورأى الكائنات منها ما يَزحَفُ، وما يسير، وما يَسبَحُ، وما يطير. رأى ميلادَ الأشياء، ونُموَّها، ومَوتَها، ورأى أشياءَ أخرى بَدَت كما لو أنها تعيش للأَبَد. ثم سَمِعَ أغاني وحكاياتٍ، وأصوات ضحكٍ وبُكاء. لمس الخالِقُ الرِّيحَ والمطر، وشَعَرَ بالحُبِّ والكراهية، بالشجاعة والخوف، بالسعادة والأسف، ثم انقَضَت الرُّؤيا، وتلاشت. رأى الخالِقُ الغَيبَ، وفكَّر مَليًّا في كُلِّ ما رآه في رؤياه، وعَلِمَ أنها سوف تتحقَّق.
"يعتقد الجميع أن مُتلازِمَة الذاكرة الزائفة هي مجرَّد ذكريات زائفة عن اللحظات الكبيرة في حياتِكَ، لكن ما يؤلم أكثر بكثيرٍ هو اللَّحظات الصغيرة. أنا لا أتذكَّر زوجي فقط، بل أتذكَّر رائحةَ أنفاسه في الصباح، عندما كان يتقلَّب ويُواجِهني في الفِراش. وكيف في كلِّ مرَّة كان ينهض فيها قبلي كي يَغسِلَ أسنانه، كنتُ أعرف أنه سيعود إلى الفِراشِ، ويحاول مُمارَسة الجنس. تلك هي الأشياء التي تقتلني. أصغر التفاصيل الكاملة التي تجعلني أعلَمُ أن هذا حدث." يسألها باري: "وماذا عن هذه الحياة؟ ألا تساوي شيئًا بالنسبة لكِ؟".
تَتشابَكُ حياةُ إيڤا بين زوجها المسجون وحبيبها الميِّت، إذ تعود بنا أحداث الرواية إلى ماضي إيڤا، وحياتها، وتَتابُعاتها، وكيف ارتبَطَت ذاكِرتُها وحياتها مع كُلٍّ منهما، فأصبَحَت حياتُها عبارةً عن ترابُطٍ زَمنيٍّ ما بين الأول والثاني؛ فلا خلاصَ.
"وعلى مقربة من بابٍ آخر في القصر كانت تقف «حُسن شام» صديقة «فريدة»... وقَفَت تنظر إلى صديقتها الوحيدة وهي ترتدي فستانًا فرنسيًّا، صُنْع يَدَيْ مدام «وورث»، وتضبط الوصيفاتُ ذيلَ الفستان، ويفرِدنَ طرحته على الأرض. نظرت فريدة إلى انعكاس صورة حُسن أمامها في المرآة، وحين تلاقت أعينهما رأت حُسن فرحة فريدة الطفوليَّة رغم الرَّجفة التي تنتاب أصابعها؛ فهي وإن كانت سعيدة لكونها ستتزوَّج حبيبها المَلِك فإنها تهلع لكونها أصبحت الملكة. تبتسم حُسن شام بثِقَة العارفين، وتقول لنفسها: «وهوَّ انتي فعلًا بقيتي الملكة؟ مين هنا يا ترى اللي هتبقى الملكة؟»، ثم تنظر مرَّةً أخرى إلى صديقتها في المرآة وتهزُّ لها رأسها بحنانٍ باعث على الطمأنينة".
الرواية تدور أحداثها خلال 50 عامًا من تاريخ مصر، عبر حياة الملكة فريدة وعلاقتها بالملك فاروق، والتَّحوُّل الدرامي الذي حدث بحياتها بعد الانفصال من خلال الفتاة التي وُلِدَت في حيٍّ شَعبيٍّ في يوم زواج فاروق وفريدة؛ ما أدَّى إلى ارتباطها بفريدة مدى الحياة: حياة كل منهما.
