قد ظلَّت الجامعة وإنشاؤها حلما يراود النخبة الوطنية منذ بداية الوطنية المصرية منذ بداية القرن العشرين، و تبنت هذه النخبة فكرة إنشاء جامعة مصرية تقدم كل أنواع المعرفة لكل طبقات االمجتمع المصري، لكل أغنياءهم وفقراءهم، حتى يمكن تكوين جيل جديد من زوي المدارك الواسعة والفكر المستقل. يروي هذا الكتاب قصة جامعة القاهرة منذ كانت حلمًا يراود زعماء الوطن وبسطاءه، والتحديات التي واجهت الروَّاد الذين تصدُّوا لتحويل الحلم إلى حقيقة. ويلقي الضوء على عدة محطات تستحق أن تروى في تاريخ هذه الجامعة: أولها موقف الإحتلال البريطاني، ومحاربته للمشروع، وإصراره على إستمرار الكتاتيب بحجة أن مشروع الجامعة سابق لأوانه، ويعزي ذلك إلى خشيته من وجود طبقة مثقفة تطالب بالإستقلال. ولكن كان للشعب المصري وثققافته موقف آخر؛ واستمر في مساندة المشروع بالتبرع والإكتتاب حتى اكتمل المشروع، وافتتحت الجامعة رسميا في 21 ديسمبر 1908.