مِمَّا هُوَ جَديرٌ بالاهتِمامِ أَنْ نُلاحِظَ ما صارَ إِلَيْهِ الجِنْسُ البَشَرِيُّ في مِصرَ، وأَنْ نَقتَفِيَ آثارَ بُلوغِه تِلكَ الدِّقَّةَ البِنائِيَّةَ العَجيبَةَ، الَّتي تَتَجَلَّى لَنا في بِناءِ الأَهرامِ مَعَ ضَخامَتِها المُدهِشَة، وارْتِقائِه مِنْ سُكْنَى الكُوخِ المصنوعِ مِنْ غُصونِ الشَّجَرِ إلى إِقامَتِه القُصورَ الفاخِرَةَ الزَّاهِيَةَ المُجَمَّلَةَ بِالقيشاني، والمُؤَثَّثَةَ بِالرِّياشِ الفاخِرِ والذَّهَبِ المُرَصَّعِ، ثُمَّ بَعدَ ذَلِكَ نَأخُذُ في تَفصيلِ تِلكَ الخُيوطِ الذَّهَبِيَّةِ الَّتي حِيكَت منها حياته المتَعَدِّدَة النَّواحي، الَّتي صارَت في النِّهايَةِ تُؤَلِّفُ نَسيجًا مَتينًا فَخمًا مِن المدَنِيَّة... والواقع أنه لا توجد قوة أثرت في حياة الإنسان القديم مثل قوة "الدين"؛ لأن تأثيرها يشاهد واضحًا في كل نواحي نشاطه، ولم يكن أثر هذه القوة في أقدم مراحلها الأولى إلا محاولة بسيطة ساذجة يتعرف بها الإنسان ما حوله في العالم، ويخضعه بما فيه الآلهة لسيطرته، فصار وازع الدين هو المسيطر الأول عليه في كل حين، فما يولده الدين من مخاوف هي شغله الشاغل، وما يوحي به من آمال هي ناصحه الدائم، وما أوجده من أعياد هي تقويمه السنوي، وشعائره - برمتها - هي المربية له والدافعة له على تنميته الفنون والآداب والعلوم.
تقييم من 0 قارئ
ترجمة | سليم حسن |
---|---|
التصنيفات | دراسات |
الرفوف | تاريخ / مصر / أنثربولوچي / أساطير وملاحم |
القطع | 17x24 |
عدد الصفحات | 422 |
سنة النشر | 2018 |
ISBN | 9789773136994 |
يُقدِّم هذا الكِتابُ 15 موضوعًا عِلميًّا مُهِمًّا، يُنير للقارِئِ الطَّريقَ أمامَ فَهمٍ أَفضلَ للكَونِ والحياة، ورغم أن بعضًا من هذه الموضوعات يكاد يكون ألغازًا غامِضةً، يَصعُبُ فَهمُها حتَّى على المُتخَصِّصين أنفُسِهم، إلَّا أن أُسلوبَ الكاتِبِ الجذَّاب، وشَرحَه الوافي، والمُختَصَر أيضًا، والذي يجمع بين العُمقِ والبَساطَة- قد أتاح أمامَ القارِئِ غيرِ المُتخَصِّص هذه الموضوعاتِ بصورَةٍ مَفهومَة و واضحة. يُلقي الكِتابُ الضَّوءَ أيضًا -بعد أن يَستَعرِضَ موضوعاتِه الجذَّابةَ- على سيرةِ حياةِ بَعضٍ من أَهَمِّ العُلَماء عبرَ العُصورِ، حيثُ تُعتَبَرُ سيرَتُهم مَصدرَ إلهامٍ لِكُلِّ الشَّباب المُتطَلِّعين إلى المعرِفَة... وإلى المُستَقبَل.
"عندما أمسك أحمد عز العرب بأصبع الطباشير الطائرة، أمسك بحجر رشيد، وأمسك بلُغة التعبير الخاصَّة به: الخط والرسم. تعلَّم أن يُعبِّر عن نفسه بخطوط الطباشير على سبُّورة الفصل، فيفهم الأستاذ مكنونَ نفسه وما يريد أن يقول. كبر الطِّفلُ أحمد، وتحوَّلَت أصبع الطباشير إلى ريشة. بأقل الخطوط وأبسطها يُعبِّر أحمد عز العرب عن أعقد الموضوعات. عرفت أحمد عز العرب في الجامعة، وعرفته على صفحات الكاريكاتير في صُحُفٍ مختَلِفة، وعرفته في «الفن ميدان». هو نفسه الفنان الذي عرفته برفقة العزيز بهجت عثمان «بهاجيجو»، هو نفسه الذي يأخذنا في هذا الكتاب إلى رحلة عُمرٍ طويلة. لكن بنفس أصبع طباشيره الساحرة: أقل الكلمات هنا، أقل الخطوط وأبسطها. كتاب أحمد عز العرب هو تلخيصُ رَسَّامٍ لعالَمِنا في نصف قرن".
نجد في كتابة صلاح عيسى الجريمة مدخلًا لدراسةٍ واسِعَةٍ وشامِلة للمُجتَمع، والحُكَّام، والمحكومين، والقوى السياسية المختلفة، والصِّراعات الاجتماعية الدائرة، وهذا منهجه في كتابه "أفيون وبنادق"، حيث يسرد الكتابُ سِلسلةً طويلةً من القتل والسرقة، والهجوم على رجال الشرطة، وترويع الأهالي، وتَسميم المواشي، وحرق المحاصيل، وفرض الإتاوات- التي ارتكبها محمد منصور، الشهير بـ "خُطّ الصعيد". "الخط" شخصيَّةٌ مُلتَبِسة في التاريخ الإجرامي المصري؛ فهو شخصيَّةٌ تُحتَسب على المقاومة، ومحبوبٌ لشريحةٍ عريضة من الجمهور المصري؛ لكونه مُتمرِّدًا على السُّلطة المصرية المتمثِّلة في الحكومة، ولكنه شخصية إجرامية، رَوَّعَت أمن المواطنين. أعاد عيسى قراءة كل ما كُتِب في الصُّحُف والمجلات والمذكِّرات، وعلى الأخصِّ التحقيقات التي نشرها صحفيُّ الحوادث الشاب آنذاك: محمد حسنين هيكل في مجلة "آخر ساعة"، ولفَتَت إليه الأنظار بقوَّة، إلى جانب المذكِّرات التي كتبها ضابط البوليس الذي تولَّى القضية: محمد أفندي هلال، الذي طارَدَ الخُطَّ لأكثر من سنة، واقتنصه في نهاية الأمر، غير أنه هجر البوليس واشتغل بالصحافة، من هذا وذاك خرج عيسى برواية جديدة، هي الأدَقُّ والأشمَلُ للخُطّ.
يُقدِّم هذا الكتاب قصصًا لنساءٍ مصريَّاتٍ حَلُمنَ، وحقَّقنَ هذه الأحلامَ؛ فلم تكن -تلك الأحلام- مُجرَّدَ خيالاتٍ أو أوهام، بل كانت اختيارًا يُثبِتُ أنْ ليس للعَملِ أو المهنة وجهٌ أُنثويٌّ ووَجهٌ ذُكوري. هؤلاء النساء العَصريَّات يُمثِّلن نساءَ الطَّبقة المتوسِّطة المصرية، اللاتي قَرَّرنَ اقتحامَ مجالات عمل غير تقليديَّة، واستطعن أن يتحمَّلنَ مسؤوليَّات المهنة وتَحدِّيات المجتمع. ويشترك هؤلاء السَّيِّدات جميعًا في سِماتٍ واحدة، هي الطموح والإصرار، والرَّغبة في استخدام مَهاراتٍ طالما ظَنَّ المجتَمعُ أنها قاصِرَةٌ على الرِّجال فقط. قَرَّرت بطلاتُ هذا الكتاب أن يَمْتَهِنَّ مِهَنًا وحِرَفًا وأعمالًا مختلفة ومتنوِّعة، منها حِرَفٌ يدويَّة شاقَّة، مثال: سيِّدة غطَّاسة لِحام تحت الماء، وكهربائيَّة نَقلٍ ثقيل، وميكانيكي سيَّارات، ونجَّارة، وجَزَّارة، وصانِعَة زُجاج يدوي، ونَقَّاشَة، وصانِعَة رُخام... أو مِهَنٌ خَدَميَّة مُتنوِّعة، كتدريب السيِّدات على مهارات السِّياقة، ومأذونة شَرعيَّة، ومُدرِّبة غطس، وغيرها... كما تبنَّى بَعضُهنَّ قضايا مُجتَمَعيَّة هامَّة، مثل الحفاظ على البيئة والموارِد الطَّبيعيَّة، أو الرَّحمة بالحيوان وحِمايَتِه ورعايَتِه.
تناوَلَت هذه الدراسة دَورَ المثقَّفين المصريِّين ومواقفهم من أحداث ثورة 1919 الديمقراطيَّة التَّحرُّريَّة. ومنذ بداية أحداث الثورة وجدنا المثقَّفين يتصدَّرون النِّضالَ في كل حَدَثٍ من أحداث الثورة، فبدءًا من الأحداث العنيفة التي بدأت بعد اعتقال سعد باشا، لَعِبَ الطَّلبةُ الدَّورَ الأكبر، مُستندين إلى رصيدهم النضالي الضخم الذي وَرِثوه عن الحزب الوطني. أيضًا احتجاجات المحامين وإضرابهم، كذلك إضراب الموظَّفين، الذي سَبَّب الشَّلَل الكامل للإدارة. وعندما أرسَلَت بريطانيا لجنة مِلنَر لتقصِّي الحقائق، وُوجِهَت بالمُعارَضة والمقاطعة من المثقَّفين. كذلك مفاوضات عدلي كيرزون فشلت لنفس الموقف من قِبَل المثقَّفين. وعندما تألَّفَت لجنة الدستور وقانون الانتخاب تصدَّى المثقَّفون لمناقشة كافَّة قضاياه؛ ممَّا جعل اللجنة تُعدِّل وتضيف بعضَ البنود، وأهمها على الإطلاق: بند الحُرِّيَّات. وبالإجمال، فإن المثقَّفين لعبوا دَورًا هامًّا في أحداث الثورة، مُتصدِّرين قيادة الحركة الوطنية بما لا يَدَعُ مجالًا للشَّكِّ. وحقَّقوا مكاسب لا بأس بها؛ فقد حصلوا على 78 مقعدًا من مقاعد البرلمان. أيضًا من أهم النتائج: التَّوسُّع في التعليم؛ فزاد عَددُ الطَّلَبة في المدارس من 324 ألفًا عام 1924 إلى ما يقرب من 900000 عام 1933، كذلك زادت ميزانية التعليم من 4% عام 1919 إلى 13% قبل الحرب العالمية الثانية.
أمَّا في ذلك الصباح -15 يونية (حزيران) 1960- ولثمانية أِشهر سابقة، فإن "الأوردي" كان مُخصَّصًا لمَهمَّته "المقدَّسة" التي حفَرَت اسمه بالسياط والشوم، وحتى بالدم على صفحات التاريخ، وهي أن يكون المرحلة الثالثة -والأكثر قسوة ودمويَّة- في عملية تصفية الشيوعيِّين المصريين، وإجبارهم بالقهر والتعذيب على التخلِّي عن أفكارهم، وحلِّ تنظيماتهم، وبذلك تتخلَّص حركة "القومية العربية" من أعدائها الداخليين، بعد أن تخلَّصت من أعدائها الخارجيين، وحسَمَت المعركة مع الاستعمار لصالحها.
