عزيزي القارئ.. ما لم تكن دودة رخويَّة، أو شقائق نعمان بحرية، أو عَفَنًا فطريًّا، فربما لا تفضِّل الرطوبة، وقد لا تفضِّل كذلك قراءة هذا الكتاب؛ إذ يواجه الأخوة بودلير كمِّيَّةً مُزعِجة للغاية من الرطوبة في رحلة نزولهم إلى أعماق اليأس تحت الماء. في الحقيقة يواجهون الكثير جدًّا من الفظائع التي لا يمكن حصرها، وأنت لا تريدني طبعًا أن أذكر أسوأها، الذي يتضمَّن الفُطر، والبحث اليائس عن شيء مفقود، ووحش ميكانيكي، ورسالة مزعجة من صديق مفقود، ورقصة كلاكيت. وباعتباري مؤلِّفًا متفانيًا تعهَّد بتدوين قصة الأخوة بودلير البائسة؛ عليَّ أن أستمر في الغوص في عمق أعماق حياة الأيتام. أمَّا أنتَ، فربما عليك أن تتعمَّق في قراءة كتاب أكثر مرحًا كي تحافظ على عينيك، وعلى معنوياتك من الانهيار. مع كامل احترامي. ليموني سنيكت.