(1869- 1946) كاتب وأديبٌ ومُفكِّر عربيٌّ لبناني، اشتهر بلقب "أمير البيان". كان يُجيد اللُّغةَ العربية والتركية والفرنسية والألمانية. التقى بالعديد من المفكِّرين والأدباء خلال سفراته العديدة، مثل: جمال الدين الأفغاني وأحمد شوقي. من أشهر كتبه: "الحُلَل السُّندسيَّة"، "لماذا تأخَّر المسلمون وتقدم غيرهم؟" الصادر عن مركز المحروسة للنشر، و"الارتسامات اللطاف"، و"تاريخ غزوات العرب"، و"عروة الاتحاد"، و"حاضر العالم الإسلامي"، وغيرها. ولقد لُقِّب بأمير البيان لغزارة كتاباته، ويُعتَبر واحِدًا من كبار المفكِّرين ودُعاة الوحدة الإسلامية والوحدة والثقافة.
ولَكِنَّ الأُمَمَ الإسلامِيَّةَ تُريدُ حِفظَ استِقلالِها بِدونِ مُفاداةٍ ولا تَضحِيَةٍ، ولا بَيْعِ أَنفُسٍ، ولا مُسابَقَةٍ إلى الموتِ، ولا مُجاهَدَةٍ بالمالِ، وتُطالِبُ اللهَ بالنَّصرِ عَلَى غَيرِ الشَّرطِ الَّذي اشتَرَطَه هُوَ في النَّصرِ، فَإِنَّ اللهَ -سُبحانَهُ- يَقولُ: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ"، ويَقولُ: "إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ". فَإِنَّ الموتَ مَوتانِ، أَحَدُهما: الموتُ لِأَجلِ الحَياةِ، وهُوَ المَوتُ الَّذي حَثَّ عَلَيهِ القُرآنُ الكَريمُ المؤمِنينَ إِذَا مَدَّ العَدُوُّ يَدَهُ إِلَيْهِم. وأَمَّا الموتُ الثَّاني: فَهُوَ الموتُ لِأَجلِ استِمرارِ الموْتِ، وهُوَ الموْتُ الَّذي يَموتُهُ المسلِمونَ في خِدمَةِ الدُّوَلِ الَّتي استَوْلَت على بِلادِهِم! وذَلِكَ أَنَّهم يَموتون حَتَّى يَنصُروها عَلَى أَعدائِها.