حكايات الأجداد ( الحكايات الشعبية لسكان أمريكا الأصليين )
هيتاكونانو لاخك أدب مترجم حديثيقول حُكَماؤُنا: منذ زمنٍ بعيدٍ، بَعيدٍ، في البداية، لم يوجد سوى فَراغٍ لا نهائيٍّ، سَكَنَه الخالِقُ، كيشيلاماكونك. لم يكن هناك أيُّ شَيءٍ آخر آنذاك. كان كلُّ الوجود صامِتًا، يَلفُّه سلامٌ عميق. ثم رأى الخالِقُ رؤيا عظيمةً. في رؤياه، رأى الفراغ اللا نهائي من حوله وقد امتلأ بالنجوم، ورأى الشَّمسَ والقمر، والأرض. على الأرض، رأى جبالًا وأودِيَةً وبُحيراتٍ وأنهارًا وغاباتٍ. رأى الأشجار والأزهار والمحاصيل والعُشبَ، ورأى الكائنات منها ما يَزحَفُ، وما يسير، وما يَسبَحُ، وما يطير. رأى ميلادَ الأشياء، ونُموَّها، ومَوتَها، ورأى أشياءَ أخرى بَدَت كما لو أنها تعيش للأَبَد. ثم سَمِعَ أغاني وحكاياتٍ، وأصوات ضحكٍ وبُكاء. لمس الخالِقُ الرِّيحَ والمطر، وشَعَرَ بالحُبِّ والكراهية، بالشجاعة والخوف، بالسعادة والأسف، ثم انقَضَت الرُّؤيا، وتلاشت. رأى الخالِقُ الغَيبَ، وفكَّر مَليًّا في كُلِّ ما رآه في رؤياه، وعَلِمَ أنها سوف تتحقَّق.
ازدواجية الدين (الأسرار المصرية وعصر التنوير الأوربي)
يان أسمان فكر"هل يُدَعِّم الدِّينُ الخَيالاتِ والأَوهامَ الضَّروريَّةَ للحياة؟ أَمْ أَنَّ الاحتياجَ إليها هو الَّذي يُؤدِّي إلى ظاهِرَة "ازدواجيَّة الدِّين"؟ يُقدِّم عالِمُ المِصريَّاتِ البارِزُ "يان أسمان" في هذا الكِتابِ الموسوعيِّ الهامِّ نَظرَةً عامَّةً، ولكِنَّها عَميقَةٌ على مَوضوعِ "ازدواجِيَّة الدِّين"، حيثُ يَبدَأ رحلَتَه بالعَودَةِ إلى لاهوت قُدَماء المصريِّين، الَّذين اتَّسَمَ الدِّينُ عندَهم بالازْدواجِيَّة بين دينِ النُّخبَة وبَينَ دينِ الشَّعب، وهو التَّصوُّر الَّذي أَثَّر على الأَديانِ القَديمَةِ بشَكلٍ عامٍّ، حيثُ كان لها دائِمًا: وَجهٌ خارجيٌّ (وَجهُ الدِّينِ الرَّسميِّ) ووَجهٌ داخِليٌّ (الَّذي يَشمَلُ الطَّبيعةَ الغامِضَةَ للتَّجرِبَة الدِّينيَّة الخاصَّة). ثم يُكمِلُ "أسمان" رِحلَتَه في التَّاريخ ويَنقلُنا إلى العَصرِ الحديث الَّذي شَهِدَ ولادَةَ فِكرَةِ ازْدُواجِيَّة الدِّين بينَ دينِ العَقلِ (دين الفلاسِفَة) من جِهَةٍ، ودينِ الوَحْيِ (دينِ الآباء) من جِهةٍ أُخرى. اكتَسبَ هذا المفهومُ أَهمِّيَّةً جديدةً في عصر التَّنويرِ عِندَما تَمَّ نَقلُ البنيَةِ المزدوَجَةِ للدِّين إلى الفَرد؛ مِمَّا يَجعَلُ الإنسانَ مَدينًا الآنَ بِوَلائِه ليسَ فَقَط لِدِينِه الأَصليِّ، ولَكِنْ أيضًا لـ "دينِ البَشَريَّة" العالَمِيِّ."
