"(1987-..) كاتب وروائي. وُلِد في ""إمبابة""، ويعيش هناك حتى الآن. تخرَّج في كلية الهندسة، جامعة القاهرة قسم الأجهزة الطبية والحيوية في عام 2009. لديه بعض المقالات والقصص المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مدوَّنته الخاصة. عكف على كتابة روايته الأولى ""درب الإمبابي""، لِمَا ينيف عن العامين، حتى أتمَّها في نهاية عام 2018، ثم نُشِرَت عن مركز المحروسة في مطلع عام 2019. ترشَّحَت روايته الأولى ""درب الإمبابي"" للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للعام 2019، وفازت بالمركز الثاني لجائزة ""ساويرس"" للأدب في نفس العام. ""نابليون والقرد"" عن مركز المحروسة هي ثاني أعماله الأدبية، وأولى محاولاته في مجال القصة القصيرة وحصلت على المركز الثاني في جائزة ساويرس الثقافية."
الرواية الجديدة للكاتب محمد عبد الله سامي الحائز على جائزة (ساويرس الثقافية) مرتين: "الآن تأمن الملائكة". الرواية تحكي عن أيام خدمة أحد العساكر في حراسة معبد "أخناتون" بتلِّ العمارنة في عصرنا الحديث، وعن الزيارات الغريبة التي يشهدها ليلًا بالمعبد، وعن علاقته بزملائه في الحراسة، التي تطوَّرَت بسبب تلك الزيارات؛ فأفضت به إلى أماكن مختلفة بعيدة، وتركته مع تساؤلاتٍ وأفكارٍ أكبر ممَّا يحتمل فِكرُه.
انتهت السيجارة الأولى وخلّغت وراءها عالم فسيح لم يكن بالغه إلا بحلم ، فقام " الليمون " من مضجعه فوق الكثيب الأول ، ثم أشعل سيجارته الثانية وبدأ يمشى بين حشايا الكثبان، وكأنها تعيد ترتيب مواقعها لتمهد له طريقا يمشى فيه ، طريقا ً ذو أرض لينة . بدأت تميز أنفه رائحة مستساغة ، أخاذة ، تشبه رائحة ورود برية مختلطة ، يتمنى لو أن تزيد ، فتزيد ، حتى أصبحت نسمات تلك الرائحة هى التى تحمله إليها ، فاستسلم لأنفه الذى الذى ظل يبحث عن مصدر الرائحة إلى أن سلمته الكثبان إلى ساحة خفية فيما بينها ، وظهرت فى منتصفها بحيرة مائية كبيرة ، تعكس ذلك اللون الأرجوانى فى السماء وتفتته إلى درجات ، تفوح منها تلك الرائحة العطرة ، فاقترب من طرفها واغترف منها بكف يده غرفة خاطفة ، فأحس بالماء فى يده أبرد من المعتاد ، أثقل من الماء الجارى ، وإذ بالرائحة تعلق بكف يده بعد أن ألقى ما به من ماء فى البحيرة.
"كانت آخِرها حكايَة عن امرأةٍ فاتِنَة مَسحورَة، أجمل من حوريَّات الجَنَّةِ، تَزَوَّجها "علي" لِلَيلَةٍ واحِدَةٍ فَشَفَته بِجَمالِها وَحَلَّت المربوطَ. أمَّا المقَرَّبين مِنه فَقَد ظَنُّوا أنَّ ما حَدَث هو مُبارَكَةٌ من الشَّيخ "إسماعيل الإمبابي" نَفسِه؛ فَهُو شَيخُه القَديمُ، بل ساقَهم ظَنُّهم إلى أَنَّ الشَّيخَ "إسماعيل" ذاتَه تجَسَّد في صورَةِ الشَّيخ "جعفر" ليُساعِدَ تابِعَه "علي" في ضائِقَتِه. أَمَّا ما فَعَلَه الشَّيخ "جعفر" بالحاج "علي" حَقًّا، وما حَدَث حقيقةً في هَذِه الرِّحلَة، كان وسَيَظلُّ سِرًّا لا يَعلَمُه إلَّا الله واثْنَتاهم". "لِتَتابُعِ الأَيَّامِ مَفعولُ السِّحرِ، فِعْلُ الزَّمَنِ فيها هادِئٌ وحَيِيٌّ، لا يُضاهِيه شَيءٌ في مَهارَةِ فِعلِه، نَدَبه اللهُ لِيُقيمَ في البَشَرِ صِفَةَ النِّسيانِ، أَوْجَدَها اللهُ فيهِم واشتَقَّ لَهُم مِنها اسم «الإنسان»، ثُمَّ جَعَلَ الزَّمَنَ عليها رَقيبًا، على ألَّا يَترُكَ البَشَرَ على حالِهِم أبَدًا، يُنسِيهم حالَهُم الَّذي كانَ، فَيُبدِلُهم حالًا غَيرَه، ثُمَّ يُنسيهِم إيَّاه مَرَّةً أُخرى، يُقَلِّبُ قُلوبَهم ويُغَيِّر هَواها".
أراهن أنه لم يخطط للأمر مثلما خططت. لم يعكف شهرًا أمام بوابة المزلقان يملأ بيانات الرواد، أتحداه أن يباريني. كل بما لديه. فليشهر سلاحه، وأشهر سلاحي، أنا أتحدى الدكتور "ثابت" أن يبرز حجم مأساته، وأبرز أنا حجم مأساتي، ونقيسهما على مازورة "سيزيف" الأزلية. لا فرصة لديه للفوز أمامي أراهن أنه لم يكن يسعى للأمر من الأساس. أهكذا تسير الأمور ؟ أتسعى الأشياء لمن لا يسعى لها ؟ حتى الموت! لا يجب أن تسير الأمور بهذا الشكل، والا سأكون أنا آخر من يسعى إليه الموت. .... الدكتور "ثابت". من يظن نفسه ؟