"تِلكَ القادِرَةُ على إشعالِ الحَرائِق، وإسقاطِ كابلاتِ الكَهرباءِ، القادِرَةُ على القَتلِ بواسطةِ الأفكارِ فَقَط؛ راقِدَةٌ هُنا غَيرُ قادِرَةٍ على أن تَنقَلِبَ على ظَهْرِها". "تَعرِفون؟ لَستُ آسِفَةً حِيالَ الأمرِ كُلِّه كما يَبدو أَنَّ النَّاسَ يَعتَقِدون أنَّه يَنبغي لي أن أكون... لكنِّي آسِفَةٌ من أَجلِ كاري. لقد نَسوها، لِعلمِكُم. لقد جَعَلوا منها رَمزًا من نَوعٍ ما، ونسوا أنَّها كانت إنسانَةً، حقيقيَّةً مِثلَما تَقرَأ هذا، لَدَيها آمالٌ وأحلامٌ، وكذا... كذا... كذا. أظنُّ أنَّه لا جَدوَى من إخبارِكُم بهذا. لا شَيءَ يُمكِنه أن يُعيدَها الآنَ من شيءٍ صَنَعَته أوراقُ الصُّحفِ إلى شَخصٍ عاديٍّ. لكنها كانت، وتألَّمَت. تألَّمَت رُبَّما أكثرَ مِمَّا يَعرِفُ أيُّ واحِدٍ مِنَّا". *** "روايةٌ مَضمونٌ أنْ تُثيرَ قُشَعريرَتَكَ." نيويورك تايمز. "روايةٌ مُرعِبةٌ وتُجمِّد الدِّماءَ في العُروقِ. لا يُمكِنُكم أن تَضَعوها جانِبًا بعدَ البَدءِ فيها". شيكاغو تريبيون. *** الرِّوايَةُ الأولى لملِكِ الرُّعبِ: الرِّوائي الأمريكيِّ "ستيڤين كينج"، صدَرَت عام 1974، وسرعانَ ما تحوَّلَت إلى واحِدةٍ من كلاسيكيَّات أَدَبِ الرُّعب الحَديث، وظهَرَت على شاشَةِ السِّينما والمسرح والتِّليفزيون. روايةٌ عن التَّنمُّر والقُدراتِ الخارِقَة، عن التَّعصُّبِ الدِّينيِّ والقَسوَة البَشَريَّة، عن الأَحلامِ البَسيطَةِ والتَّسامُح، عن المشاعِرِ المغدورَةِ والانتقامِ الرَّهيب."
تقييم من 0 قارئ
ترجمة | عبد الرحيم يوسف |
---|---|
التصنيفات | أدب مترجم حديث |
الرفوف | رواية / فيلم / رواية رعب / رواية فانتازيا / أمريكا / جريمة |
القطع | 21.5×14.5 |
عدد الصفحات | 286 |
سنة النشر | 2022 |
ISBN | 9789773138806 |
بعد سنواتٍ قليلةٍ من بزوغ اسم ستيفن كينج ليَصيرَ الاسمَ اﻷهمَّ في أدب الرُّعب في العُقود اﻷخيرة، وبعدَ عامٍ واحدٍ من صدور روايته الثَّالثة "البريق" -التي سَبَقَ للمحروسة إصدارُ ترجمتها العربيَّة- صدَرَت "وَرديَّةُ اللَّيل"، المجموعة القصصية اﻷولى في مسيرة ستيفن كينج، والَّتي ضَمَّت عَددًا كبيرًا من أشهر قصصه القصيرة الَّتي تحوَّل كثيرٌ منها ﻷفلامٍ سينمائيَّة وتليفزيونيَّة، منها قصَّة "أطفال الذُّرة"، التي تحوَّلت إلى واحدةٍ من أشهر سلاسل أفلام الرُّعب اﻷمريكيَّة.
لا تَتَجاهَلي الحَقائِقَ هَذِه المرَّةَ يا فَتاةُ. ثَمَّةَ حَقائِقُ مُعيَّنَةٌ، حَقائِقُ لا مَعقولَة بِقَدرِ ما يبدو موقِفُكِ هذا. إحدى هَذِه الحَقائِقِ أَنَّكِ قد تَكونين الشَّخصَ المسؤولَ الوَحيد َالمتبقِّيَ في هَذِه الكَومَةِ من الشُّذوذِ. لَدَيكِ ابْنٌ في الخامِسَةِ من عُمرِه عَليكِ حِمايَتُه، وزَوجُكِ -أَيًّا كان ما يَحدُثُ لَه، وأَيًّا كانَ مَدَى خَطَرِه- رُبَّما كان... رُبَّما كان مَسؤولًا مِنكِ أيضًا. وحتَّى إِنْ لَم يَكُن كَذَلِكَ، فَكِّري في هذا: اليَومُ هو الثَّاني مِن ديسمبر، قَدْ تَظلِّين عالِقَةً هُنا لأَربَعَةِ أَشهُرٍ أُخرى إِنْ لَمْ يَمُرَّ أَحَدُ الحُرَّاسِ، حَتَّى وإِنْ بَدؤوا يَتَساءَلون عَن سَبَبِ عَدَمِ الاتِّصالِ بالرَّاديو اللَّاسِلكيِّ، لَن يَأتِيَ أَحَدٌ اليومَ، ولا غَدًا... ورُبَّما لَيسَ قَبلَ أَسابيعَ. أَسَتَقضين شَهرًا تَتَسلَّلين إلى أَسْفَلَ لإعدادِ الوَجَباتِ بِسِكِّينٍ في جَيبِكِ، وتَقفِزين لِظُهورِ أَيِّ ظِلٍّ؟ هَلْ تَظُنِّين أَنَّ بإمكانِكِ إبعادَ چاك عن المسكَنِ بالأَعلَى إنْ أَرادَ الدُّخولَ؟ لَدَيهِ المفتاحُ الرَّئيسُ، وبِرَكلَةٍ واحِدَةٍ -قويَّةٍ- سَيَخلَعُ الباب. تُرجِمَت روايَةُ البَريقِ "شينينج" إلى ما يَزيدُ عَن ثلاثين لُغَةً، وبِيعَ مِنها أَكثَرُ مِن مليون نُسخَةٍ. رُشِّحَت لِعِدَّةِ جَوائِزَ، أَهَمُّها جائِزَتا لوكاس وجاندالف. تَحوَّلَت إلى فيلمٍ سِنيمائيٍّ، حَصَلَ أيضًا على العَديدِ من الجَوائِزِ. اعتَبَرَه النُّقَّادُ أَحَدَ أَهَمِّ أَفلامِ الرُّعبِ في التَّاريخِ، وأَحَدَ أَهَمِّ أفلامِ النَّجمِ العالَميِّ چاك نيكُلسون، والمُخرِج ستانلي كوبريك.
"لم تنظر إليهم ، بل أشاحت بنظرها إلى الأرض. "إنه طفل امرأة الغابة"، عندما رفعت عينيها ، كانت الدموع تنساب على وجهه والأطفال واقفون فحسب.. غارقون في الهزيمة. وراءهم ، عند سور الحظيرة، كان كيكر واقفا ينظر إليها مباشرة" "كل ما يمكن لرواية أن تكون: مقنعة، مثيرة للتفكير، مزعجة، لا تنسى، وخالدة" جريس إنجولدي، نيو ستيتسمان "طفل فيلا هي عرض يوسع ويضفي طابع إنسان على فهما للصراعات التي أثرت ولا تزال على جنوب أفريقيا اليوم" فرانسيس ليفي، نيويورك تايمز بوك ريفيو "إبداع قوي للزمان والمكان بخيوط قاتمة من القدر والاضطهاد وجذوره في التربة شبه التوراتية لفن راوي القصص" کریستوفر وردزورث، ذي جارديان
يقول حُكَماؤُنا: منذ زمنٍ بعيدٍ، بَعيدٍ، في البداية، لم يوجد سوى فَراغٍ لا نهائيٍّ، سَكَنَه الخالِقُ، كيشيلاماكونك. لم يكن هناك أيُّ شَيءٍ آخر آنذاك. كان كلُّ الوجود صامِتًا، يَلفُّه سلامٌ عميق. ثم رأى الخالِقُ رؤيا عظيمةً. في رؤياه، رأى الفراغ اللا نهائي من حوله وقد امتلأ بالنجوم، ورأى الشَّمسَ والقمر، والأرض. على الأرض، رأى جبالًا وأودِيَةً وبُحيراتٍ وأنهارًا وغاباتٍ. رأى الأشجار والأزهار والمحاصيل والعُشبَ، ورأى الكائنات منها ما يَزحَفُ، وما يسير، وما يَسبَحُ، وما يطير. رأى ميلادَ الأشياء، ونُموَّها، ومَوتَها، ورأى أشياءَ أخرى بَدَت كما لو أنها تعيش للأَبَد. ثم سَمِعَ أغاني وحكاياتٍ، وأصوات ضحكٍ وبُكاء. لمس الخالِقُ الرِّيحَ والمطر، وشَعَرَ بالحُبِّ والكراهية، بالشجاعة والخوف، بالسعادة والأسف، ثم انقَضَت الرُّؤيا، وتلاشت. رأى الخالِقُ الغَيبَ، وفكَّر مَليًّا في كُلِّ ما رآه في رؤياه، وعَلِمَ أنها سوف تتحقَّق.
"يعتقد الجميع أن مُتلازِمَة الذاكرة الزائفة هي مجرَّد ذكريات زائفة عن اللحظات الكبيرة في حياتِكَ، لكن ما يؤلم أكثر بكثيرٍ هو اللَّحظات الصغيرة. أنا لا أتذكَّر زوجي فقط، بل أتذكَّر رائحةَ أنفاسه في الصباح، عندما كان يتقلَّب ويُواجِهني في الفِراش. وكيف في كلِّ مرَّة كان ينهض فيها قبلي كي يَغسِلَ أسنانه، كنتُ أعرف أنه سيعود إلى الفِراشِ، ويحاول مُمارَسة الجنس. تلك هي الأشياء التي تقتلني. أصغر التفاصيل الكاملة التي تجعلني أعلَمُ أن هذا حدث." يسألها باري: "وماذا عن هذه الحياة؟ ألا تساوي شيئًا بالنسبة لكِ؟". تَتشابَكُ حياةُ إيڤا بين زوجها المسجون وحبيبها الميِّت، إذ تعود بنا أحداث الرواية إلى ماضي إيڤا، وحياتها، وتَتابُعاتها، وكيف ارتبَطَت ذاكِرتُها وحياتها مع كُلٍّ منهما، فأصبَحَت حياتُها عبارةً عن ترابُطٍ زَمنيٍّ ما بين الأول والثاني؛ فلا خلاصَ.
"بعد بضع ساعات يستنتج خفاجي أنهم جميعًا قد اعتُقِلوا من أنحاء الرمادي. معظمهم خلال أيام من وصولهم إلى البلاد. وبعضهم خلال ساعات من وصولهم. إن عادوا إلى ديارهم في يومٍ ما، ستكون هذه الزنزانة هي العراق الوحيد الذي عرفوه". "هذه حكايةٌ آسِرَة عن الغموض والإثارة في العالم الخانق الضعيف أخلاقيًّا ببغداد ما بعد الغزو، التي كانت بيئةً مواتية لانفجار العلاقات كحالِ السيارات المُفخَّخة. إنها رواية بوليسية مثيرة تُحكَى من داخل المجتمع العراقي، وتكشف الانزلاق السهل من الخيانة الشخصية إلى الخيانة السياسية، حيث تصبح كل جريمة جرحًا جديدًا في جسد الوطن. إنها رواية رائعة!" چيني وايت مؤلفة رواية "The Winter Thief" وغيرها، ضمن سلسلة "Kamil Pasha".
طِفلَةٌ منبوذةٌ على مَتْن سفينة متَّجِهة صوب استراليا في عام 1913. يتبنَّاها رئيس المرفأ وزوجته، وتنشأ في كَنَفِهما. في عيد ميلادها الحادي والعشرين يكشف لها والِدُها السِّرَّ القديم الذي أضناه. بنفسٍ مُحطَّمَة ومعلومات ضئيلة تنطلق "نيل" في رحلةٍ طويلة لاقتفاء أثر هويَّتِها الحقيقية، تنتهي بها إلى عزبة بلاكهرست الواقِعَة على ساحل كورنوال، والأسرار التي تحيط بآل مونتراشيه. لكنَّ قِطَعَ الأُحجيَة لا تتجمَّع كلُّها إلَّا بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا، حينما تستأنف حفيدَتُها (كساندرا) عمليَّةَ البحث. "الحديقة المنسيَّة" هي قصَّة خَلَّابة، مثيرة للأحاسيس والمشاعر، عن الماضي والأسرار والعائلة والذِّكريات واكتشاف الذَّات. عن "ذا ديلي نيوز".
بعد سنواتٍ قليلةٍ من بزوغ اسم ستيفن كينج ليَصيرَ الاسمَ اﻷهمَّ في أدب الرُّعب في العُقود اﻷخيرة، وبعدَ عامٍ واحدٍ من صدور روايته الثَّالثة "البريق" -التي سَبَقَ للمحروسة إصدارُ ترجمتها العربيَّة- صدَرَت "وَرديَّةُ اللَّيل"، المجموعة القصصية اﻷولى في مسيرة ستيفن كينج، والَّتي ضَمَّت عَددًا كبيرًا من أشهر قصصه القصيرة الَّتي تحوَّل كثيرٌ منها ﻷفلامٍ سينمائيَّة وتليفزيونيَّة، منها قصَّة "أطفال الذُّرة"، التي تحوَّلت إلى واحدةٍ من أشهر سلاسل أفلام الرُّعب اﻷمريكيَّة.