موجز التاريخ الطبيعي للحضارة (لماذا التوازن بين التعاون والمنافسة حتمي للبشرية)
مارك برتنس دراسات"مَن نحن؟". "مِن أين أتينا؟". "إلى أين نذهب؟"... من أقدم الأسئلة التي سألها الإنسان لنفسه، أسئلة متأصِّلة في جماعاتنا، وثقافاتنا، وحضاراتنا. وقادَتْنا هذه الأسئلة إلى النظرة المتمركزة حول الذات: فلسفاتنا وعلومنا بدأت متمركِزةً بالكامل حول الإنسان؛ هو النقطة البُؤريَّة والهدف من الكون. لكن، على مدى سنوات القرن السابق، أصبحنا ندرك أننا أبعَدُ ما نكون عن المركز، بل أيضًا أننا نحتلُّ مكانًا صغيرًا للغاية، ولحظةً زمنيَّةً قصيرةَ الأمد جدًّا. هل يعتمد التطوُّر على التفاعُلات التَّنافُسيَّة السلبية والعلاقات بين الفريسة والمُفتَرِس؟ ما هو الدور الذي لعبه التعاون في نشوء الإنسان وتطوُّر الحضارة؟ هل أدَّى الدفاع الكيميائي لسباق التسلُّح التطوُّري بين النباتات ومُستَهلِكيها إلى إمدادنا بالمستحضرات الدوائية والاتجاهات الرُّوحانيَّة. ما مدى تحكُّم التنظيم الذاتي والتَّراتُبيَّة الهَرَميَّة في النشوء التكافُلي والتطوُّر المشترك؟ وكيف كان ذلك مِدادًا لخريطة طريق التاريخ الطبيعي للوصول إلى نشوء الإنسان وظهور الحضارة؟ هل ظهرت الحضارة الإنسانية عندما انتصَرَت الدوافع التكافُليَّة والتعاونية على الدوافع الفردية والأنانية؟ ما حقيقة وجود الميكروبات داخل أجسامنا؟ وما مدى حاجتنا إليها؟ ما هو الچين الأناني؟ وكيف أصبح عَدوُّنا؟ كيف يمكن أن تؤدِّي هيمنة الچين الأناني إلى تهديد الحضارة وتفاقُم مشاكلنا العالمية الحالية، مثل النُّموِّ السكاني، والاحتباس الحراري، ومحدودية الموارد التي تؤدِّي إلى القَوميَّة والقَبَليَّة."
بعيدة برقة على المرسال (أشعار الحب عند نساء البدو)
ميرال الطحاوي دراساتفي عملٍ يجمعُ بين جَمالِ السَّرد ودَأَب البحث الأكاديميّ، تنقِّب الكاتبة الروائية ميرال الطَّحاوي في حقولِ الأدب الشَّعبيّ، بحثًا عن أشعار الحُبِّ في التراث النِّسائيّ البدويّ، لتُقَدِّم لنا في هذا الكتاب مختاراتٍ مِن أَخْصَبِ نصوص الحُبّ والفَقْد والرِّثاء في الذاكرة النِّسْوِيَّة. هذا الكتاب لا يَكشِفُ فقط الخرائطَ الثقافيةَ لِمَوْلِد وتَطوُّر الغَنَاوَة، أو شِعْر الحُبِّ الشّفاهِيّ البدويّ في مصر وإقليم بَرْقَة الليبيّ، بل يُقدِّم للقارئ صُوَرًا شِعرِيَّة فاتِنة لأشكالِ بَوْحِ النِّساء بالمَحَبَّة، من خلال مجموعة مُنتَقَاة من النُّصوص الشِّعرية التي تَعكِس هذه المَشاعِر المَحظورة والمسكوت عنها في تاريخ الأَدبِ الشّفاهيّ النِّسْوِيّ. ميرال الطحاوي، روائية وكاتبة مصرية، تعمل أستاذة للأدبِ العربيّ بكلية اللغات العالَمية والترجمة بجامعة أريزونا الأمريكية، ومن أشهر رواياتها "الخِباء" و"الباذنجانة الزرقاء" و"نقرات الظِّباء" و"بروكلين هايتس".