"مَن نحن؟". "مِن أين أتينا؟". "إلى أين نذهب؟"... من أقدم الأسئلة التي سألها الإنسان لنفسه، أسئلة متأصِّلة في جماعاتنا، وثقافاتنا، وحضاراتنا. وقادَتْنا هذه الأسئلة إلى النظرة المتمركزة حول الذات: فلسفاتنا وعلومنا بدأت متمركِزةً بالكامل حول الإنسان؛ هو النقطة البُؤريَّة والهدف من الكون. لكن، على مدى سنوات القرن السابق، أصبحنا ندرك أننا أبعَدُ ما نكون عن المركز، بل أيضًا أننا نحتلُّ مكانًا صغيرًا للغاية، ولحظةً زمنيَّةً قصيرةَ الأمد جدًّا. هل يعتمد التطوُّر على التفاعُلات التَّنافُسيَّة السلبية والعلاقات بين الفريسة والمُفتَرِس؟ ما هو الدور الذي لعبه التعاون في نشوء الإنسان وتطوُّر الحضارة؟ هل أدَّى الدفاع الكيميائي لسباق التسلُّح التطوُّري بين النباتات ومُستَهلِكيها إلى إمدادنا بالمستحضرات الدوائية والاتجاهات الرُّوحانيَّة. ما مدى تحكُّم التنظيم الذاتي والتَّراتُبيَّة الهَرَميَّة في النشوء التكافُلي والتطوُّر المشترك؟ وكيف كان ذلك مِدادًا لخريطة طريق التاريخ الطبيعي للوصول إلى نشوء الإنسان وظهور الحضارة؟ هل ظهرت الحضارة الإنسانية عندما انتصَرَت الدوافع التكافُليَّة والتعاونية على الدوافع الفردية والأنانية؟ ما حقيقة وجود الميكروبات داخل أجسامنا؟ وما مدى حاجتنا إليها؟ ما هو الچين الأناني؟ وكيف أصبح عَدوُّنا؟ كيف يمكن أن تؤدِّي هيمنة الچين الأناني إلى تهديد الحضارة وتفاقُم مشاكلنا العالمية الحالية، مثل النُّموِّ السكاني، والاحتباس الحراري، ومحدودية الموارد التي تؤدِّي إلى القَوميَّة والقَبَليَّة."
" تُحفَةُ النَّثر التُّركي، الَّذي أبدَعَه "جَناب شهاب الدين" في مَطلَعِ القَرنِ العِشرين، واضِعًا نموذجًا شَديدَ الأصالَةِ في الكتابَةِ النَّثريَّة الحَديثَة. تُعَدُّ مقالات "شهاب الدين" في أدَبِ الرِّحلة (نَخصُّ مِنها: "انطِباعاتٌ عَن بيروتَ وفلسطين") هي عَمَلُه النَّثري الأكثَرُ كَمالًا؛ حَيثُ تَرسَّخَت فيه أُصولُ العَمَل النَّثريِّ والجَماليِّ، في مَعزِلٍ عن المؤَثِّراتِ السِّياسيَّة والسُّلطَويَّة في هذا العصر، ليُخرِجَ لنا نَصًّا جماليًّا خالِصًا يَنطِقُ بِبَديعِ الصُّوَر الحَيَّة النَّابِضَة مُنذُ آلاف السِّنين في بيروت وفلسطين."
في عملٍ يجمعُ بين جَمالِ السَّرد ودَأَب البحث الأكاديميّ، تنقِّب الكاتبة الروائية ميرال الطَّحاوي في حقولِ الأدب الشَّعبيّ، بحثًا عن أشعار الحُبِّ في التراث النِّسائيّ البدويّ، لتُقَدِّم لنا في هذا الكتاب مختاراتٍ مِن أَخْصَبِ نصوص الحُبّ والفَقْد والرِّثاء في الذاكرة النِّسْوِيَّة. هذا الكتاب لا يَكشِفُ فقط الخرائطَ الثقافيةَ لِمَوْلِد وتَطوُّر الغَنَاوَة، أو شِعْر الحُبِّ الشّفاهِيّ البدويّ في مصر وإقليم بَرْقَة الليبيّ، بل يُقدِّم للقارئ صُوَرًا شِعرِيَّة فاتِنة لأشكالِ بَوْحِ النِّساء بالمَحَبَّة، من خلال مجموعة مُنتَقَاة من النُّصوص الشِّعرية التي تَعكِس هذه المَشاعِر المَحظورة والمسكوت عنها في تاريخ الأَدبِ الشّفاهيّ النِّسْوِيّ. ميرال الطحاوي، روائية وكاتبة مصرية، تعمل أستاذة للأدبِ العربيّ بكلية اللغات العالَمية والترجمة بجامعة أريزونا الأمريكية، ومن أشهر رواياتها "الخِباء" و"الباذنجانة الزرقاء" و"نقرات الظِّباء" و"بروكلين هايتس".
مِن كُلِّ أَربعَةِ أَفرادٍ يَعيشون حَولَكَ رُبَّما يُعاني فَردًا مِن اضطِرابٍ نَفسيٍّ. وهَذا الإِنسانُ قَد يَكونُ ضِمنَ أَفرادِ أُسرَتِكَ أَو جيرانِكَ أَو يَسكُنُ مَعَكَ في الحَيِّ ذاتِه، أَو يُزامِلُكَ في المدرَسَةِ أَو الجامِعَةِ أَو العَمَلِ أَو النَّادي، أَي أَنَّ مائِةَ مليونِ إنسانٍ في العالَمِ العَرَبِيِّ، وعِشرين مليونًا في المجتَمَعِ المصرِيِّ، يُعانون مِن اضطرابٍ نَفسيٍّ ما، ونِصفَ هَؤلاءِ تَقريبًا يُعانونَ مِن الاكتِئابِ، وغالِبَهم لا يَتَلقَّى الرِّعايَةَ النَّفسِيَّةَ المتخَصِّصَة، خاصَّةً إذا كان يَعيشُ في مُجتَمَعٍ يَفتَقِرُ إلى أساسيَّاتِ الرِّعايَةِ النَّفسيَّةِ مِثل مُجتَمَعِنا. البِنتُ سَريعَةُ الغَضَبِ تُتَّهَمُ بِأنَّها "قليلةُ الأَدَب" والَّتي تُقَطِّع جِلدَها بالموسى تُتَّهَمُ بأنَّها "مَلبوسَة"، والوَلَدُ الَّذي يَتعاطى المخَدِّراتِ يُقالُ عَنهُ "مُدَلَّلٌ"، والرَّجُلُ الَّذي يَنعَزِلُ اجتماعيًّا أو يَخافُ الخُروجَ مِن البَيتِ يُتَّهَمُ بالضَّعفِ. وعَلَيهِ، تَظَلُّ المُعاناةُ مُلازِمَةً لِحياةِ هَؤلاء؛ لأنَ مَن يُعانون مِن الاضطِراباتِ النَّفسِيَّةِ يُعامَلون غالِبًا بطريقَةٍ تَزيدُ مِن مُعاناتِهم، مِثلَ عَدَمِ الاعترافِ باضطِرابِهِم النَّفسيِّ أَو لَومِهم عَلَيه أو إهمالِهِم بِسَبَبِه، وقد يَصِلُ الأَمرُ في بَعضِ الأَحيانِ إِلى اضطِهادِهِم؛ ما يَجعَلُهُم يُسَبِّبون المُشكِلات لأَنفُسِهِم أَو للمُحيطين بِهِم.
الإمبراطوريَّاتُ أَكبرُ مِن كَونِها دُوَلًا كُبرَى، وهِيَ تَتحرَّكُ داخِلَ عالَمٍ خاصٍّ بِها، أمَّا الدُّوَلُ فَمَشمولَةٌ بِمَنظومَةٍ صاغَتها مع غَيرِها مِن الدُّوَل، ومِن ثَّم فَهِي لا تَملِكُ التَّحكُّمَ فيها بِمُفرَدِها. الإمبراطوريَّاتُ على العَكسِ من ذَلِك، تَفهَمُ نَفسَها بِوَصفِها صانِعَةً وضامِنَةً لِنِظامٍ لَن يَستَقيمَ بِدونها، ويَجِبُ عَلَيها أَنْ تُدافِعَ عَنهُ ضِدَّ اندِلاعِ الفَوضَى الَّتي تُمثِّلُ تَهديدًا مُستَمِرًّا لَهُ. ونَظرَةٌ فاحِصَةٌ لِلتَّاريخ، لَيسَ تاريخَ الولاياتِ المتَّحِدَة الأَمريكيَّة فحَسب، وإنَّما تاريخُ الإِمبراطوريَّاتِ الأُخرى أيضًا، تُرينا أَنَّ استخدامَ تَعبيراتٍ لُغَويَّةٍ مِن قَبيلِ "مِحوَر الشَّرِّ" أَو "المواقِعِ الأَمامِيَّةِ للطُّغيان" لَيَست جَديدَةً أَو مُتَمَيِّزَة، بل إنَّها تَختَرِقُ تاريخَ الإِمبراطوريَّاتِ مِثلَ خَيطٍ أَحمرَ مُتَّصِل. يَـدورُ هَـذا الكِتـابُ إِذًا حَولَ أَنماطِ السِّـيادَةِ الإِمبراطوريَّة، وأَشـكالِ التَّوسُّـِع والاسـتقرارِ، وحَولَ الوَســائِطِ العَالمَيـَّـة الَّتــي تُنجَـُـز فيهــا وبِواسِطَتِها الإمبراطوريَّة. ولَــن يَقتَـصِرَ الاهتِـمامُ المعرِفيُّ هُنـا علـى التَّفرِقَةِ بَـينَ الإمبرباطوريَّـاتِ البَحَريَّـة والبَرِّيَّـة، والإمرباطوريَّات التِّجاريَّةِ والعَسـكَريَّة، بَـينَ الأنظِمَـِة الإمرباطوريَّةِ الَّتـي تَتَطـوَّر عـن التَّحَكُّمِ في المناطِـِق وتِلكَ الَّتـي تَقومُ في الأَسـاسِ علـى التَّحَكـُّم في تَدَفُّقـاتِ (البَشَـِر، السِّلَعِ، رأسِ المـال)، بـل سيَتَجاوَزُ ذَلِـَك كُلُّـه إلى عَقلانِيَّةِ القُوى، وإلى مَنطـِقِ السِّـيادَةِ الكَونِيَّـة.
