الدولة والثورة
فلاديمير لينين فكرتَكتَسِبُ مسألَةُ الدولة في الوقت الحاضر أهميَّةً خاصَّة، سواء من الناحية النظرية أو من ناحية السياسة العملية. فقد شدَّت الحرب الإمبريالية وعجَّلت بدرجةٍ هائلة عَمليَّة تحوُّل الرأسمالية الاحتكارية إلى رأسماليَّةِ الدولة الاحتكارية. وتزداد فظاعة الظُّلم الذي تعانيه الجماهير العامِلَةُ من قِبَل الدولة، تلك الدولة التي تلتحم أكثرَ فأكثر باتحادات الرأسماليين ذات الحَوْل والطَّوْل، وتتحوَّل المناطق الداخلية في البلدان المُتقدِّمة بالنسبة إلى العُمَّال إلى سجونٍ عسكرية للأشغال الشاقَّة.
في تطور النظرة الواحدية إلى التاريخ
بليخانوف فكر"يقوم بليخانوف في هذا الكتاب بالرَّدِّ على ما أَطلق عليهم المثاليِّين، والاشتراكيِّين الانتهازيِّين، الذين قاموا بتفسير التاريخ بمناهِجَ مادِّيَّة، مُنكِرين التفسير المادِّيَّ الجدلي الماركسي الذي يتبنَّاه ويدافع عنه؛ فهو يقدِّم في هذا الكتاب ردًّا قاطِعًا على آراء المِثاليِّين الألمان، والمادِّيِّين الفرنسيِّين، ويعتبر أن أحدًا منهم لم يقترب مِمَّا يعتبره الماركسيُّون التفسيرَ المادِّيَّ للتاريخ، وإنما ترك الأمر في خانات الرأي والطبيعة. يضع بليخانوف منهجيَّةً للرَّدِّ على ناقِدي المادية التاريخية، بدءًا من مفهوم التطوُّر وعالم الأفكار المثالية، صعودًا إلى الثورة الصناعية وتصحيح المفاهيم الهيجليَّة، ويَختَتِم كتابَه بوضعِه شرحًا مُفسِّرًا للماركسية ودورها في تفسير التاريخ بشكل عِلميٍّ. يُعَدُّ الكتاب بالنسبة إلى "لينين" أحد الركائز في الفكر الشيوعي والماركسية."
الربيع على ضفاف الأودر
إيمانويل كازاكفتش أدب مترجم كلاسيكيكان الرجال يتقدَّمون في سيرهم صامتين. وسُمِعَت أصوات طلقات المدافع الرشاشة من موقع قريب. وعند مفترق الطرق طلب منهم سليڤينكو أن يوقفوا السيارة؛ فقد كان الطريق يتَّجه من هذه النقطة جِهةَ اليمين حيث توجد هيئة قيادة الكتيبة. وقفز الرجل من السيارة وودَّعَهم، ثم تَوَجَّه إلى المكان الذي كانت تأتي منه أصوات الطلقات بشكل أكثر عنفًا واستمرارًا. " الريبع على ضفاف الأودر " هى القصة الرائعة التى حلق فيها المؤلف بقلبه ، فبلغ الذروة ورسم أدق المشاعر الإنسانية وأبشع مآسي الحرب وويلاتها ، فاستحقت لهذا جائزة " ستالين " فى الأدب .
ذوبان الثلوج
إيليا إهرنبورج أدب مترجم كلاسيكييَعرِفُ القارِئُ العَربيُّ الأَدَبَ الرُّوسِيَّ مِن خِلالِ دُوستوڤِسكي وتيشخوڤ وتولستوي... إلى آخِرِ هَذا الجيلِ الرَّائِدِ الَّذي ظَهَرَ وتَألَّقَ قَبلَ الثَّورَةِ البلشَفِيَّةِ، وبَعدَ هَذا الجيلِ العَظيمِ بَدا وكأنَّ روسيا تَرَكَت ساحَةَ الرِّوايَةِ بِدونِ رَجعَةٍ، إلى أنْ بَدَأَ العالَمُ يَسمَعُ مُجَدَّدًا عَن الأَدَبِ الرُّوسيِّ في بداياتِ الأَلفِيَّةِ الثَّالِثَة مِن خِلالِ روائيِّين من أمثالِ: ليودميلا بتروشيڤسكايا، وليودميلا أوليتسكايا، ويڤچيني فودولازكين... ولَكِنَّ "المحروسة" عِندَما تَنشُرُ الآنَ روايَةَ "ذَوَبان الثُّلوج" فَإِنَّها بِذَلِكَ تُؤَكِّدُ لِلقارِئِ أنَّ روسيا قَد استَعادَت مَكانَتَها الأَدبيَّةَ قَبلَ نِصفِ قَرنٍ مِن ظُهورِ أُدباءِ الأَلفِيَّةِ الجَديدَة. فَلَقَد نَشَرَ "اهرنبرج" هَذِهِ الرِّوايَةَ عام 1954 لِكَي يُدينَ عَصرَ ستالين، مِثلَما أَدانَت رِواياتُ جِيلِ الآَباءِ المُؤَسِّسين لِلأَدَبِ الرُّوسِيِّ عُهودَ القَياصِرَة. لَم تَكُن الأَبعادُ الفِكريَّةُ والسِّياسِيَّةُ هِيَ المُبَرِّر الوَحيدَ الَّذي دَفَعَ سَعد زَهران إِلَى تَرجَمَةِ هَذِهِ الرِّوايَةِ فَحَسبُ، وإنَّما يُمكِنُنا القَولُ أَيضًا إنَّ ما دَفَعَهُ إِلى تَرجَمَتِها في سِتِّيناتِ القَرنِ الماضي –بخلاف التَّأكيدِ عَلَى مَواقِفِهِ النَّاقِدَةِ لِلستالينيَّةِ- هُوَ نَفسُه ما يَدفَعُنا إلى إعادة نشرها الآنَ، وهي صالِحَةً لِلقِراءَةِ وإثارَةِ الشَّغَفِ بَعدَ عَشراتِ السَّنواتِ مِن نَشرِها، ونَعني بِذَلِكَ أنَّها روايَةٌ رائِعَةٌ، واستِمرارٌ لِمَا عَرَفناهُ عَن الأَدَبِ الرُّوسيِّ مِن حِسٍّ إِنسانيٍّ مُرهَفٍ، ورُؤيَةٍ عَميقَةٍ لِلأَحداثِ والشَّخصيَّاتِ. ما يُؤَكِّدُ أَنَّ الأُدَباءَ الرُّوسَ لَم يَنقَطِعوا عَن الإِبداعِ إِلَّا لِفَترَةٍ -جِدُّ- وَجيزَةٍ إبَّانَ حُكمِ ستالين.
يهوذا
ليونيد أندرييڤ أدب مترجم كلاسيكيقطعة فضية! هذا حتى ليس ثمنًا عادلًا لقطرة واحدة من دمه! ولا لنصف قطرة من الدموع التي ستُسكَب عليه، ولا لربع تنهيدة من الآهات التي ستُطلَق من الحناجر لأجله!". هل خان "يهوذا" طمعًا أم انتقامًا؟ عن الشَّعرة الرفيعة بين الضَّحيَّة والجَلَّاد، والتساؤل الفلسفي المطلق عن الحب، وهل يَصِحُّ للمُحِبِّ حين يفقد مكانته أن يصبح عدوًّا! يقدِّم ليونيد أندرييڤ قصَّة "يهوذا الإسخريوطي" في رواية قصيرة عن حياة المسيح وحَواريه اليوميَّة، بعين "يهوذا" الساخطة التي تحلف بالوفاء، هاك مُبرِّراته، فهل تُصدِّقه؟
مقهى براديسو
شريف العصفوري أدب عربيدرَّست لي فاليريا كل سيمفونيات سيرجي سيرجيفيتش بروكفيف، حكت لي أن الموهوب الروسي الذي عزف في عواصم العالم من لندن إلى برلين إلى باريس، واختار العودة النهائية ليعيش بموسكو في بناية ليست بعيدة عن الكرملين عام 1936 ليشهد بأعينه من دون أن يستطيع أن ينبس ببنت شفة ما فعله ستالين برفاقه من اللجنة المركزية وقادة الجيش والدولة ثم ببقية مواطنيه السوفييت، ألَّف بروكوفييف رائعته الحرب والسلام لتحكي رواية ليو تولستوي في غضون الأربعينيات، استنهاضًا للأمة الروسية في مواجهة النازية. كان بروكوفييف نجم الموسيقى الكلاسيكية الحي في الاتحاد السوفيتي قبل الحرب وبعدها تم توبيخه هو وموسيقيين آخرين بتهمة "الشكلية" ومعه الموسيقيان آرام خاشتوريان وديمتري شوستكافيتش، وأن موسيقاهم لم تعُد تعني أي شيء! وخالية من أي معانٍ "بنَّاءة" أو "اشتراكية" وتم حظر ثمانية من أعماله تمامًا داخل الاتحاد السوفيتي. تضحك فاليريا عندما كانت تحكي لتعرفني بأن نجمها بروكفيف مات في نفس يوم وفاة ستالين سنة 1953، وتقول أنه عندما صعد إلى السماء لا بد أن الملائكة أرغمت السفاح على الاستماع لموسيقى بروكفييف أيامًا طويلة حتى يتم الانتهاء من استقبال بروكفييف الاستقبال الملائكي الذي يليق به، بل إن أحد الملائكة قرر أن يعيد إذاعة الثمانية أعمال الممنوعة من الإذاعة والعرض بتوالٍ متواصل لعقاب ستالين.