" سأكون هناك رواية ستجبرك على قراءتها حتى النهاية. موهبة شين في السرد استثنائية" —New York Times Book Review "الآن أنا وأنتم نعبر نهرًا مُظلمًا عميقًا. في كل مرة يضغط علينا وزنٌّ مهول، وترتفع مياه النهر حتى حناجرنا، ونرغب في الاستسلام، والانزلاق تحت سطح الماء، تذكَّروا أن العالم الذي نمشي فيه لا يقِلُّ ثِقلًا عن الحمل فوق كتفنا. الكائنات الأرضية لا تستطيع للأسف التحرر من الجاذبية. تتطلب الحياة منا تضحية مستمرة وقرارات صعبة في كل لحظة. الحياة لا تعني عبور فراغ من العدم، بل اجتياز شبكة من العلاقات المتشعبة بين كائنات، كلٌ له وزنه وحجمه وشكله. وطالما لا يكف كل شيء عن التغير، فإن شعورنا بالأمل لا يجب أن يموت أبدًا. وعلى هذا، أغادركم جميعًا بفكرة واحدة أخيرة: عيشوا.. عيشوا حتى آخر نفس لكم.. اعشقوا وقاتلوا واغضبوا وتألموا، وعيشوا"
"هذه حكايَةُ لقاءِ عَجوزَيْن وحيدَيْن نحيفَيْن بِيضِ البَشرَة، على كوكبٍ يحتضر بسرعة. أحدهما كان كاتِبَ خَيالٍ عِلميٍّ يُدعَى كيلجور تراوت، وكان آنذاك نَكِرَة، يحسب حياته قد انتهت. لكنه كان مُخطئًا. فنتيجة لذلك اللقاء؛ صار من أكثر الشخصيات المحبوبة والمُبَجَّلة في تاريخ البشر. والرجل الذي قابله كان تاجِرَ سَيَّارات بونتياك يُدعَى دواين هوڤر. دواين هوڤر كان على حافَّة الجنون".. كورت فونيجت جونيور (1922 - 2007)، أحد أهم الكُتاب الأمريكيين في القرن العشرين. عُرف بالكوميديا السوداء وتقنيات السرد ما بعد الحداثية واستخدام الخيال العلمي والفانتازيا لإبراز مفارقات القرن العشرين وأهواله "مذهلة... [فونيجت] يستعرض الاتهامات الموجهة لأمريكا، ويجعلها تبدو طازجة، مضحكة، مريعة، مكروهة، ومحبوبة" - نيويورك تايمز "جامحة وعظيمة... فونيجتية بامتياز" - بابلشرز ويكلي
أهلًا بك في بيت القرود" هي مجموعة قصص قصيرة لكورت فونيجت، كتبها على مدار العقدَيْن: السَّادس والسَّابع من القرن العشرين، ونُشِرَت في دوريَّات الخيال العلمي والفانتازيا الأمريكية. تحتوي المجموعة على تشكيلةٍ مُختَلِفة ومتنوِّعة من القصص الخيالية والكوميدية والإنسانية، تَعرِضُ بِخِفَّةٍ وحَذاقةٍ ومُتعَة رُؤيَةَ فونيجت (وتَبدُّلَ رؤاه) في هذه الفترة تجاه أبرز قضايا القرن العشرين.
"وراء القَتَلَة الذين يُغيِّرون التاريخ يختبئ المتآمِرون، العقول المُدبِّرة التي تعمل في الظلال. كان ريسينج الذي تربَّى على يد راكون العجوز في مكتبة "بيت الكلاب"، مُحاطًا دائمًا بمؤامرات القتل، وبِكُتبٍ لا يقرؤها أيُّ أحد. في العالم السُّفلي الفاسد لسيول، كان قَدَرُه أن يكون قاتلًا. حتى حطَّم قواعد اللعبة. هل بات الآن على قائمة الاغتيال؟ مَن سيعتني بقطَّتَيْه؟ ومَن زرع القنبلة في مرحاضه؟ يلتقي ثلاث نساء: عاملة متجر بقالة، وأختها القعيدة التي تجلس فوق كرسيٍّ مُتحرِّك، وخَيَّاطة مهووسة بالنظام، حولاء العينين- مع مؤامرة استثنائيَّة. المتآمِرون إنجازٌ أدبيٌّ، إثارة مُذهِلة، مليئة بالمشاعر وحِسِّ الدُّعابة. إشادات "مجموعة مُدهِشة من الشخصيات... رواية تشويق من المستوى الرفيع، وكوميديا سوداء مُذهِلة". "لو موند الفرنسية" "أكثر من مُجرَّد روايةِ جَريمة. أكثر من مجرَّد رواية عُنفٍ أو غموض. تَعِدُكَ المتآمرون بالإغواء والجمال الأدبي". "إيكا كورنياوان" (صاحب رواية الجمال جرح)"
تحتفي "حَدَثَ ذات نَهْر" بالحواديت. تبدأ الرواية بواقِعةٍ غامِضة تحدُث داخل حانةٍ مُخصَّصة للحَكَّائين، لتسحبنا الواقِعةُ إلى عالَمٍ من الحواديت المتشابِكَة. حواديت لا حدودَ واضِحَة فيها بين الواقع والخيال، أو بين العِلمِ والخُرافَة. لُغز آسِر يفيضُ بالغُموض والحُبِّ والتَّشويق والفضول العِلميِّ الذي ساد في بدايات عصر العِلم. قصَّة طِفلَة غامِضة وثلاثِ عائلاتٍ مُختَلِفة يدَّعون أنها ابنتهم. عودة الطفلة إلى أيٍّ من العائلات الثلاث يفتح صناديقَ من الأسرار والجروح القديمة، وفي الخَلفيَّة يَمرُّ نهرُ التامز -بطل القصَّة الحقيقي- يحمل بداخله جُثَثًا، وأشباحًا، وعائدين من الموت، ومفاتيحَ جميع الأسرار...
مجموعة قصصية مُنتَقاة لأهم أعمال الكاتب الياباني "قُصَقَي فٌبكُ". تمتاز أعمال "فٌبكُ" بدهائها الأصيل؛ فهي أعمال بوليسية أصيلة تحتوي على اللغز والحِكمَة والدهشة، في إطارٍ من الرشاقة والاتِّصال. تُعدُّ أعمال "فبك" القصصية -والتي تبلغ من العمر مائة عام- من أبرز الأعمال القصصية اليابانية، والتي لم يسبق لها أن تُرجِمَت إلى اللغة العربية قَطُّ. في تلك لمجموعة محاولة لنقل عملٍ أدبيٍّ ياباني متنوِّع لمجموعة من أكثر القصص القصيرة تشويقًا والأكثر غموضًا على مدار قرن من الزمان.
سعى فرويد طيلةَ حياته لإثباتِ أن الشعور بالذنب هو ما يحفِّز الجنس البشري؛ لأنَّ الناس جميعهم كانوا أطفالًا ذات يوم، وفي صراع الطفل لِنَيْلِ حُبِّ أُمِّه يتمنَّى موتَ مُنافِسِه، أبيه، هكذا يقول أخي سيجموند، لقد ألقى باللوم على أكثرهم براءةً وأكثرهم عجزًا؛ لتحميله هذا الوِزْرَ الأصليَّ. اتَّهم مَن وصلوا لِتوِّهم إلى الحياة بالرغبة في قتل مَن وَهَبَهم إيَّاها، هذا بالإضافة إلى الشعور بالذَّنب الذي يسيطر على كُلِّ إنسان. وألقى على عاتقه أمرًا آخَرَ: إنه يذكر حين كان في عمر العام ونصف العام أنه تمنَّى موت ﭼوليوس، أخيه، المولود حديثًا، والذي مات بعد سِتَّة أشهر.
أشعر كأنني قِطَّةٌ أُمٌّ تصطاد لقُطَيطاتِها. ويجب أن تجدهم بسرعة لأنها في خلال ساعات قليلة سوف تنسى كم كان عددهم، أو ربما تنسى أن لديها أبناء على الإطلاق. لا أستطيع النوم في هذا البلد لأنه لا يُغلِق في الليل: مصانع، معامل تعليب، مطاعم- دائمًا هناك شخصٌ ما في مكان ما يعمل خلال الليل. لا شيء يصبح مُنتَهيًا تمامًا أبدًا هنا. كان الوقت مُختَلِفًا في الصين. سنة واحدة تبقى طويلًا كطول كلِّ الوقت الذي قضيته هنا؛ مساء واحد طويل، يمكنك فيه زيارة صديقاتك؛ وشرب الشاي، ولعب الكروت في كل بيت، وتجدين أن الشَّفَق لا يزال هناك. إن الوقت يصبح مُمِلًّا أيضًا، لا شيء نفعله إلا أن نُروِّح على أنفسنا. هنا يأتي منتصف الليل والأرض لم تُكنس بَعدُ، الثياب لم يَنتَهِ كَيُّها بعد، النقود لم تأتِ بعد. لو عِشنا في الصين لكُنتُ لا أزال شابَّة
هل هذا ما يمر به كل إنسان عند الموت؟ النفق والضوء؟ هذه الجنة الزائفة؟ هل يعني هذا أني فشلت في إنعاش الخط الزمني الأصلي وانتهى العالم؟ أم أني خارج الزمان، أنجذب إلى داخل الثقب الأسود الساحق، ثقب ذكرياتي الأسود؟ ... لا أريد أن أنظر إلى الوراء أكثر من هذا. أنا مستعد لتقبل أن وجودي سيشمل الألم أحيانًا. لا مزيد من محاولات الهرب، الحياة بشفرة للغش ليست حياة. وجودنا ليس شيئًا نهندسه أو نحسنه كي نتجنب الألم. هذا ما يعنيه أن تكون إنسانًا؛ الجمال والألم لا معنى لأحدهما دون الآخر. "رواية خيال علمي مثيرة أخرى لصاحب (المادة السوداء) يخلط فيها كراوتش ببراعة بين العلم واللغز، ليُخرِج لنا -بخبرةٍ- ما يعنيه أن تكون الإنسانية بعمق" نيوزويك "رحلة تثير الهلاوس عبر درب الذاكرة. إن عبقرية كراوتش قادرة على مجابهة التحدي الذي وضعه أمامه للتغلب على بنية الزمن نفسه" – تايم. "بالقطع رواية لا يمكنك أن تنساها وأنت تحزم حقيبتك لقضاء إجازة (...) ينفخ كراوتش الحياة في المادة بمزيج من العاطفة والذكاء والتأملات الفلسفية" إنترتينمنت ويكلي
فى ذلك النزال المهلهل ، بقيت أنتظر الإلهام ، صوت المؤذن فى الرابعة صباحاً ، يثير فى صدرى شجناً دفيناً يصدح منذ قرون ، وهو أقوى بكثير من أجراس الكنيسة ، لا جدال فى ذلك . لا يوجد مثل هذا الإلحاح فى رنين الأجراس . الأجراس قد تعلن عن الفرح أو الحزن ، ولكن المؤذن ليس مبتهجا وليس حزينا . صوته يأتى من مكان أبعد من الحزن والفرح . إنه صوت حى وحيوى ؛ والكلمات التى يرنمها ، حتى وإن لم تفهمها ، فهى حادة كالسكين ، تنفذك حتى النخاع ، لا سيما عندما تكسر صمت الليل المهيب ويبدأ المؤذن برفع الصلاة ، فالآية الأولى دائما تجعلك تقشعر من الداخل ، لأن الصوت يبدو أنه قادم من العدم وفى نفس الوقت ، من كل مكان ، إنه حقا صوت الله . صوت واضح . عندما تستمع إلى ذلك الصوت فى الرابعة والنصف صباحاً ، بعد ليل طويل من الأرق ، تفكر فى ما صنعته بيديك .
" ملك جشع ! لقد أثرت عدواة بين الحيوانات والبشر ! همست للحيوانات بكلمات عدائية ! لماذا تريد أن تمتلك ؟ ألا تعلم أن الشئ إن زاد عن حده انقلب لضده ! . أمسكت به ، وبدا الأمر كأنها أمسكت بروحه وقلبتها داخلها خارجها . للحظة اختفى الجليد ، وتحول كل شئ إلى السواد , وجد دايمون نفسه محاطا بأشخاص من الماضى والمستقبل ، بدت له الأرواح والوجوه والأحداث كأنها سراب ، أو شذرات من قوس قزح ، جاءت " شعاع الشمس " تسير نحوه ، بهية وشفافة ، كأنها قدّت من الشفق القبطى .
أَعرِفُ أنَّ ذلك الشُّعورَ في مُؤخِّرة العُنُقِ شائِعٌ إلى حَدٍّ ما، لكن هذه أوَّل مرَّةٍ أختبره. مثل الكثير من الوحيدين، حواسِّي معتادَةٌ على وجود الآخرين؛ فأنا مُعتادَةٌ على أن أكون المُتجَسِّسة الخَفيَّة في الغُرفَةِ أكثرَ مِن كَوني المُتَجَسَّسَ عليها. والآن أحدُهُم يُراقِبُني، وليس هذا فقط، بل وكان يُراقِبُني لبعض الوقت. لِكَمْ من الوَقتِ ظَلَّ هذا الشُّعورُ غيرُ القابِلِ للشَّكِّ يُدَغدِغُني؟ تأمَّلتُ الدَّقائق الأخيرة مُحاوِلَةً تَتَبُّعَ ذاكرَةِ جَسدي مع أحداث الكتاب. أكُنتُ أُراقَب مُنذ أن بَدأَت الرَّاهِبَةُ الحديثَ إلى الشَّابِّ؟ منذ أنْ أُرشدت إلى داخل المنزل؟ أم قبل ذلك؟ حاوَلتُ أن أتذكَّر من دون تحريكِ عَضلَةٍ واحِدَة، كنتُ مُنكبَّةً على الصفحة كأنَّ شيئًا لم يَحدُث.
