"إن أهل هيروشيما الذين تعرَّضوا لكارثة القنبلة الذرية، التي هي أسوأ الأسلحة على مدار التاريخ البشري، ظلوا إلى يومنا هذا يسعون بكل ما استطاعوا من قوة إلى عدم تكرار هذه الكارثة مرة أخرى. وأفراد جمعيتنا الصغيرة هذه يسعون حتى يومنا هذا إلى الهدف نفسه. ولقد قام أفراد جمعيتنا بكتابة مذكِّراتهم التي تتحدَّث عن تجربتهم الشخصية، وأفكارهم عن القنبلة الذرية، ونشروها في كتابٍ بعنوان ""الزهور البيضاء"" منذ عدة سنوات، وقد قمنا بإصدار هذا الكتاب، الذي بين يديك، وهو نفس الكتاب القديم، ولكنه نسخة منقَّحة ومزوَّدة ببعض المقالات والمذكِّرات التي لم تكن موجودة في الكتاب السابق. وتسعى جمعيتنا إلى تعريف الناس بفاجعة القنبلة الذرية، ولكن لم يقتصر نشاطها على أعضائها من جرحى القنبلة الذرية، ولكن يشارك في نشاطها هذا مَن مرُّوا بتجربة الحرب العالمية الثانية، والمتحمِّسون للدعوة إلى سلامٍ حقيقي، وذلك بالكتابة عن تجاربهم وآرائهم. إن الطريق إلى إخلاء العالم من الأسلحة النووية وعر، والإرهاب، الذي لا يفرِّق بين شخص وآخر، وكذلك الأفكار السيئة، التي تراود القادة الحمقى، لا تنتهي؛ ولذلك يجب أن نستمرَّ، نحن أهل هيروشيما، في هدفنا بمطالبة العالم بتحقيق السلام، وألَّا يتمَّ استخدام القنبلة الذرية مرة أخرى، ونحن المسنِّين، سواء كنَّا ممَّن أصيبوا بالقنبلة الذرية أو مررنا بتجارب الحروب، نرجو منكم، ومن أعماق قلوبنا، أن تستمرُّوا بعدنا في الدعوة إلى السلام، وإننا نصلِّي من أجل أن يكون هذا الكتاب سببًا في أن تصل أصواتنا إليكم، فتسعوا في نشر السلام. رئيس جمعية المعلِّمين الرُّواة عن هيروشيما السيد: ماتسوشيما كيجرو "
تحت السَّحابة الفُطريَّة هي مجموعة قصص من مصابي القنبلة الذرية الأولى من نوعها والتي ألقتها طائرة أمريكية على مدينة هيروشيما اليابانية في الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة صباح يوم السادس من شهر أغسطس لعام 1945 ميلادية. أصبح سكان مدينة هيروشيما من ألقيت عليهم القنبلةأول حقل تجارب للإنسانية؛ ولذلك يجب أن ننظر إليهم جيدا، ونأخذ منهم العبر لما قد يحدث مستقبلا. لا يحتوي هذا الكتاب على قصص خيالية، أو قصص تجارية، ولكن قصص شهادات جرحى وناجين من القنبلة، ويحكي كل منهم ما حدث له ودار حوله، بصدق وحزن وسعادة،يتفقون في بعض الأشياء ويختلفون في البعض الآخر، أما الإختلاف فناتج عن إختلاف زاوية الرؤية والمسافة بين مكان سقوط القنبلة، ومكان سقوط الجريح، وما ترتب على ذلك من نوع الإصابة ومدى خطورتها وأحوال المحيطين به، ويعد هذا الكتاب أول كتاب في المكتبة العربية يحمل مذكرات جرحى قنبلة هيروشيما، تُرجم عن اللغة اليابانية مباشرة.