المزحة القاتلة (الجوكر)
آلان موور مصور"لقد أحببت المزحة القاتلة... إنها المفضلة لدي. إنها أول قصة مصورة أقع في حبها." - تيم برتون Tim Burton "ببساطة، هي أعظم قصة رويت للجوكر، باتمان: المزحة القاتلة هي أيضًا أحد أفضل أعمال ألان موور. إن كنت قرأتها من قبل، اذهب واقرأها مرة أخرى. أنت تدين لنفسك بهذا" - أي جي إن IGN "... تجسيد مشوق وأصيل لأعظم أعداء باتمان" - Booklist يوم سيء واحد. بالنسبة للمحرك المبتسم للجنون والفوضى المدعو بالجوكر، هذا هو كل ما يفصل العاقل عن المريض النفسي. بعد أن أُطلق سراحه مرة أخرى من مأوى أركام للمخبولين، خرج ليثبت وجهة نظره المختلة. وسيستخدم أهم ضابط في شرطة جوثام، المفوض جيم جوردون وابنته الجميلة باربرا ليفعل ذلك. والآن يجب على باتمان أن يسابقه ليمنع مخططه الشرير قبل أن يحصد عهده المروع اثنين من أقرب أصدقاء فارس الظلام. هل سيتمكن من إيقاف سلسلة الجنون وعطش الدماء التي تربط العدوين اللدودين قبل أن تصل إلى نتيجة مهلكة؟ وبعد أن ظهرت أخيرًا الأصول المخيفة لأمير الجريمة المهرج، هل سينقطع الخيط الرفيع الفاصل بين نبل باتمان وجنون الجوكر؟
كسر الحدود (جن الحافي ج9)
ناكازاوا كيجي مصوريُواصِلُ جِنّ مُواجَهاتِه الشُّجاعَةَ مع كارِثَةٍ تلْوَ الأُخرى: فُقدانُ مَنزِلِه، ووَفاةُ صَديقَتِه. لكنَّه يُقابِلُ صديقًا جَديدًا يَفتَحُ له بابًا للأَمَل، فنَّانٌ فقيرٌ مَوهوبٌ يَبدَأُ في تَعليمِه الرَّسمَ وقيمَةَ الفَنِّ، "الفَنُّ يُزيلُ الحُدودَ... الفَنُّ بلا حُدودٍ". يَذهَبُ جِنّ ليَعمَلَ كمُساعِدٍ للرَّسَّامِ، ويُثابِرُ وراءَ أَمَلِه الجَديدِ، رَغمَ أَعمالِ البَلطَجَةِ والتَّنَمُّرِ المُستَمِرَّيْن.
مسبار الخلود
شريف العصفوري أدب عربيأحبَبتُ أُمِّي ليسَ كَمِثلِ ما أَحبَّ إنسانٌ أُمَّه، كانت هي كُلَّ عالَمي، أنا بِكريُّها، أوَّلُ أبنائِها الذُّكورِ، الأُمُّ الصَّعيديَّةُ شيءٌ آخَرُ ليسَت كَكُلِّ الأُمَّهات، الحَبْلُ السُّرِّيُّ الذي يربطُ الأُمَّ الصَّعيديَّةَ بِوَليدِها لا يَنقَطِعُ أبدًا، أنا مَربوطٌ بحَبلي السُّرِّيِّ إلى أُمِّي ما حَييتُ.
البداية السيئة ( سلسلة أحداث مؤسفة ج1)
ليموني سنيكت نشءعزيزي القارِئ، أنا آسِفٌ جِدًّا أَنْ أُخبِرَكَ أنَّ الكِتابَ الَذي بينَ يَديْكَ كتابٌ حَزينٌ للغايَة، فهو يَروي قِصَّةً بائِسَةً لثلاثَةِ أطفالٍ مَنحوسين، وعلى الرَّغمِ من أَنَّ الأخوَةَ بودلير كانوا رائِعين وأَذكياءَ، فإنَّهُم عاشوا حَياةً مَليئَةً بالبُؤسِ والوَيلِ. في الصَّفحَةِ الأُولى مِن هذا الكِتابِ سَيكونُ الأَطفالُ الثَّلاثَةُ على الشَّاطِئِ، ثُمَّ يَتلَقَّونَ خَبرًا رَهيبًا، وعلى مَدَى القِصَّةِ بكامِلِها يَستَمِرُّ البُؤسُ، فتَتَعقَّبُهم المَصائِبُ، وتَترَبَّصُ بِهِم المُشكِلاتُ، حَتَّى لَيُظنُّ المَرءُ أَنَّ فيهم مغناطيسًا جاذِبًا لسوء الحَظِّ! في هذا الكِتابِ الصَّغير سَيُواجِهُ الأَطفالَ الثَّلاثَةَ كارِثَةَ الحريقِ، وسيَلتَقون شَخصًا شِرِّيرًا وجَشِعًا ومُثيرًا للاشمِئزازِ، وسَيرتَدون ملابِسَ تُسَبِّبُ الحَكَّةَ، ثُمَّ يواجِهون مُؤامَرةً تُحاكُ لِسَرِقَةِ ثَروَتِهم، ويَأكُلون العَصيدةَ البارِدَةَ على الإفطار. للأَسَف، مِن واجِبي التَّعِسِ أن أكتُبَ هذه القصَصَ غيرَ السَّعيدَةِ، ولكِنْ طَبعًا ليسَ هُناكَ شيءٌ يَمنَعُكَ من وَضْعِ هذا الكِتابِ جانِبًا في أيِّ وَقتٍ، وقِراءَةِ كتابٍ سارٍّ إنْ كُنتَ تُفَضِّلُ ذلِكَ.
رقائق الـثلج ج1
تانيزاكي جون إيتشيرو أدب مترجم كلاسيكيلَكِنْ بجانِبِ الظُّروف التي ذَكَرتُها سابِقًا، والَّتي صارَت سَبَبًا في تَأخُّرِ زواجِها، فهُناكَ أيضًا سببٌ لِسُوءِ حَظِّ "يوكيقو"، وهُوَ أنَّها من مَواليدِ بُرجِ الحَمَل. عُمومًا، فإنَّ الاعتِقادَ الخُرافِيَّ بكَراهِيَةِ مواليدِ بُرجِ الحَمَل، والكَراهِيَة الشَّديدَة لِبُرجِ الحِصانِ غيرُ مَوجودٍ بإقليم "طوكيو"؛ لِذا فَسُكَّان "طوكيو" شُعورُهم مُختَلِفٌ حيالَ الأَمرِ. لكِنْ بإقليمِ "كانساي" الذي يَضُمُّ مُحافظاتِ "أوساكا" و"كوبيه" و"كيوتو" -خُصوصًا فيما بين نِساءِ القُرى- يُزعَمُ أنَّ مَواليدَ هَذَيْن البُرجَيْن حَظُّهم عَثِرٌ، ويَتأخَّرُ زَواجُهُم، ومن الأَفضَلِ تَجَنُّبُهم، حتَّى إنَّهم يُطلِقون عليهم الأَمثالَ الشَّعبيَّةَ، مثل: "التَّعيسَةُ من بُرجِ الحَمَلِ لن يُفتَحَ لها بابٌ ولا أَمَل"!
مدينة الرب
باولولينس أدب مترجم حديثهَل أَنتَ صَنيعةُ ظُروفِكَ أَمْ صانِعُها؟ لم يَكُن اكتِئابُه بِسَببِ اللَّيلَةِ السَّيِّئَة وحَسْبُ، لقد راسَلَته زَوجَتُه قائِلَةً إنَّها لن تَعودَ إلى ريو دي چانيرو، لقد استَنزَفَتْها حياةُ الأَمواتِ هَذِه، لم تَعُدْ تَقبَلُ بالنَّومِ مَع رَجُلٍ يَعُدُّ سِلاحَهُ امتدادًا لجَسَدِه، رَجُلٌ لا يَرتاحُ بالُه، قاتِلٌ، لم تَعُدْ تَرغَبُ في الاستيقاظِ فَزَعًا من أَصواتِ العالَمِ، ذلك التَّقرُّحُ غَيرُ القابِلِ للعِلاجِ الَّذي أَصابَها كانَ بِسَبَبِ جَهلِها بِمَصيرِ زَوجِها في نِهايَةِ كُلِّ يَومٍ، عَزَلَها غِيابُ شُعورِها بالأَمانِ أَثناءَ مَشيِها في الشَّارِعِ دونَ أَيِّ راحَةِ بالٍ، كَونُها زَوْجَةَ ضابِطِ شُرطَةٍ صَعَّبَ عَلَيها صُنعَ صَداقاتٍ، أمضت حياتَها حَبيسَةَ المَنزِلِ، وإِنْ أكثَرَت من الشَّكوى نالَت ضَربًا... وفَكَّرَ أَنَّ كَونَهُ ضابِطَ شُرطَةٍ أَفضلَ مِن التَّعامُلِ مَعَ السُّكارَى في الحاناتِ، عَلِمَ هَذا عَن الخِبرَةِ السابِقَةِ؛ إِذْ كانَ يَعمَلُ في إِحدى حاناتِ وَسطِ المَدينَةِ قَبلَ أَنْ يَلتَحِقَ بالسِّلكِ الشُّرَطيِّ.