فجر الضمير
جيمس هنري برستيد دراساتمِمَّا هُوَ جَديرٌ بالاهتِمامِ أَنْ نُلاحِظَ ما صارَ إِلَيْهِ الجِنْسُ البَشَرِيُّ في مِصرَ، وأَنْ نَقتَفِيَ آثارَ بُلوغِه تِلكَ الدِّقَّةَ البِنائِيَّةَ العَجيبَةَ، الَّتي تَتَجَلَّى لَنا في بِناءِ الأَهرامِ مَعَ ضَخامَتِها المُدهِشَة، وارْتِقائِه مِنْ سُكْنَى الكُوخِ المصنوعِ مِنْ غُصونِ الشَّجَرِ إلى إِقامَتِه القُصورَ الفاخِرَةَ الزَّاهِيَةَ المُجَمَّلَةَ بِالقيشاني، والمُؤَثَّثَةَ بِالرِّياشِ الفاخِرِ والذَّهَبِ المُرَصَّعِ، ثُمَّ بَعدَ ذَلِكَ نَأخُذُ في تَفصيلِ تِلكَ الخُيوطِ الذَّهَبِيَّةِ الَّتي حِيكَت منها حياته المتَعَدِّدَة النَّواحي، الَّتي صارَت في النِّهايَةِ تُؤَلِّفُ نَسيجًا مَتينًا فَخمًا مِن المدَنِيَّة... والواقع أنه لا توجد قوة أثرت في حياة الإنسان القديم مثل قوة "الدين"؛ لأن تأثيرها يشاهد واضحًا في كل نواحي نشاطه، ولم يكن أثر هذه القوة في أقدم مراحلها الأولى إلا محاولة بسيطة ساذجة يتعرف بها الإنسان ما حوله في العالم، ويخضعه بما فيه الآلهة لسيطرته، فصار وازع الدين هو المسيطر الأول عليه في كل حين، فما يولده الدين من مخاوف هي شغله الشاغل، وما يوحي به من آمال هي ناصحه الدائم، وما أوجده من أعياد هي تقويمه السنوي، وشعائره - برمتها - هي المربية له والدافعة له على تنميته الفنون والآداب والعلوم.
والتقى الإنسان بالكلب
كونراد لورنتس فكرفي هذا الكتاب يعود العالِمُ المُختَصُّ في سلوك الحيوان، أو الرجل الذي تحدَّث إلى الحيوانات والطيور والأسماك في كتابه الأول "خاتم الملك سليمان"- إلى عالَمِه الأثير، عالَمِ الحيوانات المستأنَسة، وخصوصًا علاقة الإنسان بالكلب. هذه العلاقة التي تمتدُّ لأكثر من خمسة عشر ألف عام، حيث الكلب هو أوَّل حيوان مُستأنَس، وبين النوعين تاريخ طويل من التحوُّل والتطوُّر، من الصداقة العميقة، والمشاركة في الصيد والرَّعي والزراعة والجَرِّ والحمل والانتقال واللعب. للإنسان حيوانات كثيرة، وأصحاب كُثرٌ، لكن ليس للكلب سوى صديقٍ واحدٍ أو صاحب واحد، وفي هذا الكتاب يشرح لورنتس كيف كانت وكيف تكون هذه العلاقة، بداية من اختيار الكلب، وتدريبه، وفهم طباعه، وطريقة مُعامَلَتِه بناء على ما هو مطلوب من الكلب، هل هو كلبٌ لأداء مَهمَّة مُحدَّدة، كالصَّيد أو الرعي أو الخدمة في الشرطة والحروب، أم هو أنيسٌ للإنسان في وحدته وعُزلَته عن الآخرين. يرى لورنتس أن المَحبَّة التي يُقدِّمها الكلب للإنسان هي مَحبَّة غير مشروطة، مَحبَّة خالصة، دون خُطَّة، ودون مُقابلٍ، سوى اليد التي تُربِّت عليه وتمنحه الطعام، وعلى الإنسان أن يُقدِّم مَحبَّةً مُطابِقةً تمامًا لهذا الحب الخالص، يشكُّ كونراد في أننا نستطيع؛ فمهما فعلنا سيظلُّ الكلب هو الأوَّل في المَحبَّة، سيظلُّ أوفى صديقٍ للإنسان.