وليم جاردنر سميث (1927- 1974)، روائي وصحفي أفريقي أمريكي. وُلِد في أحد الأحياء العُمَّاليَّة السوداء في مدينة فيلادلفيا، وبدأ عمله بالصحافة في السادسة عشرة. صدرت روايته الأولى "آخر الغزاة" عام 1948. غادر الولايات المتحدة عام 1951، هروبًا من العنصرية والمكارثية، واستقرَّ في باريس، حيث عمل في وكالة الأنباء الفرنسية. صدرت "الوجه الحجري"، روايته الرابعة والأخيرة، عام 1963. انتقل إلى أكرا عام 1964، بعد دعوته إلى المشاركة في إطلاق أولى محطات التليفزيون في غانا، واضطرَّ لمغادرتها والعودة إلى فرنسا بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة كوامي نكروما. تُوفِّي سميث بمرض السرطان في إحدى ضواحي باريس.
" "كلَّما ابتعد الباص شمالًا؛ كلَّما زادت رَتابة المباني، والشوارع، والناس. متاجر رخيصة تبيع الملابس، والأثاث، وأدوات المطبخ: ’شروط مُيسَّرة، الدفع على عشرة شهور!‘ تزداد عتمة المقاهي، تصير الشوارع أضيقَ وأكثر صخبًا، ويشغل الأرصفة المزيد والمزيد من الأطفال. وقف رجالٌ عاطلون عن العمل، بلا شيء يفعلونه، ولا مكان يذهبون إليه، في مجموعات متجهِّمة، لا جدوى منها، على نواصي الشوارع. دوَّت الموسيقى العربية من المقاهي المظلمة، أو من النوافذ المفتوحة لفنادق كئيبة. ثم فجأة، صارت الشرطة في كل مكان، تراقب الشوارع، العيون تتنقَّل بوقاحة من وجه إلى وجه، الرشَّاشات تتدلَّى من أكتافهم. إنها مثل هارلم، فكَّر سميان، سوى أن هناك رجال شرطة أقلُّ في هارلم، لكن ربما يحدث هذا أيضًا ذات يوم. مثل هارلم ومثل كل مَعازِل العالَم. كان للرجال الذين رآهم عبر نافذة الباص بَشرة أكثر بياضًا، وشعرًا أقل تجعيدًا، لكنهم كانوا، في نَواحٍ أخرى، مثل الزنوج في الولايات المتحدة. لقد اتَّخذوا نفس الأوضاع: ’التخزين‘ على النواصي، مستعدِّين ومرعوبين من ’القلق‘ الذي يمكن دائمًا أن يحدث، العيون متجهِّمة ومرتابة، يرتدون بناطيل بسعرٍ موحَّد، وقمصان زاهية، وأحذية ضيقة مدبَّبة"". "