أوزما أميرة أوز ( سلسلة أوز ج3 )
ل. فرانك باوم نشءعالَمُ أوز يَكبُرُ ويَتَّسِعُ، تَنضَمُّ دورثي لمُغامَرَةٍ تَقودُها الأَميرَةُ أوزما لِتَحريرِ العائِلَةِ المَلكيَّة لأرضِ إيڤ في ثالِثِ مُغامراتِ أَرضِ أوز، ويُواجِهون مَلِكَ النَّومِ في مَملَكَةٍ تَحتَ الأَرضِ، فَهَل سَتكونُ مَهمَّةً سَهلَةً؟ نرجو ذلِكَ. سيكونُ رَفيقَ دورثي من العالَمِ الخارِجيِّ الدَّجاجَةُ بيلينا، لكنَّها ليسَت دَجاجَةً صَفراءَ عادِيَّةً؛ هي دَجاجَةٌ مُشاكِسَةٌ عَثَرَت على إمكانِيَّاتِها وقُدراتها في أرضِ أوز العَجيبَة...
لا لليأس (جن الحافى ج6)
ناكازاوا كيجي مصورفي الجُزءِ السَّادِسِ من سِلسِلَةِ "جِنّ الحافي" يَذهَبُ شَقيقُ "جن" بعيدًا للعَمَلِ في مَناجِمِ الفَحمِ، ويَختَفي مُنذُ ذَلِكَ الحينِ. في الوَقتِ نَفسِه، ما زال جِنّ يُحارِبُ اليَأسَ في ظِلِّ نِظامٍ طبِّيٍّ فاسِدٍ، وظُلْمِ الوُجودِ الأَمريكيِّ في اليابان بَعدَ الحَربِ. "المهزومُ لا يَستَطيعُ الشَّكوى، ولَوْ كان عَلى حَقٍّ... الحَربُ تَترُكُ آثارًا مُحزِنَةً إلى الأَبَد".
أرض أوز المـدهشــة (سلسة أوز ج2)
ل. فرانك باوم نشءماذا حَدَثَ لِخَيالِ المآتَة والحَطَّابِ الصَّفيحِ بَعدَما تَرَكَتهم دورثي في المُغامَرَةِ الأُولى؟ هَذا ما سَنَتعرَّفُ عليه في أرضِ أوز المُدهِشَة. تَغيبُ دورثي، وتَحتَلُّ چِنِرال جينجر عاصِمَةَ أرض أوز، ولكنَّ الأَميرةَ أوزما وَريثَةَ عَرشِ مَدينَةِ الزُّمُرُّدِ تَظهَرُ بِشَكلٍ لا يَخطُرُ على بالٍ، ويُساعِدُها خَيالُ المآتَةِ والحَطَّابُ الصَّفيحُ، وشَخصيَّاتٌ أُخرى لاستِعادَةِ عَرشِ أَسلافِها، وتُصبِحُ حاكِمَةَ أَرضِ أوز. إنَّه عالَمٌ من إبداعِ الكاتِبِ الأَمريكيِّ فرانك باوم، ومَعَ كُلِّ رُوايَةٍ يَحكيها تُبهَرُ جَميعُ الأَعمارِ، وتُطالِبُه بالمزيدِ؛ فَصَنَعَ أَربَعَ عَشرةَ رُوايَةً، واسْتَكمَلَ تلاميذُ وأَحفادُ فرانك رُواياتِ عالَمِ أوز. ومُنذُ عامِ 1900 لم يَتوَقَّف العالَمُ عن الإعجابِ وتَرجَمَتِها في تَرجماتٍ وطَبعاتٍ لا نِهائِيَّة، كما تَحَوَّلَت إلى المسرَحِ والسِّينما. فَهَيَّا نَستَكشِف باقي أَرضِ أوز مع الأميرَةِ أوزما.
دورثى والساحر في أوز (سلسة أوز ج4)
ل. فرانك باوم نشءالرُّوايَةُ الرَّابِعَة في عالم أوز السِّحريِّ هي تَسجيلٌ أمينٌ للمُغامَرات المُدهِشَة في عالَمِ ما تحتَ الأرض للفَتاةِ دورثي، وكيف بمُساعَدَةِ أصدقائِها: چيب هاكسون، وإريكا، القِطَّةِ الصَّغيرَةِ، وچيم، حصان الجَرِّ- خاضوا العديدَ من المَخاطِر والصُّعوباتِ ليَصِلوا أخيرًا بسَلامٍ إلى أرض أوز العجيبة. كما ستَلتَقون بالسَّاحِرِ العَجيبِ أوسكار مرَّةً أخرى، وسيعود مع تلك الصُّحبَة إلى مدينة الزُّمُرُّد، والتي ما زالَت تُقدِّرُه وتُحِبُّه. يَعتَبِرُ الكثيرُ من عُشَّاق عالم أوز أنَّ هذه الرواية هي التأسيسُ الحقيقيُّ الأوَّل لعالَم أوز.
شبيك لبيك ج2
دينا محمد يحيى مصورلَو مُمكِن تِشتِري أُمنِيَة واحْدَة فقَط، هَتِتْمَنَّى بيها إيه؟ تَخَيَّل عالَم زَيّ عالَمْنا في بَلَد زَيّ بَلَدنا، إنَّما الفَرْق الوَحيد إنَّك مُمكِن تِبيع وتِشتِري أُمنيات. هِيَّ دِي قِصِّة "شُبِّيكْ لُبِّيكْ"...
الهروب من الطريق الدائري
كريم كيلاني أدب عربييلمحنى الحاوى .. صوته يناديني .. " يا دانتي ! يخترق اسمى سماء المدينة المزدحمة ، يجاهد فى السير عبر القطعان البشرية للوصول إلي فأحاول الخروج من الزحام بعيداً عنه أسمع ضحكاته وبعض ما يبصقه من كلام " أين اختفت ! الفرقة تنتظرنا يا أخى ! لقد وعدتني ! " . أواصل السير .. جهداً شديداً إذ أحمل حزمة الصحف على كتفي .. " تعال هنا يا موزع الصحف خذ الزجاجة ولنصنع معاً عرضاً للأيام الخوالى ! هيا لا تخف ! ".
تجار الموت (جن الحافي ج8)
ناكازاوا كيجي مصورجِنّ في المدرَسَةِ المتوسِّطَةِ يَلتَقي بِمُدرِّسٍ تَقدُّمِيٍّ وزَميلٍ يائِسٍ، يواجهون معًا مُديرين ومَسؤولين مُتَحفِّظين ومُنتَفِعين. بينَما يُواجِهُ المجتَمَعُ كُلُّه فَسادًا، وتِجارَةَ مُخدِّراتٍ وأَسلِحَةٍ، خاصَّةً مَعَ اندِلاعِ الحَربِ الكُوريَّةِ، لتَكونَ نَعيمًا على تُجَّارِ الموت.
ألواح موسى
توماس مان أدب مترجم كلاسيكي"أبوه لم يَكُن أباه، وكَذلِكَ أُمُّه لم تَكُن أُمَّه؛ بذلك كان ميلادُه مُضطَرِبًا ومُخالِفًا لنظام الأشياء". "مَهما يَكُنْ من الأمر، فمن المُؤكَّد أن الخروج قد أخذ صُوَرَ النَّفي والطَّرد. والعجلة التي حدث بها ظَهَرَت في حقيقةِ أنَّ أحدًا لم يَجِدْ وقتًا لتخمير الخُبزِ من أجل الرحلة. لم يَجِد النَّاسُ مَؤونَةً سوى في الكَعكاتِ غير المُختَمِرَة التي صُنِعَت على عَجَلٍ. اتَّخَذ موسى من هذه الواقعة احتفالًا تذكاريًّا استمرَّ طوالَ الزَّمَن. لكن في الجوانب الأخرى، كان الجميعُ -كبارًا وصغارًا- مُستعدِّين بالكامل للرَّحيل. وبينما كان المَلاكُ المُدمِّر مُنطَلِقًا في غيِّه، كانوا هم جالسين بخاصِراتٍ مَربوطَةٍ قُربَ عَرَباتِهم المُحمَّلة بالكامِل، أحذيتهم على أقدامِهم، وعصيانهم في أيديهم، آخذين معهم أوعيَةَ الذَّهَب والفضَّة التي كانوا قد اقترضوها من أطفالِ الأرض".
عشان ربنا يسهل الولد الذي نط واختفى
بسمة عبد العزيز أدب عربي" نظر إالى أسفل ثم انحنى ليعيد عقد رباط حذاءه المفكوك ... لم يكن سالم ينحنى بسهولة .. كان يلزمه أن يجلس بطريقة ما ، هبط كما اعتاد فى تأن ، وبعد أن اتم مهمته استند بكفيه على الأرض ليقف ، لكن رائحة غربية لفحته ... رائحة ليست الصحراء مصدرها المباشر .. رفع رأسه قليلا ً فاصطدم بصرة بكتله سوداء لا تبعد عنه سوى أمتار قليلة .. كان الذئب يطالعه فى فضول وكأنما يتساءل عما جاء به إلى هناك .. تسمر سالم وأحس أن قدميه تغوصان فى مكانهما .. لم يكن جالسا ً تماماً ، كما تكن ساقاه مفرودتين ؛ كان ظهره محنيا ، ركبتاه نصف مثنيتين ، كفيه على الأرض تغطيهما الرمال ، وحزامه الجلدى ما يزال منحلاً ومتدليا من ملابسه .. كان الحزام يضيف له بجانب يديه وقدميه طرفا خامسا .. " " مجموعة شديدة الإحكام ، بناء دقيق سواء فى اللغة أو تفاصيل القصة ، وصف ليس فيه زيادة أو نقصان .. حس قصص تشكوف المتعاطفة مع المرضى والبسطاء ، وقصص يوسف إدريس التى حملت هذه النزعة الإنسانية الساخرة " .