عَلَى كُلِّ حالٍ، كانَ مُواطِنونا قَد بَدَؤوا في تِلكَ الفَترَةِ تَقريبًا في الشُّعورِ بِالقَلَقِ؛ إِذْ أنَّه ابتداءً مِن الثَّامِنَ عَشَرَ من أَبريلَ راحت المصانِعُ والمخازِنُ تَلفُظُ مِئاتٍ مِن جُثَثِ الفِئرانِ. في بَعضِ الحالاتِ كُنَّا مُضطَرِّين إلى إِنهاءِ حَياةِ الحَيواناتِ الَّتي كانَت حالَةُ احتِضارِها بَطيئَةً بأكثَرَ مِمَّا يُحتَمَلُ. لَكِن ابتِداءً مِن الأحَياءِ الخارِجيَّةِ حَتَّى وَسَطِ المدينَةِ، في كُلِّ مَكانٍ كان دكتور ريو يَمُرُّ فيه، في كُلِّ مَكانٍ كانَ أَهلُ مَدينَتِنا يَتَجمَّعون فيه كانَت الفِئرانُ تَنتَشِرُ مُتكَدِّسَةً أَكوامًا، في صناديقِ القِمامَةِ أَو في صُفوفٍ طَويلَةٍ في المجاري، تَناوَلَت صُحُفُ المَساءِ المَسألَةَ مُنذُ ذاكَ اليَومِ وسَألَت إذا كانَت البَلَديَّةُ تَعتَزِمُ أَمْ لا فِعلَ شَيءٍ حيالَ ذَلِكَ، وما هِيَ الإِجراءاتُ الضَّروريَّةُ العاجِلَةُ الَّتي تَنوي اتِّخاذَها لِحمايَةِ رَعاياها مِن هَذا الغَزوِ البَغيضِ. لَمْ تَكُن البَلَديَّةُ قَد اعتَزَمَت شيئًا، ولَم تَكُن تَنوي أَو تَتوقَّعْ شَيئًا عَلى الإِطلاقِ، لَكِنَّ مَجلِسَها بَدَأَ في الاجتماعِ مِن أَجلِ التَّشاوُرِ. صَدَرَ الأَمرُ لإدارَةِ مُكافَحَةِ الجِرذانِ بِجَمعِ الجِرذانِ المَيِّتَّةِ كُلَّ صَباحٍ عِندَ الفَجرِ. عِندَما يَتِمُّ الجَمْعُ تَقومُ عَرَبَتان تابِعَتان للإِدارَةِ بِنَقلِ الحَيواناتِ المَيِّتَةِ إلى مَصنَعِ حَرقِ القِمامَةِ؛ لِحَرقِها.
أعتذر .. على النحو عام ، يميل الناس لعدم مساءلة ما قيل لهم بالفعل إنه صحيح . العلماء ليسوا مختلفين ، فقط قيلت لهم أشياء أكثر بكثير. كفزيائية ، لن يحدث أن أسائل القوى الفيزيائية الأساسية الأربع – على سبيل المثال _ فأنا أعتبرها من المسلمات ، مثل أى شئ آخر تعلمته ، وأحاول البناء على ذلك . لطالما نظرنا إلى الأمام ، لا ننظر إلى الخلف أبداً . لكن هذا الشئ .. إنه مختلف ، إنه يتحداك ، إنه يبصق فى وجه الفيزياء وعلم الأنسان والدين . إنه يعيد كتابه التاريخ . أنه يتحدانا أن نسائل كل شئ عرفناه عن أنفسنا .
كانَت هُناكَ أَيَّامٌ تَسوءُ فيها كُلُّ الأُمورِ. كان هوفر يَعرِفُ ذَلِكَ. وفي أَحَدِ الأَيَّامِ السَّيِّئَةِ عَلى وَجهِ الخُصوصِ واساهُ والِدُه وقالَ لَهُ: "إنَّ الأَشخاصَ المشاهيرَ والمُهِمِّين غالِبًا ما يَكونون قَد مَرُّوا بِفَترَةِ طُفولَةٍ صَعبَة". تهوين لم يَعرِفْ هوفر أَيَّ شَخصٍ مَرَّ بِطُفولَةٍ أَبشَعَ مِنهُ. كانَت جُملَةُ أَبيهِ بِمَثابَةِ وَعدٍ بِحَظٍّ لاحِقٍ. رُبَّما سَيُصبِحُ مُوسيقيًّا مَشهورًا أَو طَبيبًا مُهِمًّا أو عالِمًا في أَحياءِ البِحارِ، أيًّا كانَ! إِلَّا أَنَّ نِهايَةَ زَمَنِ الأَهوالِ هَذا بَدَت بَعيدَةَ المنالِ في فَصلِ الخَريفِ العَجيبِ والخالي مِنَ الأَحداثِ ذَاكَ؛ إِذْ كانَ هُناكَ الكَثيرُ في انتِظارِهِ: بِضعُ سَنواتٍ دِراسِيَّةٍ، بُزوغُ شَعرِ ذَقنِه، الحَفلاتُ الأُولى، كُؤوسُ الجعَّةِ الأولى الَّتي يَحتَسيها سِرًّا، القُبلاتُ الأُولى.
هَل أَنتَ صَنيعةُ ظُروفِكَ أَمْ صانِعُها؟ لم يَكُن اكتِئابُه بِسَببِ اللَّيلَةِ السَّيِّئَة وحَسْبُ، لقد راسَلَته زَوجَتُه قائِلَةً إنَّها لن تَعودَ إلى ريو دي چانيرو، لقد استَنزَفَتْها حياةُ الأَمواتِ هَذِه، لم تَعُدْ تَقبَلُ بالنَّومِ مَع رَجُلٍ يَعُدُّ سِلاحَهُ امتدادًا لجَسَدِه، رَجُلٌ لا يَرتاحُ بالُه، قاتِلٌ، لم تَعُدْ تَرغَبُ في الاستيقاظِ فَزَعًا من أَصواتِ العالَمِ، ذلك التَّقرُّحُ غَيرُ القابِلِ للعِلاجِ الَّذي أَصابَها كانَ بِسَبَبِ جَهلِها بِمَصيرِ زَوجِها في نِهايَةِ كُلِّ يَومٍ، عَزَلَها غِيابُ شُعورِها بالأَمانِ أَثناءَ مَشيِها في الشَّارِعِ دونَ أَيِّ راحَةِ بالٍ، كَونُها زَوْجَةَ ضابِطِ شُرطَةٍ صَعَّبَ عَلَيها صُنعَ صَداقاتٍ، أمضت حياتَها حَبيسَةَ المَنزِلِ، وإِنْ أكثَرَت من الشَّكوى نالَت ضَربًا... وفَكَّرَ أَنَّ كَونَهُ ضابِطَ شُرطَةٍ أَفضلَ مِن التَّعامُلِ مَعَ السُّكارَى في الحاناتِ، عَلِمَ هَذا عَن الخِبرَةِ السابِقَةِ؛ إِذْ كانَ يَعمَلُ في إِحدى حاناتِ وَسطِ المَدينَةِ قَبلَ أَنْ يَلتَحِقَ بالسِّلكِ الشُّرَطيِّ.
لا تَتَجاهَلي الحَقائِقَ هَذِه المرَّةَ يا فَتاةُ. ثَمَّةَ حَقائِقُ مُعيَّنَةٌ، حَقائِقُ لا مَعقولَة بِقَدرِ ما يبدو موقِفُكِ هذا. إحدى هَذِه الحَقائِقِ أَنَّكِ قد تَكونين الشَّخصَ المسؤولَ الوَحيد َالمتبقِّيَ في هَذِه الكَومَةِ من الشُّذوذِ. لَدَيكِ ابْنٌ في الخامِسَةِ من عُمرِه عَليكِ حِمايَتُه، وزَوجُكِ -أَيًّا كان ما يَحدُثُ لَه، وأَيًّا كانَ مَدَى خَطَرِه- رُبَّما كان... رُبَّما كان مَسؤولًا مِنكِ أيضًا. وحتَّى إِنْ لَم يَكُن كَذَلِكَ، فَكِّري في هذا: اليَومُ هو الثَّاني مِن ديسمبر، قَدْ تَظلِّين عالِقَةً هُنا لأَربَعَةِ أَشهُرٍ أُخرى إِنْ لَمْ يَمُرَّ أَحَدُ الحُرَّاسِ، حَتَّى وإِنْ بَدؤوا يَتَساءَلون عَن سَبَبِ عَدَمِ الاتِّصالِ بالرَّاديو اللَّاسِلكيِّ، لَن يَأتِيَ أَحَدٌ اليومَ، ولا غَدًا... ورُبَّما لَيسَ قَبلَ أَسابيعَ. أَسَتَقضين شَهرًا تَتَسلَّلين إلى أَسْفَلَ لإعدادِ الوَجَباتِ بِسِكِّينٍ في جَيبِكِ، وتَقفِزين لِظُهورِ أَيِّ ظِلٍّ؟ هَلْ تَظُنِّين أَنَّ بإمكانِكِ إبعادَ چاك عن المسكَنِ بالأَعلَى إنْ أَرادَ الدُّخولَ؟ لَدَيهِ المفتاحُ الرَّئيسُ، وبِرَكلَةٍ واحِدَةٍ -قويَّةٍ- سَيَخلَعُ الباب. تُرجِمَت روايَةُ البَريقِ "شينينج" إلى ما يَزيدُ عَن ثلاثين لُغَةً، وبِيعَ مِنها أَكثَرُ مِن مليون نُسخَةٍ. رُشِّحَت لِعِدَّةِ جَوائِزَ، أَهَمُّها جائِزَتا لوكاس وجاندالف. تَحوَّلَت إلى فيلمٍ سِنيمائيٍّ، حَصَلَ أيضًا على العَديدِ من الجَوائِزِ. اعتَبَرَه النُّقَّادُ أَحَدَ أَهَمِّ أَفلامِ الرُّعبِ في التَّاريخِ، وأَحَدَ أَهَمِّ أفلامِ النَّجمِ العالَميِّ چاك نيكُلسون، والمُخرِج ستانلي كوبريك.
ما عَلاقَةُ الكوكايين بالعَبقَريَّةِ؟ رُبَّما كانت مُحاوَلَةُ شِرلوك هولمز لِكَسرِ قُيودِ الكوكايين -الذي غاصَ في أَوحالِهِ- أَشَقَّ مَجهودٍ بُطوليٍّ شاهَدتُه في حَياتي، فَلا أَتذَكَّرُ -سَواءٌ في حَياتي المهْنِيَّةِ، أَو خِبرَتي الشَّخصيَّة، وسواءٌ في حَياتي العَسكريَّةِ أو المدَنِيَّةِ- أَنَّني شاهَدتُ شَيئًا يُقارِبُ العَذابَ والأَلَمَ الَّذي شاهَدتُه. كانَ اليَومُ الأَوَّلُ للدُّكتور سيجموند ناجِحًا؛ فَقَد تَمَكَّنَ من تَنويمِ هولْمِز، ووَضْعِه في سُباتٍ عَميقٍ في إحْدَى الغُرَفِ الَّتي وَضَعَها تَحتَ تَصَرُّفِنا في الطَّابَقِ الثَّاني مِن مَنزِلِه. وما أَنْ رَقَدَ هُولمز على السَّريرِ حَتَّى جَذَبَني فرويد مِنْ كُمِّي، وأَمَرَني قائِلًا: "هَيَّا بِسُرعَة... يَجِبُ أَنْ نُفَتِّشَ أَمْتِعَتَه".
"أثارَت القِطَطُ فيه أفكارًا وشُكوكًا حَولَ وُجودِه، كما لَو كانَت هَذِه المخلوقاتُ الجَميلَةُ المتوحِّشَةُ لاعِبين رَئيسيِّين في تَجربَةٍ مُستمرَّةٍ، حَيثُ كانَت تَفسيراتُه الخاصَّةُ لِسُلوكِهم هي النُّقطَة المحوَريَّة لمن كان يُجري التَّجرِبَة. كانَ هُوَ الشَّخصَ الوَحيدَ الَّذي تَتِمُّ مُلاحَظَتُه ولَيسَ القِطَطَ". "الحَداثَةُ، السِّيرياليَّةُ، الدَّادِيَّة- هَل كُلُّ هَذه الاستراتيچيَّاتِ مُتَوافِقَةٌ مع الرُّوحِ المالطِيَّة؟ هَل هِيَ أَدواتٌ كافِيَةٌ للتَّعبيرِ عن الإِحساسِ المالطيِّ؟ في السَّبعيناتِ كُنتُم تَظُنُّون أَنفُسَكُم حَداثِيِّين مُهِمِّين، لَكِنَّ السِّيريالِيَّة كَفِكرَةٍ كانت قَد ماتَت بِنِصفِ قَرنٍ قَبلَ ذلِكَ. إنَّ المالْطِيِّين مُتَخلِّفون دائِمًا، ويَصِلُون دائِمًا مُتَأخِّرين، لَكِنَّ السِّيريالِيَّةَ -حتَّى في ذُروَتِها- ماذا كانَت غَيرَ القُمامَةِ المتَبقِّيَةِ، الجُنونِ والوَحْشِيَّةِ الَّتي سادَت بَعدَ مَوتِ الحَضارَةِ مع الحَربِ العُظمَى؟ هَل كان لَدَى المالْطِيِّين الحَقُّ في تَبَنِّي السِّيرياليَّةِ لإحْداثِ تَأثيرٍ أُسلوبيٍّ، دونَ التَّعَمُّقِ في أُسُسِ النَّظَريَّةِ الجَمالِيَّة؟ باخْتِصارٍ شَديدٍ: هَلْ السِّيريالِيَّة المِرآةُ المِثالِيَّةُ الَّتي تَقدِرُ على عَكْسِ الرُّوحِ المالطِيَّةِ، بالنِّسبَةِ لي: إنَّها نَشَأت في سِياقٍ نَفسيٍّ اجتِماعِيٍّ وتاريخيٍّ بَعيدٍ كُلَّ البُعْدِ عَن التَّجرِبَةِ المالْطِيَّة".
