(1914- 1997) يُعتبر أبرز أديب تشيكي في القرن العشرين. وُلِدَ في مدينة Brno، تزوَّجَت أُمُّه من فرانتيشك هرابال -محاسب مصنع «البيرة»-. وانتقلوا إلى مدينة Nymburk على نهر Elbe. ظهرت تجارب هذه المرحلة في ثُلاثيَّته القصصية "بلدة على شاطئ النَّهر" (1962) وفي "البلدة التي توقَّف فيها الزَّمن" (1963). اهتمَّ بالحياة الملوَّنة في معمل "البيرة" وبچوزيف (العم پيپن Pepin)، والذي أطلق هرابال على أسلوبه في الحديث صفة "النهر المتدفِّق" واتَّبعه في معظم كتاباته، ولا سيَّما في قصَّته الطويلة "آلام العجوز ڤرتر" التي غيَّر عنوانها ونشرها في عام 1964 بعنوان "دروس في الرقص للمُسِنِّين" التي صدرت عن مركز المحروسة.
وقَفَت بِسروالِها القصيرِ بِجوارِ سِتِّ سِلالٍ بها كَرْزٌ جَمَعَته وقتَ العَصاري. تقَدَّمَت من الكوخِ، وأَخَذَت منه وعاءً، ثمَّ أَزاحَت غِطاءَ البِئِر، وسَحَبَت منه دَلوًا مَملوءًا بماءٍ عَذْبٍ، رفَعَت يَدَيْها، وسَحَبَت بلوزتَها الَّتي تَلوَّثَت بعصيرِ الكَرزِ، حَرَّرَت أزرارَ سروالِها القصيرِ. تَحَرَّكَت البلوزةُ إلى أَعلَى، والسِّروالُ إلى أَسفلَ، هَزَّت جَسَدَها، وانْسَلَّت من ملابِسِها، ومَشَت عارِيَةً، ثُمَّ اغتَسَلَت في فُرجَةٍ وسطَ البُستانِ، بَينَما العَجوزُ الَّذي ظَلَّ يَحكي مُنذُ الظَّهيرَةِ جالِسٌ في ذُهولٍ يَضَعُ رُكبَتَيْه المَطويَّتَيْن بين راحَتَيْه المُتعانِقَتَيْن، ويَنظُرُ من خلالها إلى الخَواءِ، مُتحَجِّرًا، مُحدِّقًا في الفَراغِ، غارِقًا في أفكارِه، بينما تُهديهِ هِيَ أَقصَى ما تَستَطيعُ امرَأةٌ أَنْ تُهدي رَجُلًا: تَغتَسِلُ وقتَ الأَصيلِ لِتُطفِئَ ماءَ عَينَيْه العَطشانَتَيْن.