البريق
ستيڤن كينج أدب مترجم حديثلا تَتَجاهَلي الحَقائِقَ هَذِه المرَّةَ يا فَتاةُ. ثَمَّةَ حَقائِقُ مُعيَّنَةٌ، حَقائِقُ لا مَعقولَة بِقَدرِ ما يبدو موقِفُكِ هذا. إحدى هَذِه الحَقائِقِ أَنَّكِ قد تَكونين الشَّخصَ المسؤولَ الوَحيد َالمتبقِّيَ في هَذِه الكَومَةِ من الشُّذوذِ. لَدَيكِ ابْنٌ في الخامِسَةِ من عُمرِه عَليكِ حِمايَتُه، وزَوجُكِ -أَيًّا كان ما يَحدُثُ لَه، وأَيًّا كانَ مَدَى خَطَرِه- رُبَّما كان... رُبَّما كان مَسؤولًا مِنكِ أيضًا. وحتَّى إِنْ لَم يَكُن كَذَلِكَ، فَكِّري في هذا: اليَومُ هو الثَّاني مِن ديسمبر، قَدْ تَظلِّين عالِقَةً هُنا لأَربَعَةِ أَشهُرٍ أُخرى إِنْ لَمْ يَمُرَّ أَحَدُ الحُرَّاسِ، حَتَّى وإِنْ بَدؤوا يَتَساءَلون عَن سَبَبِ عَدَمِ الاتِّصالِ بالرَّاديو اللَّاسِلكيِّ، لَن يَأتِيَ أَحَدٌ اليومَ، ولا غَدًا... ورُبَّما لَيسَ قَبلَ أَسابيعَ. أَسَتَقضين شَهرًا تَتَسلَّلين إلى أَسْفَلَ لإعدادِ الوَجَباتِ بِسِكِّينٍ في جَيبِكِ، وتَقفِزين لِظُهورِ أَيِّ ظِلٍّ؟ هَلْ تَظُنِّين أَنَّ بإمكانِكِ إبعادَ چاك عن المسكَنِ بالأَعلَى إنْ أَرادَ الدُّخولَ؟ لَدَيهِ المفتاحُ الرَّئيسُ، وبِرَكلَةٍ واحِدَةٍ -قويَّةٍ- سَيَخلَعُ الباب. تُرجِمَت روايَةُ البَريقِ "شينينج" إلى ما يَزيدُ عَن ثلاثين لُغَةً، وبِيعَ مِنها أَكثَرُ مِن مليون نُسخَةٍ. رُشِّحَت لِعِدَّةِ جَوائِزَ، أَهَمُّها جائِزَتا لوكاس وجاندالف. تَحوَّلَت إلى فيلمٍ سِنيمائيٍّ، حَصَلَ أيضًا على العَديدِ من الجَوائِزِ. اعتَبَرَه النُّقَّادُ أَحَدَ أَهَمِّ أَفلامِ الرُّعبِ في التَّاريخِ، وأَحَدَ أَهَمِّ أفلامِ النَّجمِ العالَميِّ چاك نيكُلسون، والمُخرِج ستانلي كوبريك.
المجموعة (أ)
هبة أحمد حسب أدب عربيإلى مَتَى سَأظَلُّ مَشغولًا بإسماعيل؟ وماذا يَقولُ؟ وماذا يَفعَلُ؟ ضاعَ عُمري بِجُوارِكَ يا إسماعيلُ وأنا أَصنَعُكَ أَنتَ، وأُسَجِّلُ في ذاكِرَتي مَواقِفَكَ أَنتَ، وذِكرياتِكَ أَنتَ، وتَدريباتِكَ أنتَ، واهتِماماتِكَ، وما يَسُرُّكَ، وما يُضيرُكَ... بالطَّبعِ لا أَستَطيعُ أَنْ أَحمِلَ رَجُلًا يَزيدُ عن 95 كيلو، لا سِيَّما رَجُلًا مَقتولًا. أَحضَرتُ طَبَقَ الماءِ والصَّابونِ إلى الغُرفَةِ، وأَمسَكتُ بالمِقَصِّ وأَصابِعي تَهتَزُّ داخِلَ فَتْحَتَيْه، ثُمَّ شَقَقتُ الجِلبابَ حَولَ السِّكِّينِ كي لا أُضطَرَّ إلى إخراجِهِ مِن الجَسَدِ حتَّى أَتَّصِلَ بالشُّرطَة. كيفَ لَم أَلْحَظْ يَومًا أَنَّ كُفوفَ يَدَيْه وقَدَمَيْه ضَخمَةٌ إلى هَذِه الدَّرَجَة، وأنَّ رَأسَه كَبيرٌ كَرأسِ ثَورٍ، وشَفَتَيْه مُتَدَلِّيَتَان كَكَلبٍ "بيتبول". غَسَلتُ الجَسَدَ كامِلًا من لُزوجَةِ الدِّماءِ وعَطَّرتُه بالمِسْكِ كما كان يَفعَلُ بَعدَ الحَمَّامِ، أَلبَستُه جِلبابًا نَظيفًا. رائِحَةُ البَخورِ في الغُرفَةِ تَطغَى على رائِحَةِ القاتِلِ، فلا أَستَطيعُ أَنْ أَتَتبَّعَ رائِحَةً بِعَينِها. أَنا أَعرِفُهم جَميعًا، وأُمَيِّزُ رَوائِحَهم، رائِحَةَ عَرَقِ كُلٍّ مِنهُم، ورائِحَةَ عِطرِه المُحَبَّبِ وعِطرِه غَيرِ المُحَبَّبِ، بَلْ ونَوعَ البَخورِ المُفَضَّلِ لَدَيه. والغَريبُ أَنَّ هذا البَخورَ المُشتَعِلَ في الغُرفَةِ هُو المُفَضَّلُ لإسماعيلَ نَفسِه. هَل يَكونُ أَشعَلَهُ قَبلَ أَنْ يَنْقَضَّ عَلَيه القاتِلُ؟
اللقاء الأخير
يوسف نبيل أدب عربيما يَزيدُ مِن قَسوَةِ زَمَنِ الطُّفولَةِ: عَدَمُ الفَهمِ... كُنتُ أَشعُرُ بالاضطِرابِ والخَوفِ والتَّعاسَةِ دونَ أَمَلٍ في تَفسيرِ مَرَضي؛ فالقائِمُ على تَفسيرِ الغامِضِ مِن الأُمورِ هُو سَبَبُ الغُموض. أَذكُرُ لَياليَ طَويلَةً كُنتُ أَشعُرُ بِخَوفٍ وحُزنٍ يَجتاحُني دونَ سَبَبٍ أَو مُبَرِّرٍ، وكان ذَلِك يَمنَعُني مِن تَناوُلِ الطَّعامِ تَمامًا، ووَقتَها كان يَشعُرُ بالجُنونِ، حَتَّى أَنَّه كانَ يَأخُذُ سَيَّارَةً خاصَّةً وَيذهَبُ بي إلى النِّيلِ، ويُحاوِلُ أَنْ يُلَطِّفَ عَليَّ الأُمورَ لأَتناوَلَ الطَّعامَ. وفي بَعضِ تِلكَ الأَوقاتِ لَم تَكُن أُمِّي لِتَلَحقَ بنا مِن الأَساسِ. وفي أَوقاتِ مَرَضي... كان يَتحَوَّلُ إلى إنسانٍ آخَرَ؛ مَخلوقٍ ضَعيفٍ، تَنتابُهُ نَوباتٌ هِيستيريَّةٌ مِن البُكاءِ، وكان شَيئًا يَدفَعُنى لمُواصَلَةِ التَّظاهُرِ بالمَرَضِ حتَّى بَعدَ تَعافِيَّ مِنْهُ.
شرلوك هولمز يقابل سيجموند فرويد
نيكولاس ماير أدب مترجم حديثما عَلاقَةُ الكوكايين بالعَبقَريَّةِ؟ رُبَّما كانت مُحاوَلَةُ شِرلوك هولمز لِكَسرِ قُيودِ الكوكايين -الذي غاصَ في أَوحالِهِ- أَشَقَّ مَجهودٍ بُطوليٍّ شاهَدتُه في حَياتي، فَلا أَتذَكَّرُ -سَواءٌ في حَياتي المهْنِيَّةِ، أَو خِبرَتي الشَّخصيَّة، وسواءٌ في حَياتي العَسكريَّةِ أو المدَنِيَّةِ- أَنَّني شاهَدتُ شَيئًا يُقارِبُ العَذابَ والأَلَمَ الَّذي شاهَدتُه. كانَ اليَومُ الأَوَّلُ للدُّكتور سيجموند ناجِحًا؛ فَقَد تَمَكَّنَ من تَنويمِ هولْمِز، ووَضْعِه في سُباتٍ عَميقٍ في إحْدَى الغُرَفِ الَّتي وَضَعَها تَحتَ تَصَرُّفِنا في الطَّابَقِ الثَّاني مِن مَنزِلِه. وما أَنْ رَقَدَ هُولمز على السَّريرِ حَتَّى جَذَبَني فرويد مِنْ كُمِّي، وأَمَرَني قائِلًا: "هَيَّا بِسُرعَة... يَجِبُ أَنْ نُفَتِّشَ أَمْتِعَتَه".