وقَفَت بِسروالِها القصيرِ بِجوارِ سِتِّ سِلالٍ بها كَرْزٌ جَمَعَته وقتَ العَصاري. تقَدَّمَت من الكوخِ، وأَخَذَت منه وعاءً، ثمَّ أَزاحَت غِطاءَ البِئِر، وسَحَبَت منه دَلوًا مَملوءًا بماءٍ عَذْبٍ، رفَعَت يَدَيْها، وسَحَبَت بلوزتَها الَّتي تَلوَّثَت بعصيرِ الكَرزِ، حَرَّرَت أزرارَ سروالِها القصيرِ. تَحَرَّكَت البلوزةُ إلى أَعلَى، والسِّروالُ إلى أَسفلَ، هَزَّت جَسَدَها، وانْسَلَّت من ملابِسِها، ومَشَت عارِيَةً، ثُمَّ اغتَسَلَت في فُرجَةٍ وسطَ البُستانِ، بَينَما العَجوزُ الَّذي ظَلَّ يَحكي مُنذُ الظَّهيرَةِ جالِسٌ في ذُهولٍ يَضَعُ رُكبَتَيْه المَطويَّتَيْن بين راحَتَيْه المُتعانِقَتَيْن، ويَنظُرُ من خلالها إلى الخَواءِ، مُتحَجِّرًا، مُحدِّقًا في الفَراغِ، غارِقًا في أفكارِه، بينما تُهديهِ هِيَ أَقصَى ما تَستَطيعُ امرَأةٌ أَنْ تُهدي رَجُلًا: تَغتَسِلُ وقتَ الأَصيلِ لِتُطفِئَ ماءَ عَينَيْه العَطشانَتَيْن.
الخَيالُ خَيالٌ، ويُهدَرُ إنْ لم تُطلِقْ له العنان؛ لهذا انتظرتُ تلك الزِّيارةَ، تَدرَّبتُ على وضعيَّاتٍ مُثقَّفَة، أَكْثَرْتُ من ارتداء بلوڤرات برَقَبَةٍ وبناطيلَ مخمليَّةٍ، وضَعتُ كَومَةً من الأوراق المطبوعة فوق طاولَتِي، أَلقَيتُ عِدَّةَ أوراقٍ كيفما اتَّفقَ، دَسَستُ ورقةً نِصفُها مطبوعٌ في الآلَةِ الطَّابِعَة "مع الفصل75" واضِحًا أعلاه، وبشَكلٍ ما أضفَيتُ بعضَ الفَوضى على غُرفَتي بزُجاجاتِ ويسكي مُمتَلِئَة وفارِغَة في كُلِّ مكان. وبإضافَةِ أعقابِ السَّجائِر والطَّفَّايات وفناجين القهوة، بدا المَكانُ مُنتجًا فعلًا.
اعتَدتُ، بَلْ وكُنتُ أَميلُ إلى هَذِه الملاحَظات المتعَمِّقَة والمدَقِّقَة. عِندما تَتَوقَّف مَثَلًا عند الطريقة التي تَتكوَّنُ وتَنطَلِقُ بها الكَلِماتُ لا تَصمدُ عِباراتُنا كثيرًا أمامَ كارِثَةِ إطارِها المطموسِ. إنَّ المجهودَ الميكانيكيَّ الَّذي نَبذُلُه في الحَديثِ أَكثَرَ تَعقيدًا ومَشَقَّةً من التَّبَرُّز. الفَمُ، تِلكَ الفَتحَةُ الأُنبوبيَّةُ من اللَّحمِ المتَوَرِّمِ، الَّتي تَتَشنَّجُ عِندَ الصَّفيرِ، يَشهَقُ، يُكابِدُ، ويُطلِقُ كُلَّ أنواعِ الأَصواتِ اللَّزِجَة عَبرَ هذا الحاجِزِ العَفِنِ من الأَسنانِ المنخورَةِ، أيُّ عِقابٍ هذا؟ ومَعَ هذا نَلتَزِمُ باتِّخاذِهِ مَثَلًا أَعلى. أَمرٌ صَعبٌ. وبِما أَنَّنا لَسنا سِوى أَسْيِجَةٍ تَحوطُ أحشاءً دافِئَةً لَم تَتَحلَّلْ جَيِّدًا فسوفَ نُواجِهُ دائِمًا صُعوباتٍ مع المشاعِرِ. أمْرٌ بَسيطٌ أنْ يَكونَ المرءُ عاشِقًا، الصَّعبُ هو البَقاءُ مَعًا. إنَّ القَذارَةَ لا تَسعى إلى البَقاءِ ولا إلى التَّكاثُرِ. هُنا، حَولَ هَذِهِ النُّقطَةِ، نَحنُ أَتعَسُ مِنَ الغائِطِ، هذا السُّعارُ الَّذي يَجِبُ أنْ نُحافِظَ عَلَيه في حالَتِنا يُمثِّلُ عَذابًا يَفوقُ الخَيالَ.
لمَّا اقتَرَبَ المستَكشِفُ نَهَضَ بَعضُهم. وقفوا جَنْبَ الحائط، وعيونُهم شاخِصَةٌ إليه. "أجنبيٌّ" -دارَ الهَمسُ من حَولِ المستكشِفِ- "ويُريدُ أَنْ يَرى القَبرَ". أَزاحوا إحدى المناضِدِ جانِبًا، وبالفِعلِ كان تَحتَها شاهِدُ قَبرٍ. كانَ حَجَرًا عادِيًّا، واطِئًا بِما يَكفي لإخفائِهِ تَحتَ مِنضَدَةٍ. وكانَت عَلَيهِ كِتابَةٌ بِحُروفٍ صَغيرَةٍ جِدًّا، اضطُرَّ المستَكشِفُ إلى النُّزولِ على رُكبَتَيْه لِكَي يِقرَأَها. وكانَ المكتوبُ: "هُنا يَرقُدُ القائِدُ القَديمُ. وأَتباعُهُ -الَّذينَ لا يُباحُ لَهُم الآنَ أَنْ يُفصِحوا عن أَنفُسِهم- قد حَفَروا له هذا القَبرَ، ووَضَعوا عَلَيهِ هَذا الشَّاهِدَ. وتَقولُ النُّبوءَةُ إنَّ القائِدَ بَعدَ عَدَدٍ مُقَدَّرٍ مِنَ السَّنواتِ سَيقومُ من قَبرِهِ، ويَقودُ مِن هذا البَيتِ أَتباعَهُ لِيَستَرِدُّوا المستَعمَرَةَ ويُعيدوها إلى قَبضَتِهم. فآمِنوا وانتَظِروا!". "في مُستَعمَرَةِ العِقابِ" مُتَرجَمَةً عن الألمانِيَّة، مع ثلاثِ قصَصٍ أُخرى لفرانس كافكا، مِن أَهَمِّ الأَعمالِ القَصَصيَّةِ المنشورَةِ في حَياتِه.
ولد الشَّاعر جوزيبي أليتي بمدينة تارانتو بتاريخ 21 من مارس 1969 ميلادية . يعتبر مؤسسا و مديرا لمجلة ٱفاق التي تهتم بإبداعات الجيل الأدبي الجديد ، و بمنجز أهم الكُتَّاب و الشُّعراء المعاصرين. يعد جوزيبي أليتي شاعرًا و ناقدًا ، فاز بعدة جوائز ، كما اختير وصيف الفائزين بجائزة مدينة فورلي الخاصة بإنجاز المقدمات النقدية للدواوين الشعرية ، في هذا السياق ، أنجز الشاعر جوزيبي أليتي مقدمة كتاب " البحر بداخلنا " للشاعر الأمريكي لورانس فيرلينجيتي. يزاوج الشاعر جوزيبي أليتي بين الشِّعر و النقد من جهة ، و بين النشر من جهة ثانية ، حيث أنشأ سنة 1996 ميلادية دار النشر أليتي ، التي تعنى بالشعر و ترجمته. بشراكة مع هذه الدار دأب على تنظيم عدة تظاهرات ثقافية عالمية من بينها ، جائزة سلفاتوري كواسيمودو العالمية بتعاون مع الإبن أليساندرو كواسيمودو ، مهرجان الفيديريشانو العالمي للشعر و الذي يمنح المدينة حياة و انتعاشًا بقراءة أبيات الشعراء على جدران المنازل. حازت مجموعته الشعرية " المنحطون" على عدة جوائز ، من بينها جائزة Poesidonia Paestum الخاصة بالإبداع الشعري ، كما أنجزت حولها عدة دراسات نقدية. ترأس الشاعر جوزيبي أليتي عدة لجان تحكيم جوائز أدبية باعتباره شاعرًا و ناشرًا للشعر ، نال جوزيبي أليتي عدة جوائز من بينها جائزة " القلعة الذهبية " للشِّعر لمدينة لاجونيجرو. من بين اهتمامات الشاعر الأدبية ، عمله على تنظيم عدة مختبرات للكتابة الشعرية و التدريس بها.
الحَدْسُ أَمْ المنْهَجِيَّة؟... في الوَقتِ نَفسِه تَغَيَّرَ الصُّوتُ الَّذي يُغنِّي، فَراحَ يَعلو بِطَريقَةٍ فَنِّيَّةٍ بارِعَة، مِن طَبَقَتِه المنخَفِضَة الرَّصينَة إلى نَغمَةٍ عالِيَةٍ مُفعَمَةٍ بالبَهجَةِ. وبَدَلًا مِن الأُرْغُنِ صَدَحَ البيانو فَجأَةً بأَنغامٍ أَرضيَّةٍ جَريئَة، تَعَرَّفَ فيها فريدولين -في الحالِ- على لمساتِ ناختيجال الجامِحَة الملتَهِبَة. بَينَما صَوتُ المرأَةِ، الَّذي كان قَبلَ لَحظَةٍ واحِدَةٍ مُفعَمًا بالجَلالِ والوَقار، بَدَا كَأنَّه قد اخترَقَ السَّقفَ بانفِجارَةٍ أَخيرَةٍ شَهْوانِيَّةٍ وجامِحَة، مُتلاشِيًا في اللَّا نِهايَة. "ظَنِّي أَنَّني تَجنَّبتُ لِقاءَكَ لأَنَّني كَرِهتُ أَنْ أُقابِلَ نَظيري. لَيسَ مَعنى هَذا أَنَّني أَميلُ بِسُهولَةٍ إلى تَعريفِ نَفسي بآخَرَ، أو تَجاهُلًا مِنِّي للاختِلافاتِ في الموهِبَةِ بَيني وبَينَكَ، لَكِنَّني كُلَّما تَعمَّقتُ في إبداعاتِكَ الخَلَّاقَةِ يَبدو أنَّني أَجِدُ دائِمًا -تحتَ سَطحِها الشَّاعِريِّ- الافتِراضاتِ والاهتِماماتِ والخُلاصاتِ نَفسَها الَّتي أَعرِفُ أَنَّها لي أنا. يَقينُكَ وشَكُّكَ الَّذي يَدعوه البَعضُ تَشاؤُمًا، انشغالُكَ بحَقائِقِ الوَعي الباطِنِ، ودَوافِعُ المرءِ الغَريزيَّةُ، تَشريحُكَ للأَعْرافِ الثَّقافِيَّةِ لمجتَمَعِنا، استقرارُ أَفكارِكَ على قُطْبَيْ الحُبِّ والمَوْتِ، كُلُّ هذا يُثيرُ لَدَيَّ شُعورًا مُدهِشًا بالأُلفَة" "من رسالة فرويد إلى شنيتزلر".
فَوضى دافِئَةٌ أَمْ نِظامٌ بارِد؟!... إنَّ لَحظَةَ الوداعِ تِلكَ جَعَلَتها تَشعُرُ بِفَخامَةِ الأُمسيِةَ، الَّتي كانَت بِمَثابَةِ العامِلِ الَّذي حَطَّمَ حوائِطَ الغُرفَةِ الضَّيِّقَة. لا يُمكِنُ في الحَقيقَةِ أَنْ تَكونَ هُنا أبدًا. هَل هذا جُنونٌ، أَنْ تَعودَ وَحيدَةً مَرَّةً أخرى! إنَّها لَم تَعُدْ تُريدُ ذَلِكَ. اللَّعنَةُ على الوحدَةِ مَرَّةً أخرى! إنَّها تَقِفُ الآنَ على ذَلِكَ المنحَدَرِ بالضَّبطِ، على حافَّةِ نَفسِها، وهي لا تُريدُ إلَّا أَنْ تَقفِزَ من فوقِ هَذا المنحَدَرِ لِتَسقُطَ فَقَط، ولا يَهمُّها إلى أَينَ. إنَّ القوانينَ هِيَ ما يَضبِطُ تِلكَ الأُمورَ، ولَيسَ لأَنَّنا في الغَربِ أُناسٌ أَفضَلُ مِنهُم. لَم يَعُدْ النَّاسُ هُنا يَشعُرون بالخَطَأ. أَنا أَشعُرُ به بالفِعلِ، لَكِنَّ الآخَرين لا... ما دُمْتِ تُصارِعين المدينَةَ؛ لَن يُمكِنَكِ إنجازُ عَمَلَكِ".