عندما ترى أبناءَ الوطن العَربيِّ هادئين.. ساكنين.. صامتين؛ فهذا لا يعني سوى اتِّفاقهم على أمرٍ واحد: هُدنَة قصيرة، يتابعون بعدها القتال! هذه المقولةُ تَردَّد صداها كثيرًا فوق جبال الأردن، لكنها تلاشَت فجأةً في أحد عشر يومًا فقط. ملحمَةٌ تاريخيَّةٌ، أعادها للحياةِ -وبثَّ فيها الرُّوحَ مرَّةً أخرى- قَلَمُ الطبيب المُناضِل يسري هاشم، فى قصَّةٍ شديدة الواقعية والدِّراميَّة، تتَّكِئُ -بِثقَةٍ- على أحداث حقيقيَّةٍ أغرب من الخيال، مُدعَّمة بوقائِعَ من نسيجها الأصليِّ، بصوت صاحِبِها وشاهِدِها الوحيد الذي بقيَ معنا على قيد الحياة، ليروي لنا -بصراحَةٍ مُطلَقةٍ- شهادَتَه للتَّاريخ عن أصعب أيام العرب، وما سبقها، ومَهَّد لها بتحليلٍ ورؤيةٍ لا تخلو من فِطنَةٍ اجتماعيَّة للأشخاص، ووعيٍ سياسيٍّ لِما دار حوله من أحداث جِسامٍ. تدور الأحداث في جنوب عمَّان، لأطبَّاء مصريين، تغيَّرَت حياتهم مائةً وثمانين درجة بعد وصولهم العاصمة الأردنية بأيامٍ قليلَةٍ، بعد عودتهم من الجحيم في جنوب الأردن؛ للعَمَل بمستشفى الأشرفيَّة، التي تمَّ قَصفُها بعُنفٍ خلال أحداث أيلول الأسود 1970، لتفقد الكثيرَ من مَرافِقِها الحيويَّة، ويواجهوا جميعًا مصيرًا مجهولًا، في تَحدٍّ غير مسبوقٍ، وصراعٍ مع عقارب ساعَةٍ لا تعود للوَراءِ أبدًا، ولا تَتوقَّف -حتَّى بُرهَةً- لالتقاط الأنفاس. كان هناك الحياة والموت، الحُبُّ والكراهية، الأنانية والتَّفاني... كُلُّ مُتناقِضات الإنسان ونَزواتِه في مكانٍ واحد. هنا فقط، وفي تلك البقعة الصغيرة من العالم، سترى الجَرَّاح المِصريَّ يسري هاشم، وزميلَه ورفيقَ كفاحِه المُناضِلَ العظيم رؤوف نظمي (الشهير بــ "محجوب عمر")، والمُمرِّضة العراقيَّة، والمُتطوِّع الفلسطينيَّ، ومُساعِدَ الطَّبيب الأردني- يتعاونون من أجل تخفيف آلام مُصابٍ سوريٍّ، أو دَفْنِ جثمان شهيدٍ لبنانيٍّ... هذه المُذكِّرات ترسم -بِدقَّةٍ- مَلامِحَ شخصيَّاتٍ حقيقية، وتغوص في أعماقها، وتحكي تاريخَ نِضالِها الذي لم يَكُن وليدَ اللَّحظة في أيِّ وقتٍ، بل خَرَجَ تِباعًا، منذ تَشكَّل وَعيُهم القوميُّ بقضيَّة العُروبة، من خلال سَردٍ سَلسٍ، وأسلوبٍ شَيِّقٍ، لتصنع هذه السُّطورُ دائِرةً كبيرةً، ناصِعَةَ البَياضِ، تُجسِّد تَضحيةً غيرَ مَسبوقةٍ لأيقوناتِ نضالٍ حقيقيٍّ، وأبطال أسطوريِّين، نفتقدهم هذه الأيَّام، وسطَ أحداثٍ دامِيَةٍ، كانت -ولا تزال- جُرحًا كبيرًا لم يَندَمِلْ فى جَسدِ الوطن العربي بأكمله.
حينَما تَطَلَّعتُ إلى إنتاجِ هَذا الكِتابِ لَم أَكُن مُولَعًا فَقَط بِسَردِ قِصَّةٍ تَبدو مُثيرَةً لي عن تاريخٍ مَجهولٍ، اعتَقَدتُ حينَها أَنَّهُ لا أَحدَ غيري عَلِمَ بِشَتاتِه، لَكِنَّ دافِعَهُ الأَكبَرَ هو مُحاوَلَةٌ لِفَهمِ واقِعي كَفَنَّانٍ لَجَأَ إلى الڤيديو كَوسيطٍ مَرِنٍ، بالإضافَةِ إلى دوافِعَ أُخرى، نَتَجَت عَن تَقاطُعاتِ اهتِمامي بالبَحثِ والكَشفِ والاستِقصاءِ عَن تاريخِ الفَنِّ خارِجَ سياقِ أُطروحاتِهِ الرَّسمِيَّةِ، وخُصوصًا مِن مَوقِعِ فَنَّانٍ لا يَعزِلُ تِلكَ الدَّوافِعَ عَن مُمارَسَتِه الفَنِّيَّةِ، أو بِصورَةٍ أُخرى، رَغبَةً منِّي بالسَّعيِ وَراءَ إِمكانِيَّةِ سَردِ رِواياتٍ مَجهولَةٍ عَن تاريخٍ مَحلِّيٍّ وَغَيرِ رَسميٍّ، اكتَشَفتُ أَنَّه مُحاصَرٌ بِسُلطَةِ الرِّواياتِ المؤَسَّسِيَّةِ لِتاريخِ الفَنِّ. ذَلِكَ التَّاريخ المجهولِ والمفقودِ الَّذي جَمَعتُ عَنهُ شَذَراتٍ ووَثائِقَ من دوسلدورڤ وبرشلونة وزيورخ وچنيڤ والقاهِرَة، بدايَةً من عام 2015.
في هذا الكِتابِ نَقرَأُ الهَوامِشَ الَّتي يَراها مُؤَلِّفُه جَديرَةً بالتَّسجيلِ عن المُتونِ الضَّخمَةِ، يُحاوِلُ المؤَلِّفُ أَلَّا يَغُضَّ الطَّرْفَ عَمَّا يَلمَسُ النَّاسُ، وهُوَ مِنهُم، يُحاوِلُ أَنْ يَكتُبَ نَفسَه، لا أَنْ يَنقِلَ مِن الآخَرين ما لا يُعَبِّرُ عَنْ حَقيقَتِه لِيدَّعِي مَكانَةً لَيسَت لَه، وقَد جَمَعَ في أَشتاتِهِ المتَفَرِّقاتِ جُملةً مِن الأَحاديثِ عَن الإِنسانِ والقُرآنِ والنُّبُوَّةِ والأَولياءِ والتَّصَوُّفِ- راجِيًا أَنْ يَكونَ فيها ما يَبعَثُه ويَبعَثُ غَيرَه على الاسْتِمرارِيَّةِ في البَحثِ والتَّفكيرِ والكَدْحِ.
يُقَدِّمُ الكِتابُ تَحقيقًا لمخطوطَةِ "شَرح مَواقِفِ النِّفَّري" لـ "عفيف الدِّين التِّلمساني"، وتَتمَثَّلُ أَهمِّيَّةُ هَذا الشَّرحِ في جانِبَيْن، الأَوَّلِ: فَهْمُ عِبارَةِ النِّفَّريِّ الشَّديدَةِ الرَّمزيَّةِ والتَّكثيفِ، فَمَعَ النِّفَّري يَتَّخِذُ فِعلُ الكِتابَةِ بُعدًا ما وَرائِيًّا، ويَتَحوَّلُ إلى كِتابَةِ قَصيدًةٍ تُؤَسِّسُ بِقَدرِ ما تَمحُو، وتَرمُزُ بِقَدرِ ما تَكشِفُ اللُّغَةُ. والثَّاني: الكَشفُ عَن مَذهَبِ التِّلمِسانيِّ الصُّوفيِّ، الَّذي لَم يَحْظَ بِدِراسَةٍ مُستَقِلَّةٍ حتَّى الآن. ويَعتَمِدُ التَّحقيقُ بِشَكلٍ أَساسيٍّ عَلى مَخطوطَةِ "كوبرلي" باسطنبول، الَّتي يَرجِعُ تاريخُها إلى 695 هـ، أَيْ بَعدَ وَفاةِ التِّلمساني بِخَمسِ سَنواتٍ، وبالتَّالي فَهِي مَخطوطَةٌ لا تُصابُ لها قِيمَةٌ. وفَضلًا عَن قِدَمِها هذا فَإِنَّ العِنايَةَ تَتجلَّى فيها في كُلِّ مَوضِعٍ، وتَشمَلُ حُسنَ الخَطِّ، ووَضْعَ النَّقْط، وتَشكيلَ الحُروف.
"وإِذا ضِقْتُ ذَرْعًا بِدَوَاعي نَفْسِكَ فَاسْكُنْ إِلَى زَوْجَتِكَ، فَإِنْ ضِقْتَ ذَرْعًا فَإِلى أَهْلِ عِلْمِكَ، فَإِنْ ضِقْتَ فَإِلَى أَهْلِ مَعْرِفَتِكَ، فَإِنْ ضِقْتَ فَسِرْ في الأَرْضِ، فَإِنْ ضِقْتَ فَالْزَمْ بَابِي، فَإِنْ ضِقْتَ فِيهِ فَاصْبِرْ، فَإِنْ ضِقْتَ فِيهِ فَاصْبِرْ، وَيَنْفَتِحْ لَكَ نُورُهُ، وَلَا يُخْرَجُ عَنْهُ عَلَى ضِيقٍ، وَصَابِرْ عَلَيْهِ وَانْتَظِرْ"... والمَيْلُ إلى الوحدَةِ لا يَجعَلُ له تلاميذَ يَحمِلونَ أَفكارَهُ، ودَوَامُ الارتحالِ يُؤَدِّي إلى جَهلِ النَّاسِ بِهِ، وعَدَمِ التَّعَرُّفِ عليه، كما أنَّنا يُمكِنُ أن نَعتبِرَ أُسلوبَهُ شَدِيدَ الرَّمْزِيَّةِ؛ وَالَّذِي يُصَعِّبُ على كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ فَهْمُهُ وَإِدْرَاكُ مَرَاميهِ: أَحَدُ الأَسبابِ أَنَّه لَم يَأخُذْ حَقَّه في الذُّيوعِ والانتِشارِ. والمُحَصِّلَةُ أَنَّ ما نَعرِفَه عَن حياةِ النِّفَّري قَليلٌ؛ فَكانَ جَوَّالًا زاهِدًا. وتُوفِّيَ بِأرضِ مِصرَ سنةَ 354 هـ، وهذا التَّحديدُ تُدَعِّمُهُ أَسانيدُ كَثيرَةٌ تُظهِرُها الدِّراسَةُ الَّتي بَينَ يَدَيْكَ.
لَقَد بَدَأتُ كِتابَةَ هـذا البَحثِ مُباشَرَةً بَعدَ أَحداثِ سبتمبر/ أكتوبر 1981، تُؤَرِّقُني احتِمالاتُ المستَقبَلِ، أَكَثرَ مِمَّا يَستَغرِقُني التَّأَمُّلُ في أَحداثِ الماضي. غَيرَ أَنِّي كُنتُ على وَعيٍ بِأنَّ اللُغَةَ المُمَوَّهَةَ للسِّياسَةِ العَملَيَّةِ لا تُساعِدُ الكاتِبَ عَلى التَّعبيرِ، كما لا تُساعِدُ القارِئَ عَلى الفَهمِ؛ فَهذِه اللُّغَةُ تَكتَظُّ بالمفهوماتِ القاصِرَةِ، والمدلولاتِ المغلوطَةِ، والمعاني الغامِضَة... والنَّاسُ غارِقون في طوفانٍ مِنها، مِمَّا تُنتِجُه الصُّحُفُ السَّيَّارَةُ، وخُطَبُ المناسَباتِ، والاجتِهاداتِ شِبهِ الفِكريَّةِ المتَداوَلَةِ... وإذا كانَ الأَمْرُ يَتَعلَّقُ بالوضوحِ الفِكريِّ، فإنَّ أَقصَرَ الطُّرُقِ هُوَ أَطوَلُها، وأَشَقُّها؛ لِذَلِكَ وَجَدتُ لِزامًا عَليَّ -حَتَّى وأنا في عَجَلَةٍ، بَلْ رُبَّما لأَنِّي أَصبَحتُ أَكثَرَ احتِرامًا لِعُنصُرِ الوَقتِ- أَنْ أَخوضَ في هذا الحَديثِ عن الأُصولِ، تَمهيدًا لِوصولٍ واثِقٍ إلى الواقِعِ السِّياسِيِّ المُعاشِ، واستشِرافـًا لاحتِمالاتِ المستَقبَل. "انتهى المؤَلِّفُ إلى أَنَّ إشكالِيَّةَ المجتمَعِ المصرِيِّ وأَزمَتَه هي ظُهورُ الطَّبَقَةِ الوُسطَى، الَّتي تُحاوِلُ أَنْ تَدخُلَ إلى قَلبِ مُعادَلَةِ السُّلطَة، وهَكَذا انتَهى «زَهران» إلى ثَورِيَّةِ الطَّبَقَةِ الوُسطَى، باعتِبارِها صاحِبَةَ مَصلَحَةٍ في التَّغيير، وقادِرَةً عليه، مِثلَما اعتَبَرَ «ماركس» -في سِياقٍ تَاريخيٍّ وجُغرافيٍّ مُغايِرٍ- أَنَّ الطَّبَقَةَ العامِلَةَ صاحِبَةُ مَصلَحَةٍ في التَّغييرِ، وقادِرَةٌ عَلَيه".