نجد في كتابة صلاح عيسى الجريمة مدخلًا لدراسةٍ واسِعَةٍ وشامِلة للمُجتَمع، والحُكَّام، والمحكومين، والقوى السياسية المختلفة، والصِّراعات الاجتماعية الدائرة، وهذا منهجه في كتابه "أفيون وبنادق"، حيث يسرد الكتابُ سِلسلةً طويلةً من القتل والسرقة، والهجوم على رجال الشرطة، وترويع الأهالي، وتَسميم المواشي، وحرق المحاصيل، وفرض الإتاوات- التي ارتكبها محمد منصور، الشهير بـ "خُطّ الصعيد". "الخط" شخصيَّةٌ مُلتَبِسة في التاريخ الإجرامي المصري؛ فهو شخصيَّةٌ تُحتَسب على المقاومة، ومحبوبٌ لشريحةٍ عريضة من الجمهور المصري؛ لكونه مُتمرِّدًا على السُّلطة المصرية المتمثِّلة في الحكومة، ولكنه شخصية إجرامية، رَوَّعَت أمن المواطنين. أعاد عيسى قراءة كل ما كُتِب في الصُّحُف والمجلات والمذكِّرات، وعلى الأخصِّ التحقيقات التي نشرها صحفيُّ الحوادث الشاب آنذاك: محمد حسنين هيكل في مجلة "آخر ساعة"، ولفَتَت إليه الأنظار بقوَّة، إلى جانب المذكِّرات التي كتبها ضابط البوليس الذي تولَّى القضية: محمد أفندي هلال، الذي طارَدَ الخُطَّ لأكثر من سنة، واقتنصه في نهاية الأمر، غير أنه هجر البوليس واشتغل بالصحافة، من هذا وذاك خرج عيسى برواية جديدة، هي الأدَقُّ والأشمَلُ للخُطّ.
صلاح عيسى ليس مجرد أديب أو مؤرخ فحسب، بل المفكر الفذ الذي نجح خلال أعماله التي تنبض بالحياة حتى الآن، في بناء جسر تقدُّمي حداثي بين جيلي الأربعينات والسبعينات"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين نقول إن اعتماد البرجوازية المصرية على المفاوَضَة كأسلوبٍ وحيدٍ لحَلِّ تناقُضِها مع الإمبريالية، كان قضاءً أكثرَ ممَّا كان اختيارًا انتقائيًّا؛ فنحن لا نفعل أكثرَ من أنْ نَصِفَ ظاهرةً لا يَعْمَى عنها إلا هؤلاء الذين يُصرُّون على استمرار المراهنة على وطنيَّة البرجوازية، كأنهم يواجهون إحساسًا داخليًّا عميقًا بالعار؛ لأنَّهم مَنحوا يومًا بركاتِ الوطنيَّة -بشكلٍ مُطلَقٍ ودون تَحفُّظاتٍ- للبرجوازيَّة العربية عمومًا -والمصريَّة بوجهٍ أخصَّ- برغم أن واقع الحال كان أمامهم ناطقًا بأن البرجوازية العربية قد عَجَزَت دائمًا عن أن تفلت من قضاء المفاوضة الذي يطاردها، أو أن تتمرَّد على قدر التبعية الذي قَعَدَ بها على حِجْرِ الإمبريالية، ترضع لَبَنَها حتى شاب شَعْرُها، وملأَت التجاعيدُ صفحةَ وجهِها!
"كتب العالم البروفايلي، أن «مسافر بلا حصان» أو «سامح»، أو «عوليس بن چويس»- شخصيَّة وإن كانت مريضةً نَفسيًّا إلَّا أنها عبقرية من حيث الذكاء، وأن قُدرَتها على التَّسلُّل والتَّخلُّل في شخصيات البيئة من حوله أو حتى في الشخصيات التي يتقمَّصها- كُلُّها أَدِلَّة على العبقرية والحِدَّة في السيطرة على المحيط بذات المتهم".
عوليس -كما يرسمه "العصفوري"- بدون مراوغَةٍ... هو بطل الأسطورة الرومانية أو اليونانية القديمة، أو ربما شخص من الزمان المعاصر المُعاش، مُصابٌ باضطرابٍ هُويَّاتي Multiple Personality Disorder: أحيانًا يَظُنُّ نفسه سامح (رَجُل أعمال)، أو ربَّما بطل شاشات السينما، في أحيان رابعة عوليس هو الأمريكي الأصلي "مسافر بلا حصان"، الشخصية المركزية تتنقَّل عبر الأزمنة والأمكنة بطريقة سحريَّة، أو ربما بسبب المرض النفسي.
يقدِّم شريف العصفوري نَصًّا روائيًّا بتقنيَّة الواقعية السحرية؛ إذ ينسج الخيال والأسطورة في الحياة اليومية.