هل أنت سعيد في حياتك؟... "لا يُخبِرُكَ أحدٌ أن كُلَّ شَيء على وَشكِ أن يَتغيَّر، أن يُستَلَب. لا يوجَدُ أيُّ تَنبيهٍ بالاقتِراب، ولا أيُّ مُؤشِّرٍ بأنَّكَ تَقِفُ على شَفا الهاوِيَة. ولَعلَّ هذا هو ما يَجعَلُ المأساةَ مَأساويَّةً إلى هذا الحَدِّ. ليس فَقَط ما يَحدُثُ؛ بَل كَيفَ يَحدُثُ: لَكمَةٌ مُفاجِئَةٌ تَأتيكَ من حَيثُ لا تَدري، عِندما تكونُ هي آخِرَ ما تَتوقَّعُه. لا وَقتَ لتَجفُلَ أو لِتَستَعِدَّ". بليك كراوتش- المادَّةُ السَّوداء "روايَةٌ بارِعةُ الحَبكَة، حِكايَةٌ عاصِفَةٌ وحَميميَّةٌ، غَريبَةٌ على نَحوٍ يُذهِلُ العَقلَ، وعَميقَةُ الإنسانيَّةِ في الوَقتِ نَفسِه. قِصَّةُ خَيالٍ عِلميٍّ مُثيرَةٌ ومُدهِشَة، بلا هَوادَة، عن الاختيارات، والطُّرُق الَّتي لم نَسلُكْها، وإلى أَيِّ مَدًى يُمكِنُ أن نَذهَبَ لنُطالِبَ بالحَياةِ الَّتي كُنَّا نَحلُمُ بِها". نيويورك تايمز بوك ريڤيو
القَضيَّةُ أَمْ الذَّات؟ "وشَكَكتُ أنَّ الإنسان ذاتَه هو استعارَةٌ يَكسوها اللَّحمُ مُؤقَّتًا. هَل الإنسانُ لحمٌ يَكسو استعارَةً، أَمْ استِعارةٌ تُغَلِّفُ اللَّحمَ؟ فيما وراءَ الرِّياضيَّات الشَّائِعَة، خارِجَ مُتَناوَلِنا الغَبيِّ في الوَقتِ الحاضِر، هل تُفسِّرُ رياضيَّاتٌ سامِيَةٌ بوضوحٍ الخفايا الوَضَّاءَةَ للرَّغبَة، للغيرَة، للذِّكرى، للخِداعِ، للنِّسيان، للتَّلاعُب، لِتَعويضِ الخَسائِر، لِتَنازُلاتِ وانتِقاماتِ الحُبِّ والكُرْه، تِلكَ الأَحاجي الَّتي تُعَذِّبُنا؟ في النَّسَق الكَبير للكَونِ، بالنِّسبَةِ ‘للرِّياضيِّ الأَعظَمِ’ الَّذي يَتَسلَّى بِجَعلِنا نَعتَقِدُ أنَّنا أكثرُ مِن مُجرَّدِ تَبَدِّياتٍ، مُجرَّد رُموزٍ محكومٍ عليها بأن تُطيعَ -لا مَحالَةَ- اتِّجاهَ حَلَزونِها، هل تَجِدُ مَشاعِرُنا التَّعبيرَ عنها في مُعادَلاتٍ بسيطَةٍ بصورَةٍ باهِرَة؟ وبألَمٍ، بِحُبٍّ، بِرَغبَةٍ تَساءَلتُ: ماذا يُمكِنُ أن تَكونَ المعادَلةُ القادِرةُ على أن تَفتَحَ لي طريقًا صَوبَ حُبِّ تِلكَ المرأة.
سافَرَ باول أريموند إلى أفغانستان عام 2003 بِوَصفِهِ مُسعِفًا في الجَيشِ الأَلمانِيِّ،سافَرَ إلى بَلَدٍ زارَها جَدُّهُ الأَكبَرُ أمبروزيوس ذاتَ يَومٍ بَحثًا عَن لُغَةٍ عالَمِيَّةٍ للطُّيور. باول الَّذي يَشعُرُ بالذَّنبِ بَعدَ حادِثَةِ سَيَّارَةٍ تَسَبَّبَ فيها، يُحِبُّ أَيضًا مُراقَبَةَ الطُّيورِ ووَضْعَ رُسوماتٍ لَها. رِوايَةُ نوربرت شوير ذاتُ الرُّسوماتِ العَديدَةِ تَدورُ حَولَ عاشِقٍ مُرهَفِ الحِسِّ، وتَتَوَغَّلُ إلى قَلبِ التَّشابُكاتِ الَّتي تَنشَأُ مِنها الحَياةُ الغامِضَةُ لأَبطالِها المتَحَرِّكين والمنفَرِدين.
"هَلْ نَحنُ هُنا للاستِمتاعِ أَمْ لإِنجازِ المَهَمَّة؟". ذِكرياتٌ غَريبَةٌ في تِلكَ اللَّيلَةِ المُرهِقَةِ في لاس ڤِيجاس، بَعدَ ذَلِكَ بِخَمسِ سَنَواتٍ؟ سِتَّة؟ تَبدو كَعُمرٍ كامِلٍ، أَو عَلَى الأَقَلِّ كَحِقبَةٍ أَساسِيَّةٍ، ذُروَةٍ مِن نَوعٍ لَن يَتَكَرَّرَ. سان فرانسيسكو في مُنتَصَفِ السِّتِّيناتِ، أَمرٌ مُمَيَّزٌ للغَايَةِ للانتِماءِ لِهَذِهِ اللَّحظَة. رُبَّما يَعني هَذا شَيئًا، ورُبَّما لا، عَلَى المدَى الطَّويلِ... لَكِنْ لا شَرْحَ يَفِي، لا مَزيجَ مِن كَلماتٍ أَو مُوسيقا أو ذِكرياتٍ تَكفي لِلَمسِ ذَلِكَ الشُّعورِ بِأَنَّكَ كُنتَ هُناكَ، عِشتَ في ذَلِكَ الرُّكنِ مِن الزَّمانِ والعالَمِ، أيًّا كانَ ما يَعنيه هَذا... يَصعُبُ الوثوقُ في التَّاريخِ، بِسَبَبِ كَمِّ الهُراءِ المستَأجَرِ، لَكِنْ حَتَّى بِدونِ تِلكَ الثِّقَةِ، يَبدو مَنطِقِيًّا تَمامًا أَنْ يَحدُثَ، بَينَ حينٍ وآخَرَ، أَنْ تَبلُغَ طاقَةُ جيلٍ كامِلٍ ذُروَتَها في وَمضَةٍ مُطَوَّلَةٍ ومُشبَعَةٍ؛ لأَسبابٍ لا يَفهَمُها أَحَدٌ حَقًّا وَقتَذاكَ، ولا تُفَسَّرُ أَبَدًا، بِأَثَرٍ رَجعيٍّ ما حَدَثَ حَقًّا. "مَلحَمَةٌ وَحشِيَّةٌ مِن دُكتورِ الصَّحافَةِ الخارِجِ عن القانونِ". The Guardian "كتابٌ عَن عالَمِ المُخَدِّراتِ في لاس ڤِيجاس... أَفضَلُ كِتابٍ عن المُخَدِّراتِ". NYT Book Review "هُناكَ صِفَتانِ فَقَط يَهتَمُّ بِهِما الكِتابُ: «الرَّائِعَة»، و«الشَّنيعَة»". هنتر إس طومسون "لَدَيهِ القُدرَةُ الكامِلَةُ في الاثنَتَيْن: «الخوف» و«القرف». هُوَ إحساسٌ عَصريٌّ لاذِعٌ". Tom Wolfe
قِصَّةُ حُبٍّ عائِلِيَّةٌ، لَكِنَّها بِالأَساسِ قِصَّةُ عائِلَةٍ فَرَّقَها جِدارُ بِرلين. تَبحَثُ آنا ذاتُ التِّسعَةِ وعِشرين عامًا عَن جَدِّها الَّذي هَرَبَ إلى ألمانيا الشَّرقِيَّة عامَ 1961، واختَفَى بَعدَها مُباشَرَةً. تَجِدُ آنَّا في بَحثِها حُبَّها الحَقيقِيَّ قَبلَ أَنْ تَتَكَشَّفَ قِصَّةُ جَدِّها، وتَتَغَيَّرَ حَياتُها تَمامًا. كَيفَ أَثَّرَ جِدارُ بِرلين وانْهِيارُه عَلَى جِيلٍ بَأَكمَلِهِ اجتِماعِيًّا ونَفسِيًّا، وكَيفَ بَدَأَت تِلكَ التَّحَوُّلاتُ الثَّورَةَ الاجتِماعِيَّةَ في ألمانيا، هِيَ قِصَّةٌ بانورامِيَّةٌ لِتاريخِ أَلمانيا الاجتِماعِيِّ الحَديثِ مُنذُ الخَمسيناتِ إِلَى الآن، قِصَّةٌ عَن الحُبِّ والخِيانَةِ عَن الوَطَنِ والغُربَةِ وعَن سُؤالِ الحُرِّيَّةِ: هَلْ نَبقَى أَمْ نَرحَلُ؟ السِّياسَةُ لَها تَأثيرُها عَلَى الحَياةِ الخاصَّةِ لِلعائِلاتِ يُمكِنُ أَنْ تُدَمِّرَ الأُسرَةُ أَحيانًا. تَجعَلُ ريكاردا يونجه هَذا واضِحًا تَمامًا في رِوايَتِها.
"كان يَجِبُ أَن تَصدُرَ "العَنْبَرُ الأَسوَدُ" بعدَ أربعين عامًا، وأمامَ جيلٍ جَديدٍ، بالشَّكل الَّذي تَسَبَّب لي في انتقاداتٍ أعتَبِرُها مُجحِفَةً وقاسيةً للغاية. ثم إنني كُنتُ أُؤمِنُ أيضًا بأنه سيتعذَّر أن يُرهَن عَمَلٌ بحُكمٍ قاطِعٍ في وَقتٍ بِعَينِه، وأنَّه كان لي الحَقُّ في استئنافِ القَرار. ونتيجَةً لذلك؛ قرَّرتُ مُمارَسةَ هذا الحَقِّ نِيابَةً عن "العَنبَر الأسوَد"، وتقديم "سجين عام 1954" إلى جُمهورِ الأدَبِ في عام 1991 دون تحريفٍ في الوَثائق -نعم، دون أن ألمس ملفَّها- كما لو كُنتُ أُحضِرُها إلى المحكَمَة العُليا. سأُعيدُ النَّظرَ في "العَنبَر الأَسوَد" -ربَّما إن كان قُدِّر ذَلِكَ في المستقبل- وأُغَيِّرها وفقًا لمَوهِبَتي الروائيَّة الحالية. لكنَّ طَبعَتها هذه التي ستقرؤونها، بكَلِماتها وجُمَلِها وخيالها، هي عَينُ الطَّبعَة الأولى التي صَدَرَت في دار نشر "رمزي"في عام 1954. والأَمرُ والقَرارُ في هذا الصَّدَد لقُرَّائنا اليَومَ، وللسَّادة -إِنْ وُجِدوا- نُقَّادِنا. "
"لم يكن التَّغيُّر فوريًّا، ليس قبل الصفحة العشرين، ثم لاحَظَت بغتةً شيئًا فيما يحيط بها، سكونًا حادًّا غير معتاد، أو أنها أضواء الشمال على الخليج الصغيرة. كانت تلك اليقظة جديدةً عليها، اخترقَت لا مُبالاتها، واستمرَّت هي في الكتابة، كتَبَت حتَّى لم يَعُد هناك سوى فراغ صغير. بحجم قبضة أو قلب تقريبًا، وصارت تتنفَّسٍ بشكل مختلف. اختفى ذلك الصوت، المُختنق، الصافر. ارتخى حَلْقُها." سريعًا ما نَكتَشِفُ ما هو المُشتَرَك بين المرأتين: طفولةٌ صَعبَةٌ، صَدمَةٌ نفسيَّة، وتكوينٌ انعزاليٌّ وجدَ مساحةً للتَّنفيس في التَّعبير الإبداعي. مع ذلك، كلَّما حاوَلَت "إلين" التَّواصُل مع المرأةِ الشَّابَّة من أجل استعادَةِ ذِكرياتٍ مُؤلِمَةٍ؛ كلَّما تَراخَت قَبضَتُها على الواقِع.
" أريدكما أن تَعرِفَا أنه لو كان بمستطاعي أن أجعل الأشياء تعود إلى الوراء بالطريقة التي كانت عليها، سأفعل هذا في لحظة. لكن، للأسف، لا توجد تروسٌ عَكسيَّة في الحياة. أظنُّ أنه لو امتلكنا جميعًا ذاكِرةً مِثاليَّة؛ سنأسى جميعًا على النُّسَخ الأقدم ممَّا اعتدنا أن نكونه، بنفس الطريقة التي نأسى بها على أصدقاء راحلين. "عمل غامض، فاتن، ومُؤثِّر بعُمقٍ. يستكشف الطبيعة ذاتها لما يعنيه أن تكون إنسانًا". أليكس مايكلايدز، روائي وسيناريست بريطاني "هنا أنتَ لا تتعاطف مع الشخصية الرئيسية بقدر ما تعيش بداخلها". ديانا جابالدون، كاتبة أمريكية "
... "لقد كان لديَّ الوقت لإلقاء نظرة خاطفة على كل ثَقبٍ فتَحتُه في حياة الناس. في عقلي تتبَّعتُ كلَّ رصاصاتي في حناجر الناس، في رؤوس الناس وفي المستقيم. وأشعر بالأسف، فقد أطلقتها جميعًا في الاتجاه المعاكس؛ ممَّا جعلها تعود إلى مصدرها، لتفتح مائة ثَقبٍ في رأسي، فيتحوَّل إلى دُشٍّ تنساب منه كل ذنوبي المميتة". إنها كوميديا سوداء حول قاتل مافيا كرواتي هبط عن طريق الخطأ في أيسلندا، المجتمع الأكثر سلميَّةً ونسويَّةً في العالم، متنكِّرًا في زيِّ قسٍّ ومذيعٍ إنجيليٍّ أمريكي.
رواية في مجال الخيال العلمي، وتدور في ثلاثة أزمنة، منها: العصر العثماني، والعصر الحالي، والقرن القادم، كما تدور أحداثها في ثلاثة أجواء أيضًا: في البحر، والبر، والجو؛ حيث تبحر السفينة العثمانية "شاهميران". وتسير على الأرض، السيارة "البَرّ جَوِّيَّة"، كما تطير في الجو. وكوكب "مافرون" حيث يعيش الناس هناك مئات بل آلاف السنين، وبعضهم لا يموت.
