(1922- 1969) يُعَدُّ الروائي والشاعر والرسام الأمريكي چاك كيرواك أحد المجدِّديين في جيله، حيث تَمرَّد على الكثير من القواعد السابقة، ليس فقط في الأدب، ولكن حتى في طريقة العيش. مَثَّلَت حياته تمرُّدًا خالِصًا على كل ما هو أمريكي، فقد قضى حياته مُتنقِّلًا بين الولايات المختلفة حينًا وبين أمريكا والمكسيك حينًا، رافِضًا كلَّ ما وعد به الحلم الأمريكي، والذي رآه يتحقَّق بانفجارٍ نوويٍّ على الجُزُر اليابانية؛ فأسَّس برفضه ذلك نَمَطَ حياةٍ لجيلٍ من الشباب سُمِّي بجيل الغضب "Beat Generation". توفِّي عن عمرٍ يناهز 47 عامًا بتشمُّع في الكبد من الكحوليات. نشر له مركز المحروسة رواية "على السبيل".
هَل تَبحَثُ عن الحَقيقَةِ؟ "عاهَدتُ نَفسي أَنْ أَبدَأَ حَياةً جَديدَةً. مُتَمدِّدًا إلى الغَربِ، وجِبالِ الشَّرقِ، والصَّحراءِ، سَأتَسَكَّعُ حامِلًا حَقيبَةَ ظَهْري وأَخوضُ في هذا العالَمِ عَلى سُنَّةِ الأَوَّلين، لَيسَ العالَمُ سِوى مُتَجوِّلين يَحمِلون حَقائِبَ ظُهورِهم، سَبيلًا للرَّحَّالَةِ الَّذين يَأبون إكراهَهم على استِهلاكِ كُلِّ ما يُنتَجُ، وعَلى العَمَلِ حَتَّى يَتَمكَّنوا من الاستِهلاكِ، واقتِناءِ كُلِّ هذه النِّفاياتِ الَّتي لا يَحتاجونها على أَيَّةِ حال: تِلكَ الثَّلاجاتِ، وأَجهِزَةِ التِّلفازِ، والسَّيَّاراتِ الحديثَةِ الفارِهَة، زيوتِ الشَّعرِ، ومُزيلاتِ العَرَقِ، وباقي النِّفاياتِ العامَّةِ التي يُلقَى بها في المزابِلِ بَعدَ أُسبوعٍ، ومع ذَلِكَ يُسجَنُ هَؤلاءِ في مَنظومَةِ العَمَلِ والإنتاجِ والاستِهلاكِ، العَمَل ثُمَّ الإنتاج ثُمَّ الاستِهلاك... إنِّي لأَرَى ثَورَةً عَظيمَةً تَلوحُ في الأُفُق".