لا نَقصِدُ بِهَذا الكِتابِ تَأريخًا للحَرَكَةِ الوَطَنيَّةِ المِصريَّةِ؛ فَهذِهِ مَهَمَّةٌ لا يَستَطيعُ الاضطِلاعَ بِها فَردٌ واحِدٌ، وإنَّما يَكتَفي هَذا الكِتابُ بِدِراسَةِ المعالِمِ الرَّئيسيَّةِ للحَرَكَةِ الوَطَنيَّةِ، في تَطَوُّرِها، مُنذُ 1882 إلى يَومِنا هذا (1956). ولَنا مَنهَجٌ واضِحٌ في هَذِه الدِّراسَةِ، مَنهَجٌ عِلميٌّ قَوامُه أَنَّ تاريخَ التَّطَوُّرِ الاجتِماعيِّ هُوَ -أَوَّلًا، وقَبلَ كُلِّ شَيء- تاريخُ الشُّعوبِ، وأنَّ التَّاريخَ لا يُمكِنُ أَنْ يَكونَ عِلمًا حَقًّا إذا قَصَرَ نَفسَهُ عَلَى دِراسَةِ أَعمالِ المُلوكِ وقُوَّادِ الجُيوشِ، وأَخبارِ الغُزاةِ، وتَفاصيلِ المُفاوَضاتِ والمُعاهَدات. نَعَم، إنَّ للزُّعَماءِ والقادَةِ دَورَهُم في التَّاريخِ، ولَكِنَّهم لا يَستَطيعونَ أَنْ يَلعَبوا هَذا الدَّوْرَ إِلَّا بِمِقدارِ ما يُمَثِّلون قُوَّةً مُتقَدِّمَةً قَد تَهَيَّأَت لها ظُروفُ النُّضْجِ، بِحَيثُ تَستَطيعُ فِعلًا أَنْ تَسيرَ بالمُجتَمَعِ خُطوَةً إلى الأَمام. ومَعَ هَذا يَستَمِرُّ المُحَرِّكُ الحَقيقيُّ للتَّاريخِ هُوَ الشُّعوب، وتَحَرُّكاتُها، وثَوراتُها، وتَنظيمُها. ولا نَعني بِها هَذِهِ التَّحَرُّكاتِ العَفويَّةَ الطَّارِئَةَ، الَّتي ما إِنْ تَهُبَّ حَتَّى تَخْمُدَ، إنَّما هَذِهِ التَّحَرُّكاتُ العَميقَةُ المنتَظِمَةُ الَّتي تُعَبِّرُ عَن أَنَّ نِظامًا اقتِصادِيًّا وسِياسِيًّا مُعَيَّنًا أَصبَحَ لا يَصلُحُ للبَقاءِ، أَصبَحَ مُعَرقِلًا لِتَقَدُّمِ القُوى الإنتاجِيَّةٍ، أَصبَحَ مُحَطِّمًا لِمُستَوى المعيشَةِ للشَّعبِ وثَقافَتِه. ومِن ثَمَّ يَتَعيَّنُ وُجودُ نِظامٍ آخَرَ سِياسِيٍّ، ونِظامٍ آخرَ اقتِصاديٍّ، تَهُبُّ الملايينُ -بِقيادَةِ زُعَمائِهِم- مِن أَجلِ تَحقيقِه.
إنَّ أَقدَمَ تَفسيرٍ للصُّوَر الَّتي نراها ليلًا هو أنَّ هُناكَ قُوًى عُليَا تَمنَحُها للإنسانِ، وتُخبِرُنا إحدى أَقدَمِ أَساطيرِ العَهدِ القَديمِ عن النَّبيِّ يَعقوبَ -الَّذي كانَت لَهُ خِبراتٌ خارِقَةٌ فيما يَخُصُّ الأحلامَ، حَيثُ كانَت "روحُ الرَّبِّ تَسكُنُه"- أنَّه يرى في مَنامِه سُلَّمًا يَصعَدُ للسَّماء، حيثُ يَجِدُ عندَ مُنتَهاهُ الرَّبَّ الَّذي يَعِدُ يَعقوبَ بِذُرِّيَّةٍ كبيرَة. وفي حُلمٍ آخرَ يُحارِبُ يَعقوبُ كائِنًا عَجيبًا يُعلِنُ في النِّهايَةِ أَنَّه هو الرَّبُّ. ولأنَّ الرَّبَّ يُخبِرُ عن نَفسِه بالرَّمزِ؛ فقد كان النَّبيُّ يَعقوبُ يَتمكَّنُ من فَكِّ رُموزِ أحلامِ الآخَرين. كما أنَّ يُوسفَ تَنَبَّأ لمصرَ بِسَبعِ سَنواتٍ من الرَّخاءِ، وسَبْعٍ من القَحطِ، عِندَما قَصَّ عَلَيه الفِرعَونُ ما رآه في مَنامِه مِن سَبْعِ بَقراتٍ سِمانٍ وأُخَرَ عِجافٍ، رآها في مَنامِه تَخرُجُ من النِّيل. تُوجَدُ بداخِلِنا فَضاءاتٌ لَم نَزُرْ مُعظَمَها حتَّى الآن، إنَّها فَضاءاتٌ مَنسيَّةٌ. ومن حينٍ لآخَرَ يُمكِنُنا أن نَجِدَ المدخلَ إليها؛ فَتَكشِفَ أشياءَ غَريبَةً: أسطواناتٍ قَديمَةً، وصُوَرًا، وكُتُبًا... إنَّها جُزءٌ مِنَّا، ولَكِنَّنا نراها لأَوَّلِ مَرَّة.
جَمَعَ هَذا الكِتابُ بَينَ دِفَّتَيْه مَقالاتٍ وتَرجَماتٍ ومُراجَعاتٍ عَن التَّصَوُّفِ الهِنديِّ والفارِسيِّ والتُّركِيِّ بِقَلَمِ رائِدِ الدِّراساتِ الشَّرقِيَّةِ عبد الوهاب عَزَّام. أَغلَبُ هَذِه المقالاتِ كانَ مَنشُورًا في المجلَّات المصرِيَّةِ في بدايَةِ القَرنِ الفائِتِ، ورَغمَ تَقادُمِ الزَّمَنِ إلَّا أَنَّ هَذِهِ المقالاتِ لا غِنى عَنها لِكُلِّ دارِسٍ وباحِثٍ في التَّصَوُّفِ الإِسلاميِّ وآدابِ الأُمَمِ الإِسلامِيَّةِ؛ لِغِناها وثرائها المعرِفِيِّ، ولِكَونِها اللَّبِنَةَ الأُولى الَّتي انْبَعَثَ مِن خِلالِها الاهتِمامُ بالتَّرجَماتِ عن اللُّغاتِ الشَّرقِيَّةِ. وقَد رَأَينا في جَمعِها ونَشرِها تَحفيزًا للطُّلَّابِ والعاشِقين لِهَذا اللَّونِ مِنَ الآدابِ عَلَى مُتابَعَةِ السَّيْرِ في هَذا الطَّريقِ، وتَتْمِيمِ المسيرَةِ الَّتي بَدَأَها الرُّوَّادُ المُخلِصونَ في مِصرَ، وأَحدَثَت آثارًا عَظيمَةً في جَميعِ البُلدانِ العَربيَّة.
كان الوَضعُ الطَّبيعيُّ لِوجودِ سُلطَةٍ مُستَبِدَّةٍ أَن تَظهَرَ في المَوروثِ الثَّقافيِّ الرَّغبَةُ في الانعِزالِ والبُعدِ عَن السُّلطَةِ وعَدَمِ التَّعامُلِ مَعَها، والصَّبرُ، والتَّوَاكُلِيَّةُ، وغَيرُها مِن القِيَمِ السَّلبِيَّةِ، وقَد تَجَلَّت هَذِه القِيَمُ السَّلبيَّةُ في الموروثِ الثَّقافيِّ بأَشكالِهِ المختَلِفَةِ، مِن: أَمثالٍ شَعبيَّةٍ، والأَدَبِ الشَّعبيِّ، والموَّالِ، والشِّعرِ، والبُكائِيَّاتِ، والسُّخرِيَةِ، والتَّهَكُّمِ. وقَد أَدَّى هَذا الموروثُ الثَّقافيُّ إلى تَهيِئَةِ الجَماهيرِ لِقبولِ الاستِبدادِ والتَّعايُشِ مَعَه. وقَد رَسَّخَ هَذا الموروثُ الثَّقافيُّ طابَعَ القَهْرِ والتَّسَلُّطِ في البِنيَةِ الاجتِماعِيَّةِ؛ حَيثُ ساهَمَ في خَلْقِ المجتَمَعِ التَّسَلُّطيِّ الأَبَويِّ، وتَأصَّلَت في الأَفرادِ مَجموعَةُ القِيَمِ الَّتي تَدفَعُهم إلى السَّلبِيَّةِ والخُضوعِ والطَّاعَةِ. وقَد انتَقَلَت هَذِهِ القِيَمُ مِن جيلٍ إلى جيلٍ لِتُشكِّلَ أحدَ المكوِّناتِ الهامَّةِ لأَنساقِ القِيَمِ في المجتَمَعِ المصرِيِّ. وتَأَصَّل هذا الموروثُ الثَّقافيُّ في الوَعيِ الفَردِيِّ والقَوميِّ، بِحَيثُ أَصبَحَ يُوَجِّه الميولَ والرُّؤَى والسُّلوكياتِ. بالإضافَةِ إلى أَنَّ المُستَبِدَّ لَعِبَ على هَذا الموروثِ الثَّقافيِّ، وقَد استَمَدَّ مِن هذا الموروثِ المشروعِيَّةَ لِفَرْضِ سَطوَتِه واستِبْدادِه.
يُشيرُ جلال أمين إلى أنَّ تَميُّزَ الطَّبَقةِ الوُسطَى -بِمُجَرَّدِ النَّظَرِ- أَصبَحَ أَصعَبَ مِمَّا كانَ، حتَّى في الخَمسينيَّاتِ والسِّتينيَّاتِ؛ إذْ انتَشَرَ الزِّيُّ الأُوروبيُّ وأَنواعٌ حَديثَةٌ مِن السِّلَعِ الاستِهلاكيَّةِ، كما ذَهَبَت شَرائِحُ اجتِماعِيَّةٌ جَديدَةٌ إلى المسارِحِ والشَّواطِئِ وأَماكِنِ التَّرفيهِ، مِمَّا لَم يَكُن لَها بِهِ عَهدٌ إِلَّا مُنذُ زادَت القُوَّةُ الشِّرائِيَّةُ في أيديهم مُنذُ وَقتٍ قريبٍ جدًّا، واستَجابَت المسارِحُ ووَسائِلُ التَّرفيهِ لأَذواقِهم. ولا نَجِدُ فَقَط ظاهِرَةَ التَّناقُضِ القِيَميِّ، بل أَيضًا نَجِدُ التَّناقُضَ بَينَ الأَقوالِ والأَفعالِ، أو بَينَ الرُّؤَى الفِكريَّةِ والمواقِفِ العَمَلِيَّةِ. ورُبَّما نَجِدُ تَفسيرًا لِهَذِه التَّناقُضاتِ في الموقِفِ الاجتِماعِيِّ المانِعِ لِهَذِه الطَّبَقَةِ، الَّتي تَتَجاذَبُها التَّطَلُّعَاتُ نَحوَ الصُّعودِ، والخَوفِ مِن الهُبوطِ؛ مِمَّا يَخلَعُ على أَنساقِها القِيَمِيَّةِ طابَعًا مَصلَحِيًّا انتِهازيًّا يَضَعُ دائِمًا المصالِحَ فَوقَ أَيِّ مَبادِئَ، وهِيَ المصالِحُ الَّتي تُهَدِّدُها المخاوِفُ مِن الهُبوطِ مِن ناحِيَةٍ، وتُغَذِّيها التَّطَلُّعاتُ إلى الصُّعودِ مِن ناحِيَةٍ أُخرى.