"هذا هو الاختلاف، على ما أعتقد، بين الفنَّان والشَّخص العادي: يُمكِن للفنَّان أن يخلق خارج نطاق نفسه نسخةً طبقَ الأصل من نواياه. البقية منَّا فقط يخلقون فوضى، أو شيئًا خشبيًّا هشًّا على نحو ميؤوس منه، بغَضِّ النظر عن مدى براعتنا في تخيُّله. هذا لا يعني أننا جميعًا لا نمتلك حيِّزًا مُعيَّنًا يمكننا فيه أن نحقِّق ذواتنا غريزيًّا، أن نقفز دون النظر، لكن استدعاء الأشياء إلى وجودٍ دائم لَهُوَ إنجازٌ من مرتبة مختلفة. أقرب ما وصل إليه معظم الناس من ذلك التَّحقُّق هو إنجاب طفل. ولا مكان مكتوبةٌ فيه أخطاؤنا وقصورنا أكثر وضوحًا من هناك: فِعلُ إنجابنا طفلًا!"". لا أحد يرسم الأبعاد العاطفية بين البشر العاديين مثل كاسك. ""مكان ثانٍ"" رواية فلسفية عمَّا يحدث عندما تخلط الفنَّ بالحياة. Vulture تأمُّلٌ عميق داخل خبايا العلاقات البشريَّة. Oprah Magazine أعادت كاسك إحياء النوع الأدبي المعروف بالخيال الذاتي autofiction، ثم وضَعَت قواعدها الخاصة. إن كتابات كاسك المثيرة للجدل والصدامية والجريئة أكسَبَتها الكثير من المعجبين الذين يُقدِّسون كتاباتها، لدرجةٍ من النادر أن تجدها مع أي كاتب آخر. The guardian "
" "كلَّما ابتعد الباص شمالًا؛ كلَّما زادت رَتابة المباني، والشوارع، والناس. متاجر رخيصة تبيع الملابس، والأثاث، وأدوات المطبخ: ’شروط مُيسَّرة، الدفع على عشرة شهور!‘ تزداد عتمة المقاهي، تصير الشوارع أضيقَ وأكثر صخبًا، ويشغل الأرصفة المزيد والمزيد من الأطفال. وقف رجالٌ عاطلون عن العمل، بلا شيء يفعلونه، ولا مكان يذهبون إليه، في مجموعات متجهِّمة، لا جدوى منها، على نواصي الشوارع. دوَّت الموسيقى العربية من المقاهي المظلمة، أو من النوافذ المفتوحة لفنادق كئيبة. ثم فجأة، صارت الشرطة في كل مكان، تراقب الشوارع، العيون تتنقَّل بوقاحة من وجه إلى وجه، الرشَّاشات تتدلَّى من أكتافهم. إنها مثل هارلم، فكَّر سميان، سوى أن هناك رجال شرطة أقلُّ في هارلم، لكن ربما يحدث هذا أيضًا ذات يوم. مثل هارلم ومثل كل مَعازِل العالَم. كان للرجال الذين رآهم عبر نافذة الباص بَشرة أكثر بياضًا، وشعرًا أقل تجعيدًا، لكنهم كانوا، في نَواحٍ أخرى، مثل الزنوج في الولايات المتحدة. لقد اتَّخذوا نفس الأوضاع: ’التخزين‘ على النواصي، مستعدِّين ومرعوبين من ’القلق‘ الذي يمكن دائمًا أن يحدث، العيون متجهِّمة ومرتابة، يرتدون بناطيل بسعرٍ موحَّد، وقمصان زاهية، وأحذية ضيقة مدبَّبة"". "
"ربما بدأ حُلم الرجل كشيءٍ جميل وعظيم. ربما كان هذا الجَمال وهذه العَظَمة هو ما أعمى فون براون عن كل الطُّرُق التي كان منشغلًا بخيانتهما عبرها. كان هذا أمرًا إنسانيًّا بحتًا، الأمر بأكمله. لكن فور أن يتكشَّف حُلمكَ، كمعظم الأحلام، عن لا شيء سوى تيَّارٍ من القهر المحض يتدفَّق عبر دوائر من الأوهام والأكاذيب؛ فهذا هو الوقت المناسب للتخلِّي عنه. هذا هو الوقت المناسب لتلعن حُلمك وتثق بعينيك. وتستعدَّ بُمسدَّسك ربما. "
"16 قصة قصيرة، ومعالَجتان سينمائيَّتان، مختارة من أدب الفانتازيا والخيال العلمي، في الكتاب الأول عن مسلسل نتفلكس ""الحب والموت والروبوتات""، الحائز على جائزة "إيمي". جمعها وأخرجها، كمسلسل رسوم متحرِّكة، للكبار، المخرجان الأمريكيان: ديڤيد فينشر وتيم ميلر، وعُرِض عام 2019. المختارات التي يضمُّها الكتاب الأول بأقلام كبار الروائيِّين والسينمائيِّين من الأفضل مبيعًا، والحائزين على جوائز عالمية ومحلية في السينما وأدب الفانتازيا والخيال والعلمي؛ من بريطانيا، وأمريكا، والصين، وألمانيا، وإسبانيا. صدر الكتاب عام 2020 عقب عرض المسلسل، وصدر عن كلٍّ من المسلسل والكتاب الجزآن الثاني والثالث. "
في روايته الحائزة على جائزة البوكر الدولية عام 1993، يحكي لنا المؤلف رودي دويل من خلال كلمات وأعين بطله ذي الأعوام التسعة (بادي كلارك)، عن ضواحي مدينة دبلن في الستينيات، وعن مغامرات الصبية في الشوارع الخلفية بين بيوت الضواحي الجديدة التي تبنيها الشركة. يحكي لنا عن ملل فصول المدرسة وحماس اللعب في الشوارع ودراما العلاقات الأسرية وصراعات السلطة بين الأصدقاء المستترة في شكل ألعاب طفولية. (بادي كلارك ها ها ها) رواية غير تقليدية، مرحة أحيانًا وتراجيدية أحيانًا وغير تقليدية طوال الوقت، تصور الطفولة بعين دقيقة وإحكامٍ بالغٍ، حتى تكاد تحسب مؤلفها في العاشرة من عمره حقًّا، لكنها مع ذلك ليست رواية أطفال بالمرة، فالواقع الذي يفصح عن نفسه بين سطورها فيه كل قسوة الحياة التي يعاني منها الجميع، كبار وصغار.
" في العادة، كان مُنفِّذو الأحكام يُلبُّون الأمنيات الأخيرة للمحكومين؛ لذا وقف هذا الشابُّ وظَهرُه لحفرة الرمال، ووجهه لمُنفِّذي حُكم الإعدام. ويبدو أن وجهه المبتسم قد أصاب الرصاص بالقشعريرة، وطاشت رصاصتَا مُنفِّذ الأحكام الواقف بجوار "أن بينغ". فمازحه الشابُّ قائِلًا أن لا لوم عليه، ربما حَلم الرصاص بالتحليق في السُّحُب، ثم التفت إلى "أن بينغ" وقال: "عمَّاه، لو استطَعتَ أن تعدمني بشكل جيِّد ونظيف دون أن تفسد ملامحي، سأُبعَث على هيئة طائر لأُغنِّي لك طوال الطريق"، فأومأ "أن بينغ" برأسه موافِقًا، وطلب منه أن يفتح فمه قليلًا، وفي اللحظة التي فتح فيها الشاب فَمَه، ضغط "أن بينغ" على الزناد، فمرَقَت الرصاصة من بين أسنانه بسلاسَةٍ كالرياح التي تمرُّ عبر مضيقٍ جَبَليٍّ. "
"كتابة كيم بو يونج أشبه بقطعة فنية سينمائية تخطف الأنفاس. تُذكِّرنا بالعالم الذي عشناه في أفلام على غرار ماتريكس، واستِهلال Inception، ومدينة الظلام Dark City، لكنها لا تزال تقودنا إلى هذا البناء الأصيل تمامًا. كتابة بو يونج تجربة أدبية صوفية الأفكار، وسينمائية رائدة في ابتكار عوالمها. باختصار: قوية ورشيقة وباهرة". بونج جون-هو مخرج فيلم الطفيلي (Parasite) الحائز على جائزة الأوسكار من خلال الموازنة بين الكآبة والأمل، بين البشاعة والجَمال، نجحت هذه القصص في أن تكون قويَّة، وفي استكشافها المحفِّز للأفكار لمعاني مثل الحب والفقد والتكيُّف، والطبيعة البشرية. ڤاليري فالديس ((Chilling Effects استكشافٌ جميلٌ وصادق للعقل والجسد والروح عبر الزمن والمكان. هذه القصص ستفطر قلبكَ، ثم سترتقه بحنان وتجمع أجزاءه المحطَّمة مرة أخرى. مارينا جيه لوستيتر (ثلاثية نومينون Noumenon)
كارماك بلدة صغيرة للغاية في أمريكا. بعد عددٍ من الحوادث والوقائع المؤسفة، تجد البلدة نفسها مضطرة إلى توظيف وسيطٍ لتبليغ الأخبار السيئة. يحصل فرانك فيريللي على الوظيفة ويبدأ في توصيل هذه الأخبار. رواية الوسيط جزءٌ مستقلٌّ من الرواية الأكبر «شْلوك»، وتُنشَر مستقلة احتفاءً بفيلم The Middle Man.
كلبٌ يخرج لسانه يلهث من الحرارة، يمشي بخطواتٍ ثقيلة ومرهقة، يعبر السَّاحة من طرفٍ إلى آخر، ويتوقف أمام اللحَّام في الزاوية. لا تبدي قطط الطريق الكبيرة التي تقف هناك أيَّ اهتمامٍ بهذا الكلب العجوز الذي بات يشبههم. مدخل دكان اللحَّام مغطَّى بأشرطة بلاستيكية ملوَّنة ومزيَّنة بالخرز تمنع دخول الذباب والحشرات. تقف الأشرطة جامدة بلا حراكٍ. لا وجود حتى لنسمة خفيفة في الجو. اجتاحت حرارة منتصف النهار المدينة. كأن السَّماء تمطر جمرًا.
إنَّ مُغامَراتِ عازِفِ بيانو مُفلِسٍ، يُبدِّلُ حِسُّ الفُكاهَةِ لَدَيهِ مَرارَةَ حَياةٍ حافِلَةٍ بالهَزائِمِ، هي الدَّافِعُ الأَوَّلُ الَّذي يَمنَحُ زَخَمًا لِحكاياتِ الأُوروجوايَّاني فليسبرتو إرناندِث. ما أَنْ يَشرَعُ في حَكيِ التَّعاساتِ الصَّغيرَةِ لِوجودٍ يَنصَرِفُ بَينَ فِرَقِ الأوركسترا الصَّغيرَةِ لِمقاهي مُونتڤيديو، وجَولاتِ الحَفلاتِ الموسيقيَّةِ في قُرَى رِيف الرِّيو دي لا بلاتا، حَتَّى تَتزاحَمَ فَوقَ الصَّفحَةِ القَفشاتُ والهَلوَساتُ والاستِعاراتُ الَّتي تَكتَسِبُ فيها الأَشياءُ حَياةً كالأَشخاصِ... لَكِنْ ما يُطلِقُ عَنانَ فانتازيا فليسبرتو هي الدَّعواتُ غَيرُ المُتَوقَّعَةِ الَّتي تَفتَحُ لِعازِفِ البيانو الخَجولِ أَبوابَ مَنازِلَ غامِضَةٍ، ودُورًا ريفيَّةً مُوحِشَةُ تُقيمُ فيها شَخصيَّاتٌ ثَرِيَّةٌ وغَريبَةُ الأَطوارِ، ونِساءٌ مُمتَلِئاتٌ بِالأسرارِ والعُصاب.
كلمَةٌ ذَهَبيَّةٌ ومَلاكٌ أَسوَدُ وسِرٌّ أُفشِيَ هَمسًا... بَعدَ الحادِثِ انفَصَلَ الزَّمانُ عَن المكانِ تَمامًا؛ إِذْ دامَت الغَيبوبَةُ الَّتي دَخَلَ فيها فيليكس لِمُدَّةِ 263 يومًا مُخيفًا بالضَّبطِ. إنَّه عَدَدُ الأَيَّامِ الَّتي قَضَتها أُمُّهُ قَبلَ أَحَدَ عَشَرَ عامًا تَحمِلُه في أَحشائِها. ثُمَّ عايَشَ الأَشخاصُ المُحيطون بِهِ مُعجِزَةً، فَقَد عادَ الصَّبِيُّ ابنُ عائِلَةِ فينتَر إلى الحَياةِ في يَومٍ صَيْفِيٍّ رائِعٍ. لَكِنَّهُ أَطلَقَ عَلى نَفسِهِ اسمًا مُختَلِفًا، لا سِيَّما مُختلف. لَم يَعُد الصَّبِيُّ يَتَمتَّعُ بِأَيَّةِ ذِكرياتٍ عَن الفَترَةِ الَّتي انقَضَت قَبلَ الحادِثِ، كَما لَمْ يَعُد يَتَذَكَّرُ أَيَّ شَيءٍ عَن الحادِثِ نَفسِه... وهُناكَ مَن هُوَ عَلى استِعدادٍ لِأَنْ يَفعَلَ أَيَّ شَيءٍ كَي يَبقَى هَذا الحالُ عَلى ما هُوَ عَلَيهِ.
مع العلم بأن كل قضمة قد تكون الأخيرة، يأتي شعورٌ بالإثارة ونكهة إضافية لا يمكن مقاومتها، لكنَّ هناك سببًا لكون الشراهة من الخطايا السبع المميتة... كانوا عشرة في البداية، من نخبة الشباب في مدينتهم، يجتمعون كل شهر للاستمتاع بمأدبة رائعة، والاحتفال بصداقتهم وتفردهم، لكن بعد مرور عشرين عامًا، لم يعودوا محطَّ إعجاب الآخرين كما توقعوا، ووهنت أواصر صداقتهم بفعل الصديقات الساخطات، والزوجات المتشككات، والإفلاس، والطلاق، والموت، حتى التقى دانيال بلوسيديو. يعتقد دانيال أنه وجد في صديقه الجديد هذا وصفة يمكنها إعادة الحياة إلى اجتماعاتهم الشهرية التي فقدت رونقها. ورغم أن لوسيديو غامض قليل الكلام، فإن عبقريته في المطبخ تساعده على إعداد أطباقهم المفضَّلة بصورة لا مثيل لها، وبحيث لا يكفي طبق واحد أبدًا، ولا سيما بالنسبة إلى تلك المجموعة التي طالما أرادت المزيد.
