مدينة الرب
باولولينس أدب مترجم حديثهَل أَنتَ صَنيعةُ ظُروفِكَ أَمْ صانِعُها؟ لم يَكُن اكتِئابُه بِسَببِ اللَّيلَةِ السَّيِّئَة وحَسْبُ، لقد راسَلَته زَوجَتُه قائِلَةً إنَّها لن تَعودَ إلى ريو دي چانيرو، لقد استَنزَفَتْها حياةُ الأَمواتِ هَذِه، لم تَعُدْ تَقبَلُ بالنَّومِ مَع رَجُلٍ يَعُدُّ سِلاحَهُ امتدادًا لجَسَدِه، رَجُلٌ لا يَرتاحُ بالُه، قاتِلٌ، لم تَعُدْ تَرغَبُ في الاستيقاظِ فَزَعًا من أَصواتِ العالَمِ، ذلك التَّقرُّحُ غَيرُ القابِلِ للعِلاجِ الَّذي أَصابَها كانَ بِسَبَبِ جَهلِها بِمَصيرِ زَوجِها في نِهايَةِ كُلِّ يَومٍ، عَزَلَها غِيابُ شُعورِها بالأَمانِ أَثناءَ مَشيِها في الشَّارِعِ دونَ أَيِّ راحَةِ بالٍ، كَونُها زَوْجَةَ ضابِطِ شُرطَةٍ صَعَّبَ عَلَيها صُنعَ صَداقاتٍ، أمضت حياتَها حَبيسَةَ المَنزِلِ، وإِنْ أكثَرَت من الشَّكوى نالَت ضَربًا... وفَكَّرَ أَنَّ كَونَهُ ضابِطَ شُرطَةٍ أَفضلَ مِن التَّعامُلِ مَعَ السُّكارَى في الحاناتِ، عَلِمَ هَذا عَن الخِبرَةِ السابِقَةِ؛ إِذْ كانَ يَعمَلُ في إِحدى حاناتِ وَسطِ المَدينَةِ قَبلَ أَنْ يَلتَحِقَ بالسِّلكِ الشُّرَطيِّ.
نادي الملائكة
لويس فرناندو فيريسيمو أدب مترجم حديثمع العلم بأن كل قضمة قد تكون الأخيرة، يأتي شعورٌ بالإثارة ونكهة إضافية لا يمكن مقاومتها، لكنَّ هناك سببًا لكون الشراهة من الخطايا السبع المميتة... كانوا عشرة في البداية، من نخبة الشباب في مدينتهم، يجتمعون كل شهر للاستمتاع بمأدبة رائعة، والاحتفال بصداقتهم وتفردهم، لكن بعد مرور عشرين عامًا، لم يعودوا محطَّ إعجاب الآخرين كما توقعوا، ووهنت أواصر صداقتهم بفعل الصديقات الساخطات، والزوجات المتشككات، والإفلاس، والطلاق، والموت، حتى التقى دانيال بلوسيديو. يعتقد دانيال أنه وجد في صديقه الجديد هذا وصفة يمكنها إعادة الحياة إلى اجتماعاتهم الشهرية التي فقدت رونقها. ورغم أن لوسيديو غامض قليل الكلام، فإن عبقريته في المطبخ تساعده على إعداد أطباقهم المفضَّلة بصورة لا مثيل لها، وبحيث لا يكفي طبق واحد أبدًا، ولا سيما بالنسبة إلى تلك المجموعة التي طالما أرادت المزيد.