ولد في 27 فبراير 1902، في كاليفورنيا، لأسرة محدودة الإمكانيات، الأمر الذي انعكس لاحقًا على مؤلفاته، وعلى رأسها عناقيد الغضب (1939)، حيث ركزّ في معظمها على قضايا اِجتماعية واِقتصادية. تنقل والده بين الكثير من الوظائف لإعالة أسرته حيث نشأ بين ثلاثة شقيقات. عرف في شبابه بخجله وذكائه وامتلك حبًا عميقًا للوطن وبالأخص موطنه في وادي ساليناس في كاليفورنيا، والذي ذكره مرارًا في كتاباته. في 1919 بعد مغادرته لجامعة ستانفورد، حاول شتاينبيك العمل ككاتب حر. انتقل بعدها لفترة وجيزة للعمل في نيويورك، بداية في البناء ثم مراسل صحيفة، ليعود بعدها إلى كاليفورنيا، حيث عمل كحارس مبنى بالقرب من بحيرة تاهو. في تلك الفترة كتب شتاينبيك روايته الأولى، كأس من ذهب (1929)، وفي 1939 كتب روايته الأشهر "عناقيد الغضب" والتي نال عليها جائزة البوليتزر في العام التالي، استمر شتاينبيك في الكتابة حتى آخر حياته ليحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1962 وتوفي عام 1968 بمدينة نيويورك بمرض القلب. أعماله: كأس من ذهب - مراعي الفردوس - المهر الأحمر - البحث عن إله مجهول - تورتيلا فلات - معركة مشكوك بها - فئران ورجال - الوادي الطويل (الوادي الأخضر) - بحر كورتس - في مغيب القمر - شارع السردين المعلب - الأتوبيس الجامح – اللؤلؤة - شرق عدن - شتاء السخط (شتاء الأحزان) - رحلات برفقة تشارلي
الملْحَمَةُ الحائِزَةُ على جائِزَةِ بوليتزر عن الكَسادِ العَظيمِ، الرِّوايَةُ الَّتي حَفَّزَت ملايين القُرَّاءِ، بل وأَثارَت غَضَبَهم أيضًا. نُشِرَت عامَ 1939، مَلحَمَةُ شتاينـﭘيك تَروي هِجرَةَ "الغُبار" في ثلاثينات القَرنِ العشرين، وتَحكي قِصَّةَ عائِلَةٍ من مَزارِعِ أوكلاهوما، أُخرِجوا من مَنزلِهم وأُجبرِوا على السَّفَر غَربًا إلى أرضِ "الأحلام"... كاليفورنيا. من تَجارِبِهم واصطِداماتِهم المتَكرِّرَة بالواقِعِ الصَّعبِ لأمريكا المنقَسِمَةِ إلى المهاجِرين وغَيرِ المتَحَرِّرين. هي صورَةٌ للصِّراعِ بَينَ الأَقوياءِ والضُّعَفاءِ، ورُدودِ أَفعالٍ شَرِسَةٍ من رَجُلٍ تِجاهَ الظُّلمِ. تُحَقِّقُ الرِّوايَةُ في طبيعَةِ المساواةِ والعَدالَةِ في أمريكا ذاتِها. "يَجِبُ أن يكونَ لَدَيكَ قَلبٌ مَحفورٌ من الجرانيتِ كَي يَصمُدَ أمامَ هذا العَمَلِ المذْهِلِ". Clive Hirschhorn, Sunday Express.
"الموتُ أَمرٌ شَخصيٌّ، يُثيرُ الحُزنَ، أَو اليَأسَ أو الحَماسَ أو الفَلسفَةَ الجافَّة. أمَّا الجِنازاتُ فَهِي بالعَكسِ مَهمَّة اجتماعيَّة، تخَيَّل الذَّهابَ إلى جِنازَةٍ دونَ أَن تُلمِّعَ سيَّارَتَكَ أوَّلًا. تَخيَّلْ الوُقوفَ بجوار القَبر دونَ أن تكونَ مُرتَديًا أفضلَ بذلَةٍ سوداءَ لَديكَ وأَفضَلَ حِذاءٍ أَسودَ جَميلِ اللَّمَعانِ. تَصوَّرْ أنَّكَ تُرسِلُ زهورًا لجِنازَةٍ دونَ أَن تُرفِقَ بها «كارْت» لتُثبِتَ أنَّكَ قُمتَ بالواجِبِ على وَجهِهِ الصَّحيح. ليس هُناكَ تَقاليدُ أو سلوكيَّاتٌ اجتماعيَّةٌ أكثر رسوخًا في أُمَّةٍ من مراسيمِ الجِنازات. تَصوَّرْ السُّخطَ إذا غَيَّر القسُّ عِظَتَه أو تَلاعَبَ بتَعبيراتِ وَجهِه. تَصوَّر الصَّدمَةَ إذا استُخدِمَت في سَرادِقِ الجِنازَةِ كَراسٍ غَير تِلكَ الكَراسي الصَّفراءِ الصَّغيرةِ، ذاتِ القاعِدَة الخَشبيَّة الخَشِنَة غير المُريحَةِ. لا، فاحتِضارُ الإنسانِ قد يَعني حُبَّه، أو كراهِيَتَه، أو الحُزنَ عَليه أو الشُّعورَ بِفَقدِه، ولَكِن إذا ماتَ أَصبحَ المحوَرَ الرَّئيسيَّ لاحتفالٍ اجتماعيٍّ رَسميٍّ مُعقَّد.