خلَّفَت ثورة يناير وراءها عالمًا أمسى قديمًا في وعي كل المعاصرين، يُشار إليه بالماضي أو "زمان"، حتى لو كان المقصود عَقدًا واحدًا مضى، وعلى الرغم من كونه قديمًا لم نكتشف بعد كل عناصره ولا تركيباته كي نفهم لحظتنا المعاصرة التي هي نتاج تفاعُلاته هو، أصبح المصريون بعد يناير يطلق عليهم أنهم شعب بلا كتالوج لأنهم أصبحوا شعبًا موجودًا من الأصل، يتحرَّك بشكل مَرئيٍّ بعدما عبَّر عن وجوده، لم يعد صُوَرًا مُخلَّقة في دراما مُوجَّهة، انهارت كل الصورة النَّمطيَّة القديمة رغمًا عن الجميع، وأصبح لزامًا على الجميع بذل الجهد اللازم لفهم الطبيعة المادية للمجتمع الذي يعيشون فيه، وجوهر صراعاته ودوافعها. لم تَعُد من الممكن صياغة مصر كعالم مُتخيَّل من عناصر بسيطة؛ فالبلد في تغيُّر مستمر، وكنس التراب ومُراكَمَتُه تحت سجاجيد الواقع لن يُفضي إلى رؤية أي أفقٍ منبسط، بل سيجعل المسير أكثر بُطئًا وقلقًا داخل منعرجات أكثر خطورة وصراعية؛ فالمجتمعات لا تسكن أبدًا، يمكن أن تخفض صوتها، لكنها لن تتوقَّف عن الهمس والكلام، وفي الأثناء ستتشكَّل لغاتٌ جديدة، تتطوَّر وتتمايز وتصبح معها العوالم المتنوِّعة أكثر عُزلَة وتناثرًا، ولن تستطيع خطابات الصور النمطية التافهة احتواءها بحيث يسير كل شيء بالتوازي حتى تأتي لحظة تتقاطع فيها المتوازيات، فتصطدم العوالم بعضها ببعض؛ وحينها لن يمكن إخفاء صوت الانفجار.
تدور الرواية حول "إليزابيث"؛ آخر الفتيات اليهوديات اللاتي هاجَرنَ من مصر، وأُمُّها مدام "نخيل" كومبارس السينما في حقبة الأربعينيات، وواحدة مِمَّن رقصن الكلاكيت في كازينوهات شارع الهرم، وصديقة قاتل الإنجليز "چاك ماليكي" اليهودي. ما بعد فُقدان الأم وفقدان الانتماء للطائفة اليهودية في مصر تعيش إليزابيث حالةً من الضَّياع في مجتمعٍ تَبَدَّل عليها، ويرفضها لكونها يهوديَّةً تعيش في حي الظَّاهر بمصر القديمة. تدخل إليزابيث في عدد من العلاقات الاستغلالية بين رفيقَيْن: أحدهما مُسلِمٌ مُتأثِّر بالتيار الإسلامي المتطرِّف، والآخر مسيحيٌّ خاضع للأوروبيين، مُحتَقِرًا ذاته، لكنها بالتالي تستغلُّهما لخدمة كلبها في علاقة استنزافية طويلة تنتهي بكارثة حَرق سلسلة متاجر سنسبري بسبب فتنةٍ طائفيَّةٍ، ولم يَعُد لها خيار سوى الهروب.
قصة مصورة عن بطل عربي، تتسم حياته بالمغامرات والدعابة، حيث يقع في العديد من المكائد ليحاول لاحقًا النجاة منها فتظهر براعة شخصيته، ومفارقات الحياة في العصور الوسطى.
قصة مصورة عن بطل عربي، تتسم حياته بالمغامرات والدعابة، حيث يقع في العديد من المكائد ليحاول لاحقًا النجاة منها فتظهر براعة شخصيته، ومفارقات الحياة في العصور الوسطى.
ي مشاهد قصيرة، تصف سيمونه ف، باومان بطرق متنوعة، وباستخدام صور قوية بعض المواضيع التي تشغلها، وتشغل كثير من الشباب ، ويطرحون الأسئلة بشأنها ، وخصوصا لشعورها المستمر بالإكراه، على كل ما يفعلون تقريبا. قصصها جامحةـ وتصور العالم على أنه فوضوي وكئيب - ولكن دائما مع قليل من الكوميديا السوداء. يقدم الكتاب نظرة عميقة ومحاولة لفهم مشاعر سيمونه وأفكارها، ويترك لدى القارئ انطباعا يدوم، وأسئلة تحتاج إلى تأمل عميق.