تستكشف الرواية ثلاثة من الوحوش التي ابتُلي بها عالمنا: العنصرية، وكراهية النساء، والتحيُّز ضد المسنين. وتتألَّف الرواية من حكايتين منفصلتين، يروي كلًّا منهما مهاجرٌ من أصول آسيوية إلى أستراليا. وتمامًا كما انقلبت حياة شخوص الرواية وانقلب عالمهم رأسًا على عقب بسبب الهجرة، قلبت ميشيل دي كريتسير شكل روايتها، بحيث التصقت الحكايتان ببعضهما على نحوٍ مقلوبٍ، ويمكن للقارئ البدء بأي جهة يشاؤها. في حكاية ليلي، هاجرت أسرتها من آسيا إلى أستراليا وهي في سن المراهقة، حتى صارت تعمل بالتدريس في فرنسا في الثمانينيات، حيث كوَّنت صداقات، ولاحظت المعاملة التي يتعرَّض لها المهاجرون من شمال إفريقيا، بينما يثير جارها الخوف في نفسها بسبب غرابة طباعه. وطوال الوقت، تسعى ليلي جاهدة لتكون امرأة جريئة وذكية مثل سيمون دي بوفوار. أما لايل، فيعمل لصالح إدارة حكومية خبيثة في أستراليا في المستقبل القريب. وبوصفه مهاجرًا آسيويًّا، فهو يخشى العودة القسرية لوطنه الأم التي تهدد كل معارض للحكومة، ويحاول لايل الاندماج وتبني «القيم الأسترالية»، بينما تشغله زوجته الطموحة وولداه صعبا المراس ووالدته المسنَّة العنيدة. وتدور كل هذه الأحداث على خلفية من التغيُّر المناخي والأوبئة المنتشرة والحرائق المستمرة، في ظل حكومة شمولية جرَّمت الإسلام في البلاد وفرضت سيطرتها بالقوة، حتى صارت أستراليا منبوذة على الصعيد الدولي وخاضعة للعقوبات الاقتصادية.
في العالَم الحقيقي، سِباستيان -دون شدة على النون- هو فتى عادي يعيش مع أمه، ويذهب إلى المدرسة كل يوم، لكن في العالم الافتراضي يعرفونه باسم «القاتل»، فهو خبير في الأسلحة المتطورة، ويتحكم في أسرابٍ من طائرات «الدرونز»، بخلاف أنه يتقاضى أجرًا على ذلك. يبدو الأمر في ظاهره أنهما عالمان مختلفان لا يتقاطعان، واقعان مستقلان يستطيع سِباستيان أن يفصل بينهما، لكن الحدود بين الواقعي والافتراضي قد تكون مشوَّشة أحيانًا؛ تُرى هل يمكن لدماء الضحايا في لعبة على شاشة أن تلطخ يد اللاعب الذي يجلس أمامها؟
الأجراس في آخر أضواء المساء الوردية، رأيتُ زوجة الرسّام في البورتريه، كان يستلقي ساكنا على الأرض حيث كانت أماليا قد ألقته في غضبها، احتضنت قماشة الرسم إلى صدري وتذكّرت حينها أن الرسّام في حزنه، قد رسم بورتريها لها بدمائه. فقط لو أستطيع سكب دمائي في أغنية! بين العاطفة والشجاعة، الموهبة والكفاح الحب والغيرة، تتدفق بعذوبة حكاية رائعة عن مغني الأوبرا الشهير موسى فروبن الذي يمتلك على نحو فريد موهبة في أذنيه وجمالا في صوته ومأساة في حكايته.
غابة الصنوبر في الثالثة وسبع دقائق مساءً، عند مفترق طرق في وايوارد باينز، انحرف ستولينجز أمام شاحنة من طراز ماك. قتل على الفور، وبسبب عنف التصادم والدمار الذي لحق بجانب الراكب إلى جوار السائق كان لا بد من أخذ السيارة إلى موقع آخر لاستخراج جثة إيثان. غير أنهم بمجرد أن شقوا الباب وأزالوا من السقف ما يكفي للدخول، وجدوا المقصورة فارغة. بلدة صغيرة خلابة ظهرت من قلب العدم ،جميلة من الخارج، لكن قلبها حالك السواد، يأخذنا بليك كراوتش في رحلة ملؤها الغموض والإثارة إلى أقصى ما تفتق عنه الخيال البشري من شراهة وتسلط.
في نثر واضح وغير منمق، وبطريقة مباشرة ترسم تشوي إين يونج صورًا حميمية لحياة الشابات في كوريا الجنوبية، صورًا توازن بين ما هو شخصي وما هو سياسي وثقافي، تتحدث في قصة ابتسامة شيوكو عن صداقة مشحونة بين فتاتين من المراهقة إلى البلوغ، وفي قصة أخرى تواجه امرأة شابة وفاة عشيقها وتسافر إلى روسيا للبحث عن معلومات حوله، وفي قصة ثالثة يخفي والدا معلمة ماتت في غرق العبارة سيول خبر وفاتها عن جدتها. حازت المجموعة الأكثر مبيعًا في كوريا الجنوبية على جوائز عدة...
هل تظن أن الرعبَ الرهيب موجودُ فقط في الأدغال والأماكن المهجورة؟ هناك نوع من الرعب الخفي يحل في كل تفصيلة من حياتنا اليومية التي يسيطر عليها النظام الأبوي الرأسمالي، وتتعزز تلك السيطرة عبر التقنية التي لا تنفك تتقدم وتسيطر على كل شيء، بطريقة مبتكرة وفريدة وبحس دعابة عبثي تنتقد بورا تشانج تلك الأوضاع الحديثة التي تضع حياة الإنسان وحضارته على المحك.
شيباتا امرأة عازبة في منتصف الثلاثينيات، تعمل في شركة تصنع أنابيب ورقية. يتوقع منها زملاؤها في الشركة القيام بمهام صغيرة لا علاقة لها بعملها مثل إعداد القهوة والتنظيف بعد الاجتماعات لمجرد أنها امرأة. في أحد الأيام، يفيض بها الكيل عندما ترى الأكواب المتسخة التي تركها زملاؤها لساعات دون التفكير حتى في تنظيفها، فتعلن أنها لا تستطيع تنظيفها؛ لأنها حامل والرائحة تشعرها بالغثيان. تحررها تلك الكذبة العفوية من المهام التي تكرهها وتمكنها حتى من الانتهاء من عملها في المواعيد الرسمية، فتقرر أن تستمر في كذبتها حتى النهاية. تٌرجمت الرواية لأكثر من ثماني عشرة لغة، ونالت شعبية كبيرة حول العالم، كما أنها قد فازت بجائزة أوسامو دازاي. نبذة عن الكاتبة إمي ياجي محررة في مجلة نسائية في اليابان، ولدت عام 1988، وتعيش في طوكيو. «لم أقصد كتابة قصة تدور حول القضايا الجندرية. في البداية، كانت مجرد مزحة ثقيلة أو فكرة عابرة. كل ما شعرت به أنه سيكون الأمر متعبًا إذا استمرت الأمور على ما هي عليه في العالم الحقيقي... شعرت أنه من الغريب أن هناك الكثير من الناس حولي يطالبونني بحسن نية أن أنجب أطفالًا بمجرد أن تزوجت. تلك الكلمات غير المتعمدة هي الأكثر شرًا. لذلك تكونت داخلي فكرة عجيبة؛ أن أنجب رواية بدلًا من أن أنجب طفلًا حقيقيًا.» -إمي ياجي «تطمس ياجي ببراعة الحدود بين الحقيقة والكذب مع هذا الحل المشاغب للتحديات مكان التي تواجهها المرأة في مكان العمل.» - واشنطن بوست « لا تركز الرواية فقط على المشاكل التي تواجهها النساء في العمل... بالنسبة للعديد من النساء حول العالم، فإن البحث عن معنى للحياة مسألة معقدة بسبب الضغوط المجتمعية التي تجبرهن على اتخاذ الأدوار الجندرية التقليدية خاصة في العمل...» -ذا چاپان تايمز
«يومًا ما جاؤوا ليأخذوا الخُميني من منزل أحد رجال الأعمال الأثرياء في شمال طهران، لإرساله إلى المنفى. أمَّا أنا، الذي انتهى بي الأمر بأن صِرتُ سجينًا في نظامه، وتعرَّضتُ لأبشع أنواع التعذيب على يد أنصاره، فقد أتيتُ منزله يومها وقبَّلتُ يده، دون حتى أن أعرف مَن هو»، يكتب الصحفي الإيراني «هوشنغ أسدي» حكايات لا تُنسى، عن الأمل والألم في قصته، التي امتدت بين انتصار الثورة الإيرانية التي ساندها وآمن بها، ووقوعه ضحية لها مسجوناً في زنازينها
في الجزء الثاني من ثلاثية وايوارد باينز يحكي بليك كراوتش عن بلدة وايورد باينز المثالية الواقعة وسط جبال رائعة الجمال، والتي يمكن أن يطلق عليها "جدن عدن الحديثة" باستثناء السياج المكهرب والأسلاك الشائكة التي تحيط بها والقناصة الذين يراقبون الوضع على مدار الساعة، لا أحد من السكان يعلم كيف جاؤوا إلى تلك البلدة، ويتم إخبارهم بما عليهم فعله طوال الوقت، يحلم الجميع بالهروب، لكن من يتجرأون فعلًا على ذلك تنتظرهم مفاجأة مهولة.
"... المفتاح النهائي راوغني دائمًا، وقرَّرتُ أن بحثي كان عقيمًا ومضلَّلًا مثل بحث الخيميائيين عن حجر الفلاسفة. قرَّرتُ أنه من الخطأ التفكير بمصطلحات السر أو المفتاح أو الصيغة: السر هو أنه لا يوجد سرٌّ. لكنني كنت مخطئًا. ثمة سرٌّ بالفعل، وهو الآن في أيدي رجال جهلاء وأشرار، سر تُعتبر القنبلة النووية بجواره مجرد لعبة صاخبة. وسواء أعجبني هذا أم لا، كنتُ مشاركًا. لقد وضعت حياتي رهانًا أوليًّا. لم يكن لديَّ خيار سوى أن أنتظر نهاية الجولة." تضم هذه المختارات قصصًا من ثلاثة كتب: "إنترزون" الذي كُتِبت نصوصه بين عامي 1953 و1959 ونُشِرت عام 1989، و"مبيد الحشرات" (1973)، و"زقاق الأعاصير" (1989). تعكس المختارات تطور أسلوب وليم بوروز من السرد المنضبط، المقتضب، المحايد في كتاباته المبكرة، إلى السرد الشذري، الاستطرادي، الحميمي في كتاباته اللاحقة. "الروائي الأمريكي الوحيد الذي ربما يكون مسكونًا بالعبقرية." – نورمان ميلر "بوروز هو أعظم الكُتَّاب الساخرين منذ جوناثان سويفت." – چاك كيرواك
"خوفا من ردود الفعل والانتقام، تركت كريستينا السويد على الفور وبصحبة جوقة من الفرسان توجهت نحو الدنمارك. وبعدما عبروا الحدود ووصلوا إلى إحدى اللوكندات، أشارت بالتوقف وصاحت بصوت عالٍ: "أخيرًا حرة!". نزلت عن صهوة جوادها وأمرت فتى من حاشيتها بأن يحجز لها حجرتين. ومنذ تلك اللحظة بدأ التحول في هيئة تلك السيدة العظيمة". تحكي الرواية قصة الملكة كريستينا التي تربعت على عرش السويد لمدة عشرين سنة خلفًا لوالدها في النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي، والتي شهدت حياتها تحولات رهيبة يتم التركيز على كشف خباياها على طول الرواية وأهمها الصراع الديني في تلك المرحلة.
في هذه الرواية، التي صدرت عام 1984 في جنوب أفريقيا، "سول برنارد" حطَّاب شاب ثائر ومضطرب، يصارع لإقناع أسرته، ذات الأصول الهولندية، باستبدال كلًا من قطع الأشجار، مصدر رزقهم الوحيد، وجشع تجار الأخشاب، بالتنقيب عن الذهب المُكتَشف حديثًا في الغابات. لكنه سرعان ما يغير رأيه ويصارع المنقبين الغرباء، الذين يدمرون الغابة أثناء تنقيبهم عن الذهب. وإذ يدور في حلقاتٍ من الشك واليقين، واليأس والأمل، يظل "القدم العملاقة"، أضخم أفيال الغابة، نقطة ارتكاز "سول" الوحيدة في هذه الدوائر التي لا تنفك تجذبه إلى الغابة لتطرده منها مرة أخرى.
لم تكن قصة سيجورلينا حول اكتشاف المشبك الأثري الأيسلندي بنفس الخيال الأسطوري لكنها تحمل أهمية ضئيلة وسط الوفرة التاريخية التي يتزَّعمها المتحف. العَتَاقة بمفردها لا تمنح تصريح الدخول إلى هذا المعبد؛ في راحة سيسنولا الخشنة كانت عطيَّة سيجورلينا بلا قيمة، ذلك أنه لا يقفه شيئًا عن أيسلندا وتاريخها. لهذا وضعَ المشبك العتيق البائس مُجدَّدًا على المنضدة ودفعه برفق ناحية المرأة الشابّة بإصبع سبَّابته: "عليكِ بالتاريخ لتحوّلي الذهب القديم إلى كنزٍ لا يُقدَّر بثمن".