درب الأمبابى
محمد عبد الله سامي أدب عربي"كانت آخِرها حكايَة عن امرأةٍ فاتِنَة مَسحورَة، أجمل من حوريَّات الجَنَّةِ، تَزَوَّجها "علي" لِلَيلَةٍ واحِدَةٍ فَشَفَته بِجَمالِها وَحَلَّت المربوطَ. أمَّا المقَرَّبين مِنه فَقَد ظَنُّوا أنَّ ما حَدَث هو مُبارَكَةٌ من الشَّيخ "إسماعيل الإمبابي" نَفسِه؛ فَهُو شَيخُه القَديمُ، بل ساقَهم ظَنُّهم إلى أَنَّ الشَّيخَ "إسماعيل" ذاتَه تجَسَّد في صورَةِ الشَّيخ "جعفر" ليُساعِدَ تابِعَه "علي" في ضائِقَتِه. أَمَّا ما فَعَلَه الشَّيخ "جعفر" بالحاج "علي" حَقًّا، وما حَدَث حقيقةً في هَذِه الرِّحلَة، كان وسَيَظلُّ سِرًّا لا يَعلَمُه إلَّا الله واثْنَتاهم". "لِتَتابُعِ الأَيَّامِ مَفعولُ السِّحرِ، فِعْلُ الزَّمَنِ فيها هادِئٌ وحَيِيٌّ، لا يُضاهِيه شَيءٌ في مَهارَةِ فِعلِه، نَدَبه اللهُ لِيُقيمَ في البَشَرِ صِفَةَ النِّسيانِ، أَوْجَدَها اللهُ فيهِم واشتَقَّ لَهُم مِنها اسم «الإنسان»، ثُمَّ جَعَلَ الزَّمَنَ عليها رَقيبًا، على ألَّا يَترُكَ البَشَرَ على حالِهِم أبَدًا، يُنسِيهم حالَهُم الَّذي كانَ، فَيُبدِلُهم حالًا غَيرَه، ثُمَّ يُنسيهِم إيَّاه مَرَّةً أُخرى، يُقَلِّبُ قُلوبَهم ويُغَيِّر هَواها".
طروادة
أليكس فيلا جيرا أدب مترجم حديث"أثارَت القِطَطُ فيه أفكارًا وشُكوكًا حَولَ وُجودِه، كما لَو كانَت هَذِه المخلوقاتُ الجَميلَةُ المتوحِّشَةُ لاعِبين رَئيسيِّين في تَجربَةٍ مُستمرَّةٍ، حَيثُ كانَت تَفسيراتُه الخاصَّةُ لِسُلوكِهم هي النُّقطَة المحوَريَّة لمن كان يُجري التَّجرِبَة. كانَ هُوَ الشَّخصَ الوَحيدَ الَّذي تَتِمُّ مُلاحَظَتُه ولَيسَ القِطَطَ". "الحَداثَةُ، السِّيرياليَّةُ، الدَّادِيَّة- هَل كُلُّ هَذه الاستراتيچيَّاتِ مُتَوافِقَةٌ مع الرُّوحِ المالطِيَّة؟ هَل هِيَ أَدواتٌ كافِيَةٌ للتَّعبيرِ عن الإِحساسِ المالطيِّ؟ في السَّبعيناتِ كُنتُم تَظُنُّون أَنفُسَكُم حَداثِيِّين مُهِمِّين، لَكِنَّ السِّيريالِيَّة كَفِكرَةٍ كانت قَد ماتَت بِنِصفِ قَرنٍ قَبلَ ذلِكَ. إنَّ المالْطِيِّين مُتَخلِّفون دائِمًا، ويَصِلُون دائِمًا مُتَأخِّرين، لَكِنَّ السِّيريالِيَّةَ -حتَّى في ذُروَتِها- ماذا كانَت غَيرَ القُمامَةِ المتَبقِّيَةِ، الجُنونِ والوَحْشِيَّةِ الَّتي سادَت بَعدَ مَوتِ الحَضارَةِ مع الحَربِ العُظمَى؟ هَل كان لَدَى المالْطِيِّين الحَقُّ في تَبَنِّي السِّيرياليَّةِ لإحْداثِ تَأثيرٍ أُسلوبيٍّ، دونَ التَّعَمُّقِ في أُسُسِ النَّظَريَّةِ الجَمالِيَّة؟ باخْتِصارٍ شَديدٍ: هَلْ السِّيريالِيَّة المِرآةُ المِثالِيَّةُ الَّتي تَقدِرُ على عَكْسِ الرُّوحِ المالطِيَّةِ، بالنِّسبَةِ لي: إنَّها نَشَأت في سِياقٍ نَفسيٍّ اجتِماعِيٍّ وتاريخيٍّ بَعيدٍ كُلَّ البُعْدِ عَن التَّجرِبَةِ المالْطِيَّة".
دروس في الرقص للمسنين
بوهوميل هرابال أدب مترجم حديثوقَفَت بِسروالِها القصيرِ بِجوارِ سِتِّ سِلالٍ بها كَرْزٌ جَمَعَته وقتَ العَصاري. تقَدَّمَت من الكوخِ، وأَخَذَت منه وعاءً، ثمَّ أَزاحَت غِطاءَ البِئِر، وسَحَبَت منه دَلوًا مَملوءًا بماءٍ عَذْبٍ، رفَعَت يَدَيْها، وسَحَبَت بلوزتَها الَّتي تَلوَّثَت بعصيرِ الكَرزِ، حَرَّرَت أزرارَ سروالِها القصيرِ. تَحَرَّكَت البلوزةُ إلى أَعلَى، والسِّروالُ إلى أَسفلَ، هَزَّت جَسَدَها، وانْسَلَّت من ملابِسِها، ومَشَت عارِيَةً، ثُمَّ اغتَسَلَت في فُرجَةٍ وسطَ البُستانِ، بَينَما العَجوزُ الَّذي ظَلَّ يَحكي مُنذُ الظَّهيرَةِ جالِسٌ في ذُهولٍ يَضَعُ رُكبَتَيْه المَطويَّتَيْن بين راحَتَيْه المُتعانِقَتَيْن، ويَنظُرُ من خلالها إلى الخَواءِ، مُتحَجِّرًا، مُحدِّقًا في الفَراغِ، غارِقًا في أفكارِه، بينما تُهديهِ هِيَ أَقصَى ما تَستَطيعُ امرَأةٌ أَنْ تُهدي رَجُلًا: تَغتَسِلُ وقتَ الأَصيلِ لِتُطفِئَ ماءَ عَينَيْه العَطشانَتَيْن.
الورود حقيقية (وقصص أخرى)
وجيه غالى أدب مترجم حديثالخَيالُ خَيالٌ، ويُهدَرُ إنْ لم تُطلِقْ له العنان؛ لهذا انتظرتُ تلك الزِّيارةَ، تَدرَّبتُ على وضعيَّاتٍ مُثقَّفَة، أَكْثَرْتُ من ارتداء بلوڤرات برَقَبَةٍ وبناطيلَ مخمليَّةٍ، وضَعتُ كَومَةً من الأوراق المطبوعة فوق طاولَتِي، أَلقَيتُ عِدَّةَ أوراقٍ كيفما اتَّفقَ، دَسَستُ ورقةً نِصفُها مطبوعٌ في الآلَةِ الطَّابِعَة "مع الفصل75" واضِحًا أعلاه، وبشَكلٍ ما أضفَيتُ بعضَ الفَوضى على غُرفَتي بزُجاجاتِ ويسكي مُمتَلِئَة وفارِغَة في كُلِّ مكان. وبإضافَةِ أعقابِ السَّجائِر والطَّفَّايات وفناجين القهوة، بدا المَكانُ مُنتجًا فعلًا.
رسائل السنوات الأخيرة
وجيه غالى أدب عربيها هو الأمر، أدخُلُ في هذه الحالَةِ من التَّفكير والشُّعور، وفجأةً أتلفَّتُ حولي، أين أنا؟ ماذا أفعل هُنا؟ في مكتبٍ مع أُناسٍ لِطافٍ، ولكن يَخلونَ من الحَياة. ما الَّذي أفعَلُه هنا بينما أُريدُ أن أتَصارَعَ مع روسيا والأَقباطِ والمَشاعِرِ والأَحاسيس. وفجأةً أَشعُرُ بما شَعرتُ به في هَذَيْن الصَّباحَيْن، بطريقَةٍ مُختَلِفَة قليلًا، وأقول: الجسد، الروح، القلب! المساكين؛ يُبدّدون ويُحتَضَرون، لحظةً بعد لحظة... لا شيء... لا شيء.
والنمور لحجرتى
أحمد ناجى أدب عربي"لِتَحقيقِ هذا الوَعدِ -سيِّداتي، سادَتي- أُريدُ من كُلِّ شَخصٍ فيكُم أن يُغمِضَ عَينَيْه ويُفكِّر في عَيْبٍ واحِدٍ، نُقطة ضَعْفٍ لم يَنجَحْ في التَّخلُّص منها. أرجوكم، فَكِّروا لثَوانٍ وحدِّدوا مُشكِلَةً واحِدَةً تُؤرِّقُ حياتَكُم". تَتَساقَطُ الجُثَثُ في شوارِعِ القاهِرَةِ، بينما ساحِرٌ شابٌّ لا يَستطيعُ النَّومَ، مُترقِّبًا كارِثَةً أكبرَ، وشَريكُه في السَّكَنِ عالِقٌ في مقطوعَةٍ إلكترونيَّةٍ غيرِ مُكتَمِلَة، لكنْ وحدَها "فرح" تُعافِرُ حتَّى تَجِدَ مَهربًا من هذا الخَرابِ، إلى إقليمٍ على هَيئَةِ دَولَة، ودَولَة بلا خَيالٍ جَمعِيٍّ، امرأةٌ تَلِدُ رَبَّتَها، مراعٍ خضراءُ للإِبِل، وملاعِبُ أكبَرُ للجولف، رُعاةُ البُهْمِ يَتطاوَلون في البُنيان، ثلاثُ نَجماتٍ مَجوسيَّة. مدينةٌ ذات قَمرٍ مَشقوقٍ، مُحرَّمٌ فيها الأطفالُ، وناقَةٌ تَخرُجُ من صخرَةٍ وأَلفُ عجيبَةٍ وعجيبَة أخرى. في روايَتِه الثَّالِثَة، يُشَيِّدُ أحمد ناجي من زَواجٍ فاشِلٍ وقِصَّةِ حُبٍّ هَشَّة عالَمًا روائيًّا يَمتَدُّ من القاهرة لسيناء، لنيوم. ويَنمو خَطُّه الزَّمَنيُّ من ثلاثةِ آلاف سَنَةٍ قبل الميلاد إلى المُستقبَلِ القريب، القادِمِ نَحوَنا بعُنفٍ ليَدهَسَنا.