"المُخَدِّراتُ رِهانٌ مِعَ عَقلِكَ". چيم موريسون "أنا لا أَتعاطَى المخَدِّراتِ... أَنا المُخَدِّرات!". سلڤادور دالي مِن الأَوهامِ الثَّقافِيَّةِ أنَّ المُخَدِّراتِ تُساعِدُ عَلَى الإبداعِ والتَّفكيرِ والتَّخطيطِ والتَّركيزِ والاستِرخاءِ، وتَحمُّلِ التَّعَبِ والعَمَلِ الشَّاقِّ، والمُتعاطي يَكونُ خَفيفَ الظِّلِّ مُبتَهِجًا سَريعَ البَديهَةِ وجَريئًا ومُغامِرًا. وفي جَلسةِ التَّعاطي تُعطي المُخَدِّراتُ الحَنانَ والحُبَّ لِفاقِديه، ويَتَبادَلُ فيها الأَطرافُ كُلَّ ما يُمكِنُ تَصَوُّرُه مِن سُلوكيَّاتٍ مُعبِّرَةٍ عن الحُبِّ، فَهِيَ جَلسَةٌ فيها تَفاعُلات كَثيرَةٌ. وهُناكَ أَوهامٌ جِنسيَّةٌ حَولَ تَعاطي المُخَدِّراتِ: أنَّ لها أَثَرًا في تَنشيطِ قُوَى الفَردِ الجِنسيَّةِ، وإطالَةِ مُدَّةِ العَمَليَّةِ الجِنسيَّةِ. وقَد اتَّفَقَت كَثيرٌ مِن الدِّراساتِ عَلَى أنَّ المُخدِّراتِ -وخاصَّةً المهَبِّطَة مِنها- لَيسَ لَها عَلاقَةٌ بالجِنسِ، بَل تَعمَلُ بِعَكسِ ما هو شائِعٌ عنها، إلى خَفضِ الدَّافِعِ الجِنسيِّ والرَّغبَةِ الجِنسيَّةِ. وقد تَزدادُ الرَّغبَةُ الجِنسيَّةُ لمدَّةٍ بَسيطَةٍ في بدايةِ تَأثيرِ بَعضِ المخَدِّراتِ على المُخِّ، ولَكِنْ باستمرارِ تَعاطي المخدِّراتِ، فإنَّ الشَّخصَ يَدخُلُ في دائِرَةِ الإِدمانِ، ويَفقِدُ اهتِمامَه بالجِنسِ، ويَتَّجِهُ للبَحثِ عن المخَدِّرِ. كَما أنَّ مُتعاطي المخَدِّرِ يَفقِدُ عُنصُرَ الزَّمنِ؛ ومِن هُنا يَكونُ الوَهمُ بِأنَّه يُطيلُ فَترَةَ الجِماعِ واللَّذَّةِ الجِنسيَّةِ، حَيثُ يُخَيَّلُ لَهم أنَّ الوَقتَ يَمُرُّ بَطيئًا مِن أَثَرِ ذَلِكَ. المخدِّراتُ... للاستِمتاعِ أَمْ لإنْجازِ المَهَمَّة؟
الصُّوفيُّ يَبحَثُ عَن قَلبٍ يَنبُضُ بالحَياةِ، يَطلُبُ الرَّشادَ إِلَى مِعراجٍ سَماوِيٍّ كُلَّ لَحظَةٍ، تَتَجَدَّدُ فيه صِلَتُه بالله، يَكونُ اللهُ صَديقَه الأَوحَدَ ومُطْعِمَه وساقِيَه، لا يَبحَثُ عَنْ كَنزٍ مِن المالِ والمادَّةِ، بَل يَطلُبُ فَتحَ كُنوزِ الرَّحَماتِ حَتَّى تَتَنَزَّلَ عَلَى العِبادِ، لا يُريدُ أَنْ يَرى إِلَّا اللهَ، وفي كُلِّ حُسْنٍ يَرَى صورَةَ اللهِ وَتَجَلِّياتِهِ، يُريدُ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِن غُبارِ النَّفسِ الزَّائِفِ، ومِن تُرابِها الَّذي يَمنَعُهُ عِن الحَياةِ، يَطلُبُ العَفوَ وَإِنْ تَوَرَّمَت قَدَماهُ قِيامًا وصَلاةً للهِ، يَطلُبُ النُّورَ الأَعلَى وَإِنْ كانَ في حَضرَةِ رَبِّ العِبادِ.
يُعتبَرُ هذا الكِتابُ مِن الدِّراساتِ المُهِمَّةِ كَتَمهيدٍ للفَلسَفَةِ الإِسلامِيَّةِ؛ حَيثُ يُعتَبَرُ مُؤَلِّفُه مِن مُجَدِّدي الفَلسَفَةِ الإِسلامِيَّةِ في العَصرِ الحَديثِ، فَكانَ تِلميذًا لمحَّمد عَبده وغَيرِه مِن كِبارِ الكُتَّابِ في عَصرِه، ويَتنَاوَلُ فيهِ المؤَلِّفُ مَوضوعاتٍ شائِكَةً، مِثلَ: عَلاقَة الدِّينِ بالعِلمِ، وكَيفَ أن أحَدَهُما لَم يَتَغَلَّبْ عَلى الآَخَرِ حَتَّى الآن، وأُصولِ الأَديانِ لُغَوِيًّا وتاريخيًّا، كَما عَرَضَ لِوُجهَةِ نَظَرِ المستَشْرِقين في الأَديانِ الشَّرقِيَّةِ، وعَلاقَةِ الدِّينِ الإِسلامِيِّ بِكُلِّ ذَلِكَ التَّاريخ.
ولَكِنَّ الأُمَمَ الإسلامِيَّةَ تُريدُ حِفظَ استِقلالِها بِدونِ مُفاداةٍ ولا تَضحِيَةٍ، ولا بَيْعِ أَنفُسٍ، ولا مُسابَقَةٍ إلى الموتِ، ولا مُجاهَدَةٍ بالمالِ، وتُطالِبُ اللهَ بالنَّصرِ عَلَى غَيرِ الشَّرطِ الَّذي اشتَرَطَه هُوَ في النَّصرِ، فَإِنَّ اللهَ -سُبحانَهُ- يَقولُ: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ"، ويَقولُ: "إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ". فَإِنَّ الموتَ مَوتانِ، أَحَدُهما: الموتُ لِأَجلِ الحَياةِ، وهُوَ المَوتُ الَّذي حَثَّ عَلَيهِ القُرآنُ الكَريمُ المؤمِنينَ إِذَا مَدَّ العَدُوُّ يَدَهُ إِلَيْهِم. وأَمَّا الموتُ الثَّاني: فَهُوَ الموتُ لِأَجلِ استِمرارِ الموْتِ، وهُوَ الموْتُ الَّذي يَموتُهُ المسلِمونَ في خِدمَةِ الدُّوَلِ الَّتي استَوْلَت على بِلادِهِم! وذَلِكَ أَنَّهم يَموتون حَتَّى يَنصُروها عَلَى أَعدائِها.
كانَ قِيامُ الدُّوَلِ ونَشأَةُ القَوميَّاتِ ناقوسَ خَطَرٍ للجَماعاتِ اليَهودِيَّةِ في أوروبا؛ حَيثُ شُيِّدَت الدُّوَلُ الحَديثَةُ على أَساسٍ عِرْقيٍّ، ولَم يَستَوعِبْ اليَهودُ الَّذينَ عاشوا مُنعَزِلين في "الجيتو اليَهودِيِّ" ذَلِكَ. كما سادَ الغَربَ الأُوروبيَّ حالَةٌ مِن الكُرْهِ الشَّديدِ لليهودِ؛ مِمَّا جَعَلَ مُفَكِّرًا كَبيرًا مِثلَ "ماكس فيبر" يَعتَبِرُهُم أَصلَ الشُّرورِ في العالَمِ، أَمَّا "هيجل" فَقَد أكَّدَ أَنَّ الرُّوحَ القَوميَّةَ اليَهودِيَّةَ لَم تُدرِك المُثُلَ العُليا للحُرِّيَّةِ والعَقلِ، وأَنَّ شَعائِرَها بِدائِيَّةٌ ولا عَقلانِيَّة. وقَد سار "جوستاڤ لوبون" على نَهْجِ مُفَكِّري أُوروبَّا في مَوقِفِهِم مِنَ اليَهودِ أَثناءَ تِلكَ الحِقبَةِ، وصاغَ كِتابَهُ "اليَهودُ في تاريخِ الحَضاراتِ الأُولَى" مِن هَذا المُنطَلَقِ، فَكَالَ لَهُم الاتِّهاماتِ، ووَصَفَهُم بأَبشَعِ الصِّفاتِ، نافِيًا أَيَّ دَوْرٍ لَهُم في نَشْأَةِ الحَضاراتِ القَديمَةِ. وهَكَذَا يُمَثِّل هَذا الكِتابُ نَمَطًا فِكرِيًّا سادَ أُوروبَّا مُنذُ العُصورِ الوُسطَى وحَتَّى مُنتَصَفِ القَرنِ العِشرين.
"هَل يَأسَفُ عَلى وُقوعِ الثَّورَةِ الفَرَنسيَّةِ مَن لا يُريدُ أَنْ يَكونَ مُسَخَّرًا لِصَيدِ الضَّفادِعِ في الغُدْرانِ لِكَيْلَا تُقْلِقَ الأَميرَ الإِقطاعِيَّ في نَومِه؟ وهَلْ يَنوحُ عَلى حُدوثِها مَن لا يُريدُ أَنْ يَرى كِلابَ شَابٍّ عاتٍ تُخَرِّبُ حَقلَه؟ وهَلْ يَحزَنُ عَلى نُشوبِها مَنْ لا يُريدُ أَنْ يُسجَنَ في البَسْتيل لِوَلَعِ رَجُلٍ مِن بِطانَةِ المَلِكِ بِزَوْجَتِه، أَوْ لانْتِقادِهِ أَحَدَ الوُجوهِ؟ وهَل يَأسَى عَلَى اشتِعالِها مَن لا يُريدُ أَنْ يَبغِيَ عَلَيهِ وَزيرٌ أَو مُوَظَّفٌ، وأَنْ يَكونَ تَحتَ رَحمَةِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وأَنْ يُؤْخَذَ مِنهُ أَكثَرُ مِمَّا يُفرَضُ عَلَيهِ، وأَنْ يُهينَهُ ويَشْتُمَهُ مَنْ يَدَّعي أَنَّه فاتِحٌ؟ لِذَلِكَ أَشكُرُ -وَأَنا مِنَ الطَّبَقَةِ الوُسطَى- أُولَئِكَ الَّذينَ أَنقَذوني -بَعدَ عَناءٍ شَديدٍ- مِن هَذِهِ القُيودِ الَّتي لَوْلَاهُم لَظَلَّت تُقَيِّدُني، وَأُهَنِّئُهُم عَلَى الرَّغمِ مِن زَلَّاتِهِم". مِسيو إِميل أُوليڤييه "حَقًّا إِنَّ مَصدَرَ المُعتَقَداتِ -سِياسِيَّةً كانَت أَوْ دِينِيَّةً- لَمُشْتَرَكٌ، وَهِيَ خاضِعَةٌ لِسُنَنٍ واحِدَةٍ، أَيْ أَنَّها لا تَتَكوَّنُ بالعَقلِ، وكَثيرًا ما تَتَكَوَّنُ خِلافًا لما يَقتَضيهِ العَقلُ، فَالبَدَهيَّةُ (البُوذِيَّة) والإِسلامُ والإِصلاحُ الدِّينيُّ واليَعقُوبِيَّةُ والاشتِراكِيَّةُ، وإِنْ لاحَت عَلَى شَكلٍ فِكرِيٍّ ظاهِرٍ، هِيَ بالحَقيقَةِ قائِمَةٌ عَلَى عَواطِفَ وَتَدَيُّناتٍ مُتَماثِلَةٍ، وتَخضَعُ لِمَنطِقٍ لا عَلاقَةَ بَينَه وبَينَ المنطِقِ العَقْلِيِّ أَبَدًا. تَنشَأُ الثَّوراتُ السِّياسِيَّةُ عَن مُعتَقَداتٍ تَأصَّلَت في النُّفوسِ، وَلَكِنَّها قَد تَنشَأُ عَن أَسبابٍ أُخرى تَجمَعُها كَلِمَةُ الاستِياءِ، فَمَتَى عَمَّ هَذا الاستِياءُ تَأَلَّفَ حِزبٌ قادِرٌ عَلَى مُكافَحَةِ الحُكومَةِ.