الغربان رواية مصورة قوية وجذابة تتعمق في موضوعات الصدمة والأسرة وقوة الماضى نشرت لأول مرة في السويد 2020 ثم ترجمت لاحقا إلى اللغة الإنجليزية تدور القصة حول كيم وهو شاب بالغ يرث أجداده ويعود إلى المكان الذى نشأ فيه وبينما يستكشف كيم المنزل والريف المحيط به يواجه ماضيه المؤلم والأسرار المظلمة التى تكمن داخل الجدران تصبح الغربان التى تتجمع على سطح الحظيرة رمزا للذكريات المؤلمة والرعب النفسي الذي يعيشه كيم وحظيت الرواية بإشادة النقاد وحصلت على العديد من الجوائز. واستحسان النقاد لرواتها المؤثرة وصورها المذهلة، وقد تم الإشادة بالرواية لقدرتها على استحضار مجموعة واسعة من المشاعر من التعاطف إلى الخوف، وقد أدى نجاحها التجاري إلى زيادة الإهتمام بالروايات المصورة الإسكندنافية.
«قصة قوية، مرويَّة ببراعة. يبدع «ديرف» في استخدام الكوميكس لرواية هذه الحكاية عن عالَم المراهقين الغريب، بل والشرير في السبعينيات.» كرامب (صحفي وفنان كوميكس)
" القاهرة نعمةُ دودةٌ آدميَّةٌ، حزينةٌ، بارعة الجمال، تزحفُ على الأرض من دون تعليمٍ أو مستقبلٍ أو هدفٍ، إلَّا أن تجد طعامًا لها ولأُمِّها وطفلِها الذي لا تستطيعُ تحديدَ أبيه؛ أهو الخال المغتصِب الذي سلب منها براءتَها في بداية مراهقتها، أم الزَّوج الجبان الهارب.
في ليلةٍ تعيسةٍ/ مسحورةٍ، ترضخ لإغراءاتِ دينا صديقتِها الوحيدة، وتنضمُّ إلى جيشِ الفتيات الزَّاحفات معها في فنادق المدينةِ ذات الخمس نجومٍ؛ ليأكلن ولتأكل. الأسكندرية "
"شارع كنيسة ساسون".. هو اسم الشارع الذي دارت فيه معظم أحداث هذا الكتاب...
كل الأحداث الجِسام كان هذا الشارع شاهدًا عليها...
في منتصف العام 64، عِشتُ في أحضان أعمامي غير العضويين -بعد أن أمضوا خمس سنوات في معتقل الواحات- هؤلاء الذين نهلتُ من تجربتهم "المُجهَضة"؛ تلك التجربة التي فتَحَت أمامي الطريق الذي سلَكتُه، منذ ذلك اليوم، وإلى يومنا هذا...
وفي هذا الشارع انقلبتُ بعد هزيمة 67 مثل" فردة شراب" -ظهرًا لِبَطن- شأن الكثير من الشباب الذين عايشوا هذه الفترة...
وفيه أيضًا عِشتُ أحداث الحركة الطلابية في سبعينيات القرن الماضي، واعتُقِلتُ خمس مرَّاتٍ فترةَ حُكم السادات؛ فانفتح أمامي عالمٌ رحبٌ، وتجارب صقلت وعيي وصلَّبَت عودي...
إن ما عشته وعايَشتُه من تجارب وحياةٍ مَررتُ بها قد لا تكون توفَّر للكثيرين من أبناء جيلي، والأجيال التالية... فرأيت أن ما عشته ليس ملكي وحدي، وعليَّ أن أضعه بين يدي الجميع.
يقول التقرير أن اسمه آدم السلمي، طبيب هجين ملامحه أوروبية من أم ألمانية ذات أصول آرية نقية وأب حامي، هذا الطبيب سجنه الإنجليز في مصر بسبب إنخراطه في أعمال المقاومة أثناء ثورة 1919، وفى ألمانيا تم إلغاء رخصة ممارسته للطب، وقد اعتقله الجيستابو من قبل، وكانت وزارة البروباجندا قد جندته كي يشي على اليهودي هوجو إسرائيل مدير المركز الإسلامي الأحمدي، كما أنه كان خطيبا لإبنة عميد كلية الدراسات الشرقية المعارض للفوهرر. طرق القائد النازي بقبضة يده على المكتب بعنف وقال: أريد ملف هذا المصري على الفور. حالا سيدي.. هايل هتلر.