جيدا فتاة على أعتاب سن الرشد، تعيش في إدنبرة من أب أبيض وأم ذات أصول إفريقية. تغمرها مشاعر الخجل والإغترب. وتمكن مشاعرها تلكرجل الظلال. الذي يجسد كل ما هو سلبي. من أن يتغذى على شكوكها وإحساسها بعدم الأمان، ويمنح موت والدتها، راهامي الفرصة لرجل الظلال للسيطرة على جيدا في خضم آلمها من خلال حزنها وأكاذيبه، لكن هدية راهامي الأخيرة لإبتها كانت صندوقا من الحكايات، وعند فتح الصندوق تهرب منه الحكايات، وتبدأ رحلة مذهلة، تتعلم جيدا المزيد من أسلافها الأفارقة من خلال حكايات العبودية والقسوة والإستعمار، لكنها تكتشف أيضا الفخر والحب والتضحية، لكنها في النهاية تتقبل تراثها المزدوج ومكانتها الفريدة في العالم. تستكشف رواية "الدم والذهب" المليئة بالمآسي والعجائب والسحر، موضوعات الفقدان والإضطهاد، وتطلب منا أن نتفحص هويتنا ومواقفنا وإنسانيتنا.
الخطوط العريضة رواية في عشرة محادثات، أسلوبها مُقتَصِد وواضح، تتبَّع روائية تدرِّس دورة في الكتابة الإبداعية خلال صيف حار جدًّا في أثينا. تقود طلابها في تمارين سردية، وتلتقي بكتَّاب آخرين على العشاء. تذهب للسباحة في البحر مع جارها الذي التقته على متن الطائرة. يتحدث الأشخاص الذين تقابلهم بإسهابٍ عن أنفسهم، وعن تخيُّلاتهم، وقلقهم، ونظرياتهم المفضلة، وندمهم، وأشواقهم، بينما تبقى الشخصية الرئيسية راوية الأحداث صامتةً أغلب الوقت، قابعة في الظل. ومن خلال بوح الشخصيات الأخرى ترتسم الخطوط العريضة للراوية بالقياس والمقارنة، صورة لامرأة تتعلم مواجهة خسارة كبيرة. الخطوط العريضة محاولة لملء الصمت والفراغ، واستكشاف مكثَّف وحاد ومقتصد كمشرط جرَّاح لقضايا عديدة كتجربة الفقد وصعوبة العلاقات الحميمية، والزواج والطلاق، والنسوية، والأمومة، والكتابة وغموض الإبداع نفسه.
كانت تلك هي اللحظة، الومضة المراوغة حيث تقاطع سيرهما " على طريق الحياة"، اترتقي إحداهما الطريق، وتغوص الأخرى فيالظلال، لكنهما لم تدركا ذلك رغم أن أنطوانيت كررت برقة: "ماما المسكينة.." كرست تاتيانا إيفانوفا حياتها بالكامل لسادتها، آل كارين الذين شهدت ميلادهم وترعرعهم، بعد أن تسببت الثورة الروسية في طردهم من ضيعتهم، تبعتهم في ارتحالهم حتى أوديسا في البداية، ثم إلى باريس في تلك الشقة الصغيرة في حي تيرن حيث أخذ المنفيون في التدويم في دوائر كذباب في الخريف..
قصة مؤثرة عن "نورا" فتاة صغيرة نشأت في النرويج خلال الخمسينات فترة مابعد الحرب العالمية الثانية تستكشف القصة صراعاتها مع أسرار الأسرة والإساءة والطبيعة القمعية لمجتمعها الريفي الصغير. تدور الرواية حول إضطهاد النساء وقوتهن وقد حصلت هذه الرواية على جائزة نورديك الأدبية المرموقة, وجائزة النقاد النرويجيين للأدب عام 1981.
"في صباح اليوم التالي استيقظ يوهان على صوت ضجيج عالٍ. "ماذا حدث؟" لقد اندلعت الحرب العالمية الأولى. في سراييڤو، تمَّ اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند من هابسبورج على يد متعصِّبٍ مستقل. تصطفُّ فرنسا وإنجلترا وروسيا ضد ألمانيا والنمسا والإمبراطورية العثمانية. في هانوڤر، ينزل سكان الأحياء إلى الشوارع ويتَّجهون إلى الميدان. هناك مَن يذيع آخر الأخبار، وهناك مَن يستمع في ذهول. تحكي الرواية قصة حقيقية عن الملاكم الألماني الغجري "يوهان ترولمان، والذي بذغ نجمه كبطل فريد لكن حياته اتخذت مسارا مأسويا بصعود الحزب النازي. فما الذي يمكن أن يتكشف من علاقة بين البطولة والمأساة؟! حاز داريوفو على جائزة نوبل للآداب فى 1997."
لا يوجد إلا كاتب واحد يجيد سرد قصة مرعبة ونفسية، كهذه القصة والمليئة بالإساءات الرهيبة والتعذيب البشع والقتل المتسلسل المروع بدقة ورهافة وأسلوب رفيع، يأخذنا جريج أولسن في رحلة نفسية مشوقة، مستوحاة من أحداث حقيقية، مازجا بين الإثارة والإبتكار؛ ومن ثم يعد كتاب إياكم أن تخبروا أحدا " تحفة فنية في أدب الجرائم الحقيقية" ماثيو وليم فيليبس صاحب الكتب الأكثر مبيعا في صحيفة نيويورك تايمز.
"كل الخُطاة ينزفون هي رواية إثارة آسرة تتعمق في تعقيدات العرق والدين والسياسة في المدن الصغيرة في الجنوب الأمريكي. وتدور أحداث الرواية في بلدة شارون الخيالية في فرجينيا، وتتبع حياة الشريف تيتوس كراون وهو يحقق في مقتل شاب أسود. بينما يتعمق كراون في القضية، يكتشف قاتل متسلسل كان مختبئًا على مرأى من الجميع، مع وجود صلات محتملة بين القاتل وتاريخ البلدة المروع، كما يكتشف جرائم مروعة وشبكة من الأسرار والفساد التي تهدد بتمزيق البلدة. تمتلئ القصة بالتشويق والعنف والغموض الأخلاقي، حيث يتصارع كراون مع شياطينه الشخصية أثناء محاولته تحقيق العدالة للضحية وعائلته. وتتمثل إحدى نقاط قوة الرواية في شخصياتها المعقدة والمتطورة جيدًا. الشريف تيتوس كراون هو شخصية معيبة ولكنها بطولية في نهاية المطاف. الشخصيات الداعمة، بما في ذلك عائلة الضحية، والمسؤولين الفاسدين في البلدة، وأعضاء مجموعة تفوق العرق الأبيض المحلية. تلقت الرواية استحسان النقاد وتمت الإشادة بها لشخصياتها المعقدة وحبكتها المثيرة. كما تم ترشيحها للعديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة - Audie لأفضل رواية تشويق وإثارة - وجائزة Goodreads Choice لأفضل رواية غموض وإثارة. "
تَحكِي الرواية قِصَّة اِمْرأتيْن، المرْأة الغامضة ذات التَّنُّورة الأرْجوانيَّة والرَّاوية اَلتِي لَم يَتِم ذِكْر اِسمِها، المرْأة ذات السُّتْرة الصَّفْراء. تَتَكشَّف اَلقِصة مِن خِلَال عُيُون المرْأة ذات التَّنُّورة الصَّفْراء، اَلتِي تُرَاقِب المرْأة ذات التَّنُّورة الأرْجوانيَّة. تَجذِب الأخيرة، وَهِي شَخصِية مُنْعزلة، الانْتباه بِتنُّورتهَا الأرْجوانيَّة النَّابضة بِالْحياة وروتينهَا اليوْميِّ. تَبدَأ المرْأة ذات التَّنُّورة الصَّفْراء فِي التَّلاعب بِتفاصيل حياتها. تَتَعمَّق اَلقِصة فِي موْضوعات الحسد والْوحْدة وديناميكيَّات اَلقُوة وضعْف النِّسَاء غَيْر المتزوِّجات. وتسْتكْشف الرِّواية تعْقيدات العلاقات النِّسائيَّة والرَّغْبة اليائسة أحْيانًا فِي الاعْتراف والانْتماء. كمَا أَنهَا مُثيرَة لِلتَّفْكير وَمزعِجة لِمَا تُقَدمه مِن لَمحَة عن الجانب اَلمظْلِم مِن الطَّبيعة البشريَّة والْمَدى اَلذِي قد يَصِل إِلَيه النَّاس لِلتَّحَكُّم فِي مصائر وَحَياة الآخرين.
"هل يُمكن للاضطرابات النفسية أن تساهم في تحقيق نهضة ثقافية وفكرية؟ هل يمكن للصراع على السلطة أن يُنتِج ثورةً إصلاحية مجدِّدة؟ هل تساعدنا المذكرات في إعادة سرْد التاريخ، ورواية الوقائع؟ هذا ما حدث في قصة صراع العائلة المالكة بالدنمارك، وحياة الملك كريستيانو السابع. قصة العشق والجنون والدسائس والطمع في السلطة. صفحة لا تُنسى من التاريخ، ورواية عن واقعة حقيقية غيَّرت أوضاع الدنمارك السياسية. كتب داريو فو هذه الرواية التاريخية التي تدور أحداثُها في القرن الثامن عشر في الدنمارك، وقد استعاد وثائق غير منشورة وبعض المذكرات السرية لأبطال القصة ليعيد بناء وقائع سيرة الأسرة المالكة."
عازف التشيللو وقصص أخرى، هي مجموعة قصص مؤثرة وخيالية أسرت القراء لأجيال. وهي من روائع أديب العزلة الياباني مِيَازَاوَا كِنْجِي، وتدور أحداث القصص حول موضوعات الحب والخسارة والحالة الإنسانية الخالدة، والفضاء الكوني، والنقاء، والتضحية بالنفس، والإيمان، والصداقة، والسعادة، ومعنى الحياة. ويقدم مزيج الكاتب مِيَازَاوَا كِنْجِي الفريد من الخيال والفلسفة منظورًا جديدًا للأسئلة العميقة في الحياة. يُدخل القراء من جميع الأعمار في حالة تسأل وتأمل حول معنى وجوهر وطبيعة العالم. وتضم المجموعة قصص (شهر أبريل - رَجُل الجبل - أمير الرياح - مطعم الطلبات الكثيرة - ليلة قطار مجرَّة درب التبانة - الكستناء والقط البري - عازف التشيللو).
تحت السَّحابة الفُطريَّة هي مجموعة قصص من مصابي القنبلة الذرية الأولى من نوعها والتي ألقتها طائرة أمريكية على مدينة هيروشيما اليابانية في الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة صباح يوم السادس من شهر أغسطس لعام 1945 ميلادية. أصبح سكان مدينة هيروشيما من ألقيت عليهم القنبلةأول حقل تجارب للإنسانية؛ ولذلك يجب أن ننظر إليهم جيدا، ونأخذ منهم العبر لما قد يحدث مستقبلا. لا يحتوي هذا الكتاب على قصص خيالية، أو قصص تجارية، ولكن قصص شهادات جرحى وناجين من القنبلة، ويحكي كل منهم ما حدث له ودار حوله، بصدق وحزن وسعادة،يتفقون في بعض الأشياء ويختلفون في البعض الآخر، أما الإختلاف فناتج عن إختلاف زاوية الرؤية والمسافة بين مكان سقوط القنبلة، ومكان سقوط الجريح، وما ترتب على ذلك من نوع الإصابة ومدى خطورتها وأحوال المحيطين به، ويعد هذا الكتاب أول كتاب في المكتبة العربية يحمل مذكرات جرحى قنبلة هيروشيما، تُرجم عن اللغة اليابانية مباشرة.
تقدم الكاتبة بورا تشانج هذه المجموعة القصصية بمزيج فريد من الرعب والفانتازيا، والغرائبية والفكاهة السوداء، والحديث عن الخسارة والاكتشاف، والواقع المرير والمثالية، والموت والخلود، وتخيُّل المصائر المحتملة للبشرية، بدءًا من الزوال التام عبر مرضٍ أعراضُه الوحيدة هي أكل لحوم البشر العرضي، إلى عالَمٍ يمكن فيه مراقبة الأحلام واستخدامها لإدانة الناس بارتكاب جرائم. وتثبت تشانج قدرة أدب الرعب والفانتازيا والخيال العلمي على مناقشة قضايا جادَّة وآنية، والتَّأمُّل في موضوعات مُهمَّة ستشغل -أو أصبحت بالفعل تشغل- تفكير الفرد والمجتمع البشري العالمي ككل، وتنجح بلا شك في مساءلة قُرَّائها وتحفيز تفكيرهم في معنى أن تكون إنسانًا في مجتمع سريع التطور والتوحش والانعزال.
"تصور القصة ظروف العمل القاسية والاستغلال الذي يواجهه العمال على متن سفينة يابانية لتعليب السرطان، تحمل ساعات العمل الطويلة وحصص الطعام الضئيلة والإساءة الجسدية والعقلية المستمرة من ضباط السفينة. تتبع القصة تفاصيل حياة مجموعة العمال الذين ثاروا في النهاية ضد أرباب عملهم الظالمين. وتعكس التفاوت الاجتماعي والاقتصادي في اليابان في مطلع القرن العشرين، واستغلال النظام الرأسمالي للطبقة العاملة. كما توضح القصة قيمة المشاعر الإنسانية في مواجهة الشدائد، على الرغم من الظروف القاسية، يبدأ العمال في تنظيم أنفسهم ومقاومة قمعهم، وينظمون في النهاية تمردًا ضد النظام الاستبدادي للسفينة. تم حظر الرواية في البداية من قبل الحكومة اليابانية بسبب موضوعاتها الشيوعية وانتقادها للنظام الاجتماعي القائم. وعلى الرغم من الحظر، اكتسبت الرواية اعترافًا واسع النطاق وأصبحت حجر الزاوية في الأدب البروليتاري، وتمت ترجمتها إلى لغات متعددة. ولا تزال الرواية تلقى صدى لدى القراء اليوم باعتبارها نقدًا قويًا للظلم الاجتماعي وشهادة على مرونة الروح البشرية وأهمية النضال من أجل مجتمع أكثر إنصافًا وعدالة."