"(1985-...) روائية مصرية، وصحفيَّة، ومذيعة راديو. مواليد القاهرة. عملت محرِّرة ومسؤول القسم الثقافي بالموقع المصري القاهرة 24، وكذلك محرِّرة صحفية بالعديد من المنصَّات المصرية والعربية، مثل: mbc.net ورصيف22 ونون، وغيرها من المواقع والمنصَّات. عملت مترجمة ومديرة المكتب الإعلامي بالمركز الثقافي المصري ""ساقية عبد المنعم الصاوي"". صدر لها مجموعة قصصية ""جامع البنات""، ورواية ""المجموعة أ"" ورواية ""فريدة وسيدي المظلوم"" الصادرتان عن مركز المحروسة للنشر، وشاركت ضمن مجموعة من المؤلِّفين في كتاب ""لهذا قرَّرتُ أن أحكي""، وكتاب ""الشوف..""، ويذاع لها برنامج ""الرحلة 92.1""، وبرنامج ""عادتك واللَّا هتشتريها"" على راديو إنرجي. "
"وعلى مقربة من بابٍ آخر في القصر كانت تقف «حُسن شام» صديقة «فريدة»... وقَفَت تنظر إلى صديقتها الوحيدة وهي ترتدي فستانًا فرنسيًّا، صُنْع يَدَيْ مدام «وورث»، وتضبط الوصيفاتُ ذيلَ الفستان، ويفرِدنَ طرحته على الأرض. نظرت فريدة إلى انعكاس صورة حُسن أمامها في المرآة، وحين تلاقت أعينهما رأت حُسن فرحة فريدة الطفوليَّة رغم الرَّجفة التي تنتاب أصابعها؛ فهي وإن كانت سعيدة لكونها ستتزوَّج حبيبها المَلِك فإنها تهلع لكونها أصبحت الملكة. تبتسم حُسن شام بثِقَة العارفين، وتقول لنفسها: «وهوَّ انتي فعلًا بقيتي الملكة؟ مين هنا يا ترى اللي هتبقى الملكة؟»، ثم تنظر مرَّةً أخرى إلى صديقتها في المرآة وتهزُّ لها رأسها بحنانٍ باعث على الطمأنينة". الرواية تدور أحداثها خلال 50 عامًا من تاريخ مصر، عبر حياة الملكة فريدة وعلاقتها بالملك فاروق، والتَّحوُّل الدرامي الذي حدث بحياتها بعد الانفصال من خلال الفتاة التي وُلِدَت في حيٍّ شَعبيٍّ في يوم زواج فاروق وفريدة؛ ما أدَّى إلى ارتباطها بفريدة مدى الحياة: حياة كل منهما.
إلى مَتَى سَأظَلُّ مَشغولًا بإسماعيل؟ وماذا يَقولُ؟ وماذا يَفعَلُ؟ ضاعَ عُمري بِجُوارِكَ يا إسماعيلُ وأنا أَصنَعُكَ أَنتَ، وأُسَجِّلُ في ذاكِرَتي مَواقِفَكَ أَنتَ، وذِكرياتِكَ أَنتَ، وتَدريباتِكَ أنتَ، واهتِماماتِكَ، وما يَسُرُّكَ، وما يُضيرُكَ... بالطَّبعِ لا أَستَطيعُ أَنْ أَحمِلَ رَجُلًا يَزيدُ عن 95 كيلو، لا سِيَّما رَجُلًا مَقتولًا. أَحضَرتُ طَبَقَ الماءِ والصَّابونِ إلى الغُرفَةِ، وأَمسَكتُ بالمِقَصِّ وأَصابِعي تَهتَزُّ داخِلَ فَتْحَتَيْه، ثُمَّ شَقَقتُ الجِلبابَ حَولَ السِّكِّينِ كي لا أُضطَرَّ إلى إخراجِهِ مِن الجَسَدِ حتَّى أَتَّصِلَ بالشُّرطَة. كيفَ لَم أَلْحَظْ يَومًا أَنَّ كُفوفَ يَدَيْه وقَدَمَيْه ضَخمَةٌ إلى هَذِه الدَّرَجَة، وأنَّ رَأسَه كَبيرٌ كَرأسِ ثَورٍ، وشَفَتَيْه مُتَدَلِّيَتَان كَكَلبٍ "بيتبول". غَسَلتُ الجَسَدَ كامِلًا من لُزوجَةِ الدِّماءِ وعَطَّرتُه بالمِسْكِ كما كان يَفعَلُ بَعدَ الحَمَّامِ، أَلبَستُه جِلبابًا نَظيفًا. رائِحَةُ البَخورِ في الغُرفَةِ تَطغَى على رائِحَةِ القاتِلِ، فلا أَستَطيعُ أَنْ أَتَتبَّعَ رائِحَةً بِعَينِها. أَنا أَعرِفُهم جَميعًا، وأُمَيِّزُ رَوائِحَهم، رائِحَةَ عَرَقِ كُلٍّ مِنهُم، ورائِحَةَ عِطرِه المُحَبَّبِ وعِطرِه غَيرِ المُحَبَّبِ، بَلْ ونَوعَ البَخورِ المُفَضَّلِ لَدَيه. والغَريبُ أَنَّ هذا البَخورَ المُشتَعِلَ في الغُرفَةِ هُو المُفَضَّلُ لإسماعيلَ نَفسِه. هَل يَكونُ أَشعَلَهُ قَبلَ أَنْ يَنْقَضَّ عَلَيه القاتِلُ؟
في معبد حتحور في أقصى صعيد مصر كتب الكاهن "باسا الرابع مخطوطته السرية؛ ومنذئذ واللعنة تلف تلكما العائلتين التين عثرتا عليها وتشاركتا الإحتفاظ بها. في عالم يدور بين صعيد مصر وشيكاغو، بين البيوت والكراخانات، بين الحب والقتل، بين التنقيب عن الآثار في المقابر، ومنجاة السيدة العذراء في الكنيسة، بين السحر والهبات الإلاهية، بين التمسك بكل شيئ حتى المجهول، وبين التخلي عن كل شيئ حتى الذات، بين اليقين والإنكار بيقين، وبين عاك 1892 أو قبله بقليل وعام 1940 أو بعده بقليل؛ يتقلب شخوص هذه الرواية.