هاجر المصريون حديثا، وباضطراد منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين القرن، إولا سعيا وراء حياة معيشية أكثر رغدا، بالملايين هاجر المصريون مؤقتا للبلاد العربية، لكن هجرتهم كانت نهائية لكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وأخيرا أوروبا، بعض المهاجرين كانوا يجرون وراء أحلامهم بالتحقق المهني والحرية الفنية والإبداعية، تجربة الهجرة تخص الإنسانية كلها، بسعيها للكمال والحركة، وتسلق قمم التحقق الذاتي والمهني في وجه تقاليد وموروثات من العنصرية والزينوفوبية، حاملا مشاكل البلاد القديمة وعقائدها وأفكارها متصادمة مع عقائد وأفكار الآخر، عبورا من فوق خنادق المحافظة في مواجهة الحداثة وما بعدها، مشكلات الهجرة من الإندماج إلى مقاومته وتشكيل "جيتو" خاص بالإثنية أو العقيدة وسط محيط متلاطم من الآخرين، أقليات وأكثرية، هناك أسئلة الفرد في مواجهة الجماعة، وموازنة النجاح المهني بمتطلبات الأسرة والأخلاق والسياسة، في مجتمعات كلها تصارع من أجل الحفاظ على بعض الثبات تشبثا أمام طوفان التغيير بسبب سقوط الحواجز وتقدم التكنولوجيا، بطل الرواية سينيمائي اقترب من "أرض الميعاد" السينمائية هوليود! فهل من حليب وعسل هناك؟
"لعلَّ تلك الليلة كانت سَهرتها الدّرامية الحقيقية والوحيدة، وليس هذا الحريق الذي يشبُّ في موضعٍ كلَّ يخمُد في آخَر
كأنه طفل يلعبُ الغميضة مع رجال المطافئ. لكنها لم تدرك
ذلك حالَ حدوثه، لم تدرك أنَّ سرقتها لخطيب صاحبتها ستكون
أشدَّ مغامرات حياتها جنونًا. ظنَّت أنَّ الحياة لم تزل أمامها،
وأنها ستقدِّم لها الكثير من العلاقات العابرة والليالي المجنونة.
لم تَنَل الكثير من ذلك، سرعان ما تزوَّجَت كأنها تحتمي من
الحياة ببيت وأسرة، أنجَبَت واشتغلت وكبرت، ثم انفصلت
وتزوَّجَت من جديد، لكنها لم تنجب من جديد، وانتهت حياتها
إلى مسلسل اجتماعي بليد، مسلسل من مائة حلقة لا يكاد
يحدث فيها شيء.
لطالما تركت نفسها للتيار، تمضي مع الرَّكب؛ فَقط لكي
تُتركَ وحيدة. بذلت أقصى جهدها على الدوام، فقط لمجاراة
التَّيَّار لا لتفوز بأي شيء، حتى وإن بدا كل مجهودها هذا،
مقارنةً بنشاط الآخرين، تباطؤًا وخمولً. كانت تسايرهم لتبقى
معهم، المهم ألا يكشف أحدٌ سرَّها، ألا يعرفوا حقيقتها، وأنها
مجرد ضيفة عليهم، ولو خُيرَّتّ لفضَّلت الخروج فورًا من المظاهرة والابتعاد عن نهر الطريق والوقوف على الرصيف
والاكتفاء بالفُرجة، كما تفعل الآن صباح كل يوم مع النسكافي
أمامَ فظائع العالَم."
في معبد حتحور في أقصى صعيد مصر كتب الكاهن "باسا الرابع مخطوطته السرية؛ ومنذئذ واللعنة تلف تلكما العائلتين التين عثرتا عليها وتشاركتا الإحتفاظ بها. في عالم يدور بين صعيد مصر وشيكاغو، بين البيوت والكراخانات، بين الحب والقتل، بين التنقيب عن الآثار في المقابر، ومنجاة السيدة العذراء في الكنيسة، بين السحر والهبات الإلاهية، بين التمسك بكل شيئ حتى المجهول، وبين التخلي عن كل شيئ حتى الذات، بين اليقين والإنكار بيقين، وبين عاك 1892 أو قبله بقليل وعام 1940 أو بعده بقليل؛ يتقلب شخوص هذه الرواية.