(384ق.م- 322ق.م) هو فيلسوف يوناني وتلميذ أفلاطون ومعلِّم الإسكندر الأكبر. وهو مؤسِّس مدرسة ليسيوم ومدرسة الفلسفة المشائية والتقاليد الأرسطية، وواحد من عُظَماء المفكِّرين. تغطي كتاباته مجالاتٍ عِدَّة، منها: الفيزياء والميتافيزيقيا والشعر والمسرح والموسيقى والمنطق والبلاغة واللغويات والسياسة والحكومة والأخلاقيات وعلم الأحياء وعلم الحيوان. كان لفلسفته تأثير فريد على كل شكل من أشكال المعرفة تقريبًا في الغرب، ولا يزال موضوعًا للنقاش الفلسفي المعاصر. نشر له مركز المحروسة "الكون والفساد".
يَكفي قَليلٌ من النَّظَرِ للعِلْمِ بأنَّ مِن الممتَنِعِ أَنْ تَنموَ الفَلسَفةُ بِذاتِها وحدها. من البَديهيِّ أنَّ جميعَ عَناصِرِالعَقلِ يَجِبُ أَن تَبلُغَ نَماءَها قَبلَ التَّأَمُّلِ؛ لأنَّ التَّأمُّلَ المرَتَّبَ عَلى نَمَطٍ مُعيَّنٍ لا يَظهَرُ إلَّا مُتَأخِّرًا وبَعدَ سائِرِ الملَكاتِ الأُخرى. ولَيس بي حاجَةٌ إِلى التَّبَسُّطِ في بَيانِ هَذِهِ الحَقيقَةِ المشاهَدَةِ في الأُمَمِ وفي الأَفرادِ عَلى السَّواءِ، وأَقتَصِرُ على أَنْ أُقَرِّرَ أَنَّ مَجرَى الأُمور في آسيا الصُّغرى لم يَكُن مُختَلِفًا عنه في غَيرِها؛ فإنَّ الفَلسَفَةَ على هَذِه الأَرضِ المخْصِبَةِ لم تَكُن نَبتًا مُنفَرِدًا ولا ثَمَرةً غيرَ مُنتَظَرَة. وقليلٌ من الكَلماتِ يَكفي في التَّذكير بأنَّها كانَت هي المنطَقَة المهيَّأَةَ لِهذا الإنتاجِ الشَّريفِ. إكسينوفان لَمَّا رأى ذاتَ يَومٍ كَلبًا يَضرِبُه بالسَّوْطِ صاحِبُه أَخَذَته الشَّفَقَةُ بِهَذا الكائِنِ الشَّقِيِّ، فقالَ: لا تَضرِبْ... تِلكَ هِيَ روحُ صَديقٍ تَعَرَّفتُه بِسَماعِ صراخِه.