شاقًّا طريقه في شارع منية السيرج مسليا نفسه بالحديث إلى ظله الوديع الماكر، أخذ عم أحمد يدفع عنه جيوش الصور والمشاهد والذكريات، لا لأنه ينفر منها ويصدها بل لأنها ترد إليه جماعات متداخلة ومتشابكة ومختلطة، وهو يريد استقبال كل منها على حدة ذكرى ذكرى ومشهدا مشهدا كما يجدر بروائي حصيف وماهر، ولكم من سيكتب كبمة النهاية؟ من هو الروائي بين كل هؤلاء؟ في دوَّامة مِن الحكايات الصغيرة والمشاهِد المتلاحقة، وبينما يستعيدُ الشيخ أحمد رجائي فصولَ حياته يوشكُ على وداعها، محاصَرًا بين شابين ظهرا فجأة في حياته، كأنما ليحاكماه، أحدهما له نفس اسم الشيخ، ويُنافسه على امتلاك زمام السرد في رواية حياته، كما ينافسه على حب الشابة الأخرى، مُنى، أيقونة الجمال والشؤم والهائمة في مدارها الخاص غير مكترثة للصراع بين الشاب والشيخ. نالت " رجوع الشيخ المركز الأول من جائزة ساويرس الثقافية 2013 ووصلت إلى القائمة الطويلة في جائزة البوكر، وهي الرواية الأولى لكاتبها، كما فازت روايته الثانية" في غرفة العنكبوت" بجائزة ساويرس كذلك، ووصلت إلى القائمة القصيرة في جائزة البوكر. لا يزال عبد النبي يمارس الكتابة الأدبية والترجمة الأدبية التي نال عنها جائزة الدولة التشجيعية، إلى جانب التدريب على الكتابة السردية في ورش كتابة متوالية.