"دايان ساترفيلد (1964-...) : هي مؤلِّفة كتاب الحكاية الثالثة عشر وبيلمان أند بلاك اللتين حصلتا على المركز الأول في قوائم الكتب الأكثر مبيعًا لصحيفة النيويورك تايمز، وهي أكاديمية سابقة، مُتخصِّصة في الأدب الفرنسي في القرن العشرين، وتعيش في أوكسفورد بانجلترا. "
تحتفي "حَدَثَ ذات نَهْر" بالحواديت. تبدأ الرواية بواقِعةٍ غامِضة تحدُث داخل حانةٍ مُخصَّصة للحَكَّائين، لتسحبنا الواقِعةُ إلى عالَمٍ من الحواديت المتشابِكَة. حواديت لا حدودَ واضِحَة فيها بين الواقع والخيال، أو بين العِلمِ والخُرافَة. لُغز آسِر يفيضُ بالغُموض والحُبِّ والتَّشويق والفضول العِلميِّ الذي ساد في بدايات عصر العِلم. قصَّة طِفلَة غامِضة وثلاثِ عائلاتٍ مُختَلِفة يدَّعون أنها ابنتهم. عودة الطفلة إلى أيٍّ من العائلات الثلاث يفتح صناديقَ من الأسرار والجروح القديمة، وفي الخَلفيَّة يَمرُّ نهرُ التامز -بطل القصَّة الحقيقي- يحمل بداخله جُثَثًا، وأشباحًا، وعائدين من الموت، ومفاتيحَ جميع الأسرار...
أَعرِفُ أنَّ ذلك الشُّعورَ في مُؤخِّرة العُنُقِ شائِعٌ إلى حَدٍّ ما، لكن هذه أوَّل مرَّةٍ أختبره. مثل الكثير من الوحيدين، حواسِّي معتادَةٌ على وجود الآخرين؛ فأنا مُعتادَةٌ على أن أكون المُتجَسِّسة الخَفيَّة في الغُرفَةِ أكثرَ مِن كَوني المُتَجَسَّسَ عليها. والآن أحدُهُم يُراقِبُني، وليس هذا فقط، بل وكان يُراقِبُني لبعض الوقت. لِكَمْ من الوَقتِ ظَلَّ هذا الشُّعورُ غيرُ القابِلِ للشَّكِّ يُدَغدِغُني؟ تأمَّلتُ الدَّقائق الأخيرة مُحاوِلَةً تَتَبُّعَ ذاكرَةِ جَسدي مع أحداث الكتاب. أكُنتُ أُراقَب مُنذ أن بَدأَت الرَّاهِبَةُ الحديثَ إلى الشَّابِّ؟ منذ أنْ أُرشدت إلى داخل المنزل؟ أم قبل ذلك؟ حاوَلتُ أن أتذكَّر من دون تحريكِ عَضلَةٍ واحِدَة، كنتُ مُنكبَّةً على الصفحة كأنَّ شيئًا لم يَحدُث.