ولَكِنَّ الإِسلامَ بِمَذهَبَيْهِ الكَبيرَيْن: السُّنَّةِ والشِّيعَةِ،لَم يَتَجاوَزْ، وَلَم يُحَرِّمْ الرِّقَّ. فَعُمَرُ بنُ الخَطَّاب -رَضِيَ الله عَنهُ- لَم يَكُن يَعني العَبيدَ والمماليكَ والإِماءَ والجَوارِيَ عِندَما صاحَ صَيحَتَهُ المَشهورَةَ طالِبًا ضَربَ ابْنَ الأَكرَمين : "مَتَى اسْتَعْبَدْتُم النَّاسَ وقَد وَلَدَتهُم أُمَّهاتُهُم أَحرارًا"، وإِلَّا لَكانَ حَرَّرَهُم فَورًا، وأَوْقَفَ الاسْتِعبادَ.
عَن المَرأَةِ في الإِسلامِ يَجِدُ المُؤَلِّفُ المَوْضِعَ الصَّحيحَ لِمُقَارَنَةِ وَضعِ المرأَةِ في الدِّينِ الحَديثِ (الإِسلامِ)، بالقَديمِ (اليَهوديَّةِ والمسيحيَّةِ)، وَوَصَلَ إِلَى استِنتاجٍ سَليمٍ، وَهُوَ الأَهَمُّ في الكِتابِ، بِقَولِهِ: "إِنَّ التَّحريمَ الإِسلامِيَّ في هَذِهِ الأُمورِ لَم يَخرُج عَلَى التَّشريعاتِ التَّوراتِيَّةِ فيها، أَو يُنكِرْها".
ما هِيَ العَلاقَةُ بَينَ قِلَّةِ عَدَدِ المدارِسِ في دَولَةٍ نامِيَةٍ وانتِشارِ مَحلَّاتِ ماكدونالد للوَجَباتِ السَّريعَةِ؟ هَلْ فَكَّرتَ وأَنتَ تَفتَحُ عُلبَةَ التُّونَةِ في دِماءِ الدَّلافين الَّتي سالَت في سَبيلِها؟ هَلْ المِياهُ المعَبَّأَةُ شَيءٌ جَيِّدٌ للمُجتَمَعِ والبيئَة؟ هَل زيادَةُ أَعدادِ الخَنافِسِ والنَّملِ أَحسَنُ بالنِّسبَةِ لِبيئَةٍ صِحِّيَّةٍ في زِراعَةِ البُنِّ؟ ما أَثَرُ أَكْلِ البَطاطِسِ المحَمَّرَةِ عَلَى البيئَةِ؟ هَل الذِّئابُ مُفيدَةٌ لِلمُجتَمَعِ والبيئَةِ؟ هل مِن حَقِّ الأَشجارِ أَنْ يَكونَ لَهَا مُمَثِّلين لِلدِّفاعِ عَن حُقوقِها أَمامَ المحاكِمِ؟ هَذِهِ بَعضٌ مِنَ الأَسئِلَةِ الَّتي يُعالِجُها كِتابُ "البيئَةُ والمُجتَمَعُ" بِبَساطَةٍ وعُمْقٍ في نَفسِ الوَقتِ حَيثُ يَبدَأُ كُلُّ فَصلٍ بِقِصَّةٍ قَصيرَةٍ، ثُمَّ يَتَعَمَّقُ في شَرحِ المشكِلَةِ البيئِيَّةِ/ الاجتِماعِيَّةِ الَّتي تُعَبِّرُ عَنها. كِتابٌ جَيِّدٌ، يَترُكُكَ وقَد اختَلَفَ تَفكيرُكَ بَعدَ أَنْ تَنتَهِيَ مِن قِراءَتِه عَمَّا كانَ عَلَيه قَبلَ أَنْ تَقرَأَهُ، وهُو هامٌّ ومُمتِعٌ في نَفسِ الوَقتِ.
"الفِكْرانِ: الاشتِراكِيُّ واللِّيبراليُّ لَم يَتَطَوَّرَا كَطَرفَيْ نَقيضٍ أَو في مُواجَهَةٍ مَعَ بَعضِهما البَعض، بَلْ أَدرَكَ كَثيرٌ مِن المُفَكِّرينَ المصريِّين الصِّلَةَ الوَثيقَةَ بَينَهما، فَحَرَصَ الكَثيرُ مِن رُوَّادِ الفِكرِ الاشتِراكِيِّ في مِصرَ عَلَى تَأكيدِ الصِّلَةِ بَينَ الاشتِراكِيَّةِ والدِّيمُقراطِيَّة، كَما أَكَّدَ عَدَدٌ مِنَ المُفَكِّرين اللِّيبرالِيِّين على ضَرورَةِ تَحقيقِ العَدالَةِ الاجتِماعِيَّةِ كَشَرطٍ للدِّيمُقراطِيَّة." عَلِيُّ الدِّين هلال
عَلَى امتِدادِ التَّاريخِ الإِنسانِيِّ كانَ الدِّينُ -وَلَا يَزالُ- ظاهِرَةً إِنسانِيَّةً تاريخيَّةً مُستَمِرَّةً لَمْ تُبَدِّدْها العَقلانِيَّةُ بِحالٍ، ولَمْ يُبَدِّدْه التَّقَدُّمُ الإِنسانِيُّ العِلمِيُّ الاقتِصادِيُّ، قَد نَأسَفُ لِبَعضِ أَشكالِهِ، وَقَد يَغيظُنا بَعضُ دَعاوَاه، وتَضغَطُ عَلَى نُفوسِنا وقُلوبِنا بَعضُ مُتَطَلَّباتِه وأَوامِرِه ونَواهيه، وقَد يَستَبِدُّ بِنا بَعضُ دُعاتِه، كَما قَد تَرُدُّنا بَعضُ دَعاواهُم إِلَى أَزمِنَةٍ ظَلامِيَّةٍ جاوَزَتها البَشَريَّةُ بِحُكمِ سُنَنِ التَّطَوُّرِ، وقَد تَجعَلُ بَعضُ حَرَكاتِهِ وجَماعاتِهِ حَياتَنا مَريرَةً لا تُطاقُ بالنَّظَرِ إِلَى تَفسيراتِهِم وتَخريجاتِهِم البَشَريَّةِ لِنُصوصِه، كَما قَد تَلُفُّ بَعضَ وُجوهِهِ أَصنافٌ مِنَ السِّحرِ.
يَتَناوَلُ الكِتابُ -المُستَمَدُّ مِن أُطروحَةِ الدُّكتوراه الَّتي نالَتها المُؤَلِّفَةُ من "مَدرسَةِ الدِّراساتِ العُليا للعُلومِ الاجتِماعِيَّة" بباريس- كَيفِيَّاتِ تَأسيسِ وتَعزيزِ ونَقْلِ الثَّرواتِ في مِصرَ في الفَترَةِ بَينَ عامَيْ 1780 و1830، بالاسْتِنادِ إلى تَوثيقٍ غَيرِ مَسبوقٍ لِحُجَجِ المَحاكِمِ العُثمانِيَّةِ ووَثائِقِ الدَّولَةِ المِصرِيَّةِ في الفَترَةِ بَينَ عامَيْ 1805 و1848. يَهدُفُ العَمَلُ إلى إِعادَةِ رَسمِ مَسارِ إِحدَى الجَماعاتِ (كِبارِ التُّجَّارِ) وتَحليلِ الشَّبَكاتِ العَلائِقِيَّةِ الَّتي يَحشِدُونَها بالاسْتِنادِ إلى نَهْجٍ يَقتَرِبُ مِنَ التَّشخيصِ، ويَختَبِرُ -في آنٍ- التَّعريفَ الخاصَّ بِهَذِه الجَماعَة. عَمَلَت باسكال غزالة على دِراسَةِ مُحتَوى الفِئاتِ الاجتِماعِيَّةِ، الَّتي أَفادَت في تَقديرِ المُجتَمَعِ الحَضَريِّ في مِصرَ في العَصرِ العُثمانِيِّ، لا سِيَّما الأُسرَةُ والعَسكَرُ والتَّجَّارُ في عُصورٍ وسِياقاتٍ مُختَلِفَةٍ، وذَلِكَ مِنْ خِلالِ البَحثِ في العَلاقاتِ المادِّيَّةِ والقانونِيَّةِ بَينَ الأَفرادِ؛ مِمَّا مَكَّنَها مِن الكَشفِ عَن كَيفيَّاتِ الاستِخداماتِ المادِّيَّةِ لِلمِلْكِيَّةِ في الوَسَطِ الحَضَريِّ.
"العلاج النفسي كما أفهمه هو فَنُّ تخفيف الهموم الشخصية بواسطة الكلام والعلاقة الشخصية المهنيَّة، ونوع العلاج النفسي الذي سأتناوله هو بالتالي تحليليٌّ وفرديٌّ، أي يشارك فيه فردان فقط: المريض والمعالِج النفسي، أمَّا هؤلاء الذين يريدون معلومات عن العلاج النفسي الجمعي، أو العلاج الأُسَري أو العلاج الزواجي، أو السيكو دراما، أو العلاج الجشطلتي، أو أي شكل آخر من أساليب العلاج النفسي التي لا تُعدُّ ولا تُحصَى- فعليهم أن يبحثوا في مكان آخر. "
يقدم "سيكولوجية أن تكون بخير" للقراء أدواتًا للتعامل مع عافيتهم الشخصية، وفهم ما يصنع "حياة جيدة." باستخدام التأملات الذاتية والسرد القصصي، يبحث الكتاب كيف تؤثر الثقة في العافية النفسية والعاطفية، ويأخذ بعين الاعتبار كيف يؤثر الضغط العصبي وعدم المساواة على عافيتنا النفسية، وكيف تؤثر توجّهات جديدة مثل علم النفس الإيجابي على فهمنا للسعادة. الناس مفتونون بعلم النفس، وما يحرّك البشر. لمَ نفكر ونتصرف بتلك الطريقة؟ قابلنا جميعًا "أطباء الأريكة"* الذين يدّعون أن لديهم الإجابات، ومن يتساءلون عمّا إذا كان بمقدور الأخصائيون النفسيون قراءة أفكارهم. "سيكولوجية كل شيء" هي سلسلة كتب تحطّم الخرافات الشائعة و العلوم الزائفة التي تحيط ببعض أكبر أسئلة الحياة.