تلاوات المحو (ثلاث دهشات لحياةٍ أخيرة)
مصطفى منير أدب عربيكان آخِر ما رأيناه، هو ورفيقُه، وهُما يَصعَدانِ إلى السَّماءِ، يَضحَكانِ في رِضًى تامٍّ، كأنَّهُما لم يَقتُلَا البَشَرَ كُلَّهم. صَعدَا إلى رَبِّهِما، بَعدَ إتمامِ المَهمَّة على أَكمَلِ وَجهٍ. وكان آخِر ما عَرفناه، أن الواحِدَ مِنَّا لم يَتلُ كتابَه ليَمحوَ الغَيبَ، ويَعرِفَ مَصيرَه، بل قَرَأنا كُلُّنا بلا استِثناءٍ، في صوتٍ واحدٍ، في غباءٍ بشريٍّ واحِدٍ، بتَفكيرٍ ساذَجٍ، يُخبِرُنا بأنَّنا أسيادُ العالَمِ؛ لأنَّنا مَحَونا الغَيبَ، ولم نُدرِكْ حينَها، أنَّها كانت تَلاواتِ مَحْوِ جِنسِنا، بمَشيئَةِ الرَّبِّ، وبِغَضَبٍ من الرَّبِّ، الذي مَنَّ علينا بكُلِّ الفُرَص، ولم نَستَغِلَّها.
89شهر فى المنفى
محمود حسنى العرابي أدب عربيلم أَطلُب إلى أولئك الناس الذين طَلَبوا إليَّ أن أَصبِرَ وأُكافِحَ أن يَتَحمَّلوا عَنِّي بعضَ أَعباءِ الحياة، ولَو أَنَّ واجِبَ الصَّداقَةِ وأَوامِرَ الدِّينِ الحَنيفِ تَطلُب ذلك. غير أنِّي رَجَوتُ منهم أن يُساعِدوني بِرَأيِهِم في وَحشَتي، فَيدُلُّوني على نَوعٍ من السِّلاحِ الَّذي يَجِبُ أن أَحمِلَه، ويُعيِّنوا لي العَدُوَّ الَّذي أُقاتِلُه. فإنِّي لَرَجُلٌ لَه مَعِدَةٌ كَمِعِدِهم تَطلُبُ الطَّعامَ في مواعيدَ مُنتَظِمَة، وله جِلدٌ كجُلودِهم لا بُدَّ له من الحِمايَة... لا، لا، سَنَسمَعُ منهم، ولن نُطيعَهم، كُلُّ هذا سُخفٌ، هؤلاء النَّاسُ إنَّما يَهزَؤون منِّي، إنَّ كَنزَ صَبري الغَنيَّ قَد نَضبَ ولم يَبقَ في قَوسِ التَّجَلُّدِ مَنَعٌ، ولا في رُقعَتِه مُرتَقَع. فَلأَتْرُكْ برلين للبرلينيِّين وللأجانِبِ من أَكَلَةِ النَّار والزُّجاجِ. أنا أَطلُبُ من برلين المستحيلَ، ولَكِنْ أَينَ المفَرُّ؟ إلى آكِلي لُحومِ البَشَرِ؟ إلى نِيام نِيام؟ إلى مَملَكَةِ الباب؟ أنا لا أَطلُبُ إلَّا عَمَلًا. أَحصُلُ من وَرائِه على سَقفٍ فوقَ رَأسي وخُبْزٍ وكِتابٍ. أَصاحِبُ مَطامِعَ أنا؟! لا... فَلَم يَبْقَ أمامي إلَّا الرَّحيلُ أَو انتِظارُ وُقوعِ مُعجِزَة.
12عام فى السجون
محمود طاهر العربي أدب عربيعندما قُتِلَ بُطرُس غالي بِيَدِ إبراهيم الورداني عام 1910 أنشَأَت الحُكومَةُ ما أَسمَته "المكتبَ السِّياسيَّ"، وعَيَّنَت ﭼورچ بِك فلبيدس رئيسًا له، وَضَعَت تَحتَ تَصرُّفِه أَموالًا طائِلَةً يَصرِفُها بِلا رَقابَةٍ، ولا مُراجَعَةٍ، لَكِنَّ المكتبَ ظَلَّ يَعمَلُ سَنَتَيْن مُتَوالِيَتَيْن دونَ أَنْ يَكونَ لَهُ أَثَرٌ فِعليٌّ أو نَتيجَةٌ ظاهِرَةٌ؛ فَدَاخَلَ فلبيدس شَيءٌ من الخَوفِ في تَفكيرِ الحُكومَةِ في إِلغائِهِ؛ فَكانَ أَنْ سَوَّلَت لَه نَفسُه أَن يَخلقَ شَيئًا جَسيمًا تَهتَزُّ لَهُ مِصرُ، ولَم يَلْقَ أمامَه بِطَبيعَةِ الحَالِ غَيرَ الحِزبِ الوَطنيِّ ورِجالِه؛ لاعْتِقادِه أَنَّ في مَقدورِه استِغلالَ ما هو مَعروفٌ عن هذا الحِزبِ القَويِّ النُّفوذ -إذ ذاكَ- من كراهَةِ الاحتلالِ البريطانيِّ، ومُناهَضَتِه بِكافَّةِ الطُّرُقِ السِّلميَّة؛ فَقرَّرَ أن يُلقي في رَوْعِ أُولي الأَمرِ أَنَّ الحِزبَ قد دَبَّرَ مُؤامَرَةً لاغتيالِ أَكبَرِ الرِّجالِ في مِصرَ، وهَكذا تَتَوطَّدُ دَعائِمُ سُلطَةِ فلبيدس، ويَتَّسِعُ سُلطانُ نُفوذِه، وكان عَلى إثْرِ تِلكَ المؤامَرَةِ المزعومَةِ أَنْ أُلقِي بالعَديدِ في السُّجونِ لمدَّةِ 12 عامًا، كان أَحَدُهم هو محمود طاهر العربي.
قاع جهنم (جن الحافي ج7)
ناكازاوا كيجي مصوريُواصِلُ جِنّ رِحلَتَه ضِدَّ اليَأسِ والمعاناةِ في الجُزءِ السَّابِعِ مِن السِّلسِلَةِ. عَذابُ ما بَعدَ القُنبلَةِ يَزدادُ، ووَداعُ الأَحِبَّةِ يَقتُلُ روحَ جِنّ أَكثَرَ... "لَقَد شاهَدتُ الحَربَ بِعَينيَّ، شاهَدتُ النَّاسَ يَموتون بالقُنبُلَةِ الذَّرِّيَّةِ كالحَشَراتِ، الحَربُ تَقضي على كُلِّ شَيءٍ، لا تَترُكُ شَيئًا أبدًا".
ساحر أوز العجيب (سلسة أوز ج1 )
ل. فرانك باوم نشءمُغامَراتٌ في أراضٍ ومَمالِكَ خَيالِيَّةٍ، ومَخلوقاتٌ دَبَّت فيها الحَياةُ لأَنَّها تَقَعُ في أرضِ أوز السِّحريَّة، مَعَ كُلِّ مُغامَرَةٍ نَستَكشِفُ مَناطِقَ مِن هذا العالَمِ وشَخصيَّاتٍ تُصاحِبُنا في الرِّحلاتِ شَرقًا وغَربًا وشَمالًا وجَنوبًا. شَخصيَّاتٌ تُريدُ وتَبحَثُ عن هُويَّتِها في مُغامَراتٍ لا تَنتَهي، خَيالُ المآتَةِ يُريدُ العَقلَ، والحَطَّابُ الصَّفيحُ يُريدُ القَلبَ، والأَسَدُ الجَبانُ يُريدُ الشَّجاعَةَ. فَهَل وَجَدوها في المغامَرَةِ أَمْ في أَنفُسِهم؟ إنَّهُ عالَمٌ مِن إبْداعِ الكاتِبِ الأَمريكيِّ فرانك باوم (مايو 1865- مايو 1919)، ومَعَ كُلِّ رُوايَةٍ يَحكيها، تُبْهَرُ جَميعُ الأَعمارِ، وتُطالِبُه بالمزيدِ؛ فَصَنَعَ أَربَعَ عَشرَةَ رُوايَةٍ، واستَكمَلَ تلاميذُ وأَحفادُ فرانك رُواياتِ عالَمِ أوز. ومُنذُ عامِ 1900 لَم يَتوَقَّفْ العالَمُ مِن الإعْجابِ بِها وتَرْجَمَتِها في تَرجَماتٍ وطَبعاتٍ لا نِهائِيَّة، كما تَحوَّلَت إلى المسرَحِ والسِّينما. فَهَيَّا نستَكشِف هذا العالَمِ مَعَ الفَتاةِ الصَّغيرَةِ دورثي.
رحلة إلى آخر الليل
فرديناند سيلين أدب مترجم حديثاعتَدتُ، بَلْ وكُنتُ أَميلُ إلى هَذِه الملاحَظات المتعَمِّقَة والمدَقِّقَة. عِندما تَتَوقَّف مَثَلًا عند الطريقة التي تَتكوَّنُ وتَنطَلِقُ بها الكَلِماتُ لا تَصمدُ عِباراتُنا كثيرًا أمامَ كارِثَةِ إطارِها المطموسِ. إنَّ المجهودَ الميكانيكيَّ الَّذي نَبذُلُه في الحَديثِ أَكثَرَ تَعقيدًا ومَشَقَّةً من التَّبَرُّز. الفَمُ، تِلكَ الفَتحَةُ الأُنبوبيَّةُ من اللَّحمِ المتَوَرِّمِ، الَّتي تَتَشنَّجُ عِندَ الصَّفيرِ، يَشهَقُ، يُكابِدُ، ويُطلِقُ كُلَّ أنواعِ الأَصواتِ اللَّزِجَة عَبرَ هذا الحاجِزِ العَفِنِ من الأَسنانِ المنخورَةِ، أيُّ عِقابٍ هذا؟ ومَعَ هذا نَلتَزِمُ باتِّخاذِهِ مَثَلًا أَعلى. أَمرٌ صَعبٌ. وبِما أَنَّنا لَسنا سِوى أَسْيِجَةٍ تَحوطُ أحشاءً دافِئَةً لَم تَتَحلَّلْ جَيِّدًا فسوفَ نُواجِهُ دائِمًا صُعوباتٍ مع المشاعِرِ. أمْرٌ بَسيطٌ أنْ يَكونَ المرءُ عاشِقًا، الصَّعبُ هو البَقاءُ مَعًا. إنَّ القَذارَةَ لا تَسعى إلى البَقاءِ ولا إلى التَّكاثُرِ. هُنا، حَولَ هَذِهِ النُّقطَةِ، نَحنُ أَتعَسُ مِنَ الغائِطِ، هذا السُّعارُ الَّذي يَجِبُ أنْ نُحافِظَ عَلَيه في حالَتِنا يُمثِّلُ عَذابًا يَفوقُ الخَيالَ.
الجو العام
إبراهيم داود أدب عربيقد تكونُ تِلكَ القصصُ -بِشاعِرَيَّةِ اللُّغَةِ الخام- هي واحِدَةٌ من أَعذَبِ المرثِيَّاتِ لِحقبَةٍ تاريخيَّةٍ ثَقافيَّةٍ امتدَّت مُنذُ السَّبعينات وحَتَّى لَحظَةِ اندِلاعِ الثَّورَةِ في مِصر، وما كانَت باهِرَةً، لَولا أَنَّ كاتِبَها أَمْعَنَ في إضْفاءِ التَّعاطُفِ والحَنانِ والحُبِّ العَميقِ والشِّعريَّةِ المكتومَةِ في النَّثرِ البَسيطِ والتِّلقائِيِّ والمقتَضَب، كأنَّ إبراهيم داود يُودِّعُ قاهِرَةً آفِلَةً قبلَ استقبالِ قاهِرَةٍ جَديدَةٍ. يُوَدِّعُ رُعبًا كامِلًا، ناظِرًا بِحَسرَةٍ إلى زَمَنٍ جَديدٍ غَريبٍ ومَجهول".
في مستعمرة العقاب (الحُكم طبيب أرياف فنان الجوع)
فرانس كافكا أدب مترجم حديثلمَّا اقتَرَبَ المستَكشِفُ نَهَضَ بَعضُهم. وقفوا جَنْبَ الحائط، وعيونُهم شاخِصَةٌ إليه. "أجنبيٌّ" -دارَ الهَمسُ من حَولِ المستكشِفِ- "ويُريدُ أَنْ يَرى القَبرَ". أَزاحوا إحدى المناضِدِ جانِبًا، وبالفِعلِ كان تَحتَها شاهِدُ قَبرٍ. كانَ حَجَرًا عادِيًّا، واطِئًا بِما يَكفي لإخفائِهِ تَحتَ مِنضَدَةٍ. وكانَت عَلَيهِ كِتابَةٌ بِحُروفٍ صَغيرَةٍ جِدًّا، اضطُرَّ المستَكشِفُ إلى النُّزولِ على رُكبَتَيْه لِكَي يِقرَأَها. وكانَ المكتوبُ: "هُنا يَرقُدُ القائِدُ القَديمُ. وأَتباعُهُ -الَّذينَ لا يُباحُ لَهُم الآنَ أَنْ يُفصِحوا عن أَنفُسِهم- قد حَفَروا له هذا القَبرَ، ووَضَعوا عَلَيهِ هَذا الشَّاهِدَ. وتَقولُ النُّبوءَةُ إنَّ القائِدَ بَعدَ عَدَدٍ مُقَدَّرٍ مِنَ السَّنواتِ سَيقومُ من قَبرِهِ، ويَقودُ مِن هذا البَيتِ أَتباعَهُ لِيَستَرِدُّوا المستَعمَرَةَ ويُعيدوها إلى قَبضَتِهم. فآمِنوا وانتَظِروا!". "في مُستَعمَرَةِ العِقابِ" مُتَرجَمَةً عن الألمانِيَّة، مع ثلاثِ قصَصٍ أُخرى لفرانس كافكا، مِن أَهَمِّ الأَعمالِ القَصَصيَّةِ المنشورَةِ في حَياتِه.
حرب لا تنتهى (جن الحافى ج5)
ناكازاوا كيجي مصورالجُزءُ الخامِسُ مِن سِلسِلَةِ جِنّ الحافي، نَرى التَّطَوُّرَ السِّياسِيَّ الحَقيقيَّ، والآثارَ الاجتماعِيَّةَ والنَّفْسِيَّةَ بَعدَ الحَربِ. "جِنّ" إيجابيٌّ بِشَكلٍ استثنائِيٍّ؛ فَهُوَ لا يَهدَأُ كَشخصٍ شاهَدَ ما شاهَدَه. يَتِمُّ الجَمعُ بَينَ التَّطَوُّرِ السِّياسيِّ الحَقيقيِّ والآثارِ الاجتِماعِيَّةِ والنَّفسِيَّةِ بعدَ الحَرب. يَلومُ "جِنّ" بِلادَهُ على دُخولِها الحَربَ العالَميَّةَ الثَّانيةَ، ولَكِنَّه لا يُسقِطُ الوَطَنيَّةَ عَمَّنْ وافَقوا عَلَيها. في وَقتٍ لاحِقٍ، يَكتَشِفُ خَطايا ارْتَكَبها الأَمريكيُّون، ومِنها: استِغلالُهم الجُثَثَ والمرْضَى المتَأثِّرين بالإشعاعِ النَّوَويِّ في أَبحاثِهم، ولَيسَ للعلاجِ. "كُتِبَت عَلى الجَماجِمِ كَلِمَةُ «كَراهيَة»... سَتَذهبُ تِلكَ الجَماجِمُ إلى أَمريكا بَعدَ أَنْ يَشتَرِيَها الجُنودُ الأَمريكانُ، أُريدُ مِنها أَنْ تَنتَقِمَ لَنا... اجلِبي عَليهِم الشَّرَّ أَيَّتُها الجَماجِمُ...".
ثور قريش
نعمان منذر أدب عربيزَيدٌ و دَليلَة... يَلتَقِيان في صُدفَةٍ تَحمِلُ كُلَّ مَعاني الغَرابَةِ والدَّهشَةِ في القاهِرَة. انفجاراتٌ إرهابِيَّةٌ تَعصِفُ بالقارَّةِ العَجوزِ! لَكَ أَنْ تَتخيَّلَ كَيفَ يَستَطيعُ الإِنسانُ أَنْ يَتَلقَّى تَعليمَه الجامِعيَّ في "أبو غريب"؟ تِلكَ الَّتي مَلَأت أخبارُها الدُّنيا وشَغَلَت النَّاسَ عَقِبَ اجتياحِ الأمريكانِ بَغدادَ! ولكنْ، هل تَدورُ أَحداثُ الرُّوايَةِ ما بينَ مِصرَ، العراقِ وأوروبَّا فَقَط؟! ومَن هو ثَورُ قُرَيش بالأساس؟ هل هو سَليلُ بُرجِ الثَّور؟ وماذا يَقصِدُ الكاتِبُ بِقُرَيش؟ ويبقَى السُّؤالُ الأَهَمُّ: متى التقى زَيدٌ دَليلَةَ في حَقيقَةِ الأَمر؟
الحب والصمت
عنايات الزيات أدب عربيوَقَفتُ وَراءَ زُجاجِ نافِذَتي أَرْقُبُ الطَّريقَ. الشَّارِعُ خالٍ مُوحِشٌ، ونَوافِذُ البُيوتِ مُغلَقَةٌ مَيِّتَةٌ، ولا حياةَ، ولا حَرَكَة. الزَّمَنُ تَوَقَّفَ، والدَّقيقَةُ أَصبَحَت ساعاتٍ مُمِلَّةً. وَقتي رَخيصٌ، لا أَعرِفُ ماذا أَفعَلُ بِه. أنا لا شَيءَ، ذَهَبتُ وجِئتُ في الحُجرَةِ، ونَظَرتُ مِنَ النَّافِذَة، وأَمسَكتُ بكِتابٍ عِدَّة مَرَّاتٍ، وحاوَلَتُ في كُلِّ مَرَّةٍ الاستِمرارَ في القِراءَةِ، ولَكِنِّي فَشلتُ، فأَقفَلتُ الكِتابَ، وانتَصَرَ الفَشَلُ كانتِصارِهِ الدَّائِمِ عَلَيَّ". "أنا في الثَّامِنَةَ عَشرَةَ، سِنِّ الشَّبابِ كما يَقولون، ولَكنِّي أَشعُرُ أنِّي هَرِمتُ فَجأةً وأَصبَحتُ كَهلَةً. أوراقُ الشَّجَرِ تَتَساقَطُ على أَرضِ الحَديقَةِ، وتَتَجمَّعُ في زَوايا الشَّارِعِ، ويَتَساقَطُ معها فَيضُ مِنَ الذِّكرياتِ الحَزينَةِ في خاطِري، ويَدفَعُ بإحساسٍ حَزينٍ ساحِقٍ إلى قَلبي فَيَغمُرُه بِظَلامِه، ويَجتاحُ نَفسي من جَديدٍ شُعورٌ حادٌّ بالضَّياعِ".