في كتابه الجديد "كلام العلم عن الحب والجنس"؛ يلتزم د. سامح مرقس فقط بالمعلومة التي وصل إليها العلم، بعد التجربة والاختبار، مؤمنًا بأن الحب والجنس من النِّعَم التي بها يسعد الإنسان، ويحصل على متعته المشروعة، والتي تقمعها بعض المجتمعات تحت مُسمَّيات دَنَسِ الجسد أمام قُدسيَّة الرُّوح، أو الزُّهد في مُتَع الدنيا؛ ممَّا يؤدِّي إلى مشاكل نفسية للفرد، وكَبْتٍ مجتمعيٍّ، يتولَّد معه العنف والقهر والتمييز. يتناول الكتاب عددًا من الموضوعات؛ مثل: تاريخ عِلم الجنس، والهوية، والممارسات والأمراض الجنسية، ولكن ما يلفت الانتباه هو اهتمام الباحث برصد كيف تَعامَل القُدماءُ مع هذا الموضوع، فيوجد فصلٌ عن الحب والجنس عند قدماء المصريين، مع إشاراتٍ في العديد من الفصول عن الحب والجنس عند الإغريق والرومان، وفي التاريخ الإسلامي، وأوروبا العصور الوسطى؛ فنجد أننا أصبحنا نمنع ما تَفهَّمه وأباحَه أجدادنا. مع فصلٍ حول كيفية تناوُل الفنِّ للحُبِّ والجنس، وبشكل خاصٍّ: الفن التشكيلي عبر العصور، وإشارات إلى تناول الأدباء والمفكِّرين لهما. هذا الكتاب مُرشَّح لأن يُغيِّر نظرتك تجاه الكثير من الأمور المسكوت عنها، والممنوع منها، أخذناها كما هي، وتصحيح الكثير من المعلومات التي -للأسف- يحصل عليها البعضُ من خلال خرافات شَعبيَّة أو مواقع إباحيَّة. يأتي العِلمُ ليوضِّح ويفسِّر؛ في سبيل صِحَّة ورُقيِّ وسعادة الإنسان؛ المخلوق المميَّز بعقله وعِلمِه وفَنِّه.
ماذا يمكن أن يعلِّمنا السيكولوچي عن الجنس؟ كيف تستجيب الأجسام والعقول المختلفة جنسيًّا؟ كيف يمكننا منع وصم الناس بسبب جنسانيتهم؟ يأخذك "سيكولوچيا الجنس" في جولة عبر الطرق المختلفة، التي من خلالها ابتكر وأقرَّ علماء السيكولوچي مفاهيم مُعيَّنة للجنس والجنسانية. مع أخذ الطبيعة الذاتية للجنس في الاعتبار. يستكشف الكتاب الانشغالاتِ الثَّقافيَّةَ المتعلِّقة بالجنسنة والبورنوجرافيا وإدمان الجنس، بالإضافة إلى الاستفادة من أبحاث المجتمعات الجنسية والمجال التطبيقي للعلاج الجنسي. وبما أن الكثير من علاقتنا بالجنس يحدث في العقل، فإن "سيكولوچيا الجنس" يوضِّح لنا مدى أهمية فَهم من أين تأتي أفكارنا حول الجنس
هل للدِّين أثرٌ إيجابيٌّ في الشُّعورِ بحُسن الحال؟ ماذا يدفعُ البعضَ إلى الأُصوليَّة؟ هل تجعلُنا المعتقَداتُ الدِّينيّةُ أكثرَ أخلاقيَّةً؟ يستكشف "سيكولوچية الدِّين" تلكَ الأفكار المتناقضةَ غالبًا، تلك التي تدورُ برُؤوس الناسِ حول الدِّين والإيمان الدِّينيِّ والرُّوحانيَّةِ والأُصوليَّةِ والإلحاد. يختبِرُ الكتابُ ما إذا كُنَّا نختارُ أن نكونَ متديِّنين أم أنَّ الأمرَ يعودُ إلى عوامِلَ كالمُورِّثاتِ والبيئةِ والشخصيَّةِ والإدراكِ والوِجدان. كما يُحلِّلُ آثارَ الدِّين في الفضيلة والصِّحَّة والسُّلوك الاجتماعيِّ، ويتساءَلُ عَمَّا إذا كان الدِّينُ سيَبقى في مجتمعاتِنا الحديثة.
لماذا نستمتع بالفن؟ ما الذي يُلهمُنا خَلقَ الأعمال الفنية؟ كيف يمكن لعلوم المُخّ أن تُعينَنا على فهم ذائقتِنا في الفن؟ يقدم لنا كتاب "سيكُلوجية الفن" مَدخلًا توفيقيًّا إلى الطرائق المتنوعة التي يمكن لعلم النفس أن يساعدَنا بها في فهم الأنشطة الإبداعية وتقديرِها. وخلالَ استكشافِ الكتابِ كيفيةَ إدراكِنا كُلَّ شيءٍ من اللون إلى الحركة، يَفحصُ صناعةَ الفنّ بوَصفِها شكلًا من أشكال السلوك الإنساني يمتدّ عبر التاريخ مصدرًا متجددًا للإلهام والصراع والنِّقاش. كما ينظر الكِتاب بعَين الاعتبار إلى تأثيرِ عواملَ كالتزييفِ وتقنية النَّسخ والتحيُّز الجنسيّ على أحكامِنا بشأن الفن. ومن خلال تساؤل الكِتاب عن طبيعة العلاقة بين علم النفس وتقدير الفنّ يقدّم للقارئ طرائقَ جديدةً للتفكير في الكيفية التي نَخلقُ بها الفنّ ونستهلكُه.
العائِلاتُ المِصرِيَّةُ جُزءٌ مِن نَسيجِ المُجتَمَعِ المِصرِيِّ، فَبَرَزَت في مِصرَ بَعضُ العائِلاتِ الَّتي كانَ لَها دَورٌ واضِحٌ في تَشكيلِ تاريخِها الحَديثِ؛ فَفَكَّرتُ في تَناوُلِ إِحدى هَذِهِ العائِلاتِ لِإبرازِ هَذا الدَّورِ؛ فَوَجَدتُ في العَائِلَةِ الأَباظِيَّةِ مَثَلًا رائِعًا لِتَفاعُلِ العائِلاتِ المِصريَّةِ مَعَ التَّاريخِ المِصريِّ: اقتِصادِيًّا وسِياسِيًّا وثَقافِيًّا واجتِماعِيًّا؛ فَجاءَ هَذا الكِتابُ لِتَناوُلِ دَورِ عائِلَةِ أَباظَة في المُجتَمَعِ المِصريِّ مُنذُ إِرساءِ دَعائِمِ المِلكِيَّةِ الزِّراعِيَّةِ في مِصرَ عامَ 1891 م، وحَتَّى صُدورِ أَوَّلِ قانونٍ للإِصلاحِ الزِّراعِيِّ عامَ 1952 م عَقِبَ ثَورَةِ يوليو.
هل نكون بطبيعتنا حقًا على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل يمكننا الاستفادة من التواصل مع الأشخاص الذين بالكاد نعرفهم عبر الإنترنت؟ لماذا يُفرط بعض الأشخاص في مشاركة المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي؟ يستكشف كتاب "سيكولوچية وسائل التواصل الاجتماعي" كيف تظهر الكثير من جوانب حياتنا اليومية عبر الإنترنت، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على هويتنا ورفاهتنا وعلاقاتنا. إنه ينظر في كيف يمكن لملفاتنا الشخصية على الإنترنت، ومحادثاتنا، وتحديثات الحالة، ومشاركة الصور أن تكون وسيلة للتعبير عن أنفسنا وتكوين العلاقات، ولكنه يسلط الضوء أيضًا على مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك قضايا الخصوصية.
كيف يستحوذ بعض القادة السياسيين على الدعم الشعبي؟ ولماذا ينطوي الانتماء إلى أمة على جاذبية كبيرة؟ هل يمكن للديمقراطية أن تزدهر؟ يستكشف كتاب "سيكولوچية السياسة" مدى أهمية العواطف التي تقوم عليها حياتنا اليومية في فهم ما يحدث على المسرح السياسي. وهو يعتمد على أفكار التحليل النفسي لإظهار كيف يشكل الخوف والعاطفة المجال السياسي في مجتمعاتنا وثقافاتنا المتغيرة، ويفحص قضايا وأحداث اجتماعية ذات صلة بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والطبيعة المتغيرة للديمقراطية، والنشاطية، وظاهرة ترامب في أمريكا، ليمنحنا مفاتيح لفهم السلوك السياسي.
يقول الشاعر الأيرلندي چون أودورنو: «شعورٌ هائلٌ بالوحدة والكآبة يشبِه الجليد يهاجم الكثيرَ من البشر». نحن الآن نطلب من أحبَّائنا التواصُل العاطفي والشعور بالانتماء الذي كان لجدتي أن تحصل عليه من قرية بأكملها. ويضاعف من هذا الاحتفاء بالحب الرومانسي الذي ترعاه ثقافتنا الشعبية؛ مثل الأفلام والمسلسلات التليفزيونية الدرامية التي تلاحقنا بصور الحب الرومانسي، باعتباره أولَّ كل العلاقات ونهايتها. لذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن الأشخاص الذين تشملهم استطلاعات الرأي مؤخرًا يصنِّفون علاقة الحب المُرضية هدفًا أوليًّا، قبل النجاح المالي والمهنة المُرضية. وصار من الضروري أن نفهم ماهية الحب، وكيف نحصل عليه، وكيف نجعله يدوم. ولحُسن الحظ، فقد ظهر خلال العقدين الماضيين، فهمٌ جديدٌ مثير وثوري للحب، وصرنا نعلم الآن أن الحب، في حقيقة الأمر، هو ذروة التطور وقمَّته، وآلية البقاء الأكثر إقناعًا للجنس البشري. لا لأنه يدفعنا إلى التزاوج والتكاثر؛ إذ ننجح في التزاوج دون حبٍّ، بل لأنه يدفعنا إلى الارتباط عاطفيًّا مع قلة غالية من الآخرين يقدمون لنا ملاذًا آمنًا من عواصف الحياة. ولأن الحب حِصننا المصمَّم لتوفير الحماية العاطفية التي تمكِّننا من التعامل مع تقلُّبات الوجود، وضَعتْ سو چونسون هذا الكتاب، ليكون دليلًا إرشاديًّا، يستهدف الأزواج والمخطوبين والعشَّاق، ويشرح نظريتها التي حققت نجاحًا كبيرًا في العلاج المرتكِز على المشاعر.
هل هناك بلد في عالمنا المعاصر لم يدخله الفكر الماركسي ويساهم في تشكيل حراكه الاجتماعي والسياسي والثقافي؟ يقدم أنور مغيث في إطار هذا العمل دراسة للفكر الماركسي في شكله الإيجابي، أي دراسة الأفق الفكري للحركة السياسية الماركسية، ودراسة ترجمات النصوص الماركسية والمؤلفات التي تتناول التخصصات العلمية التي كانت مرجعيَّتها الماركسية غالبة وواضحة، وقد جعل مصر الإطار الجغرافي لتلك الدراسة باعتبارها قد حظيت بتاريخ خاص، سواء في الأزمنة القديمة أو في العصور الوسطى أو في عصرنا الحالي، ولها جغرافيتها البشرية الخاصة، انبثق عن هذه الخصوصية المصرية تلقٌ خاص للماركسية تعمل الدراسة على كشف حدود تجربته وأبجدياته لتقف بنا على تصور شامل لذلك اللقاء الذي جمع الحركة الماركسية بالخصوصية المصرية انطلاقًا إلى دوائر أوسع تشمل لقاء الحالة العربية مع الفكر الغربي خلال محاولات التحديث.
هل حقًا يبلغ الإنسان النجاح من خلال الاحتفاء بذاته متجاهلًا الآخر؟ في هذا الكتاب تضع الكاتبة پاولا ڤيرساري مفهوم النجاح المعاصر تحت الاختبار، حيث تتحدث عن ثقافة النرجسية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز وهم النجاح من خلال التمركز حول الذات وتجاهل الآخر الذي باتت أهميته تقتصر على كونه رقمًا في أعداد "اللايك" و "الشير"، ومن خلال خبرتها كطبيبة نفسية تحلل الفارق بين تحقيق الذات والثقافة النرجسية التي تحصر النجاح في المثلث "الشهرة_ السلطة_ المال"، وكيف أن تلك الأخيرة تمثل خداعًا للنفس
عبدالله أوجلان مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطى الجدران لقد استطاع الزعيم والمفكر الأممي عبدالله أوجلان أن يحلق بفكره وفلسفته خارج أسوار سجنه المشدد، مؤكدًا أن «السجن عمره ما يحبس فكره»، فوصل فكره إلى العديد من شعوب العالم، بل إن القوى الثورية في مناطق شمال وشرق سوريا، سعت جاهدة لتجسيد فكر القائد أوجلان من خلال تجربة الإدارة الذاتية، التي وبرغم الحصار الذي تعانيه من النظام التركي وجهات إقليمية أخرى، فإنها حققت العديد من الإنجازات على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بل والثقافي. إن فكر الفيلسوف عبدالله أوجلان أصبح يلقى مكانة واسعة في أوساط أحرار المنطقة والعالم، وهذا يفسّر المشاركة الواسعة من قبل فئات واسعة من العالم تشمل كُتاب وسياسيين ومثقفين ومناضلين في الحملة العالمية لحرية القائد عبدالله أوجلان. إن حل القضية الكردية وصولًا إلى حرية الشعب الكردي وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب الإفراج الفوري عن القائد والمفكر عبدالله أوجلان الذي يمثل رمزًا وأيقونة نضالية لهذا الشعب المكافح من أجل حريته، سيسهم بشكل كبير في حل الأزمة الكردية التي ستمثل بابًا واسعًا للعيش المشترك بين المكونات الإثنية والعرقية في منطقتنا؛ ما يمهد للسلام والوئام بينهم ليلتفتوا إلى تنمية منطقتنا ورخائها والتمتع بخيراتها.
يحكي هذا الكتاب في ستة فصول حكايات النساء في صراعاتهن النفسية والاجتماعية، حكاياتهن مع أنفسهن ومع أجسادهن، مع أسرهن الكبيرة والصغيرة، ومع مجتمعهن المعادي، سوف يستعرض معاناتهن ومتعهن، نجاحاتهن وخيباتهن، سواء كن طفلات أو مراهقات أو نساء راشدات أو مسنات، وسواء كن بنات لا يرنى يعشن في ظل عائلة، أو نساء مستقلات أو أمهات يعشن مع أزواج أو أمهات عازبات، أو كن جدات مع أزواج أو جدات وحيدات، أو كن عاملات بأجر أو ربات بيوت بلا أجر، سوف نقابلهن ونستمع لهن في معاناتهن وتعافيهن. الهدف النهائي لهذا الكتاب هو تمكين البنات والنساء من رفع الضرر النفسي عنهن، وتمكينهن من إدارة حياتهن بكفاءة واستقلال وحرية، واستعادة القدرة على التعلم والعمل، وان يكن فاعلات في بيئاتهن الصغيرة والكبيرة، وقادرات على اتخاذ القرارات الكبرى في حياتهن وتوجيههن نحو الرفاه النفسي.
لماذا نحلم؟ ما هو الرابط بين أحلامنا وصحَّتنا النفسية؟ هل يمكننا أن نُعلِّم أنفسنا رؤية أحلام واعية؟ يغوص كتاب "سيكولوچية الأحلام" داخل المائة عام الأخيرة من أبحاث الأحلام ليزودنا بمقدِّمة مثيرة للتفكير حول ما يحدث في عقولنا عندما ننام. ينظر الكتاب إلى الدور الذي يلعبه الحلم في الذاكرة، وحلِّ المشكلات، ومعالَجة العواطف، ويفحص كيف تؤثِّر الصدمة على الحلم، ويستكشف كيف يمكننا استخدام أحلامنا لفهم أنفسنا على نحو أفضل. باستكشاف خبرات استثنائية مثل عملية الحلم الواعية، والأحلام الاستبصارية، وكوابيس شلل النوم، إلى جانب أسئلة شديدة الجدَّة مثل إن كان مُمكِنًا أبدًا للآليِّين أن يحلموا، يكشف كتاب "سيكولوچية الأحلام" عن بعضٍ من أكثر جوانب عالم أحلامنا سحرًا وفتنة.
كان السؤال دائمًا عن الكيفية التي سينتهي بها العالم موضوعَ تكهُّنات ومجادَلات لدى الشعراء والفلاسفة عبر التاريخ. الآن، وبفضل العلم، بالطبع، نعرف الإجابة: إنها النار. النار بكل تأكيد. حيث إن الشمس، بعد حوالي خمسة مليارات سنة، سوف تتضخَّم حتى تبلغ مرحلة العملاق الأحمر، وتبتلع مدار عطارد، وربما كوكب الزهرة، وتترك الأرض صخرةً متفحِّمةً هامدة مغطَّاة بالحمم المنصهرة. حتى هذه البقايا العقيمة الملتهبة من المحتمل أن تنتهي في نهاية المطاف إلى الطبقات الخارجية للشمس وتتناثر ذَرَّاتها في الغلاف الجوي المتهرِّئ للنجم المحتضر. إذن: هي النار. استقرَّ الأمر. كان فروست على حقٍّ في المرة الأولى. لكنه لم يكن يفكر بالعمق الكافي. أنا عالمة متخصِّصة في الكون. أدرس الكون ككلٍّ، على أوسع نطاق. ومن هذا المنظور، العالم عبارة عن ذَرَّة غبار لطيفة صغيرة ضائعة في كونٍ واسعٍ ومُتنوِّع. وما يهمني، على المستوى المهني والشخصي، هو سؤال أكبر: كيف سينتهي العالم؟
"ما هي علاقتك بالخجل؟ وكيف يمكنك التغلب عليه؟ يرشدك كتاب “أنت لست أمك” إلى كيفية رؤية الخجل والعيش بشكل منفصل عنه. ابتعد عن الخجل واتجه نحو الغفران الجذري. قم بتنمية قبولك الذاتي الداخلي ومرونتك مع هذا الدليل الموجه للنساء. والمليء بالتحفيزات التأملية لمساعدتك في استكشاف علاقتك بالخجل. “أنت لست أمك” يلبي رغباتك الداخلية في أن تُرى وتُسمع وتُعرف. يتوقف الخجل السام والعلاقات الغير صحية معك! استكشف جذورك الشخصية للخجل مع خبير. كأحد أبرز التقنيات في التعافي من النمو في أسر سامة، تأخذك كارين سي. إل. أندرسون في رحلة عبر قصتها عن الخجل، وعلاقتها بأمها النرجسية، والممارسات البسيطة التي وضعتها للتخفيف من الشعور بالذنب من العلاقات الغير صحية. كمؤلفة لكتاب “الأمهات الصعبات” و""البنات البالغات"" اللذين بيع منهما أكثر من 150,000 نسخة، تقدم كارين أدواتٍ لمعالجة وفهم والتغلب على الصدمات الطفولية حتى تستطيع أن تعيش لا تنجو فقط، بل تزدهر. في داخل الكتاب، ستجد: · قصة كارين حول التعامل مع أم نرجسية وكيف تغلبت على الخجل. · تحفيزات يومية للمذكرات، وممارسات الجسم وتمارين بسيطة للتخلص من الخجل والعادات السامة. · دليل حول كيفية التعرف أخيرًا على الخجل وكيفية التمتع بالحياة بحرية منه."
من المستثمرين والسلطات النقدية إلى الحكومات وصانعي السياسات، افترض الجميع تقريبًا أن التضخم قد مات ودُفن. ولكن الناس في مختلف أنحاء العالم يواجهون الآن واقعاً اقتصادياً جديداً ساماً، ومعه احتمال اتساع فجوة التفاوت في الثروات على نطاق واسع ومتزايد. وكيف وصلنا إلى هذا الوضع؟ وماذا، إذا كان هناك أي شيء، يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟ ويحدد رجل الاقتصاد الشهير ستيفن د. كينج ــ وهو أحد القلائل الذين حذروا مسبقا من الاضطرابات التضخمية الأخيرة ــ الدروس الرئيسية المستفادة من تاريخ التضخم والتي اختار صناع السياسات عدم الالتفات إليها. فمنذ روما القديمة مروراً بالحرب الأهلية الأميركية وحتى فقاعات الأصول اليوم، كان التضخم ينبع من الخطأ السياسي، والجشع السيادي، والخسارة الجماعية للثقة في العملات. إن كتاب "نحن بحاجة إلى الحديث عن التضخم" يقطع قرونًا من الحكم السيئ وسوء الفهم، ويقدم وسيلة للتدخل الآن - حتى نتمكن من البدء في معالجة الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي أطلقها التضخم.
أيمكن الشعور بالإنتماء أن يزيد الرضا عن الحياة؟ لماذا نشعر أحيانا بالوحدة؟ كيف السبيل إلى إقامة روابط إنسانية مستقرة؟ يستكشف "سيكولوجية الإنتماء" مدى أهمية شعورنا بالإنتماء خلال حياتنا. من الطفولة إلى الشيخوخة بغض النظر عن الخلفية الثقافية والعرق والبقعة الجغرافية. إن الإنتماء إلى المجموعات كالعائلات والمجموعات الإجتماعية والمدارس وأماكن العمل والجماعات بكل ما فيه من فضائل ومثالب يمثل أساسا لهويتنا وشعورنا بحسن الحال، حتى في هذا العصر الذى غيرت فيه التقنية الطرائق التى نتواصل بها فيما بيننا، وفي عالم يتزايد فيه الشعور بالوحدة والعزلة الإجتماعية باستمرار يرين سيكولوجية الإنتماء كيف يمكن للروابط البناءة أن تبني لنا جميعا شعورا بالإنتماء.
ماذا نعني فِعليًّا بـ «التَّعلُّق»؟ وكيف لمختلف أساليب الرِّعاية أن تؤثِّر على نمط التَّعلُّق عند الأطفال؟ وكيف توثِّر التجارب المبكرة لتقديم الرعاية على التطوُّر اللَّاحق؟ يُعتبر سيكولوجية التَّعلُّق مدخلًا أساسيًّا إلى التَّعلُّق؛ يطرح شرحًا يسيرًا للنظرية، ويكشِف عن سوء الفهم الشائع، ويُقدِّم نظرةً عامة متوازنة لنتائج الأبحاث الرئيسة. ومن خلالها يُناقش تطوُّر التَّعلُّق خلال السنوات القليلة الأولى من الحياة، وتأثير السلوكيات المختلفة للرعاية على عَلاقات التَّعلُّق عند الأطفال، وتأثير عَلاقات التَّعلُّق على سلوك الأطفال ونموِّهم، وتطوُّر علاقات التَّعلُّق منذ مرحلة الرضاعة حتى البلوغ، والتَّعلُّق في العَلاقات الرومانسيَّة والدينيَّة، والمداخل القائمة على التَّعلُّق.
"لماذا غالبًا ما يكون الأداء تحت الضغط صعبًا للغاية؟ ما الاستراتيچيات التي يمكن أن تساعدنا على تقديم أفضل أداء لدينا؟ كيف يمكننا تعزيز ثقتنا بأنفسنا؟ يستكشف كتاب ""سيكولوچية الأداء"" العوامل النفسية الرئيسية التي تؤثر في قدرتنا على التأقلم تحت الضغط، سواء كان ذلك التنافس في رياضة ما، أو الظهور أمام جمهور، أو الوفاء بموعد نهائي ضاغط. وينظر في كيفية تطويرنا للمهارات من خلال التعلم والممارسة، وكيف يمكن صقل الثقة بالنفس وعملية صنع القرار لتعزيز خبراتنا. يشرح الكتاب كيفية تطوير أفضل عقلية للأداء، ويوضح كيف يمكن لعوامل مثل النوم، والتغذية، والراحة والاستشفاء أن تؤثر على حالاتنا المزاجية وكيفية عملنا. عندما نحتاج إلى أداء مهمة ما مع هامش ضئيل للخطأ، يساعدنا كتاب ""سيكولوچية الأداء"" على فهم كيفية القيام بذلك بأفضل ما لدينا من قدرات. "