زمني وزمن غيري
محمود عزت أدب عربي"لا أُریدُ لِحُبِّك أَنْ یُضیفَ إلى حَیاتي أيَّ مَعنًى. لا أُریدُ مَعانِيَ، لا أَرغَبُ في المزیدِ، المعاني أَسلِحَةٌ، وأنا لا أَحَدَ، لأُواجِهَ أيَّ أحَدٍ. المعاني هُتافٌ، وصَوتي حادٌّ ومَبحوحٌ. المعاني نَواقیسُ، وأَنا أَكرَهُ أُذُنَيَّ. المعاني وُقوفٌ، وأنا راغِبٌ فَقَط في التَّمَدُّدِ طُوالَ الیَومِ على الأَریكَةِ الَّتي اشتَرَیناها مَعًا لِغُرفَةِ المعیشَةِ، رَغمَ رَأيِ أَهْلِك وأهلي. أَسمَعُ ثَرثَرَتَكِ مع الصَّدیقاتِ في الهاتِفِ، وخَریرَ هِرِّكِ الَّذي یَحتَرِمُني لِسَبَبٍ أُحاوِلُ اكتِشافَه، وحَفیفَ ثِیابِكِ في الرَّدهَةِ وصَدَى الأَفراحِ والمآتِمِ البَعیدَةِ في المنطَقَةِ. المعاني ضُیوفٌ، وأنا لَديَّ خُطَطٌ أُخرَى".
كنت نيئأ فنضجت
خالد محمد عبده دراساتفي هذا الكِتابِ نَقرَأُ الهَوامِشَ الَّتي يَراها مُؤَلِّفُه جَديرَةً بالتَّسجيلِ عن المُتونِ الضَّخمَةِ، يُحاوِلُ المؤَلِّفُ أَلَّا يَغُضَّ الطَّرْفَ عَمَّا يَلمَسُ النَّاسُ، وهُوَ مِنهُم، يُحاوِلُ أَنْ يَكتُبَ نَفسَه، لا أَنْ يَنقِلَ مِن الآخَرين ما لا يُعَبِّرُ عَنْ حَقيقَتِه لِيدَّعِي مَكانَةً لَيسَت لَه، وقَد جَمَعَ في أَشتاتِهِ المتَفَرِّقاتِ جُملةً مِن الأَحاديثِ عَن الإِنسانِ والقُرآنِ والنُّبُوَّةِ والأَولياءِ والتَّصَوُّفِ- راجِيًا أَنْ يَكونَ فيها ما يَبعَثُه ويَبعَثُ غَيرَه على الاسْتِمرارِيَّةِ في البَحثِ والتَّفكيرِ والكَدْحِ.
جوائز للأبطال
أحمد عونى أدب عربيعَلى عَكسِ الرَّاسِخِ تاريخيًّا لَم تَكُن تايتانيك تَغرَقُ بِسَببِ اصطدامِها بِجَبَلِ الجَليد. بَل كُنَّا نُقصَفُ بِقَذائِفَ آتِيَةٍ مِن سُفُنٍ بَعيدَةٍ. وبِما أنَّها لَيسَت المرَّةَ الأُولى الَّتي أدخُلُ فيها هَذا الحُلمَ، مَشَيتُ في وِجهَتي دونَ التِفاتٍ حتَّى لا أَتأخَّرَ على "كيت وينسلت"، ولَكِنِّي رَأيتُ "هَدير"، فَوقَ، عِندَ صاري السَّفينَةِ مُرتَدِيَةً ثَوبَ زِفافٍ، ودونَ مُبَرِّرٍ واضِحٍ قَفَزَ إلى مُخِّي أنَّ هَذه لَيلَةُ فَرَحِنا وأَنَّ الشَّماريخَ الَّتي رَأيتُ النَّاسَ يُطلِقُونها في الهواءِ لَيسَت للاستِغاثَةِ، بَل للاحتِفالِ. فَرِحَ قَلبي، وقُلتُ أَن أَجري لها قَبلَ وُصولِ المياهِ إلى رُكبَتَيَّ، ولَكِنَّني لَم أَجِدْ سلالِمَ لأَصعَدَ، إِلَيها وانتابَني شَكٌّ من اللَّونِ الأَسوَدِ الَّذي كان يَرتَديه كُلُّ حُضورِ الحَفلِ الغارِق، ومن الفُستانِ الأَحمَرِ الَّذي اكتشَفتُ أني أرتَديه. وعَلى الرَّغمِ مِن أَنَّ الكُلَّ كان يُهَنِّئُني وهُم يَعبُرونني في اتِّجاهِ الصَّاري، فَإنَّ أحدًا لَم يُوافِقْ على حَمْلي؛ لِمَا كانت عَلَيهِ رائِحَتي الكَريهَة، اكتَشَفتُها بَعدَما رَأيتُ "هَدير" على الصَّاري تَبدَأُ الحَفلَ وحدَها وِهي تُغنِّي من ميكروفون: "ارفَع كُلّ رايات النَّصر... اِحنا شباب بِنحَرَّر مَصر"...
عين الغربال
مجاهد العزب أدب عربيعين الغربال لم تكن حاراتنا ضيقة إلى هذا الحد ، لأمشى وسطها بالكاد وكفاى تلامسان حائطيها . الضباب الصباحى يلفاها بلونه الرمادى ونسمه هواء باردة ترعش البدن ورائحة شواء . أرض رخوة وحوائط صماء بغير أبواب أو نوافذ . دخان شيفيف ثلجى يصاعد من بين قدمى كلما خطوت . صمت موحش وغرفة غرائبية واسعة تتراقص جدرانها المرسومة بألوان وخطوط وعلامات غير مفهومة ، وشخوص عارية صدورها ونهود مدلاة كالقناديل وقطعان نمل أسود لعين مقهورة وممزقة أوصالها تحت سنابك الخيل والأقدام والعجلات المسننة ، ومنزلق ضيق أغوص فيه سريعاً ، يفضى إلى هوة سحيقة وفضاء ليهوى جسدى إلى المجهول . أقفز من منامتى مذعوراً مع صوت أذان الفجر والمفاتيح بالباب الصاج ، ومواء القطط يملأ المكان!
المنحطون
جوزيبى أليتى أدب مترجم حديثولد الشَّاعر جوزيبي أليتي بمدينة تارانتو بتاريخ 21 من مارس 1969 ميلادية . يعتبر مؤسسا و مديرا لمجلة ٱفاق التي تهتم بإبداعات الجيل الأدبي الجديد ، و بمنجز أهم الكُتَّاب و الشُّعراء المعاصرين. يعد جوزيبي أليتي شاعرًا و ناقدًا ، فاز بعدة جوائز ، كما اختير وصيف الفائزين بجائزة مدينة فورلي الخاصة بإنجاز المقدمات النقدية للدواوين الشعرية ، في هذا السياق ، أنجز الشاعر جوزيبي أليتي مقدمة كتاب " البحر بداخلنا " للشاعر الأمريكي لورانس فيرلينجيتي. يزاوج الشاعر جوزيبي أليتي بين الشِّعر و النقد من جهة ، و بين النشر من جهة ثانية ، حيث أنشأ سنة 1996 ميلادية دار النشر أليتي ، التي تعنى بالشعر و ترجمته. بشراكة مع هذه الدار دأب على تنظيم عدة تظاهرات ثقافية عالمية من بينها ، جائزة سلفاتوري كواسيمودو العالمية بتعاون مع الإبن أليساندرو كواسيمودو ، مهرجان الفيديريشانو العالمي للشعر و الذي يمنح المدينة حياة و انتعاشًا بقراءة أبيات الشعراء على جدران المنازل. حازت مجموعته الشعرية " المنحطون" على عدة جوائز ، من بينها جائزة Poesidonia Paestum الخاصة بالإبداع الشعري ، كما أنجزت حولها عدة دراسات نقدية. ترأس الشاعر جوزيبي أليتي عدة لجان تحكيم جوائز أدبية باعتباره شاعرًا و ناشرًا للشعر ، نال جوزيبي أليتي عدة جوائز من بينها جائزة " القلعة الذهبية " للشِّعر لمدينة لاجونيجرو. من بين اهتمامات الشاعر الأدبية ، عمله على تنظيم عدة مختبرات للكتابة الشعرية و التدريس بها.
شرح مواقف النفرى لعفيف الديت التلمسانى
جمال المرزوقى دراساتيُقَدِّمُ الكِتابُ تَحقيقًا لمخطوطَةِ "شَرح مَواقِفِ النِّفَّري" لـ "عفيف الدِّين التِّلمساني"، وتَتمَثَّلُ أَهمِّيَّةُ هَذا الشَّرحِ في جانِبَيْن، الأَوَّلِ: فَهْمُ عِبارَةِ النِّفَّريِّ الشَّديدَةِ الرَّمزيَّةِ والتَّكثيفِ، فَمَعَ النِّفَّري يَتَّخِذُ فِعلُ الكِتابَةِ بُعدًا ما وَرائِيًّا، ويَتَحوَّلُ إلى كِتابَةِ قَصيدًةٍ تُؤَسِّسُ بِقَدرِ ما تَمحُو، وتَرمُزُ بِقَدرِ ما تَكشِفُ اللُّغَةُ. والثَّاني: الكَشفُ عَن مَذهَبِ التِّلمِسانيِّ الصُّوفيِّ، الَّذي لَم يَحْظَ بِدِراسَةٍ مُستَقِلَّةٍ حتَّى الآن. ويَعتَمِدُ التَّحقيقُ بِشَكلٍ أَساسيٍّ عَلى مَخطوطَةِ "كوبرلي" باسطنبول، الَّتي يَرجِعُ تاريخُها إلى 695 هـ، أَيْ بَعدَ وَفاةِ التِّلمساني بِخَمسِ سَنواتٍ، وبالتَّالي فَهِي مَخطوطَةٌ لا تُصابُ لها قِيمَةٌ. وفَضلًا عَن قِدَمِها هذا فَإِنَّ العِنايَةَ تَتجلَّى فيها في كُلِّ مَوضِعٍ، وتَشمَلُ حُسنَ الخَطِّ، ووَضْعَ النَّقْط، وتَشكيلَ الحُروف.
النصوص الكاملة للنفرى
جمال المرزوقى دراسات"وإِذا ضِقْتُ ذَرْعًا بِدَوَاعي نَفْسِكَ فَاسْكُنْ إِلَى زَوْجَتِكَ، فَإِنْ ضِقْتَ ذَرْعًا فَإِلى أَهْلِ عِلْمِكَ، فَإِنْ ضِقْتَ فَإِلَى أَهْلِ مَعْرِفَتِكَ، فَإِنْ ضِقْتَ فَسِرْ في الأَرْضِ، فَإِنْ ضِقْتَ فَالْزَمْ بَابِي، فَإِنْ ضِقْتَ فِيهِ فَاصْبِرْ، فَإِنْ ضِقْتَ فِيهِ فَاصْبِرْ، وَيَنْفَتِحْ لَكَ نُورُهُ، وَلَا يُخْرَجُ عَنْهُ عَلَى ضِيقٍ، وَصَابِرْ عَلَيْهِ وَانْتَظِرْ"... والمَيْلُ إلى الوحدَةِ لا يَجعَلُ له تلاميذَ يَحمِلونَ أَفكارَهُ، ودَوَامُ الارتحالِ يُؤَدِّي إلى جَهلِ النَّاسِ بِهِ، وعَدَمِ التَّعَرُّفِ عليه، كما أنَّنا يُمكِنُ أن نَعتبِرَ أُسلوبَهُ شَدِيدَ الرَّمْزِيَّةِ؛ وَالَّذِي يُصَعِّبُ على كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ فَهْمُهُ وَإِدْرَاكُ مَرَاميهِ: أَحَدُ الأَسبابِ أَنَّه لَم يَأخُذْ حَقَّه في الذُّيوعِ والانتِشارِ. والمُحَصِّلَةُ أَنَّ ما نَعرِفَه عَن حياةِ النِّفَّري قَليلٌ؛ فَكانَ جَوَّالًا زاهِدًا. وتُوفِّيَ بِأرضِ مِصرَ سنةَ 354 هـ، وهذا التَّحديدُ تُدَعِّمُهُ أَسانيدُ كَثيرَةٌ تُظهِرُها الدِّراسَةُ الَّتي بَينَ يَدَيْكَ.
على السبيل
جاك كرواك أدب مترجم كلاسيكيهَل تَبحَثُ عن الحَقيقَةِ؟ "عاهَدتُ نَفسي أَنْ أَبدَأَ حَياةً جَديدَةً. مُتَمدِّدًا إلى الغَربِ، وجِبالِ الشَّرقِ، والصَّحراءِ، سَأتَسَكَّعُ حامِلًا حَقيبَةَ ظَهْري وأَخوضُ في هذا العالَمِ عَلى سُنَّةِ الأَوَّلين، لَيسَ العالَمُ سِوى مُتَجوِّلين يَحمِلون حَقائِبَ ظُهورِهم، سَبيلًا للرَّحَّالَةِ الَّذين يَأبون إكراهَهم على استِهلاكِ كُلِّ ما يُنتَجُ، وعَلى العَمَلِ حَتَّى يَتَمكَّنوا من الاستِهلاكِ، واقتِناءِ كُلِّ هذه النِّفاياتِ الَّتي لا يَحتاجونها على أَيَّةِ حال: تِلكَ الثَّلاجاتِ، وأَجهِزَةِ التِّلفازِ، والسَّيَّاراتِ الحديثَةِ الفارِهَة، زيوتِ الشَّعرِ، ومُزيلاتِ العَرَقِ، وباقي النِّفاياتِ العامَّةِ التي يُلقَى بها في المزابِلِ بَعدَ أُسبوعٍ، ومع ذَلِكَ يُسجَنُ هَؤلاءِ في مَنظومَةِ العَمَلِ والإنتاجِ والاستِهلاكِ، العَمَل ثُمَّ الإنتاج ثُمَّ الاستِهلاك... إنِّي لأَرَى ثَورَةً عَظيمَةً تَلوحُ في الأُفُق".
قصة حلم
أرثر شنتزلر أدب مترجم حديثالحَدْسُ أَمْ المنْهَجِيَّة؟... في الوَقتِ نَفسِه تَغَيَّرَ الصُّوتُ الَّذي يُغنِّي، فَراحَ يَعلو بِطَريقَةٍ فَنِّيَّةٍ بارِعَة، مِن طَبَقَتِه المنخَفِضَة الرَّصينَة إلى نَغمَةٍ عالِيَةٍ مُفعَمَةٍ بالبَهجَةِ. وبَدَلًا مِن الأُرْغُنِ صَدَحَ البيانو فَجأَةً بأَنغامٍ أَرضيَّةٍ جَريئَة، تَعَرَّفَ فيها فريدولين -في الحالِ- على لمساتِ ناختيجال الجامِحَة الملتَهِبَة. بَينَما صَوتُ المرأَةِ، الَّذي كان قَبلَ لَحظَةٍ واحِدَةٍ مُفعَمًا بالجَلالِ والوَقار، بَدَا كَأنَّه قد اخترَقَ السَّقفَ بانفِجارَةٍ أَخيرَةٍ شَهْوانِيَّةٍ وجامِحَة، مُتلاشِيًا في اللَّا نِهايَة. "ظَنِّي أَنَّني تَجنَّبتُ لِقاءَكَ لأَنَّني كَرِهتُ أَنْ أُقابِلَ نَظيري. لَيسَ مَعنى هَذا أَنَّني أَميلُ بِسُهولَةٍ إلى تَعريفِ نَفسي بآخَرَ، أو تَجاهُلًا مِنِّي للاختِلافاتِ في الموهِبَةِ بَيني وبَينَكَ، لَكِنَّني كُلَّما تَعمَّقتُ في إبداعاتِكَ الخَلَّاقَةِ يَبدو أنَّني أَجِدُ دائِمًا -تحتَ سَطحِها الشَّاعِريِّ- الافتِراضاتِ والاهتِماماتِ والخُلاصاتِ نَفسَها الَّتي أَعرِفُ أَنَّها لي أنا. يَقينُكَ وشَكُّكَ الَّذي يَدعوه البَعضُ تَشاؤُمًا، انشغالُكَ بحَقائِقِ الوَعي الباطِنِ، ودَوافِعُ المرءِ الغَريزيَّةُ، تَشريحُكَ للأَعْرافِ الثَّقافِيَّةِ لمجتَمَعِنا، استقرارُ أَفكارِكَ على قُطْبَيْ الحُبِّ والمَوْتِ، كُلُّ هذا يُثيرُ لَدَيَّ شُعورًا مُدهِشًا بالأُلفَة" "من رسالة فرويد إلى شنيتزلر".
مدينة بلا نهاية
أولا لينسه أدب مترجم حديثفَوضى دافِئَةٌ أَمْ نِظامٌ بارِد؟!... إنَّ لَحظَةَ الوداعِ تِلكَ جَعَلَتها تَشعُرُ بِفَخامَةِ الأُمسيِةَ، الَّتي كانَت بِمَثابَةِ العامِلِ الَّذي حَطَّمَ حوائِطَ الغُرفَةِ الضَّيِّقَة. لا يُمكِنُ في الحَقيقَةِ أَنْ تَكونَ هُنا أبدًا. هَل هذا جُنونٌ، أَنْ تَعودَ وَحيدَةً مَرَّةً أخرى! إنَّها لَم تَعُدْ تُريدُ ذَلِكَ. اللَّعنَةُ على الوحدَةِ مَرَّةً أخرى! إنَّها تَقِفُ الآنَ على ذَلِكَ المنحَدَرِ بالضَّبطِ، على حافَّةِ نَفسِها، وهي لا تُريدُ إلَّا أَنْ تَقفِزَ من فوقِ هَذا المنحَدَرِ لِتَسقُطَ فَقَط، ولا يَهمُّها إلى أَينَ. إنَّ القوانينَ هِيَ ما يَضبِطُ تِلكَ الأُمورَ، ولَيسَ لأَنَّنا في الغَربِ أُناسٌ أَفضَلُ مِنهُم. لَم يَعُدْ النَّاسُ هُنا يَشعُرون بالخَطَأ. أَنا أَشعُرُ به بالفِعلِ، لَكِنَّ الآخَرين لا... ما دُمْتِ تُصارِعين المدينَةَ؛ لَن يُمكِنَكِ إنجازُ عَمَلَكِ".